تنبيه الشيخ الألباني - رحمه الله - على
خطإ شائع بين كثير من طلاب العلم وغيرهم ...
______________________
قال رحمه الله : خطإ شائع بين كثير من طلاب العلم وغيرهم ...
______________________
((... أرى لزاما علي أن أنبه على خطأ شائع من كثير من طلاب العلم وغيرهم ألا وهو أنهم إذا كانوا في مجلس علم وأراد أحدهم أن ينزع بآية وأن يستدل بها أو أراد أن يسأل عن دلالتها أو عما ينبغي التوفيق بينها وبين حديث ما , يقول السائل :" قال الله عز وجل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {فإذا قرئ القـرآن } "-مثلا - أو قال:" قال الله تعالى : بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "ونحو ذلك من الأقوال هذا خطأ محض فيه نسبة شيء إلى الله لا يقصده القائل ولكنه يُدان بلفظه فيقع في مخالفة قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إياك ومـا يُعتذر منه )) (1) فنحن حينما نستدرك على بعض الناس , فنقول لهم : أين قال الله "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { فإذا قُرئ القرآن فاستمعوا له}" ؟ لا يوجد شيء من هذا إطلاقا , لكني أدري كما يدري كل فرد منكم أن هذا القارئ أو هذا المستدل أو هذا السائل إنما يقول هذه الكلمة ويذكر هذه الإستعاذة بين يدي الآية إعمالا منه أو تطبيقا منه لقوله تبارك وتعالى :{فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله } هكذا يقولون حينما نعترض عليهم مذكرا لهم بأن هذا لا ينبغي أن يكون كذلك, لأن قولك : قال الله بعد كذا يعني أن الله قال : "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {فإذا قرئ القرآن فاستمعوا}" وبخاصة إذا قيل : قال الله بعد كذا هذه البعدية إنما تتعلق به، ولا تتعلق بالله تبارك وتعالى وعلى ذلك فينبغي لكل من ساق آية يريد الإستدلال بها أو يريد السؤال عنها أن يتلوها مباشرة ولا يقول : قال الله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : {فإذا قرئ القرآن } ولا يقول : قال الله بعد أعوذ بالله وإنما رأسا يذكرها فيقول : مـا التوفيق بين قوله تعالى : { وإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله } وبين حديث كذا ؟ هكذا يجب أن تنتبهوا حتى لا تقعوا في مؤاخذة مخالفة قول الرسول عليه السلام ((إياك ومـا يُعتذر منه))((لا تكلمن بكلام تعتذر به عـند الناس(2)
دائما الناس يقولون :
والله أنا قصدت كذا , يا أخي قصدك في قلبك لا يعرفه إلا ربك لكن أحسِن التعبير عن قصدك بلفظك ألم تسمعوا إنكار الرسول عليه السلام الشديد على ذلك الصحابي الذي سمع موعـظة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقام ليُظهر خضوعه واتباعه وإطاعته للنبي بقوله : "مـا شاء الله وشئت يا رسول الله ", فماذا كان موقفه عليه السلام قال : ((أجعلتني لله نِدا ؟! قل ما شاء الله وحده ))(3) أترون بأن هذا الصحابي قصد بقوله مخاطبا لنبيه "ما شاء الله وشئت" أن يجعله شريكا مع الله ؟ ما آمن برسول الله يقينا إلا فرارا من الشرك . إذن لماذا بالغ الرسول عليه السلام في الإنكار عليه بهذه العبارة الشديدة : ((أجعلتني لله نـدا؟! قل ما شاء الله وحده )) إذن لا ينبغي أن تُسَوِّغوا أخطائكم اللفظية بصوابكم القلبي، هذا لا يسوغ ذاك، فعلينا إذا تكلمنا بكلام أن يكون كلامنا مُطابقا لحسن قصدنا وأن لا يكون كلامنا سيئا وقصدنا حسنا؛ بل يجب أن يُطابق اللفظ ما في القلب .
هذه تذكرة وهذه تنفع المؤمنين إن شاء الله .
المصدر: الشريط الرابع عشر (أ) من سلسلة فتاوى جدة
منقول من منتديات التصفية و التربية وفق الله المشرفين عليها .
ـــــــــــــــــــــــمنقول من منتديات التصفية و التربية وفق الله المشرفين عليها .
(1) عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أوصني ، قال : عليك بالإياس مما في أيدي الناس ، وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر ، وصل صلاتك وأنت مودع ، وإياك وما يعتذر منه ) . قال الإمام المنذري في الترغيب والترهيب : رواه الحاكم والبيهقي في الزهد واللفظ له ، وقال الحاكم : صحيح الإسناد ، كذا قال .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في صحيح الترغيب والترهيب عند حديث 825 : حسن .
وذكره - رحمه الله - في السلسلة الصحيحة من حديث أنس رضي الله عنه بالجملة الأخيرة ، وقال : وهذا سند حسن رجاله ثقات ، وفي شبيب كلام لايضر . حديث 354 ( ج1/622 ) .
(2) رواه أحمد و صححه الألباني في السلسلة الصحيحة حديث 401 ( ج1 / 687 )
(3) رواه النسائي ( 988 ) و صححه الألباني رحمه الله