قال العلَّامة حافظ بن أحمد حكمي ـ رحمه الله تعالى ـ:
يَا طَالِبَ العِلْمِ لَا تَبْغِي بِهِ بَدَلًا * فَقَدْ ظَفِرْتَ وَرَبِّ اللَّوْحِ والْقَلَمِ
وَقَدِّسِ العِلْمَ وَاعْرِفْ قَدْرَ حُرْمَتِهِ * فِي القَوْلِ وَالفِعْلِ، وَالآدَابَ فَالْتَزِمِ
وَاجْهَدْ بِعَزْمٍ قَوِيٍّ لَا انْثِنَاءَ لَهُ * لَوْ يَعْلَمُ الْمَرْءُ قَدْرَ العِلْمِ لَمْ يَنَمِ
وَالنُّصْحُ فَابْذُلْهُ لِلطُّلَّابِ مُحْتَسِبًا * فِي السِّرِّ وَالْجَهْرِ، وَالأُسْتاذَ فَاحْتَرِمِ
وَ«مَرْحَبًا» قُلْ لِمَنْ يَأتِيكَ يَطْلُبُهُ * وَفِيهِمُ احْفَظْ وَصَايَا الْمُصْطَفَى بِهِمِ
وَالنِّيَّةَ اجْعَلْ لِوَجْهِ اللهِ خَالِصَةً * إِنَّ البِنَاءَ بِدُونِ الأَصْلِ لَمْ يَقُمِ
وَمَنْ يَكُنْ ـ لِيَقُولَ النَّاسُ ـ يَطْلُبُهُ * أَخْسِرْ بِصَفْقَتِهِ فِي مَوْقِفِ النَّدَمِ
وَمَنْ بِهِ يَبْتَغِي الدُّنْيَا فَلَيْسَ بِهِ * يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ حَظٍّ وَلَا قَسَمِ
كَفَى بِهِ (مَن كانَ) فِي شُورَى وَهُودٍ وَفِي الْـ * إسْراءِ مَوْعِظَةً لِلحَاذِقِ الفَهِمِ
إِيَّاكَ وَاحْذَرْ مُمَارَاةَ السَّفِيهِ بِهِ * كَذَا مُبَاهاةَ أهْلِ العِلْمِ لَا تَرُمِ
فَإِنَّ أَبْغَضَ كُلِّ الخَلْقِ أَجْمَعِهِمْ * إِلَى الإِلَهِ أَلَدُّ النَّاسِ فِي الخِصَمِ
وَالعُجْبَ فَاحْذَرْهُ إِنَّ العُجْبَ مُجْتَرِفٌ * أَعْمَالَ صَاحِبِهِ فِي سَيْلِهِ العَرِمِ
وَبِالْمُهِمِّ الْمُهِمِّ ابْدَأْ لِتُدْرِكَهُ * وَقَدِّمِ النَّصَّ، والآرَاءَ فَاتَّهِمِ
قَدِّمْ وُجُوبًا عُلُومَ الدِّينِ إِنَّ بِهَا * يَبِينُ نَهْجُ الهُدَى مِنْ مُوجِبِ النِّقَمِ
وَكُلُّ كَسْرِ الفَتَى فَالدِّينُ جَابِرُهُ * وَالكَسْرُ فِي الدِّينِ صَعْبٌ غَيْرُ مُلْتَئِمِ
دَعْ عَنْكَ مَا قَالَهُ العَصْرِيُّ مُنْتَحِلًا * وَبِالعَتِيقِ تَمَسَّكْ قَطُّ وَاعْتَصِمِ
مَا العِلْمُ إِلَّا كِتَابُ اللهِ أَوْ أَثَرٌ * يَجْلُو بِنُورِ هُدَاهُ كُلَّ مُنْبَهِمِ
مَا ثَمَّ عِلْمٌ سِوَى الوَحْيِ المُبِينِ وَمَا * مِنْهُ اسْتُمِدَّ، أَلَا طُوبَى لِمُغْتَنِمِ
وَالكَتْمَ لِلْعِلْمِ فَاحْذَرْ إِنَّ كَاتِمَهُ * فِي لَعْنَةِ اللهِ وَالأقْوَامِ كُلِّهِمِ
وَمِنْ عُقُوبَتِهِ أَنْ فِي الْمَعَادِ لَهُ * مِنَ الجَحِيمِ لِجَامًا لَيْسَ كَاللُّجُمِ
وَصَائِنِ العِلْمَ عَمَّنْ لَيْسَ يَحْمِلُهُ * مَا ذَا بِكِتْمانِ بلْ صَوْنٌ فَلا تَلُمِ
وَإِنَّمَا الكَتْمُ مَنْعُ العِلْمِ طَالِبَهُ * مِنْ مُسْتَحِقٍّ لَهُ فَافْهَمْ وَلَا تَهِمِ
وَأَتْبِعِ العِلْمَ بِالأَعْمَالِ وَادْعُ إِلَى * سَبِيلِ رَبِّكَ بِالتِّبْيَانِ وَالْحِكَمِ
وَاصْبِرْ عَلَى لَاحِقٍ مِنْ فِتْنَةٍ وَأَذًى * فِيهِ وَفِي الرُّسْلِ ذِكْرَى فَاقْتَدِهْ بِهِمِ
لَوَاحِدٌ بِكَ يَهْدِيهِ الإِلَهُ لَذَا * خَيْرٌ غَدًا لَكَ مِنْ حُمْرٍ مِنَ النَّعَمِ
وَاسْلُكْ سَوَاءَ الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ وَلَا * تَعْدِلْ وَقُلْ ربِّيَ الرَّحْمَنُ وَاسْتَقِمِ
