بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجميعن
أمابعد:
فهذه فوائد من شرح كتاب «مرحباً يا طالب العلم»
لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه ووفقه
[متجددة بإذن الله]
الشارح : الشيخ أسامة بن سعود العمري حفظه الله تعالى.
ملاحظة: الفوائد في الأصل من سلسلة تتضمن ثلاثة عشر (13) درسا صوتيا معروضة الى
غاية تاريخ اليوم بموقع ميراث الأنبياء وفق الله القائمين عليه وجزاهم عن الاسلام وعنا خيرا
ولمن أراد من اخوتي الافاضل الاستماع اليها والانتفاع بها لما لها من اهمية كبيرة
يجدها من هنا بإذن الله :
الفوائد مرتبة و مدرجة بالتسلسل ابتداءا من الدرس الأول بوضع فوائد كل درس
في مشاركة جديدة تاركا زمنا كافيا بين المشاركات للاطلاع و الاستفادة
انقلها و ارتبها و اقدمها بفضل الله الى اخوتي سائلا اياه سبحانه وتعالى
أن يجعل عملي هذا صالحاً، ولوجهه خالصا، وأن لا يجعل لأحد سواه فيه حظاً
و ان ينفعني وإخواني بها إنه سميع مجيب.
== نبدأ على بركة الله ==
فوائد من الدرس 01
☆ ليست التلمذة دليل على العصمة ☆
ليست التلمذة دليل على العصمة؛ وإنّما الأمر الذي يزكَّى به الإنسان هو ثباته على منهج السلف الصالح، وكونه من طلاب أهل العلم هذا يزيد الطالب نورًا
كون الإنسان تلميذًا لأهل السنة وتلميذًا لأهل العلم وتلميذًا للعلماء الكبار فهذا هو شرفٌ للطالب، ولكن هذا لا ندعي أن يكون هذا الطالب معصومًا.
☆ مرحبا بطالب العلم ☆
معنى مرحبًا أي صادفت رحبًا أو لقيت رحبا وسعة وقيل: رحب الله بك ترحيبًا، فيكون من قبيل أنه التهنئة والاحتفاء بك رحب الله بك ترحيبًا
وكذلك من قبيل السَّعة والرحابة إما رحابة الصدر أو رحابة المكان.
☆ باتباعك للكتاب والسنة على فهم سلف الأمة تُخرج النّاس من الظلمات إلى النور ☆
فمن أراد في دعوته أن يُخرج الناس من الظُلمات إلى النور، من ظُلمات الشرك والبدعة والفسوق والعصيان والكبائر إلى النور؛ نور التوحيد، نور السُنَّة
نور الطاعة، نور الحسنات، فليكن ذلك باتباعه للكتابِ والسُنَّة على فهم سلف الأمة ولا يكونُ ذلك إلا بتعلمهِ الكتابِ والسُنَّة، ففاقد الشيء لا يُعطيه.
☆ كتاب الله والسنّة النبوية جاءت بكل خير ☆
فكتاب الله والسُنَّة النبوية جاءت بكل خير، فعلى طُلاب العلم أن يستزيدوا من هذا الخير، فليس الأمر أن نكون بعيدين عن كتاب الله
وعن سُنَّة رسول الله -صلوات ربي وسلامه عليه-ولكن الموفق الذي قد وفقه الله هو الذي يأخذُ بكتابِ الله وبسُنَّةِ رسول الله -صلوات ربي وسلامه عليه-
على فهم سلفِ الأمة، فمَنْ كان كذلك فقد امتَنَّ الله عليه وأصبح هذا من فضل الله -سُبحانه وتعالى -عليه.
☆ مفتاح المزيد شُكر الله –عزّ وجل- ☆
قال ابن القيم -رحمه الله-: "ومفتاح المزيدِ شُكرُ الله -عزَّ وجل-"، فمَنْ أراد النعَم في هذا العلم فليستكثر منه، وليشكر الله
-سُبحانه وتعالى- عليه، وبإذن الله الله -سبحانه وتعالى- سيزيده من هذه النعم التي هي العلم، فمن كان طالب علم فليشكر الله على هذه المِنَّة
وسيزيده الله -عز وجل-من هذه النعمة، وشكر الله على النعم ليس بالقول فقط بل بالقلب وبالقول وبالعمل .
