اعلم أنه يمكن لكثير من الناس أن يستدلوا على علمك وعقلك وشخصيتك من دون أن يَرَوْكَ، وذلك من خلال أمورٍ، منها:
1- منشوراتك على وسائل التواصل
مثلا بعض الناس تجد منشوراته علمية رصينة، فيها فائدة، وحكمة، وأدب، ومناسبة للمقام، وبعيدة عن الفتن..، تجده يطرق مواضيع جديدة يفيد بها الناس...
بينما مثلا بعض الناس تجد منشوراته هزيلة، لا فائدة فيها تُذكر، بل وقد يكون فيها مضرة وشر...
2- الفوائد التي تنتقيها
قديما قيل: (انتقاء المرء قطعة من عقله)
بعض الناس مثلا تجده ينتقي أشياء هي من أبجديات العلم، وهو يظن أنها فائدة بالمعنى المتعارف عليه بين طلاب العلم..
وبعضهم ينقل كلاما خاطئا وهو يظن أنه فائدة، وهو في الحقيقة شرّ!
وبعضهم ينقل كل ما تقع عليه عينُه بطريقة (نسخ لصق) فلا هو يعي معناها، ولا هو يستفيد منها الفائدة المرجوة..
وفي المقابل عندما تنظر إلى انتقاءات بعض الناس تجد أنها درر تُشد لها الرحال؛ إما قاعدة، وإما ضابط، وإما حكمة، وإما قيود، وإما استنباطات بديعة، وإما نوادر طيّبة، وإما تقاسيم، وإما خبايا زوايا... إلخ
انظر مثلا إلى فوائد ابن القيم؛ تجد أنها فوائد تشد لها الرحال، ودُرَرٌ نفيسة.. ثم قارنها بغيرها، وسترى الفرق.
3- تسجيلات الإعجاب
الأمر هنا شبيه بما قبله، أضف إلى ذلك أن تسجيلات الإعجاب قد تكشف عن مكنونات في شخصية المرء ربما لا يستطيع الإفصاح عنها بنفسه للناس؛ إما خوفا وإما خجلا وإما وإما.. حيث إن الإعجابات لا يتتبعها أحد كالمنشورات؛ فـ(تريح في الزحمة)
فمثلا نرى بعض الناس يُظهر أنه لا يحب المبتدعة، فإذا ما نظرتَ في صفحات بعض المبتدعة تجد تسجيلات إعجاب له!
أنا شخصيا أعذُر بعض الأشخاص في هذه الأمور وأحمل تصرفاتهم على المحمل الحسن؛ لأنهم أهلٌ لحسن الظن، حيث إنهم قد يبدوا لهم أن يسجلوا إعجابات ببعض الصفحات السيئة لمتابعة جديدها من أجل الرد عليهم في حينها، وهذا الذي بدا لهم قد يكونون مصيبين فيه وقد يكونون مخطئين، الله أعلم، لكن بالنسبة لأشخاصهم أَحْمِلُ ما فعلوا على المحمل الحسن.
4- أسلوبك في الكتابة
بعض الناس تجد في كتاباته الأخطاء النحوية، والصرفية، والإملائية، واللغوية، والبلاغية، والأدبية، والعلمية، وتجد فيها ركاكة الأسلوب، والبعد عن جادّةِ المنهج العلمي، فإذا نظرتَ إلى كتاباته تعرف أن هذا الشخص ليس طالب علم.
بينما بعض الناس لا تجد في كتاباته تلك الأخطاء، وتجد فيها السير على جادة المنهج العلمي، وتجد فيها المتانة والرصانة، وتجده يعتني بعلامات الترقيم بلا إفراط ولا تفريط، وتجده يفصل في مقام التفصيل، ويُجمل في مقم الإجمال، ويبين في مقام الغموض، وويُبهم في مقام الإبهام، ويستعمل المستعمَل من الكلام ويبتعد عن الوحشيّ منه، ويستخدم الألفاظ العذبة الذيذة إلى الأسماع، ويصور لك الوقائع بالكلام فتصير كأنك تراها رأي العين، ويستعمل الأساليب العلمية في أيصال العلم وتيسيره، ويربط الأفكار، ويتعني بتَسَلْسُلِها التسلسلَ المنطقيَّ السليم، ويعزو النقول إلى مصادرها، ويتثبت من صحتها لفظا ومعنى... إلى غير ذلك.
وقد قيل قديما: (البيان مِن نتاج العلم، والعِيُّ مِن نتاج الجهل).
