عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- قال: " النّاس ثلاثة: عالم ربّاني، ومتعلّم على سبيل نجاة، وهمج رِعاع أو رُعاع أتباع كلّ ناعق".
العالم الرّباني هو الذّي يحسن سيادة النّاس في تعليمهم دينهم، يبدؤُهم بصغار المسائل قبل كبارها.
الثّاني: المتعلِّم الذّي هو على سبيل نجاة، محبّ للخير، يطلب من الفقه في دين الله ما يتبصّر به فيعمل ما يأمره الله به ورسوله ويدع ما نهاه الله عنه ورسوله. هذا على سبيل نجاة، سالك سبيل النّجاة.
والثّالث: الهمج الرِّعاع أتباع كلّ ناعق. مَن هو النّاعق؟ النّاعق هو الذّي يتصدّر ميادين الدّعوة ويُقحم نفسه فيتكلّم في مسائل ليس عنده من الفقه في دين الله ما يُؤهّله للكلام فيها وإنّما هو زخرف القول وشقشقة العبارات وقد ينطق بالكفريّات ولكن أتباعه لا يُميّزون لأنّه رعاع. وأظنّ أنّ هذا عقوبة من الله لهم حينما زهدوا في العلماء الرّبّانيّين الذّين يُبصّرونهم في دين الله من الكتاب والسّنّة وعلى فهم السّلف الصّالح من الصّحابة ومن تبعهم بإحسان فابتلوا بهؤلاء، أصحاب زخرفِ القول.
الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى
من شرح نواقض الاسلام الدرس الخامس/ المقدمة