☆ محمد صلى الله عليه وسلم- نَعَشَ هذه الأمة ☆
محمد -صلى الله عليه وسلم- نَعَشَ هذه الأمة وكانت أمة جاهلة، أمة في حكم المَوَاتِ فنعشهم الله بالإسلام؛ دين العلم
وبمحمد -عليه الصلاة والسلام-، وأشاد الله بالعلماء في آياته المحكمة وأشاد بهم الرسول الله الكريم -عليه الصلاة والسلام لعظيم فضلهم.
☆ معاندة أعداء الله للتوحيد ☆
يا طالب العلم يا من تعلم التوحيد إن دعوت إلى التوحيد، وكنت على نهج المرسلين في هذا الباب فستصاب كما أصيب
الأنبياء بأن هناك من سوف يعاندك في هذا الباب.
☆ توحيد المرسلين وتوحيد أهل السنة والجماعة ☆
تسمع بعض الخطباء يخطبون في خطبهم ولا يخرجون عن توحيد الربوبية أبدًا؛ وذلك لأنهم لم يطلبوا العلم الصحيح
لذلك لا يعرفون من التوحيد إلا توحيد الربوبية، وهذا التوحيد هو توحيد المتكلمين الأشاعرة وغيرهم، ليس هو توحيد المرسلين وتوحيد أهل
السنة والجماعة، وإنما التوحيد عند أهل السنة الذي يُدعى إليه أولًا وهو الذي انقسم الناس فيه إلى كفار ومسلمين وإلى أهل جنة
وأهل نار هو توحيد الألوهية،
فيتفطن الإنسان في خطبه، بعضكم قد يكون خطيبًا لمسجد، وبعض الخطباء يأخذ الخطب من الناس في الإنترنت أو في غيرها، والإنترنت الآن يجمع
فهذا الخطيب قد تعجبه الكلمات وكلها تدور على توحيد الربوبية؛ لا خالق إلا الله، لا رب إلا الله، لا رازق إلا الله، والمستمعون الله الله فقط
هذا توحيد الربوبية، يبقى ماذا؟ ما الذي يجب عليك إذا وحدته في ربوبيته أنه لا يُعبد إلا من؟
إلا الله، فالذي يعلم الناس بهذه الطريقة قد يخطب بهم سنوات ولكن ما زالوا يطوفون حول القبور، ما زالوا يدعون غير الله –سبحانه وتعالى-ما زالوا
يستغيثون بغير الله، فطالب العلم من أهم ما يَدْرُسُه ويُدَرِّسُه توحيد الألوهية.
☆ «السَّيِّدُ اللهُ- تَبَارَكَ وَتَعَالَى». ☆
الله – سبحانه وتعالى- هو السيد كما ثبت في حديث عبد الله بن الشِّخِّير قال: انطلقت في وفدٍ إلى رسول الله فقلنا: أنت سيدنا
فقال –صلى الله عليه وسلم-: «السَّيِّدُ اللهُ- تَبَارَكَ وَتَعَالَى».
قال الخطابي: "السيد الله يريد أن السؤدد حقيقةً لله –عز وجلّ-وأن الخلق كلهم عبيدٌ له". فالسيد هو الله -كما قال الشيخ- وسيد هذا الكون
الذي هو الله –عز وجلّ-.
☆ درر سلفية ☆
قال عبدالله بن مسعود-رضي الله تعالى عنه وأرضاه-:
"ليس العلم بكثرة الرواية وإنما العلمُ الخشية".
قال الحسن البصري-رحمه الله-:
"ما رأيت فقيهًا قط إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة الدائم على العبادة، المتمسك بالسنة"
هذا هو الفقيه على الحقيقة.
