بسم الله الرحمن الرحيم
جديد الفوائد :
من شرح كتاب مرحباً يا طالب العلم
لفضيلة الشيخ الفاضل الحبيب
أسامة بن سعود العمري حفظه الله.
( العلم بحر لا ساحل له )
العلم بحرٌ لا ساحل له، قلَّ أن يصل فيه الكادحُ آخره، فليهتم طالب العلم بالعلم، وليهتم بمسائل العلم، وليهتم بفروع العلم، وأصول العلم، وليحرص حرصا شديدًا على هذا العلم؛ لأن حاجته إلى العلم ماسة وشديدة.
___________________________
( عوائق طلب العلم )
إذا كان طالب العلم قد وفقه الله للطلب، فإنه قد يعتري هذا الأمر شيءٌ من الآفات ومن المخاطر، ومنها الغرور بنفسه، أو أنه يحصل له أنه يأمن مكر الله، وهذا كله من مخاطر العلم الذي قد يعتري الإنسان حين طلبه للعلم، فليحذر من الغرور ولا يأمن مكر الله –عز وجل – عليه، فإذا كان الأمرُ كذلك وكان هذا الأمر على باله بإذن الله - سبحانه وتعالى- سيحرص حرصًا شديدًا على الإخلاص لله – عز وجل- والمتابعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- والتواضع ولين الجانب وعدم الكبر وعدم الإعجاب بنفسه إذا كان هذا الأمر بين عينيه.
___________________________
( حراسة القلب )
لو كنت مهتمًا بحراسة قلبك فلا تأخذ العلم إلا عمن يوثق به، هذا أولًا.
ثانيًا: إذا كنت مهتمًا بحراسة قلبك فابتعد عن كل ما حرَّم الله –عز وجل-، وأتمر بالأوامر.
أما أنك تزعم أنك حارسٌ لقلبك وتأخذ عن كل من هبَّ ودب، وتزعم أنك حارسٌ لقلبك وتجترح المعاصي وتقترف المعاصي والذنوب، فإنك وإن كنت قلت هذا بقولك فإن الفعل يكذب هذا القول، فليتق الإنسان ربه وليخش الله - عز وجل- فإنه كما قلنا مرارًا وتكرارًا؛ ليس العلم بكثرة الرواية وإنما العلم الخشية.
___________________________
( تقلب القلب )
في الدعاء « رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا» دليل على أنه قد يزوغ القلب بعد الهداية، فليحرص الإنسان على قلبه وعلى دينه، وليكن حارسًا لقلبه ودينه وعلمه أشد من حراسة ماله وبيته.
___________________________
( العلم والد والعمل مولود )
قيل: "العلم والد والعمل مولود"، فلو أن إنسانًا لا يولد له، ماذا يسمى؟ عقيم، ويحب أن يولد له، كذلك إذا كنت طالب علم فليكن حبك أيضًا للعمل، إذا كنت طالب علم فلتحب أيضًا العمل؛ لأن العلم والد والعمل مولود.
___________________________
( العلم مورث للعمل )
قال الشيخ ابن باز - رحمه الله عز وجل – عند تعداده لأخلاق الدعاة إلى الله - عز وجل - وتعداده لأخلاق طلبة العلم، قال: "لا يكن طالب العلم ممن يدعو إلى شيء ثم يتركه، أو ينهى عن شيء ثم يرتكبه، هذا حال الخاسرين! أما المؤمنون الرابحون فهم دعاة حق يعملون به، وينشطون فيه، ويسارعون إليه، ويبتعدون عما ينهون عنه".
لذلك هذا الذي ينبغي على طُلاَّب العلم أنهم إذا علموا أنهم يعملون، لذلك لما جاء طالبُ علم وقد بات عند الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل- رحمه الله- وجهَّز له الإمام وعاءً فيه ماء، فلما استيقظ الإمام أحمد –رحمه الله- لصلاة الفجر رأى الوعاء كما هو، وسأل هذا الطالب عن سبب عدم قيامه لليل مع تجهيزه له هذا الوعاء؟!
فقال الطالب: إني على سفر، فقال - رحمه الله -: "طالب حديث وليس له نصيب من قيام الليل!! ولو كنت على سفر!!.
