بسم الله الرحمن الرحيم
مُقتطفٌ
مِن كلامِ الشَّيخ العلاَّمة
محمَّد بن هادي المدخليِّ
حفظه اللهُ
- عليكَ أنتَ أيها الطالب بالإخلاص لله - جلَّ وعلا- في طلبهِ، لا تطلبُهُ لِتُمارِيَ بهِ، ولا لِتُجادل بهِ، ولا لِتصدَّرَ بهِ المجالس، ولا لِتصرِف بهِ وجوه النَّاس إليك، ولا لِتُحصَّل بهِ غرضًا من أغراضِ الدُّنيا وحُطامِها، وإنَّما الأصل: هذا الذي ذكرتْ، ترفع الجهل عن نفسِك، وتعرف ما يجبُ لله عليك.مُقتطفٌ
مِن كلامِ الشَّيخ العلاَّمة
محمَّد بن هادي المدخليِّ
حفظه اللهُ
- فالواضِحات يسهلُ تحصيلُها ويبقى الجهد في الدقائِق والخفايا، فهذه التي يتعبُ الإنسان فيها وفي التحصيل والمرور على الشيوخ، والاستكثار من المتون والقراءة فيها، فيظهر بعد ذلك فضلهُ.
- واعلموا أنَّ المرءْ لا يُحتاجُ إليه إلَّا إذا ذهب أشياخهُ في الغالب، قيل لابن عباس: "أترى النَّاس يحتاجون إليك وفيهم أبو بكر وعمر؟" فكان لا يلتفت لهذه المقالة، هو يتعلّم لنفسهِ، ليَعلم ما أوجب الله عليه، حَصَّل هذا العلم، ما ثنتهُ المقالة التي سمعتُم، ذَهَبَ أبو بكر، عمر، عثمان، علي، كبارُ الصّحابة - رضي الله عنهم-، فمن يبقى؟ وارِثُهُمُ الذي أخذ العلم عنهُم، ومن هذا نتأدّبُ نحن معاشر الأحبّة بآدابٍ عدّة:
الأول: الإخلاص في الطلب.
الثاني: أن لا تصدَّك العوائق والمثبِّطات من مثلِ هذه العبارة وما كان على شاكلتها.
الثالث: أن يعرف المرءُ قدر نفسه، فما يَتَصَدَّر وفي القوم أبو بكر وعمر، يهتم بما يُصلحه هو وما يُقيم أمره هو.
الرابع: الصبر على التحصيل والدأب والاستمرار في ذلك.
فهذا حصل لابن عباس بعد ذلك، وبواكيره بدأت من حينما أشركه عمر في المجلس – رضي الله عنه -، وكان لا يُجالس عمر إلا القُرَّاء – رضي الله عنهم -.
فالشاهد يجب على طالب العلم أن يُقبل على بناء نفسه، وأن يَهْتَمَّ بما يَعنيه، وأن يَدَعَ ما لا يَعنيه، وليعلم أنه إن كان في هذا صادقًا فسيأتيه اليوم الذي يُحتاج إليه فيه، ويكون قائمًا مقام أشياخه وشيوخه، فالله الله - معشر الأحبة- في الاجتهاد في هذا الجانب، وأعود وأُكرِّر وقد أمللت وأكثرت على كثير منكم، أعود وأقول الله الله بالحفظ، فالمحفوظ هو الذي يبقى، اجتهدوا في الحفظ في كُلِّ فَنٍّ متنًا، واجعلوه هو الأساس والبناء والزيادات على ذلك الأساس، من لم يحفظ في كل فن متنًا فقد نَقَص علمه، أبدًا لا بد أن يحفظ في كُلِّ فَنٍّ مَتْنًا، ويُتقن ويتخصص إذا أراد تخَصَّص في عِلمٍ أو عِلميْن أو ثلاثة لا بأس، لكن أن يبقى في بقية الجوانب يقول هذا ما هو تخصصي! عيبٌ هذا، فعليه بالنحو وإتقان متن في هذا الفن، الأصول – أصول الفقه - وإتقان متن، أصول الحديث المصطلَح وإتقان متن، البلاغة إتقان متن، أصول التفسير إتقان متن، الحديث حفظ متن مَتْنَيْن، الفقه كذلك، وهكذا وهذا كُلُّه بعد كتاب الله – جلَّ وعلا ..
المصدر
من اللقاء الرابع والعشرون من لقاءات طلبة العلم
مع فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي والذي كان يوم الأحد 22 صفر 1436هـ
موقع ميراث الأنبياء
انتقاه محبكم في الله
أبو بكر بن يوسف الشريف
تعليق