لذلك قال إبراهيم بن نصر الصايغ سمعت الفضيل بن عياض قال:
"إنما الفقيه الذي أنطقته الخشية وأسكتته الخشية، إن قال قال الكتاب والسنة وإن سكت سكت بالكتاب والسنة، وإن اشتبه عليه
شيء وقف عنده ورده إلى عالمه الذي هو الله-عز وجل-"، هذا هو الفقيه.
لذلك كما روي عن كثير من السلف أنهم كانوا إذا أفتوا يقولون
كأنا نرى الجنة والنار وقد جاء عن عطاء -روي عنه- ابن رباح: «أَجْرَؤُكُمْ عَلَى الْفُتْيَا أَجْرَأُكُمْ عَلَى النَّارِ»
فهذا هو حال أهل العلم وحال أهل الفضل.
☆ أهل العلم هم أهل البصيرة ☆
قال ابنُ القيِّم – رحِمهُ الله-: "فمنْ تَعَارضَ عِندهُ حقائقَ مَا جاءَ بهِ وآراءَ الرِّجال، فقدَّمها عليهِ، أو توَقَفَ فيِه، أو قدحتْ في
كَمالِ معْرِفتِهِ وإيمانِهِ بهِ، لم يَكُن من الذينَ شَهِدَ اللهُ لهُم بالعِلم، ولاَ يجوزُ أنْ يُسَمَّى أنَّهُ مِن أهلِ العِلمِ"، فأهلُ البصيرة هم الذين يُدرِكون حقائقَ
الأمور ولا يُعارِضون الكِتابَ والسُنَّة، بآرائهِم وأذواقهِم.
☆ من أعظم الخسف خسف القلوب ☆
فالإنسان لمَّا يتنكب صِراط اللهِ المستقيم، ويبتعدُ عن حقائق الكِتاب والسُنَّة، وعن الكِتابِ والسُنَّة، فإنَّهُ يُحجبُ عنهُما
ويُخسفُ قلبُهُ -والعِياذُ بالله- فكم من إنسانٍ صحيح في بدنِهِ، صحيح في بصرِه،
صحيحٌ في سمعهِ في الظَّاهِر ولكنَّهُ قلبُهُ مخسوف -عياذًا بالله- وذلك لأنَّهُ لم يأخُذ بالكِتابِ والسُنَّة، على فهمِ سلف الأمَّة، وكما قال ابنُ القيِّم
–رحِمهُ اللهُ-: "ومِن أعظمِ الخسفِ خسفُ القلوبِ".
☆ عاقبة من فرّط في طلب العلم ☆
كثيرٌ منا يعلم أنَّ طلب العِلمِ واجب، ولكن لا يطلِبُ العِلم، وفي الدنيا يقعُ فيما حرَّم اللهُ، ويقعُ في المُخالفاتِ الشَّرعية
وذلك لتفريطِهِ في طلب العِلم، يُخشى عليهِ أن يأتي يوم القيامة، فيحشرُ أعمى، لتركِهِ لطلبِ العِلمِ الواجب عليهِ، بنصِّ هذه الآية، فكثيرٌ
من طُلابِ العِلم يظنُّون أنَّ طلب العِلمِ ترف، أحضُر درسًا، أتأبَّطُ في الكِتاب، فقط ترفًا، أحضُر أو لا أحضُر،
ثُمَّ يقع في المُحرَّمات، بل قد يقع في الكُفرِ والشِّرك باللهِ – سُبحانهُ وتعالى- لأنَّهُ لم يتعلَّم التَّوحيد، يقع في نواقِضِ الإسلام، لأنَّهُ لم يتعلَّم التوحيد
يقع في نواقض الطَّهارة، لأنَّهُ لم يتعلَّم ما أوجب اللهُ عليهِ من الإسلامِ، من الصَّلاةِ و الطَّهارةِ والوضوءِ وإلى آخره، فيُخشى عليهِ أن يأتي يوم القيامة
ماذا؟ أعمى، وقد كان في الدنيا بصيرا- عِياذًا بالله-.