___________________________
(الإنسان سيُسأل عن ماذا عَمِل فيما عَلِم)
لذا لما قالت عائشة - رضي الله تعالى وأرضاها - لعروة : "يَا عُرْوَةَ لَا تُكَثِّرَ حُجَجَ اللهِ عَلَيْكَ هَلْ أَنْتَ قَدْ عَمِلْتَ بِكُلِّ مَا عَلِمْتَ"
ليس المقصود هنا التزهيد من العلم، بل المقصود الحث على العمل، فلا تكن الفهوم معكوسة منكوسة أن تؤخذ الآثار على غير ما أراد منها السلف، وإنما أرادت عائشة - رضي الله تعالى عنها وأرضاها - الحث على العمل وليس الحث على ترك العلم.
___________________________
( تطبيق العلم من أسباب حفظه )
إذا أردت أن تُثَبت علمك فطبق هذا العلم
لذلك قال الإمام أحمد -رحمه الله-:"ما كتبت حديثًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا وقد عملت به حتى مر بي الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- احتجم وأعطى أبا طيبة الحجَّام دينارًا فاحتجمت وأعطيت الحجَّام دينارًا"، كل ذلك عملًا بماذا؟ كل ذلك عملًا بالسنة والحديث.
___________________________
( السنة نجاة )
قال مالك –رحمه الله عزّ وجل-: "السُّنة سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق".
وقال –رحمه الله- أيضًا: "من أراد النجاة فعليه بكتاب الله وسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "
وقال –رحمه الله-: "من مات على السُّنة فليُبشر ، ومن مات على السُّنة فليُبشر، ومن مات على السُّنة فليُبشر"
___________________________
( إياك ولحن العمل )
إياك يا طالب العلم ولحن العمل، قال مالك بن دينار: "تلقى الرجل وما يلحن حرفًا، وعمله لحنٌ كله". قال مالك بن دينار: تلقى الرجل ولا يلحن في حرف، مستقيم من جهة اللغة العربية، وعمله كله لحن، كله انحراف، لذلك كما قال علي بن أبي طالب : "هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل ".
وكذلك قال ابن المنكدر : " العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل ".
___________________________
( ذم التسويف )
التسويف من عوائق العلم ومن عوائق العمل، لذلك قال أبو إسحاق قيل لرجل من عبد القيس: " أوصنا"، قال: " احذروا سوف".
وقال تعالى: { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } الكهف: ٢٨
قال: تسويفًا، وقال بعض السلف: "سوف جند من جند إبليس"، فاحذروا في العلم والعمل التسويف، خاصةً مع الذي يعلم من نفسه أنه غير حازم فالتسويف مُمرض له.
أما من كان حازمًا وقال: سوف أقوم الليل فحزمه سوف يقيمه للّيل، لكن من علم من نفسه أنه من الذين ليس عندهم الحزم فليكن قيامه لليل في أول ليله ثم ينام.
___________________________
( مسائل الدعوة في أربع مسائل )
المسألة الأولى: في حكمها وفضلها.
المسألة الثانية: في كيفية أدائها وأساليبها.
المسألة الثالثة: في بيان الأمر الذي يُدعى إليه.
المسألة الرابعة: الأخلاق والصفات التي ينبغي أن يكون عليها الداعية إلى الله – عز وجل-.
___________________________
( أمور ينبغي أن يحذر منها طالب العِلم )
الآفةُ الأولى: أن تتكلم بغيرِ علم، فيجِبُ عليكَ ماذا؟ أن تتعلَّم.
الآفةُ الثانية: أن تتعلَّم، ولا تُحدِّث ولا تُبلِّغ شرعَ اللهِ –عزَّ وجل- وهي آفة.
___________________________
(طريقة الترقي في الدعوة إلى الله
سبحانه وتعالى للشيخ الألباني رحمه الله)
قال -رحمه الله-: " أوصي بأمرين"، طبعًا مع الإخلاص والأخلاق الفاضلة إلى آخره قال أوصي لمن أراد الارتقاء والترقي في الدعوة إلى الله – عز وجل- : أوصيه بأمرين:
الأمر الأول: أن يكون كثير الصلة بكتب أهل العلم الماضين المعروفين بالعلم النافع والعقيدة الصحيحة، أن يكون كثير الصلة لا ينقطع عن الأولين، إذا أراد الارتقاء والترقي لا ينقطع عن الأولين عن الذين قد ماتوا.
