بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله
السؤال الأول:-السلام عليكم ورحمة الله
فأول سؤالٌ نبدأَ به: ما تكلّم بهِ ابننا البارِحة، وهو ما يتعلق بالكتُب التي يعتني بها المبتدىء في طلبهِ للعلِم ؟
الجواب:-
ونحنُ قد تكلمنا على هذا، ولكن لا مانِع فمرةً نعتذر ونُحيل على ما سبَق، ومرةً نُكرر ولا بأس.
فأقول أول ما يجب على طالِب العلِم الإعتناء بهِ كتابُ الله -جلَّ وَعلا- تلاوةً وإتقانًا لإحكامِ التلاوة، نَعني بها أحكام التجويد، وفي هذا يكفي المبتدي تُحفة الأطفال.
ثُمَّ يحفظ كتابَ الله -جلَّ وَعلا- وإن لم يتيسر لهُ ذلك، حَفِظَ ما يتيسر لهُ منه، وأتّقنّه على يدِ مُقرئ، فإنَّ القُرآن إنما يُتلقى بالعَرضِ والسماع، ثُمَّ بعد ذلك يعتني بفهم هذا الكتاب العزيز، تفاسيرهِ المُختَصَرَة المُيَسَرّة، حتى يفهم معنى كلام الله -جَلَّ وَعلا- ومن الكُتب الجميلة في هذا تفسير الشيخ عبدالرحمن بن سعدي -رحمهُ اللهُ تعالى- وقد طُبِع -وللهِ الحَمد- في مُجلَد مع القُرآن الكريم، يسهُل على طالِب العلِم حملهُ وليس بثقيل -ولله الحمد-.
ثُمَّ بعد ذلك يأخُذ في الاعتقاد ما يصحّ بهِ اعتقاده، فيقرأَ القواعِد الأربع فيحفظها لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب، ثُمَّ الأصول الثلاثة، ثُمَّ كتاب التوحيد، ثُمَّ كشف الشُبُهات، ثُمَّ العقيدة الواسطيّة، ثُمَّ تلخيص الحمويّة، ثمَّ الحموية الكبرى –الأصل-، ثُمَّ يقرأَ بعد ذلكَ ماشاء من شرح الطحاوية وكُتُب الإعتقاد، لكن إنما يبتدأَ بهذا الذي ذكرنا القواعِد الأربع، الأصول الثلاثة، كتاب التوحيد، كشف الشُبُهات، ثمَّ يقرأَ الواسطية في أسماء الله وصفاتهِ، وفيها ما يتعلق بأركان الإيمان، ثُمَّ لا يضيرهُ بعد ذلك أن يقراَ المُطولات.
الحديث: يأخذ الأربعين حِفظًا، فهي أربعين جامِعَة، ثُمَّ عمدة الأحكام، ثمَّ البلوغ، ثُمَّ لا يضيرهُ بعد ذلك أن يقرأَ في كُتُب الأحكام المُطوّلَة، وفي الأُمهات،لكن المبتدأ يبدأ بهذا بالأربعين النووية ثم عمدة الأحكام ثم يأتي بعد ذلك إلى البلوغ.
في الفقه:يأخذ آداب المشي إلى الصلاة، أخصر المختصرات، زاد المستقنع، ثم لا يضيره بعد ذلك أن يقرأ في الكتب الأخرى.
وهكذا أصول الفقه: يبتدأ في أصول الفقه للشيخ محمد بن عثيمين- رحمهُ اللهُ تعالى- العلم بأصول الأصول، الورقات، للجويني، وشرحها للمحلي، هذه لابُدَّ منها للمبتدي في الفن.
في النحو: يأخذ الآجروميّة، ثم المُلحة، مُلحة الإعراب، ثم الخُلاصة التي هي الألفيّة، ألفية بن مالك.
هكذا درج طلبة العلم عندنا على هذا في التلقيّ.
أصول الحديث: يأخذ نُخبة الفكر حفظًا، مع شرحها بعد ذلك، النُزهة، ثم يأخذ بعد ذلك الباعث الحديث، ثم التدريب، تدريب الراوي شرح تقريب النواوي، لا يضيره بعد ذلك أي شيء قرأ.
في السيرة النبوية:الفصول في سيرة الرسول للحافظ بن كثير- رحمه الله تعالى- فإنها مُختصَرة وشاملة، ثم يقرأ بعد ذلك تلخيص ابن هشام لسيرة ابنِ إسحاق، لأنهُ سيعود إليها دائمًا، وأنصحهُ مع سيرة ابنِ هشام أن يقرأ السيرة النبوية التي كتبها الحافظ ابنُ كثير في مُقدمة البداية والنهاية، فإنهُ قد حررها تحريرًا طيبًا- رحمهُ الله تعالى-يستفيد منها المبتديء ويستفيد منها المتوسِط، ويحتاج إليها المنتهي، فإن تحريراتهُ بديعة جدًا، ويحرص على أن يذكُر مع الأحداث أحاديثها سواء كانت في الصحيحين أو في الأُمهات أو في المُسنَد، وإذا وُجِد ما يظهر من التعارض فإنه يحرص على التوفيق ويعتني بالأسانيد والكلام عليها، ويبيّن مُنكرات في الجملة، وإلا فإنه قد فاتهُ شيءٌ ولكنهُ يسير بالنسبةِ إلى ما ذكرهُ رحمه الله تعالى-.
هذا ما يتعلق بسؤالِ ابننا ولعلنا جئنا على جميع الجوانب .. (1)
============
(1) التفريغ من موقع ميراث الأنبياء
تعليق