☆ السعي وراء الدنيا وترك العلم الشرعي ☆
قال أبو الدرداء: "عجِبتُ من كثيرٍ من النَّاس يتركونَ مَا قَدْ كُلِّفوا بهِ، ويسْعونَ فيمَا قَدْ تكفَّلُ اللهُ بهِ"، "عجِبتُ من كثيرٍ
من النَّاس يتركونَ مَا قَدْ كُلِّفوا بهِ"، وهو العِلم، »طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ« ، ويسعونَ فيما قدْ تكفَّلَ اللهُ بهِ، الذي هو الرزق.
السعي هُنا المقصود بهِ أن يأخذ الدنيا وزيادة مع تركِهِ ما أمرَ اللهُ بهِ من العِلمِ الشَّرعي.
☆ قال الشيخ ربيع بن هادي ☆
قال الشيخ ربيع بن هادي: والله لو أن كل طالب تخرج من الجامعة الإسلامية من يوم أن فتحت إلى هذا الوقت وذهب إلى
بلاده ونشر التوحيد والسنة لوجدت الآن الأرض تشع بالنور، كم تخرج من الجامعات، ولكن كم دّرس وعلَّم وصبر على التَّدريس والتَّعليم
والدَّعوة إلى الله -سبحانه تعالى-.
☆ ما يجبُ على طالب العلم .. ☆
يجب على طالب العلم أن يبصرالناس بالحق، ويحذرهم من الباطل، لا يدعوهم بالحزبية، لا يدعوهم بالبدعة
لا يدعوهم بالآراء والأذواق والكشف الصوفي والوجد، لا، لا يدعوهم بالثَّورات وإنما يدعوهم ويبصرهم بالحق الذي ذكره الله في كتابه.
يدعوهم إلى التوحيد ويحذرهم الشرك، يدعوهم للسنة ويحذرهم من البدعة، يدعوهم للطاعة ويحذرهم من المعصية.
☆ من غشنا فليـــــس منّا ☆
من غشنا فليس منا وهذا حق ليس الغش فقط في التجارة كذلك الغش في أنك لا تنصح للمسلمين وهذا من أعظم
الغش «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» أي ليس على طريقة محمد-صلوات ربي وسلامه عليه-الواجبة،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجميعن
أمابعد:
فهذه فوائد من شرح كتاب «مرحباً يا طالب العلم»
لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه ووفقه
[متجددة بإذن الله]
الشارح : الشيخ أسامة بن سعود العمري حفظه الله تعالى.
ملاحظة: الفوائد في الأصل من سلسلة تتضمن ثلاثة عشر (13) درسا صوتيا معروضة الى
غاية تاريخ اليوم بموقع ميراث الأنبياء وفق الله القائمين عليه وجزاهم عن الاسلام وعنا خيرا
ولمن أراد من اخوتي الافاضل الاستماع اليها والانتفاع بها لما لها من اهمية كبيرة
يجدها من هنا بإذن الله :
الفوائد مرتبة و مدرجة بالتسلسل ابتداءا من الدرس الأول بوضع فوائد كل درس
في مشاركة جديدة تاركا زمنا كافيا بين المشاركات للاطلاع و الاستفادة
انقلها و ارتبها و اقدمها بفضل الله الى اخوتي سائلا اياه سبحانه وتعالى
أن يجعل عملي هذا صالحاً، ولوجهه خالصا، وأن لا يجعل لأحد سواه فيه حظاً
و ان ينفعني وإخواني بها إنه سميع مجيب.
== نبدأ على بركة الله ==
فوائد من الدرس 01
☆ ليست التلمذة دليل على العصمة ☆
ليست التلمذة دليل على العصمة؛ وإنّما الأمر الذي يزكَّى به الإنسان هو ثباته على منهج السلف الصالح، وكونه من طلاب أهل العلم هذا يزيد الطالب نورًا
كون الإنسان تلميذًا لأهل السنة وتلميذًا لأهل العلم وتلميذًا للعلماء الكبار فهذا هو شرفٌ للطالب، ولكن هذا لا ندعي أن يكون هذا الطالب معصومًا.