ثانيًا: الاتصال بأهل العلم الأحياء ما أمكنه إلى ذلك سبيلًا حتى يتأثر بمسارهم ويستفيد من أخلاقهم وسلوكهم.
قال وكيع: "أهل الأهواء يأخذون ما لهم ويتركون ما عليهم"
___________________________
( الصبر على الأذى في الدعوة )
يقول الشيخ أسامة العمري –وفقه الله-:
إن أصابك شيء في الدعوة، أذية من الخلق، أذية من المدعوّين، أذية من الناس فاصبر، فالصبرُ واجب، فترفق بهم وكن لينًا معهم وادع إلى الله بالعلم والحكمة والموعظة الحسنة.
___________________________
( وسائل الدعوة توقيفية )
الذين يأتون بالأناشيد ويعدون الأناشيد الصوفية البدعية من وسائل الدعوة، والله ما يفعلها إلا إنسان جاهل بالدعوة أو صاحب بدعةٍ وهوى، فالجاهل يُعلم وصاحب البدعة والهوى يُحذر منه، كذلك التمثيليات والمسلسلات كل ذلك ويعدون أن هذا الأمر والعياذ بالله من أساليب الدعوة.
___________________________
(التعامل مع الخصم بالأخلاق لا يعني تبجيله)
هناك فرق بين الأخلاق والتبجيل والتعظيم، فلا يفهم فاهم أن معنى: نكون بأخلاق مع خصومنا، أن نكون معهم على تبجيل وتعظيم وتوقير لهم، فهذا غلط، النبي-صلى الله عليه وسلم-لما كان اليهودي كان على خلق هل كان على تبجيل له؟ لا، فلا يفهم فاهم مثل هذا الفهم السقيم، "من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام" ليس المقصود هنا الأخلاق أن تكون على تبجيل وتعظيم وانتكاس للرءوس وتقبيل لرءوس أهل البدع،لا، تكون بخلق لمَّا تجادله تناقشهُ، تكون بخلق بأدلة من كتاب الله وسنة رسول الله مثل هذه الأمور.
___________________________
منقول :
من موقع ميراث الأنبياء الدرس 05 | للشيخ أسامة بن سعود العمري حفظه الله تعالى.
محبكم :
أبو بكر بن يوسف الشريف.
جديد الفوائد :
من شرح كتاب مرحباً يا طالب العلم
لفضيلة الشيخ الفاضل الحبيب
أسامة بن سعود العمري حفظه الله.
( العلم بحر لا ساحل له )
العلم بحرٌ لا ساحل له، قلَّ أن يصل فيه الكادحُ آخره، فليهتم طالب العلم بالعلم، وليهتم بمسائل العلم، وليهتم بفروع العلم، وأصول العلم، وليحرص حرصا شديدًا على هذا العلم؛ لأن حاجته إلى العلم ماسة وشديدة.
___________________________
( عوائق طلب العلم )
إذا كان طالب العلم قد وفقه الله للطلب، فإنه قد يعتري هذا الأمر شيءٌ من الآفات ومن المخاطر، ومنها الغرور بنفسه، أو أنه يحصل له أنه يأمن مكر الله، وهذا كله من مخاطر العلم الذي قد يعتري الإنسان حين طلبه للعلم، فليحذر من الغرور ولا يأمن مكر الله –عز وجل – عليه، فإذا كان الأمرُ كذلك وكان هذا الأمر على باله بإذن الله - سبحانه وتعالى- سيحرص حرصًا شديدًا على الإخلاص لله – عز وجل- والمتابعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- والتواضع ولين الجانب وعدم الكبر وعدم الإعجاب بنفسه إذا كان هذا الأمر بين عينيه.
___________________________
( حراسة القلب )
لو كنت مهتمًا بحراسة قلبك فلا تأخذ العلم إلا عمن يوثق به، هذا أولًا.
ثانيًا: إذا كنت مهتمًا بحراسة قلبك فابتعد عن كل ما حرَّم الله –عز وجل-، وأتمر بالأوامر.
أما أنك تزعم أنك حارسٌ لقلبك وتأخذ عن كل من هبَّ ودب، وتزعم أنك حارسٌ لقلبك وتجترح المعاصي وتقترف المعاصي والذنوب، فإنك وإن كنت قلت هذا بقولك فإن الفعل يكذب هذا القول، فليتق الإنسان ربه وليخش الله - عز وجل- فإنه كما قلنا مرارًا وتكرارًا؛ ليس العلم بكثرة الرواية وإنما العلم الخشية.
