بسم الله الرحمن الرحيم
مما لا شك فيه أن الله أرشدنا إلى طلب المزيد من العلم كما قال تعالى:"و قل رب زدني علما "و ذكر سبحانه أن العلم رتب و درجات "وفوق كل ذي علم عليم" و أخبرنا النبي صلى الله عليه و سلم أن الأفضل الأفقه "من يرد الله بيه خيرا يفقه في الدين".
ومن أجل هذه النصوص و من أجل ارتباط الخيرية بالفقه في الدين ترى البعض يطلب الاكثار من طلب العلم الشرعي ,و هذا أمر محمود بذاته لأن طلب العلم عبادة,لكن لابد هنا من مراعاة أصول و أمور أخرى ,فإن الشارع حذر من التكاثرأيضا قال سبحانه "ألهاكم التكاثر"قالابن القيم رحمه الله فالتكاثر في كل شيء: من مال أو جاه أو رياسةأو نسوة أو حديث أوعلم ولا سيما اذا لم يحتج اليه
و التكاثر في الكتب و التصانيف و كثرة المسائل و تفريعها و توليدها" اه
و هذا التكاثر المذموم ما كان على سبيل المخيلة أو ما كان على وجه يعجز فيه المتكاثر عن ضبط ما سبقت معرفته, بسبب المزاحمه في تحصيل العلوم ,كثرة من غير تحقيق و لا اتقان, يكون معها في حال أقرب إلى الجهل بالعلم.
قال الإمام مالك رحمه الله :" ما أكثر أحد قط فأفلح"اه
و قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله:"الحفظ أكثر ما يكون مع التقليل"اه
و قال الوزير ابن هبيرة :"من آفة التعليم اكثاره حتى تعجز القلوب عن أن تعيه"
من كتاب
النبذ في آداب طالب العلم
حمد بن ابراهيم العثمان
النبذ في آداب طالب العلم
حمد بن ابراهيم العثمان