☆ مرحبا بطالب العلم ☆
معنى مرحبًا أي صادفت رحبًا أو لقيت رحبا وسعة وقيل: رحب الله بك ترحيبًا، فيكون من قبيل أنه التهنئة والاحتفاء بك رحب الله بك ترحيبًا
وكذلك من قبيل السَّعة والرحابة إما رحابة الصدر أو رحابة المكان.
☆ باتباعك للكتاب والسنة على فهم سلف الأمة تُخرج النّاس من الظلمات إلى النور ☆
فمن أراد في دعوته أن يُخرج الناس من الظُلمات إلى النور، من ظُلمات الشرك والبدعة والفسوق والعصيان والكبائر إلى النور؛ نور التوحيد، نور السُنَّة
نور الطاعة، نور الحسنات، فليكن ذلك باتباعه للكتابِ والسُنَّة على فهم سلف الأمة ولا يكونُ ذلك إلا بتعلمهِ الكتابِ والسُنَّة، ففاقد الشيء لا يُعطيه.
☆ كتاب الله والسنّة النبوية جاءت بكل خير ☆
فكتاب الله والسُنَّة النبوية جاءت بكل خير، فعلى طُلاب العلم أن يستزيدوا من هذا الخير، فليس الأمر أن نكون بعيدين عن كتاب الله
وعن سُنَّة رسول الله -صلوات ربي وسلامه عليه-ولكن الموفق الذي قد وفقه الله هو الذي يأخذُ بكتابِ الله وبسُنَّةِ رسول الله -صلوات ربي وسلامه عليه-
على فهم سلفِ الأمة، فمَنْ كان كذلك فقد امتَنَّ الله عليه وأصبح هذا من فضل الله -سُبحانه وتعالى -عليه.
☆ مفتاح المزيد شُكر الله –عزّ وجل- ☆
قال ابن القيم -رحمه الله-: "ومفتاح المزيدِ شُكرُ الله -عزَّ وجل-"، فمَنْ أراد النعَم في هذا العلم فليستكثر منه، وليشكر الله
-سُبحانه وتعالى- عليه، وبإذن الله الله -سبحانه وتعالى- سيزيده من هذه النعم التي هي العلم، فمن كان طالب علم فليشكر الله على هذه المِنَّة
وسيزيده الله -عز وجل-من هذه النعمة، وشكر الله على النعم ليس بالقول فقط بل بالقلب وبالقول وبالعمل .
☆ محمد صلى الله عليه وسلم- نَعَشَ هذه الأمة ☆
محمد -صلى الله عليه وسلم- نَعَشَ هذه الأمة وكانت أمة جاهلة، أمة في حكم المَوَاتِ فنعشهم الله بالإسلام؛ دين العلم
وبمحمد -عليه الصلاة والسلام-، وأشاد الله بالعلماء في آياته المحكمة وأشاد بهم الرسول الله الكريم -عليه الصلاة والسلام لعظيم فضلهم.
☆ معاندة أعداء الله للتوحيد ☆
يا طالب العلم يا من تعلم التوحيد إن دعوت إلى التوحيد، وكنت على نهج المرسلين في هذا الباب فستصاب كما أصيب
الأنبياء بأن هناك من سوف يعاندك في هذا الباب.
☆ توحيد المرسلين وتوحيد أهل السنة والجماعة ☆
تسمع بعض الخطباء يخطبون في خطبهم ولا يخرجون عن توحيد الربوبية أبدًا؛ وذلك لأنهم لم يطلبوا العلم الصحيح
لذلك لا يعرفون من التوحيد إلا توحيد الربوبية، وهذا التوحيد هو توحيد المتكلمين الأشاعرة وغيرهم، ليس هو توحيد المرسلين وتوحيد أهل
السنة والجماعة، وإنما التوحيد عند أهل السنة الذي يُدعى إليه أولًا وهو الذي انقسم الناس فيه إلى كفار ومسلمين وإلى أهل جنة
وأهل نار هو توحيد الألوهية،
فيتفطن الإنسان في خطبه، بعضكم قد يكون خطيبًا لمسجد، وبعض الخطباء يأخذ الخطب من الناس في الإنترنت أو في غيرها، والإنترنت الآن يجمع
فهذا الخطيب قد تعجبه الكلمات وكلها تدور على توحيد الربوبية؛ لا خالق إلا الله، لا رب إلا الله، لا رازق إلا الله، والمستمعون الله الله فقط
هذا توحيد الربوبية، يبقى ماذا؟ ما الذي يجب عليك إذا وحدته في ربوبيته أنه لا يُعبد إلا من؟
إلا الله، فالذي يعلم الناس بهذه الطريقة قد يخطب بهم سنوات ولكن ما زالوا يطوفون حول القبور، ما زالوا يدعون غير الله –سبحانه وتعالى-ما زالوا
يستغيثون بغير الله، فطالب العلم من أهم ما يَدْرُسُه ويُدَرِّسُه توحيد الألوهية.