6- طريقة نقدك للآخرين أو ثنائك عليهم
هناك مَن ينقد لمجرد النقد، وينقد بما لا يصح أن يُنتقد به المرء، وينقد بغير علمٍ، وينقد قبل أن يفهم الكلام، ولا يحمل الكلام على المحمل الحسن حين يستحق أن يُحمل، ويسيء الظن بالناس حين لا يصح أن يُساء، ويستعمل العاطفة والحميّة بدل العلم والحكمة، ويردّ بردود لا مكان لها في العلم.
أيضا بعض الناس في باب المدح تجده يمدح مدحًا أعمى، ويعطي الممدوح ما لا يستحقه من الألقاب والصفات أصلا، ويصير عنده خطأُ الممدوح صوابا لأنه لا يبصر عيوبَه...
بينما تجد من الناس من إذا انتقد او مدح فإنه يبني ذلك على أساس علميّ شرعي، ولا يفرط أو يفرط في مدح ولا قدح...
7- طريقة تناولك للمسائل العلمية
وذلك من حيث كونك تتناولها من منظور علميّ أو من منظور الجهل أو العاطفة أو الميول أو الحميّة
8- اهتماماتك
اهتمامات المرء تدل على شخصيته وطريقة تفكيره
فمثلا الذي له اهتمام بكتب الأدب والبلاغة يدل هذا على أنه هادئ الطبع صاحب ذوق
والذي له اهتمام بأصول العلوم في بداياته يدل هذا على أنه مرتَّبٌ يحب التأصيل والبناء السليم ودخول البيوت من أبوابها
والذي له اهتمام بالفتاوى ولمّا يتأصل يدل هذا على أنه غير مرتب، ولا يعرف كيفية التأصيل، ويدل أيضا على أنه كسول لا يجد القوة والصبر على التأصيل، ويدل أيضا على أنه (يحب أن يطير ولمّا يُريِّش) وأن (يتوبب قبل أن يتحصرم).
والذي له اهتمام بالغرائب والنوادر ووحشي الكلام وشواذ المسائل يدل هذا على أن لديه حبا للظهور والإغراب ولفت أنظار الناس واستقطاب الرَّعاعِ والطَّغَام
والذي له اهتمام بالعلوم والمسائل التي تحتاج ذكاء وفطنةً يدل هذا على أنه ذكي
وهكذا
9- ردود أفعالك
إذا أخطأ أحد في حقك أو ظلمك أو سبك أو شتمك أو أو؛ ردُّ فعلك تجاهه يدل على شخصيتك؛ عصبي، هادئ، حكيم، ضعيف الشخصية، مُجامل، سيئ الأدب، مؤدب...
10- أصدقاؤك على مواقع التواصل الذين تُكثر التواصل معهم وتبادل المنشورات معهم
يكفي في هذا قول النبي -صلى الله عليه وسلم!-: "المرء على دين خليله"
11- المجموعات التي تشترك فيها
هذه النقطة تلتقي مع النقطة الثامنة والعاشرة
مثلا المجموعات قد تكون منشوراتها علميةً محضةً بأسلوب علميّ؛ فكونُك من مرتاديها يدل على أنك تحب العلم والأسلوب العلمي
وقد يكون منشوراتها غرائب ووحشيات ونوادر وقصص؛ فكونك من مرتاديها يدل على أنك (واحد فاضي) وتحب اللهو واللعب أكثر من الجد والحزم
والمجموعات التي أصحابها من أصحاب المناهج المميعة -كحال أصحاب الحلبي والمأربي وأضرابهم-؛ كونُك من مرتاديها يدل على أنك مائع في دينك أو تميل إلى الميوعة
والمجموعات التي أصحابها من أصحاب الاتجاه الحدادي والمتشدد؛ كونك من مرتاديها يدل على أنك متشدد او تميل إلى التشدد
وهكذا
12- تصاميمك
اختيارك للألوان والخطوط والمؤثرات والخلفيات والصور وترتيبك لعناصر التصميم وتنسيقك لها يدل على ذوقك ومدى صفاء ذهنك وسِعَةِ خيالك ومدى قدرتك على تصوير ما في خيالك
13- العلماء الذين تُكثر من قراءة كتبهم
وهذا أيضا له ارتباط بما قبله
ومعنى هذه النقطة أن إكثارك مِن القراءة والاستماع لعالمٍ ما ، وكان هذا العالم يغلب عليه جانب معين؛ فهذا يدل على أنك تميل إلى هذا الجانب الذي غلب على هذا العالم.
