قال اللّه تعالى
{ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا } الأحزاب (٥٨)
○ قال الإمام السعدي رحمه الله تعالى :
وإن كانت أذية المؤمنين عظيمة، وإثمها عظيمًا، ولهذا قال فيها: { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا } أي: بغير جناية منهم موجبة للأذى { فَقَدِ احْتَمَلُوا } على ظهورهم { بُهْتَانًا } حيث آذوهم بغير سبب { وَإِثْمًا مُبِينًا } حيث تعدوا عليهم، وانتهكوا حرمة أمر اللّه باحترامها.
ولهذا كان سب آحاد المؤمنين، موجبًا للتعزير، بحسب حالته وعلو مرتبته، فتعزير من سب الصحابة أبلغ، وتعزير من سب العلماء، وأهل الدين، أعظم من غيرهم.
ـــــــــــــ
قالَ أَبُو القَاسِم بنُ عَسَاكِر- رَحِمَهُ الله تعالى -:
"اِعْلَمْ ياَ أخِي وَفَّقَنِي اللهُ وَإِيّاَكَ لِمَرْضَاتِهِ وَجَعَلَنَا مِمَّنْ يّخْشاَهُ وَيَتَّقِيهِ، أنَّ لُحُومَ العُلَمَاءِ مَسْمُومِة، وَعَادَةُ اللهِ فِي هَتْكِ أَسْتَار مُنْتَقِصِهِمْ مَعْلُومَة وَأَنَّ مَنْ أَطْلَقَ لِسَانَهُ فِي العُلَمَاءِ بالثَّلْبِ بَلاََه ُاللهُ قبَْلَ مَوْتِهِ بِمَوْتِ القَلْبِ
( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
[النور : ٦٣].
[ المجموع، للنووي: (٥٨٩/١)]
قال الخطيب البغدادي مبينا شرف أصحاب الحديث
"قد جعل الله تعالى أهله أركان الشريعة، وهدم بهم كل بدعة شنيعة،
فهم أمناء الله من خليقته،
والواسطة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأمته،
والمجتهدون في حفظ ملته، أنوارهم زاهرة،
وفضائلهم سائرة،
وآياتهم باهرة،
ومذاهبهم ظاهرة،
وحججهم قاهرة،
وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه أو تستحسن رأيا تعكف عليه سوى أصحاب الحديث؛
فإن الكتاب عدتهم،
والسنة حجتهم،
والرسول فئتهم،
وإليه نسبتهم،
لا يعرجون على الأهواء،
ولا يلتفتون إلى الآراء،
يقبل منهم ما رووا عن الرسول وهم المأمونون عليه والعدول، حفظة الدين وخزنته،
وأوعية العلم وحملته،
إذا اختلف في حديث كان إليهم الرجوع،
فما حكموا به فهو المقبول المسموع،
ومنهم كل عالم فقيه،
وإمام رفيع نبيه،
وزاهد في قبيلة،
و مخصوص بفضيلة،
و قارئ متقن،
وخطيب محسن،
وهم الجمهور العظيم،
وسبيلهم السبيل المستقيم،
وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر،
وعلى الإفصاح بغير مذاهبهم لا يتجاسر،
من كادهم قصمه الله،
ومن عاندهم خذله الله،
لا يضرهم من خذلهم،
ولا يفلح من اعتزلهم،
المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير،
وبصر الناظر بالسوء إليهم حسير
" وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ" . أهـ
شرف أصحاب الحديث " (ص ٨٩ )
انتقاه أبو الفوزان محمد أمين الجزائري
{ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا } الأحزاب (٥٨)
○ قال الإمام السعدي رحمه الله تعالى :
وإن كانت أذية المؤمنين عظيمة، وإثمها عظيمًا، ولهذا قال فيها: { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا } أي: بغير جناية منهم موجبة للأذى { فَقَدِ احْتَمَلُوا } على ظهورهم { بُهْتَانًا } حيث آذوهم بغير سبب { وَإِثْمًا مُبِينًا } حيث تعدوا عليهم، وانتهكوا حرمة أمر اللّه باحترامها.
ولهذا كان سب آحاد المؤمنين، موجبًا للتعزير، بحسب حالته وعلو مرتبته، فتعزير من سب الصحابة أبلغ، وتعزير من سب العلماء، وأهل الدين، أعظم من غيرهم.
ـــــــــــــ
قالَ أَبُو القَاسِم بنُ عَسَاكِر- رَحِمَهُ الله تعالى -:
"اِعْلَمْ ياَ أخِي وَفَّقَنِي اللهُ وَإِيّاَكَ لِمَرْضَاتِهِ وَجَعَلَنَا مِمَّنْ يّخْشاَهُ وَيَتَّقِيهِ، أنَّ لُحُومَ العُلَمَاءِ مَسْمُومِة، وَعَادَةُ اللهِ فِي هَتْكِ أَسْتَار مُنْتَقِصِهِمْ مَعْلُومَة وَأَنَّ مَنْ أَطْلَقَ لِسَانَهُ فِي العُلَمَاءِ بالثَّلْبِ بَلاََه ُاللهُ قبَْلَ مَوْتِهِ بِمَوْتِ القَلْبِ
( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
[النور : ٦٣].
[ المجموع، للنووي: (٥٨٩/١)]
قال الخطيب البغدادي مبينا شرف أصحاب الحديث
"قد جعل الله تعالى أهله أركان الشريعة، وهدم بهم كل بدعة شنيعة،
فهم أمناء الله من خليقته،
والواسطة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأمته،
والمجتهدون في حفظ ملته، أنوارهم زاهرة،
وفضائلهم سائرة،
وآياتهم باهرة،
ومذاهبهم ظاهرة،
وحججهم قاهرة،
وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه أو تستحسن رأيا تعكف عليه سوى أصحاب الحديث؛
فإن الكتاب عدتهم،
والسنة حجتهم،
والرسول فئتهم،
وإليه نسبتهم،
لا يعرجون على الأهواء،
ولا يلتفتون إلى الآراء،
يقبل منهم ما رووا عن الرسول وهم المأمونون عليه والعدول، حفظة الدين وخزنته،
وأوعية العلم وحملته،
إذا اختلف في حديث كان إليهم الرجوع،
فما حكموا به فهو المقبول المسموع،
ومنهم كل عالم فقيه،
وإمام رفيع نبيه،
وزاهد في قبيلة،
و مخصوص بفضيلة،
و قارئ متقن،
وخطيب محسن،
وهم الجمهور العظيم،
وسبيلهم السبيل المستقيم،
وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر،
وعلى الإفصاح بغير مذاهبهم لا يتجاسر،
من كادهم قصمه الله،
ومن عاندهم خذله الله،
لا يضرهم من خذلهم،
ولا يفلح من اعتزلهم،
المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير،
وبصر الناظر بالسوء إليهم حسير
" وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ" . أهـ
شرف أصحاب الحديث " (ص ٨٩ )
انتقاه أبو الفوزان محمد أمين الجزائري