___________________________
( تقلب القلب )
في الدعاء « رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا» دليل على أنه قد يزوغ القلب بعد الهداية، فليحرص الإنسان على قلبه وعلى دينه، وليكن حارسًا لقلبه ودينه وعلمه أشد من حراسة ماله وبيته.
___________________________
( العلم والد والعمل مولود )
قيل: "العلم والد والعمل مولود"، فلو أن إنسانًا لا يولد له، ماذا يسمى؟ عقيم، ويحب أن يولد له، كذلك إذا كنت طالب علم فليكن حبك أيضًا للعمل، إذا كنت طالب علم فلتحب أيضًا العمل؛ لأن العلم والد والعمل مولود.
___________________________
( العلم مورث للعمل )
قال الشيخ ابن باز - رحمه الله عز وجل – عند تعداده لأخلاق الدعاة إلى الله - عز وجل - وتعداده لأخلاق طلبة العلم، قال: "لا يكن طالب العلم ممن يدعو إلى شيء ثم يتركه، أو ينهى عن شيء ثم يرتكبه، هذا حال الخاسرين! أما المؤمنون الرابحون فهم دعاة حق يعملون به، وينشطون فيه، ويسارعون إليه، ويبتعدون عما ينهون عنه".
لذلك هذا الذي ينبغي على طُلاَّب العلم أنهم إذا علموا أنهم يعملون، لذلك لما جاء طالبُ علم وقد بات عند الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل- رحمه الله- وجهَّز له الإمام وعاءً فيه ماء، فلما استيقظ الإمام أحمد –رحمه الله- لصلاة الفجر رأى الوعاء كما هو، وسأل هذا الطالب عن سبب عدم قيامه لليل مع تجهيزه له هذا الوعاء؟!
فقال الطالب: إني على سفر، فقال - رحمه الله -: "طالب حديث وليس له نصيب من قيام الليل!! ولو كنت على سفر!!.
___________________________
(الإنسان سيُسأل عن ماذا عَمِل فيما عَلِم)
لذا لما قالت عائشة - رضي الله تعالى وأرضاها - لعروة : "يَا عُرْوَةَ لَا تُكَثِّرَ حُجَجَ اللهِ عَلَيْكَ هَلْ أَنْتَ قَدْ عَمِلْتَ بِكُلِّ مَا عَلِمْتَ"
ليس المقصود هنا التزهيد من العلم، بل المقصود الحث على العمل، فلا تكن الفهوم معكوسة منكوسة أن تؤخذ الآثار على غير ما أراد منها السلف، وإنما أرادت عائشة - رضي الله تعالى عنها وأرضاها - الحث على العمل وليس الحث على ترك العلم.
___________________________
( تطبيق العلم من أسباب حفظه )
إذا أردت أن تُثَبت علمك فطبق هذا العلم
لذلك قال الإمام أحمد -رحمه الله-:"ما كتبت حديثًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا وقد عملت به حتى مر بي الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- احتجم وأعطى أبا طيبة الحجَّام دينارًا فاحتجمت وأعطيت الحجَّام دينارًا"، كل ذلك عملًا بماذا؟ كل ذلك عملًا بالسنة والحديث.
___________________________
( السنة نجاة )
قال مالك –رحمه الله عزّ وجل-: "السُّنة سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق".
وقال –رحمه الله- أيضًا: "من أراد النجاة فعليه بكتاب الله وسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "
وقال –رحمه الله-: "من مات على السُّنة فليُبشر ، ومن مات على السُّنة فليُبشر، ومن مات على السُّنة فليُبشر"
___________________________
( إياك ولحن العمل )
إياك يا طالب العلم ولحن العمل، قال مالك بن دينار: "تلقى الرجل وما يلحن حرفًا، وعمله لحنٌ كله". قال مالك بن دينار: تلقى الرجل ولا يلحن في حرف، مستقيم من جهة اللغة العربية، وعمله كله لحن، كله انحراف، لذلك كما قال علي بن أبي طالب : "هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل ".
وكذلك قال ابن المنكدر : " العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل ".
___________________________
( ذم التسويف )
التسويف من عوائق العلم ومن عوائق العمل، لذلك قال أبو إسحاق قيل لرجل من عبد القيس: " أوصنا"، قال: " احذروا سوف".