☆ «السَّيِّدُ اللهُ- تَبَارَكَ وَتَعَالَى». ☆
الله – سبحانه وتعالى- هو السيد كما ثبت في حديث عبد الله بن الشِّخِّير قال: انطلقت في وفدٍ إلى رسول الله فقلنا: أنت سيدنا
فقال –صلى الله عليه وسلم-: «السَّيِّدُ اللهُ- تَبَارَكَ وَتَعَالَى».
قال الخطابي: "السيد الله يريد أن السؤدد حقيقةً لله –عز وجلّ-وأن الخلق كلهم عبيدٌ له". فالسيد هو الله -كما قال الشيخ- وسيد هذا الكون
الذي هو الله –عز وجلّ-.
☆ درر سلفية ☆
قال عبدالله بن مسعود-رضي الله تعالى عنه وأرضاه-:
"ليس العلم بكثرة الرواية وإنما العلمُ الخشية".
قال الحسن البصري-رحمه الله-:
"ما رأيت فقيهًا قط إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة الدائم على العبادة، المتمسك بالسنة"
هذا هو الفقيه على الحقيقة.
لذلك قال إبراهيم بن نصر الصايغ سمعت الفضيل بن عياض قال:
"إنما الفقيه الذي أنطقته الخشية وأسكتته الخشية، إن قال قال الكتاب والسنة وإن سكت سكت بالكتاب والسنة، وإن اشتبه عليه
شيء وقف عنده ورده إلى عالمه الذي هو الله-عز وجل-"، هذا هو الفقيه.
لذلك كما روي عن كثير من السلف أنهم كانوا إذا أفتوا يقولون
كأنا نرى الجنة والنار وقد جاء عن عطاء -روي عنه- ابن رباح: «أَجْرَؤُكُمْ عَلَى الْفُتْيَا أَجْرَأُكُمْ عَلَى النَّارِ»
فهذا هو حال أهل العلم وحال أهل الفضل.
☆ أهل العلم هم أهل البصيرة ☆
قال ابنُ القيِّم – رحِمهُ الله-: "فمنْ تَعَارضَ عِندهُ حقائقَ مَا جاءَ بهِ وآراءَ الرِّجال، فقدَّمها عليهِ، أو توَقَفَ فيِه، أو قدحتْ في
كَمالِ معْرِفتِهِ وإيمانِهِ بهِ، لم يَكُن من الذينَ شَهِدَ اللهُ لهُم بالعِلم، ولاَ يجوزُ أنْ يُسَمَّى أنَّهُ مِن أهلِ العِلمِ"، فأهلُ البصيرة هم الذين يُدرِكون حقائقَ
الأمور ولا يُعارِضون الكِتابَ والسُنَّة، بآرائهِم وأذواقهِم.
☆ من أعظم الخسف خسف القلوب ☆
فالإنسان لمَّا يتنكب صِراط اللهِ المستقيم، ويبتعدُ عن حقائق الكِتاب والسُنَّة، وعن الكِتابِ والسُنَّة، فإنَّهُ يُحجبُ عنهُما
ويُخسفُ قلبُهُ -والعِياذُ بالله- فكم من إنسانٍ صحيح في بدنِهِ، صحيح في بصرِه،
صحيحٌ في سمعهِ في الظَّاهِر ولكنَّهُ قلبُهُ مخسوف -عياذًا بالله- وذلك لأنَّهُ لم يأخُذ بالكِتابِ والسُنَّة، على فهمِ سلف الأمَّة، وكما قال ابنُ القيِّم
–رحِمهُ اللهُ-: "ومِن أعظمِ الخسفِ خسفُ القلوبِ".