14- ملخصاتك لكلام العلماء
عندما تلخص كلامًا أو كتابا؛ فإنّ الناظر إلى حجم الملخَّص من جهة، وإلى مدى احتوائه مع ذلك على مقاصد الكلام الأصلي واستيفائه لها من جهة، وإلى سهولة أو صعوبة الأسلوب من جهة، وإلى انتقائك لما توردُه في التلخيص وما تستغني عنه من جهة، وإلى ترتيب المعلومات من جهة، وإلى تكرارك للألفاظ والمعاني أو عدمه من جهة؛ يمكنه أن يحكم على عدة أمور، منها: مقدرتك على فهم مقاصد ومعاني الكلام، وجودة انتقائك لما يستحق الذكر وما لا يستحق، ومقدرتك على الإتيان بالمعنى الكثير في اللفظ القليل، وجودة أسلوبك من حيث السهولة والصعوبة، وجودة ترتيب أفكارك.
15- استدلالاتك
بعض الناس إذا استدل تجد أن المقدمات التي بنى عليها استدلالَه والأدلة التي استدل بها سليمة صحيحة، وتجد أن النتائج التي بناها على ما سبق صحيحة سليمة وفي محلها.
وهذا يدل على الذكاء وسلامة القريحة وجودة التفكير
بينما تجد بعض الناس إذا استدل فإما يبني على مقدمات خاطئة، وإما يستدل بدليل ضعيف، وإما يخرج بنتيجة خاطئة
فإذا نظرتَ إلى الدليل وإلى استدلاله يخطر ببالك قول القائل:
سارت مُشَرِّقةً وسِرْتُ مُغَرِّبًا *** شتان بين مُشَرِّقٍ ومُغَرِّبِ
هذه الكلمة خاطرةٌ ارتجالية كتبتُها على عجل، ولكن أرجو أن يكون فيها إشارةً لمن هو فَطِنٌ ويكتفي بالإشارة ومختصر العبارة.
وأرجو ممن وجد فيها ما يستحق التنبيه أن ينبهني عليه -مشكورا-.
وأرجو ممن يستطيع أن يطرق هذا الموضوع بأحسن من هذا وأكثر تفصيلا أن يقوم بذلك مشكورا؛ لأنه موضوع مهم ويستحق الكتابة فيه -كما لا يخفى-.
كتب
علي المالكي
1- منشوراتك على وسائل التواصل
مثلا بعض الناس تجد منشوراته علمية رصينة، فيها فائدة، وحكمة، وأدب، ومناسبة للمقام، وبعيدة عن الفتن..، تجده يطرق مواضيع جديدة يفيد بها الناس...
بينما مثلا بعض الناس تجد منشوراته هزيلة، لا فائدة فيها تُذكر، بل وقد يكون فيها مضرة وشر...
2- الفوائد التي تنتقيها
قديما قيل: (انتقاء المرء قطعة من عقله)
بعض الناس مثلا تجده ينتقي أشياء هي من أبجديات العلم، وهو يظن أنها فائدة بالمعنى المتعارف عليه بين طلاب العلم..
وبعضهم ينقل كلاما خاطئا وهو يظن أنه فائدة، وهو في الحقيقة شرّ!
وبعضهم ينقل كل ما تقع عليه عينُه بطريقة (نسخ لصق) فلا هو يعي معناها، ولا هو يستفيد منها الفائدة المرجوة..
وفي المقابل عندما تنظر إلى انتقاءات بعض الناس تجد أنها درر تُشد لها الرحال؛ إما قاعدة، وإما ضابط، وإما حكمة، وإما قيود، وإما استنباطات بديعة، وإما نوادر طيّبة، وإما تقاسيم، وإما خبايا زوايا... إلخ
انظر مثلا إلى فوائد ابن القيم؛ تجد أنها فوائد تشد لها الرحال، ودُرَرٌ نفيسة.. ثم قارنها بغيرها، وسترى الفرق.
3- تسجيلات الإعجاب
الأمر هنا شبيه بما قبله، أضف إلى ذلك أن تسجيلات الإعجاب قد تكشف عن مكنونات في شخصية المرء ربما لا يستطيع الإفصاح عنها بنفسه للناس؛ إما خوفا وإما خجلا وإما وإما.. حيث إن الإعجابات لا يتتبعها أحد كالمنشورات؛ فـ(تريح في الزحمة)
فمثلا نرى بعض الناس يُظهر أنه لا يحب المبتدعة، فإذا ما نظرتَ في صفحات بعض المبتدعة تجد تسجيلات إعجاب له!