وقال تعالى: { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } الكهف: ٢٨
قال: تسويفًا، وقال بعض السلف: "سوف جند من جند إبليس"، فاحذروا في العلم والعمل التسويف، خاصةً مع الذي يعلم من نفسه أنه غير حازم فالتسويف مُمرض له.
أما من كان حازمًا وقال: سوف أقوم الليل فحزمه سوف يقيمه للّيل، لكن من علم من نفسه أنه من الذين ليس عندهم الحزم فليكن قيامه لليل في أول ليله ثم ينام.
___________________________
( مسائل الدعوة في أربع مسائل )
المسألة الأولى: في حكمها وفضلها.
المسألة الثانية: في كيفية أدائها وأساليبها.
المسألة الثالثة: في بيان الأمر الذي يُدعى إليه.
المسألة الرابعة: الأخلاق والصفات التي ينبغي أن يكون عليها الداعية إلى الله – عز وجل-.
___________________________
( أمور ينبغي أن يحذر منها طالب العِلم )
الآفةُ الأولى: أن تتكلم بغيرِ علم، فيجِبُ عليكَ ماذا؟ أن تتعلَّم.
الآفةُ الثانية: أن تتعلَّم، ولا تُحدِّث ولا تُبلِّغ شرعَ اللهِ –عزَّ وجل- وهي آفة.
___________________________
(طريقة الترقي في الدعوة إلى الله
سبحانه وتعالى للشيخ الألباني رحمه الله)
قال -رحمه الله-: " أوصي بأمرين"، طبعًا مع الإخلاص والأخلاق الفاضلة إلى آخره قال أوصي لمن أراد الارتقاء والترقي في الدعوة إلى الله – عز وجل- : أوصيه بأمرين:
الأمر الأول: أن يكون كثير الصلة بكتب أهل العلم الماضين المعروفين بالعلم النافع والعقيدة الصحيحة، أن يكون كثير الصلة لا ينقطع عن الأولين، إذا أراد الارتقاء والترقي لا ينقطع عن الأولين عن الذين قد ماتوا.
ثانيًا: الاتصال بأهل العلم الأحياء ما أمكنه إلى ذلك سبيلًا حتى يتأثر بمسارهم ويستفيد من أخلاقهم وسلوكهم.
قال وكيع: "أهل الأهواء يأخذون ما لهم ويتركون ما عليهم"
___________________________
( الصبر على الأذى في الدعوة )
يقول الشيخ أسامة العمري –وفقه الله-:
إن أصابك شيء في الدعوة، أذية من الخلق، أذية من المدعوّين، أذية من الناس فاصبر، فالصبرُ واجب، فترفق بهم وكن لينًا معهم وادع إلى الله بالعلم والحكمة والموعظة الحسنة.
___________________________
( وسائل الدعوة توقيفية )
الذين يأتون بالأناشيد ويعدون الأناشيد الصوفية البدعية من وسائل الدعوة، والله ما يفعلها إلا إنسان جاهل بالدعوة أو صاحب بدعةٍ وهوى، فالجاهل يُعلم وصاحب البدعة والهوى يُحذر منه، كذلك التمثيليات والمسلسلات كل ذلك ويعدون أن هذا الأمر والعياذ بالله من أساليب الدعوة.
___________________________
(التعامل مع الخصم بالأخلاق لا يعني تبجيله)
هناك فرق بين الأخلاق والتبجيل والتعظيم، فلا يفهم فاهم أن معنى: نكون بأخلاق مع خصومنا، أن نكون معهم على تبجيل وتعظيم وتوقير لهم، فهذا غلط، النبي-صلى الله عليه وسلم-لما كان اليهودي كان على خلق هل كان على تبجيل له؟ لا، فلا يفهم فاهم مثل هذا الفهم السقيم، "من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام" ليس المقصود هنا الأخلاق أن تكون على تبجيل وتعظيم وانتكاس للرءوس وتقبيل لرءوس أهل البدع،لا، تكون بخلق لمَّا تجادله تناقشهُ، تكون بخلق بأدلة من كتاب الله وسنة رسول الله مثل هذه الأمور.
___________________________
منقول :
من موقع ميراث الأنبياء الدرس 05 | للشيخ أسامة بن سعود العمري حفظه الله تعالى.
محبكم :
أبو بكر بن يوسف الشريف.