☆ عاقبة من فرّط في طلب العلم ☆
كثيرٌ منا يعلم أنَّ طلب العِلمِ واجب، ولكن لا يطلِبُ العِلم، وفي الدنيا يقعُ فيما حرَّم اللهُ، ويقعُ في المُخالفاتِ الشَّرعية
وذلك لتفريطِهِ في طلب العِلم، يُخشى عليهِ أن يأتي يوم القيامة، فيحشرُ أعمى، لتركِهِ لطلبِ العِلمِ الواجب عليهِ، بنصِّ هذه الآية، فكثيرٌ
من طُلابِ العِلم يظنُّون أنَّ طلب العِلمِ ترف، أحضُر درسًا، أتأبَّطُ في الكِتاب، فقط ترفًا، أحضُر أو لا أحضُر،
ثُمَّ يقع في المُحرَّمات، بل قد يقع في الكُفرِ والشِّرك باللهِ – سُبحانهُ وتعالى- لأنَّهُ لم يتعلَّم التَّوحيد، يقع في نواقِضِ الإسلام، لأنَّهُ لم يتعلَّم التوحيد
يقع في نواقض الطَّهارة، لأنَّهُ لم يتعلَّم ما أوجب اللهُ عليهِ من الإسلامِ، من الصَّلاةِ و الطَّهارةِ والوضوءِ وإلى آخره، فيُخشى عليهِ أن يأتي يوم القيامة
ماذا؟ أعمى، وقد كان في الدنيا بصيرا- عِياذًا بالله-.
☆ السعي وراء الدنيا وترك العلم الشرعي ☆
قال أبو الدرداء: "عجِبتُ من كثيرٍ من النَّاس يتركونَ مَا قَدْ كُلِّفوا بهِ، ويسْعونَ فيمَا قَدْ تكفَّلُ اللهُ بهِ"، "عجِبتُ من كثيرٍ
من النَّاس يتركونَ مَا قَدْ كُلِّفوا بهِ"، وهو العِلم، »طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ« ، ويسعونَ فيما قدْ تكفَّلَ اللهُ بهِ، الذي هو الرزق.
السعي هُنا المقصود بهِ أن يأخذ الدنيا وزيادة مع تركِهِ ما أمرَ اللهُ بهِ من العِلمِ الشَّرعي.
☆ قال الشيخ ربيع بن هادي ☆
قال الشيخ ربيع بن هادي: والله لو أن كل طالب تخرج من الجامعة الإسلامية من يوم أن فتحت إلى هذا الوقت وذهب إلى
بلاده ونشر التوحيد والسنة لوجدت الآن الأرض تشع بالنور، كم تخرج من الجامعات، ولكن كم دّرس وعلَّم وصبر على التَّدريس والتَّعليم
والدَّعوة إلى الله -سبحانه تعالى-.
☆ ما يجبُ على طالب العلم .. ☆
يجب على طالب العلم أن يبصرالناس بالحق، ويحذرهم من الباطل، لا يدعوهم بالحزبية، لا يدعوهم بالبدعة
لا يدعوهم بالآراء والأذواق والكشف الصوفي والوجد، لا، لا يدعوهم بالثَّورات وإنما يدعوهم ويبصرهم بالحق الذي ذكره الله في كتابه.
يدعوهم إلى التوحيد ويحذرهم الشرك، يدعوهم للسنة ويحذرهم من البدعة، يدعوهم للطاعة ويحذرهم من المعصية.
☆ من غشنا فليـــــس منّا ☆
من غشنا فليس منا وهذا حق ليس الغش فقط في التجارة كذلك الغش في أنك لا تنصح للمسلمين وهذا من أعظم
الغش «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» أي ليس على طريقة محمد-صلوات ربي وسلامه عليه-الواجبة،
يتبع بإذن الله ...
تعليق