بِسْم الله الرَّحمن الرَّحيم
***
***
السُّؤال: هل تستطيعون أن تذكروا لنا باختصار بعض الطُّرق العمليَّة لتنظيم الكرَّاسات والدَّفاتر من حيث تدوين الفوائد عليها؟!
***
أجاب الشَّيخ مصطفى مبرم حفظه الله تعالى قائلا:
هذه مسألة أقول فيها دائمًا لإخواني هي مسألة وجدانيَّة ينبغي على طالب العلم أن ينظر ما هو أصلح له.
كان بعض إخواننا من الزُّملاء -من طلَّاب العلم- في دروس الشَّيخ مقبل -عليه رحمة الله- يأتون بالكرَّاس ذي الثَّمانين أو المائتن ورقة ثم يَقسِمونه على خمسة أقسامٍ مثلا يجعلونه مُخمَّسًا ويجعلون: الفوائد الأصوليَّة، الفوائد الحديثيَّة، فوائد الرِّجال، فوائد فقهيَّة، فوائد في التَّراجم؛ يجعلون لكلِّ واحدٍ منها جزءً ثمَّ يكتبون هذه الفائدة في هذا الجُزء حتَّى يسهل عليهم مراجعتها.
ومن أهل العلم من يستعمل أُسلوب البطاقات، فيجعل الأوراق على مثابة بطاقات ويجعل لكلِّ فنٍّ ما يُشبه الجُعبة أو الكيس أو ما أشبه ذلك فيكتب الفائدة الَّتي تمرُّ عليه في بطاقة ثمَّ يضعها في مكان مُعيَّن يسهل عليه مراجعتها إذا أراد.ومن أهل العلم من يعتمد طريقة الوُجهة الأولى من الكتاب، فإذا قرأ كتابًا -وهذه الطَّريقة هي عَسرة نوعًا ما لأنَّها تحتاج بعد ذلك إلى تجريد- فإذا قرأ الكتاب سواء كان طويلًا أم قصيرًا في مجلَّدٍ أو في مجلَّدات، يكتب على دُفَّة الصَّفحة الأُولى الَّتي تكون في الغالب بيضاء -أو الصَّفحات الأُولى- كلَّما مرَّت عليه فائدة جديدة لم تمرَّ عليه، لم يحفظها من قبل، لم يقرأها من قبل: يكتُبها ويُعنونُها ويضع لها رقمًا -رقم الصَّفحة-، ويجعل لها رقمًا هو من جهة ترقيمهِ كفائدة ويُميِّزها بنوع العلم الَّتي هي فيه يعني مثلا يقول: "فائدةٌ في المصطلح"، "فائدةٌ في الأصول"، "فائدة في البلاغة"، لم تكن مرَّت عليه، يكتبها ويُحيل على الصَّفحة بحيث إنَّه إذا أراد أن يَرجع إليها في وقتٍ مُعيَّن رجع إليها بسهولة أو نقلها إلى موضعها بسهولة.
فهذه أهمَّ الطُّرق فيما أعلم؛ وكثير من النَّاس صاروا بعد انتشار هذه الوسائل الالكترونية -أجهزة المحمول وغيرها- وما يُسمى بنظام النَّسخ أو القصّ واللَّصق: فيُلصقون الفائدة في الورقة ولا يُلصقونها في قلوبهم، وهذا نوع من الغلط بل لابدَّ لطالب العلم إذا أفاد فوائد من كتاب مُعيَّن أن تكون له مُذاكرة لهذه الفوائد بين الفينة والفينة.
وهناك طريقة هي الأحبُّ إلى نفسي وهي الَّتي أفعلها في الغالب وأنصح إخواني بها وهي أنَّ العلوم لها كُتب مختصر ولها كتب متوسِّطة ولها كتب مطوَّلة، فيأخذ الكتاب المتوسط -إذا درس متنًا مختصرًا- مثلا درس نخبة الفكر يأتي في التَّوسط النُّزهة -تُعتبر من المتوسّطات- أو غيرها من الكتب؛ فيأتي إلى النُّزهة ويأخذ نسخة فيها سعة من الفراغ أو يجعل في كلِّ صفحة صفة بيضاء من الأوراق، فيجعل هذا الكتاب بمثابة الأمّ، فكلَّما مرَّت عليه فائدة من الفوائد في المصطلح أخذ هذا الكتاب وألحقها بنظائرها مثلا -على سبيل المثال- يأتي إلى باب الشَّاذ في المصطلح فتمرّ عليه فائدة من السِّير للذَّهبي، من الكامل لابن عدي، من الميزان للذَّهبي، من تأريخ الإسلام، من تهذيب الكمال، من كتب الشَّيخ ناصر الدِّين الألباني، من كتب الشَّيخ مُقبل؛ تمرُّ عليه فائدةٌ في هذا الباب فإن كان عنده فراغ في تلك الصَّفحات وضعها وإلَّا كتبها في ورقة ووضعها بِحيث أنَّه إذا درس الكتاب مرَّة أُخرى أو أراد أن يُراجع فيه أو دارسه مع غيره فتكون هذه الفائدة عنده مُقيَّدة.
