بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
التَّفريغ
وإنَّ مِن وسائل طلب العلم أنْ يختار طالبُ العلم الرِّفقة الصَّالحة الَّتي لها...مِن وسائل طلبِ العلمِ اختيارُ الرِّفقةِ الصَّالحةِ للشَّيخ الفاضل الأُستاذ الدُّكتور سُليْمان الرُّحيليّ |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: وهذا المقطع الصَّوتي الخامس من سلسلة: مِن وسائلِ تحصيلِ العلمِ وفيه بيَّن الشيخُ سليمان الرَّحيلي ـ حفظه اللهُ ـ ـ أهميَّة " إختيار الرفقة الصالحة " وهذه الوصية من الشيخ - حفظه الله - من أعظم الوصايا فالمرء قوي بإخوانه، والإنسان لابد من أن يأتيه وقت يضعف، ويتشتت، وينشغل، لكن الرفقة الصالحة بإذن الله تكون سببا في إعادته للطريق وفي تصويبه إن أخطأ والعكس بالعكس وبضدها تتميز الأشياء والآن مع وصية الشيخ حفظه الله. مُدَّة المقطع: 02 دقيقة و 45 ثانية للاستِماع والتَّحميل▼ |
إذا أردتَ أنْ تختار رفيقًا؛ فاخترْ رفيقًا صالحًا ذا هِمَّةٍ عالية في طلب العلم....إلى طلب العلم، ولا يرُدُّك إلى .... يجعلُك من المُسارِعِين إلى الحلقات، ولا يكُون مِن المُثبِّطِين لك؛ فإنَّ الصَّاحبَ ساحبٌ، والصَّاحبُ لا بُدَّ أنْ يُؤثِّر في صاحبِه؛ فلذلك يقُول النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:"مثل الجليس الصَّالح والجليس السُّوء كحامل المسك ونافخ الكِير، فحاملُ المِسك إمَّا أنْ يُحذِيَك وإمَّا أنْ تبتاع مِنه وإمَّا أنْ تجد مِنه ريحًا طيِّبة، ونافخ الكِير إمَّا أنْ يحرق ثيابك وإمَّا أنْ تجد مِنه ريحًا خبيثةٍ"[مُتَّفقٌ عليه مِن حديث أبي مُوسى الأشعريّ ب:2101،5534، م:6692].
فطالبُ العلم إذا اختار رفيقًا صالحًا، ذا هِمَّةٍ عالية، إمَّا أنْ يُهدِيَه هديَّة، وأنْ يزِيده في العلم، وأنْ يُعطِيَه الفوائد، وإمَّا أنْ يأخُذه إلى المجالس الصَّالحة، إمَّا أنْ يأخُذه إلى مجالس العُلماء، وإمَّا أنْ يتخلَّق بأخلاقه، فتجد فيه حِرصًا وشِدَّةً في الطَّلب وخيرًا كثيرًا.
أمَّا إذا اختار طالبُ العلم رفيقًا دُونه في الهِمَّة، ودونه في الصَّلاح؛ فإنَّ ذلك قد يجُرُّه إلى دُون ما يُريد، فإنَّه قد يُثقِّل عليه الحِلق، ويقُول له: لو فعلنا كذا لكان أحسن، وكم مِن طالبِ علم عرَفتُه كان حريصًا على حُضُور الحلقات، فلمَّا اتَّخذ له صاحبًا مُثبِّطًا؛ بدأ يترُك طلبَ العلمِ شيئًا فشيئًا.
فمِمَّا يحضُرُني أنَّ أحدَ طلبة العلم كان مِن الحريصين على حِلق العلم، فلمَّا اتَّخذ صاحبًا يُثبِّطُه في ذلك، قال له: تعالى ولنجتمِعْ أنا وأنتَ على درسٍ في شريطٍ فنكُون أليَقَ بالعلم، وأضبط وأسمَع. فلمَّا جلسا إلى الشَّريط أصبح هذا يأتي يومًا، وذاك يتأخَّر يومًا، وقد تمَّتْ عليهم الحلقات، ولم يُحصِّلُوا العلمَ في الأشرطة حتَّى زال ما كان عنده مِن هِمَّةٍ، وذهب ما مِن هِمَّةٍ، فترك طريق طلب العلم.
ينبغي لطالب العلم أنْ يتَّخِذ رفيقًا صالحًا ذا هِمَّةٍ عالية في طلب العلم؛ حتَّى يكُون مُحصِّلا لطلب العلم، سائرًا في طريقه.
فهرسة سلسلة " مِن وسائل طلب العلم "
للشيخ سليمان الرحيلي - حفظه الله - :