أنا شخصيا أعذُر بعض الأشخاص في هذه الأمور وأحمل تصرفاتهم على المحمل الحسن؛ لأنهم أهلٌ لحسن الظن، حيث إنهم قد يبدوا لهم أن يسجلوا إعجابات ببعض الصفحات السيئة لمتابعة جديدها من أجل الرد عليهم في حينها، وهذا الذي بدا لهم قد يكونون مصيبين فيه وقد يكونون مخطئين، الله أعلم، لكن بالنسبة لأشخاصهم أَحْمِلُ ما فعلوا على المحمل الحسن.
4- أسلوبك في الكتابة
بعض الناس تجد في كتاباته الأخطاء النحوية، والصرفية، والإملائية، واللغوية، والبلاغية، والأدبية، والعلمية، وتجد فيها ركاكة الأسلوب، والبعد عن جادّةِ المنهج العلمي، فإذا نظرتَ إلى كتاباته تعرف أن هذا الشخص ليس طالب علم.
بينما بعض الناس لا تجد في كتاباته تلك الأخطاء، وتجد فيها السير على جادة المنهج العلمي، وتجد فيها المتانة والرصانة، وتجده يعتني بعلامات الترقيم بلا إفراط ولا تفريط، وتجده يفصل في مقام التفصيل، ويُجمل في مقم الإجمال، ويبين في مقام الغموض، وويُبهم في مقام الإبهام، ويستعمل المستعمَل من الكلام ويبتعد عن الوحشيّ منه، ويستخدم الألفاظ العذبة الذيذة إلى الأسماع، ويصور لك الوقائع بالكلام فتصير كأنك تراها رأي العين، ويستعمل الأساليب العلمية في أيصال العلم وتيسيره، ويربط الأفكار، ويتعني بتَسَلْسُلِها التسلسلَ المنطقيَّ السليم، ويعزو النقول إلى مصادرها، ويتثبت من صحتها لفظا ومعنى... إلى غير ذلك.
وقد قيل قديما: (البيان مِن نتاج العلم، والعِيُّ مِن نتاج الجهل).
6- طريقة نقدك للآخرين أو ثنائك عليهم
هناك مَن ينقد لمجرد النقد، وينقد بما لا يصح أن يُنتقد به المرء، وينقد بغير علمٍ، وينقد قبل أن يفهم الكلام، ولا يحمل الكلام على المحمل الحسن حين يستحق أن يُحمل، ويسيء الظن بالناس حين لا يصح أن يُساء، ويستعمل العاطفة والحميّة بدل العلم والحكمة، ويردّ بردود لا مكان لها في العلم.
أيضا بعض الناس في باب المدح تجده يمدح مدحًا أعمى، ويعطي الممدوح ما لا يستحقه من الألقاب والصفات أصلا، ويصير عنده خطأُ الممدوح صوابا لأنه لا يبصر عيوبَه...
بينما تجد من الناس من إذا انتقد او مدح فإنه يبني ذلك على أساس علميّ شرعي، ولا يفرط أو يفرط في مدح ولا قدح...
7- طريقة تناولك للمسائل العلمية
وذلك من حيث كونك تتناولها من منظور علميّ أو من منظور الجهل أو العاطفة أو الميول أو الحميّة
8- اهتماماتك
اهتمامات المرء تدل على شخصيته وطريقة تفكيره
فمثلا الذي له اهتمام بكتب الأدب والبلاغة يدل هذا على أنه هادئ الطبع صاحب ذوق
والذي له اهتمام بأصول العلوم في بداياته يدل هذا على أنه مرتَّبٌ يحب التأصيل والبناء السليم ودخول البيوت من أبوابها
والذي له اهتمام بالفتاوى ولمّا يتأصل يدل هذا على أنه غير مرتب، ولا يعرف كيفية التأصيل، ويدل أيضا على أنه كسول لا يجد القوة والصبر على التأصيل، ويدل أيضا على أنه (يحب أن يطير ولمّا يُريِّش) وأن (يتوبب قبل أن يتحصرم).
والذي له اهتمام بالغرائب والنوادر ووحشي الكلام وشواذ المسائل يدل هذا على أن لديه حبا للظهور والإغراب ولفت أنظار الناس واستقطاب الرَّعاعِ والطَّغَام
والذي له اهتمام بالعلوم والمسائل التي تحتاج ذكاء وفطنةً يدل هذا على أنه ذكي
وهكذا
9- ردود أفعالك
إذا أخطأ أحد في حقك أو ظلمك أو سبك أو شتمك أو أو؛ ردُّ فعلك تجاهه يدل على شخصيتك؛ عصبي، هادئ، حكيم، ضعيف الشخصية، مُجامل، سيئ الأدب، مؤدب...