ومثله أيضًا بالنِّسبة لأصول الفقة: يأخذ شرحًا من شروح الورقات مثلا كشرح الرَّملي الذي هو غاية المأمول وهو يُعتبر ليس بالمتوسّط وليس بالواسع بالنِّسبة لشروح الورقات لكنَّه عندي من أفضلها، أو شرح المارديني وهذا الشَّرح أيضًا من أحسن شروح الورقات الَّذي هُو الأنجم الزَّاهرات مثلا فيأخذ هذا الكتاب ويجعله في مكتبته الخاصة فإذا مرَّ عليه قراءة لكتب مُعيَّنة مطوَّلة، مختصرة، مُتوسِّطة، يعلم أنَّ صاحب الورقات أو صاحب هذا الشَّرح لم يذكرها فيُلحقها بنظائرها في باب القياس، في باب الإجماع، في باب المجمل، في باب المبيَّن، في باب النَّسخ، يُلحقها بنظائرها؛ فهذا سيُحصّل فيه خيرًا كثيرًا من جهة المعلومات ومن جهة سُهولة المراجعة والرُّجوع إلى الفائدة.
والَّذي يفعل مثل هذه الطُّرق يسهل عليه التَّدريس، تسهل عليه المذاكرة، يَسهل عليه كثيرٌ من الأمور.
وقد كنت أرى بعض طُلَّاب العلم وبعض الإخوان ممَّن عندهم نوع من الذَّكاء لكنَّهم لا يحسنون التَّعامل والتَّصرف مع الكتب والاستفادة منها: ربَّما قطع درسه نصف شهر أو عشرة أيام، يعني يفتح الدَّرس ليُدرِّس إخوانه ويُفيدهم ثمَّ بعد ذلك ربَّما يقطع الدَّرس لأشهر أو لأيَّام معدودات؛ لماذا؟ لأنَّه يبحث المسألة الفلانيَّة أو المُعيَّنة؛ هذا ليس عيبًا مُطْلقًا، لا؛ ولكن لابدَّ أن تكون لطالب العلم صلة دائمة ومستمرَّة بالكتب.
وعلى كلِّ حال الجواب عن هذا طويل وقد أطلتُ فيه على كل حال فأرجو المغفرة.
هذه مسألة أقول فيها دائمًا لإخواني هي مسألة وجدانيَّة ينبغي على طالب العلم أن ينظر ما هو أصلح له.
كان بعض إخواننا من الزُّملاء -من طلَّاب العلم- في دروس الشَّيخ مقبل -عليه رحمة الله- يأتون بالكرَّاس ذي الثَّمانين أو المائتن ورقة ثم يَقسِمونه على خمسة أقسامٍ مثلا يجعلونه مُخمَّسًا ويجعلون: الفوائد الأصوليَّة، الفوائد الحديثيَّة، فوائد الرِّجال، فوائد فقهيَّة، فوائد في التَّراجم؛ يجعلون لكلِّ واحدٍ منها جزءً ثمَّ يكتبون هذه الفائدة في هذا الجُزء حتَّى يسهل عليهم مراجعتها.
ومن أهل العلم من يستعمل أُسلوب البطاقات، فيجعل الأوراق على مثابة بطاقات ويجعل لكلِّ فنٍّ ما يُشبه الجُعبة أو الكيس أو ما أشبه ذلك فيكتب الفائدة الَّتي تمرُّ عليه في بطاقة ثمَّ يضعها في مكان مُعيَّن يسهل عليه مراجعتها إذا أراد.ومن أهل العلم من يعتمد طريقة الوُجهة الأولى من الكتاب، فإذا قرأ كتابًا -وهذه الطَّريقة هي عَسرة نوعًا ما لأنَّها تحتاج بعد ذلك إلى تجريد- فإذا قرأ الكتاب سواء كان طويلًا أم قصيرًا في مجلَّدٍ أو في مجلَّدات، يكتب على دُفَّة الصَّفحة الأُولى الَّتي تكون في الغالب بيضاء -أو الصَّفحات الأُولى- كلَّما مرَّت عليه فائدة جديدة لم تمرَّ عليه، لم يحفظها من قبل، لم يقرأها من قبل: يكتُبها ويُعنونُها ويضع لها رقمًا -رقم الصَّفحة-، ويجعل لها رقمًا هو من جهة ترقيمهِ كفائدة ويُميِّزها بنوع العلم الَّتي هي فيه يعني مثلا يقول: "فائدةٌ في المصطلح"، "فائدةٌ في الأصول"، "فائدة في البلاغة"، لم تكن مرَّت عليه، يكتبها ويُحيل على الصَّفحة بحيث إنَّه إذا أراد أن يَرجع إليها في وقتٍ مُعيَّن رجع إليها بسهولة أو نقلها إلى موضعها بسهولة.
