بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
مِن وسائل طلبِ العلمِ تَقوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ للشَّيخ الفاضل الأُستاذ الدُّكتور سُليْمان الرُّحيليّ |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فبعد غياب ليس بالقصير! فهذا المقطع الصَّوتي السابع من سلسلة: مِن وسائلِ تحصيلِ العلمِ بَيَّنَ فِيهِ الشيخُ سُليمان الرَّحيلي ـ حفظه اللهُ ـ أهمية " تقوى الله عز وجل " وأثرها في تحقيق المعنى الحقيقي للطلب مُدَّة المقطع: 02 دقيقة و 45 ثانية |
وهي وصيَّةُ الله عزَّ وجلَّ للأنبياء جميعًا، وهي وصيَّةُ الله للنَّاس جميعًا، وهي وصيَّةُ الله للمؤمنين جميعًا، وهي وصيَّةُ رسُول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم للمؤمنين، فقد كان كثيرًا ما يُوصِّي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بتقوى الله.
وهي وصيَّةُ السَّلف الصَّالح، فقد كان السَّلفُ الصالح رضوان الله عليهم لا يبدأون كتابًا يُوصون فيه، ولا يُوصون وصيَّةً إلاَّ وبدأوها بالوصيَّة بتقوى الله؛ لأنَّ تقوى الله عزَّ وجلَّ جِماع كُلِّ خيرٍ.
وتقوى الله: هي العمل بطاعة الله عزَّ وجلَّ على نُورٍ مِن الله ترجو ثواب الله، وهي تركُ معصية الله على نُورٍ مِن الله تخشى عقاب الله.
تقوى الله: أنْ يراك الله عزَّ وجلَّ حيث أمرك، وأنْ لا يراك حيث نهاك.
تقوى الله: أنْ تترك الذُّنوب جميعًا:
خل الذنوب صغيرها *** وكبيرها فهو التقى
واصنع كماش فوق أرض *** الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغـيرة *** إن الجبال من الحصى
واصنع كماش فوق أرض *** الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغـيرة *** إن الجبال من الحصى
ولا شكَّ أنَّ تقوى الله عزَّ وجلَّ سببٌ لتحصيل العلم، يقول الله عزَّ وجلَّ :"واتَّقُوا اللهَ ويُعلِّمُكم اللهُ"[البقرة: 282].
لا شكَّ أنَّ الالتِزام بالواجبات، وترك المعاصي سببٌ لتثبيت العلمِ بعد تحصيلِه؛ ولذلك لَمَّا شكا الإمام الشَّافعيُّ إلى وكيع سُوء حفظه، وسُوء الحفظ عنه بعيد؛ فهو مِن أشدِّ النَّاس حفظًا، لكنَّه يرى نفسَهُ سيِّء الحفظ، ومِن ذلك أنَّه كان يُحقِّرُ نفسَهُ، فشكا إلى وكيع سُوء حفظه؛ فأرشدهُ إلى ترك المعاصي، فنظم في ذلك أبياتًا فقال:
شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي *** فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي
وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ *** ونورُ الله لا يُؤتاه عاصي
وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ *** ونورُ الله لا يُؤتاه عاصي
وفي رواية: وقال اعلمْ بأنَّ العلمَ نُورٌ *** ونور الله لا يُهدى لعاصي
فلا بُدَّ أيُّها الأحبَّة أنْ نُخلِّص أنفُسَنا مِن معصية الله إنْ أردنا أنْ يُوفِّقنا اللهُ عزَّ وجلَّ في طلب العلم، وأنْ يُيسّْر اللهُ عزَّ وجلَّ طُرُقَ العلم، وأنْ يُثبِّتَ اللهُ عزَّ وجلَّ العلم في أنفُسنا...