10- أصدقاؤك على مواقع التواصل الذين تُكثر التواصل معهم وتبادل المنشورات معهم
يكفي في هذا قول النبي -صلى الله عليه وسلم!-: "المرء على دين خليله"
11- المجموعات التي تشترك فيها
هذه النقطة تلتقي مع النقطة الثامنة والعاشرة
مثلا المجموعات قد تكون منشوراتها علميةً محضةً بأسلوب علميّ؛ فكونُك من مرتاديها يدل على أنك تحب العلم والأسلوب العلمي
وقد يكون منشوراتها غرائب ووحشيات ونوادر وقصص؛ فكونك من مرتاديها يدل على أنك (واحد فاضي) وتحب اللهو واللعب أكثر من الجد والحزم
والمجموعات التي أصحابها من أصحاب المناهج المميعة -كحال أصحاب الحلبي والمأربي وأضرابهم-؛ كونُك من مرتاديها يدل على أنك مائع في دينك أو تميل إلى الميوعة
والمجموعات التي أصحابها من أصحاب الاتجاه الحدادي والمتشدد؛ كونك من مرتاديها يدل على أنك متشدد او تميل إلى التشدد
وهكذا
12- تصاميمك
اختيارك للألوان والخطوط والمؤثرات والخلفيات والصور وترتيبك لعناصر التصميم وتنسيقك لها يدل على ذوقك ومدى صفاء ذهنك وسِعَةِ خيالك ومدى قدرتك على تصوير ما في خيالك
13- العلماء الذين تُكثر من قراءة كتبهم
وهذا أيضا له ارتباط بما قبله
ومعنى هذه النقطة أن إكثارك مِن القراءة والاستماع لعالمٍ ما ، وكان هذا العالم يغلب عليه جانب معين؛ فهذا يدل على أنك تميل إلى هذا الجانب الذي غلب على هذا العالم.
14- ملخصاتك لكلام العلماء
عندما تلخص كلامًا أو كتابا؛ فإنّ الناظر إلى حجم الملخَّص من جهة، وإلى مدى احتوائه مع ذلك على مقاصد الكلام الأصلي واستيفائه لها من جهة، وإلى سهولة أو صعوبة الأسلوب من جهة، وإلى انتقائك لما توردُه في التلخيص وما تستغني عنه من جهة، وإلى ترتيب المعلومات من جهة، وإلى تكرارك للألفاظ والمعاني أو عدمه من جهة؛ يمكنه أن يحكم على عدة أمور، منها: مقدرتك على فهم مقاصد ومعاني الكلام، وجودة انتقائك لما يستحق الذكر وما لا يستحق، ومقدرتك على الإتيان بالمعنى الكثير في اللفظ القليل، وجودة أسلوبك من حيث السهولة والصعوبة، وجودة ترتيب أفكارك.
15- استدلالاتك
بعض الناس إذا استدل تجد أن المقدمات التي بنى عليها استدلالَه والأدلة التي استدل بها سليمة صحيحة، وتجد أن النتائج التي بناها على ما سبق صحيحة سليمة وفي محلها.
وهذا يدل على الذكاء وسلامة القريحة وجودة التفكير
بينما تجد بعض الناس إذا استدل فإما يبني على مقدمات خاطئة، وإما يستدل بدليل ضعيف، وإما يخرج بنتيجة خاطئة
فإذا نظرتَ إلى الدليل وإلى استدلاله يخطر ببالك قول القائل:
سارت مُشَرِّقةً وسِرْتُ مُغَرِّبًا *** شتان بين مُشَرِّقٍ ومُغَرِّبِ
هذه الكلمة خاطرةٌ ارتجالية كتبتُها على عجل، ولكن أرجو أن يكون فيها إشارةً لمن هو فَطِنٌ ويكتفي بالإشارة ومختصر العبارة.
وأرجو ممن وجد فيها ما يستحق التنبيه أن ينبهني عليه -مشكورا-.
وأرجو ممن يستطيع أن يطرق هذا الموضوع بأحسن من هذا وأكثر تفصيلا أن يقوم بذلك مشكورا؛ لأنه موضوع مهم ويستحق الكتابة فيه -كما لا يخفى-.
كتب
علي المالكي