فهذه أهمَّ الطُّرق فيما أعلم؛ وكثير من النَّاس صاروا بعد انتشار هذه الوسائل الالكترونية -أجهزة المحمول وغيرها- وما يُسمى بنظام النَّسخ أو القصّ واللَّصق: فيُلصقون الفائدة في الورقة ولا يُلصقونها في قلوبهم، وهذا نوع من الغلط بل لابدَّ لطالب العلم إذا أفاد فوائد من كتاب مُعيَّن أن تكون له مُذاكرة لهذه الفوائد بين الفينة والفينة.
وهناك طريقة هي الأحبُّ إلى نفسي وهي الَّتي أفعلها في الغالب وأنصح إخواني بها وهي أنَّ العلوم لها كُتب مختصر ولها كتب متوسِّطة ولها كتب مطوَّلة، فيأخذ الكتاب المتوسط -إذا درس متنًا مختصرًا- مثلا درس نخبة الفكر يأتي في التَّوسط النُّزهة -تُعتبر من المتوسّطات- أو غيرها من الكتب؛ فيأتي إلى النُّزهة ويأخذ نسخة فيها سعة من الفراغ أو يجعل في كلِّ صفحة صفة بيضاء من الأوراق، فيجعل هذا الكتاب بمثابة الأمّ، فكلَّما مرَّت عليه فائدة من الفوائد في المصطلح أخذ هذا الكتاب وألحقها بنظائرها مثلا -على سبيل المثال- يأتي إلى باب الشَّاذ في المصطلح فتمرّ عليه فائدة من السِّير للذَّهبي، من الكامل لابن عدي، من الميزان للذَّهبي، من تأريخ الإسلام، من تهذيب الكمال، من كتب الشَّيخ ناصر الدِّين الألباني، من كتب الشَّيخ مُقبل؛ تمرُّ عليه فائدةٌ في هذا الباب فإن كان عنده فراغ في تلك الصَّفحات وضعها وإلَّا كتبها في ورقة ووضعها بِحيث أنَّه إذا درس الكتاب مرَّة أُخرى أو أراد أن يُراجع فيه أو دارسه مع غيره فتكون هذه الفائدة عنده مُقيَّدة.
ومثله أيضًا بالنِّسبة لأصول الفقة: يأخذ شرحًا من شروح الورقات مثلا كشرح الرَّملي الذي هو غاية المأمول وهو يُعتبر ليس بالمتوسّط وليس بالواسع بالنِّسبة لشروح الورقات لكنَّه عندي من أفضلها، أو شرح المارديني وهذا الشَّرح أيضًا من أحسن شروح الورقات الَّذي هُو الأنجم الزَّاهرات مثلا فيأخذ هذا الكتاب ويجعله في مكتبته الخاصة فإذا مرَّ عليه قراءة لكتب مُعيَّنة مطوَّلة، مختصرة، مُتوسِّطة، يعلم أنَّ صاحب الورقات أو صاحب هذا الشَّرح لم يذكرها فيُلحقها بنظائرها في باب القياس، في باب الإجماع، في باب المجمل، في باب المبيَّن، في باب النَّسخ، يُلحقها بنظائرها؛ فهذا سيُحصّل فيه خيرًا كثيرًا من جهة المعلومات ومن جهة سُهولة المراجعة والرُّجوع إلى الفائدة.
والَّذي يفعل مثل هذه الطُّرق يسهل عليه التَّدريس، تسهل عليه المذاكرة، يَسهل عليه كثيرٌ من الأمور.
وقد كنت أرى بعض طُلَّاب العلم وبعض الإخوان ممَّن عندهم نوع من الذَّكاء لكنَّهم لا يحسنون التَّعامل والتَّصرف مع الكتب والاستفادة منها: ربَّما قطع درسه نصف شهر أو عشرة أيام، يعني يفتح الدَّرس ليُدرِّس إخوانه ويُفيدهم ثمَّ بعد ذلك ربَّما يقطع الدَّرس لأشهر أو لأيَّام معدودات؛ لماذا؟ لأنَّه يبحث المسألة الفلانيَّة أو المُعيَّنة؛ هذا ليس عيبًا مُطْلقًا، لا؛ ولكن لابدَّ أن تكون لطالب العلم صلة دائمة ومستمرَّة بالكتب.
وعلى كلِّ حال الجواب عن هذا طويل وقد أطلتُ فيه على كل حال فأرجو المغفرة.
تفريغ: أمّ حُــور
الدَّرس التَّاسع \ شرح كتاب أحاديث الفتن والحوادث
الدَّرس التَّاسع \ شرح كتاب أحاديث الفتن والحوادث