[«حاشية روضة العقلاء لابن حبَّان»]
يَا طَالِبَ العِلْمِ لَا تَبْغِي بِهِ بَدَلًا * فَقَدْ ظَفِرْتَ وَرَبِّ اللَّوْحِ والْقَلَمِ
وَقَدِّسِ العِلْمَ وَاعْرِفْ قَدْرَ حُرْمَتِهِ * فِي القَوْلِ وَالفِعْلِ، وَالآدَابَ فَالْتَزِمِ
وَاجْهَدْ بِعَزْمٍ قَوِيٍّ لَا انْثِنَاءَ لَهُ * لَوْ يَعْلَمُ الْمَرْءُ قَدْرَ العِلْمِ لَمْ يَنَمِ
وَالنُّصْحُ فَابْذُلْهُ لِلطُّلَّابِ مُحْتَسِبًا * فِي السِّرِّ وَالْجَهْرِ، وَالأُسْتاذَ فَاحْتَرِمِ
وَ«مَرْحَبًا» قُلْ لِمَنْ يَأتِيكَ يَطْلُبُهُ * وَفِيهِمُ احْفَظْ وَصَايَا الْمُصْطَفَى بِهِمِ
وَالنِّيَّةَ اجْعَلْ لِوَجْهِ اللهِ خَالِصَةً * إِنَّ البِنَاءَ بِدُونِ الأَصْلِ لَمْ يَقُمِ
وَمَنْ يَكُنْ ـ لِيَقُولَ النَّاسُ ـ يَطْلُبُهُ * أَخْسِرْ بِصَفْقَتِهِ فِي مَوْقِفِ النَّدَمِ
وَمَنْ بِهِ يَبْتَغِي الدُّنْيَا فَلَيْسَ بِهِ * يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ حَظٍّ وَلَا قَسَمِ
كَفَى بِهِ (مَن كانَ) فِي شُورَى وَهُودٍ وَفِي الْـ * إسْراءِ مَوْعِظَةً لِلحَاذِقِ الفَهِمِ
إِيَّاكَ وَاحْذَرْ مُمَارَاةَ السَّفِيهِ بِهِ * كَذَا مُبَاهاةَ أهْلِ العِلْمِ لَا تَرُمِ
فَإِنَّ أَبْغَضَ كُلِّ الخَلْقِ أَجْمَعِهِمْ * إِلَى الإِلَهِ أَلَدُّ النَّاسِ فِي الخِصَمِ
وَالعُجْبَ فَاحْذَرْهُ إِنَّ العُجْبَ مُجْتَرِفٌ * أَعْمَالَ صَاحِبِهِ فِي سَيْلِهِ العَرِمِ
وَبِالْمُهِمِّ الْمُهِمِّ ابْدَأْ لِتُدْرِكَهُ * وَقَدِّمِ النَّصَّ، والآرَاءَ فَاتَّهِمِ
قَدِّمْ وُجُوبًا عُلُومَ الدِّينِ إِنَّ بِهَا * يَبِينُ نَهْجُ الهُدَى مِنْ مُوجِبِ النِّقَمِ
وَكُلُّ كَسْرِ الفَتَى فَالدِّينُ جَابِرُهُ * وَالكَسْرُ فِي الدِّينِ صَعْبٌ غَيْرُ مُلْتَئِمِ
دَعْ عَنْكَ مَا قَالَهُ العَصْرِيُّ مُنْتَحِلًا * وَبِالعَتِيقِ تَمَسَّكْ قَطُّ وَاعْتَصِمِ
مَا العِلْمُ إِلَّا كِتَابُ اللهِ أَوْ أَثَرٌ * يَجْلُو بِنُورِ هُدَاهُ كُلَّ مُنْبَهِمِ
مَا ثَمَّ عِلْمٌ سِوَى الوَحْيِ المُبِينِ وَمَا * مِنْهُ اسْتُمِدَّ، أَلَا طُوبَى لِمُغْتَنِمِ
وَالكَتْمَ لِلْعِلْمِ فَاحْذَرْ إِنَّ كَاتِمَهُ * فِي لَعْنَةِ اللهِ وَالأقْوَامِ كُلِّهِمِ
وَمِنْ عُقُوبَتِهِ أَنْ فِي الْمَعَادِ لَهُ * مِنَ الجَحِيمِ لِجَامًا لَيْسَ كَاللُّجُمِ
وَصَائِنِ العِلْمَ عَمَّنْ لَيْسَ يَحْمِلُهُ * مَا ذَا بِكِتْمانِ بلْ صَوْنٌ فَلا تَلُمِ
وَإِنَّمَا الكَتْمُ مَنْعُ العِلْمِ طَالِبَهُ * مِنْ مُسْتَحِقٍّ لَهُ فَافْهَمْ وَلَا تَهِمِ
وَأَتْبِعِ العِلْمَ بِالأَعْمَالِ وَادْعُ إِلَى * سَبِيلِ رَبِّكَ بِالتِّبْيَانِ وَالْحِكَمِ
وَاصْبِرْ عَلَى لَاحِقٍ مِنْ فِتْنَةٍ وَأَذًى * فِيهِ وَفِي الرُّسْلِ ذِكْرَى فَاقْتَدِهْ بِهِمِ
لَوَاحِدٌ بِكَ يَهْدِيهِ الإِلَهُ لَذَا * خَيْرٌ غَدًا لَكَ مِنْ حُمْرٍ مِنَ النَّعَمِ
وَاسْلُكْ سَوَاءَ الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ وَلَا * تَعْدِلْ وَقُلْ ربِّيَ الرَّحْمَنُ وَاسْتَقِمِ
[«حاشية روضة العقلاء لابن حبَّان»]