الطريقة الصحيحة لانتقاء الكتاب المناسب للدراسة
الشيخ
أ.د.سليمان بن سليم الله الرحيلي
للتحميل المباشر▼
من هنا
وكما يقول العلماء: انتقاء الكتاب مهارة ينبغي العناية بِهَا، لا ينبغي للإنسان أن يقرأ الكتب كيفما اتّفق؛ بل ينبغي أن يختار الكتاب المناسب فِيْ العلم الَّذِي يريد أن يدرسه.
وهٰذا له أمورٌ تُحدِّده:
منها: ثناء العلماء على الكتاب.
ومنها: الثقة فِيْ مؤلّفه.
ومنها: خدمة هٰذا الكتاب.
ومنها: النفع العائد على الطالب من هٰذا الكتاب.
فلابد أن ينظر طالب العلم إلى ثناء العلماء على الكتاب، فإنّ أهل العلم هم أهل الخبرة بالكتب.
كذلك لابد أن ينظر إلى سلامة مؤلِّفه؛ مهما كان الفن، فإنه لا يَكتب أحدٌ كتابًا إلا ويَخدِم ما فِيْ قلبه؛ حتى فِيْ النَّحو تجد العقيدة، ولذلك المعتزلة لمّا ألَّفوا فِيْ النحو والبلاغة ملؤوا كتبهم بما يشهد لعقيدة المعتزلة، كتاب الخصائص لابن جِني -وهو من الكتب المعتمدَة فِيْ اللغة- مليء بالأمثلة الَّتِي تؤكِّد عقيدة المعتزلة، ومليء بالعبارات الَّتِي تتّفق مع عقيدة المعتزلة، فإياك أن تقول: هٰذا الكتاب فِيْ فنّ كذا لا علاقة للعقيدة به! العقيدة ملازمة للإنسان، ومَا من مؤلِّف يؤلِّف إلا وهو يخدم عقيدته، فلابد من معرفة هٰذا.
والأمر الثالث: خدمة هذا الكتاب، كون العلماء شرحوه، أو يمكن أن ينتقل الإنسان منه إلى كتاب أعلى منه، هٰذا من الأهمية بمكان.
والرابع: انتفاع الطالب به، مقدار النفع، وهٰذا الَّذِي أشار إليه شيخ الإسلام فِيْ قضية أنه ما يتيسّر فِيْ البلاد ومَا يتعلق بالمذهب وطريق العلم.
فمثلًا؛ إذا أردنا أن نختار متنًا فِيْ الفقه؛ فإنّا إذا نظرنا إلى الثلاثة الأمور المتقدمة نقول يختار طالب العلم مثلًا (زاد المستقنِع) لأنّ العلماء أثنَوا عَلَيه، ولسلامة صاحبه، ولأنه مخدوم، فإنّ الطالب بعد أن يفرغ منه يننقل إلى (الشرح المختصر على زاد المستقنع) للشيخ صالح الفوزان فيفهم الكتاب فهمًا جيِّدًا، ثم ينتقل إلى كنز الفقه (الشرح الممتع) للفقيه الممتع الإمام الشيخ محمد صالح العثيمين؛ بحيث يعرف الترجيح فِيْ المسائل، ثم ينتقل إلى (المغني) لابن قدامة، ويُبحر كما يشاء فِيْ علم الفقه.
ولكن ينبغي أيضًا النظر إلى النفع المتعدي القادم، ولذلك إذا كنتَ من بلد ينتشر فيه المذهب الحنفي فالأحسن أن تختار متنًا فِيْ الفقه الحنفيّ؛ لأنك إن أجدتَه وعدتَ إلى البلاد فإنّ الناس يثقون بعلمك؛ لأنك تأتيهم بالكتب الَّتِي عهدوا، وبالمصطلحات الَّتِي عهدوا، وإذا وثق الناس فِيْ أصل علمك فإنك تستطيع أن توصِل إليهم الخير –إن شاء الله عَزَّ وَجَلَّ- فتجعل ذٰلك مفتاحًا لتنشر فقه الدليل والسنة.
إذا كنت من بلد ينتشر فيه المذهب المالكي فحَسَنٌ أن تختار متنًا فِيْ المذهب المالكي، وكذلك بالنسبة للمذهب الشافعي.
ومن أنفع الأمور أن تقرأ المتن على متمكِّن من الفنّ يستطيع أن يشرح لك الكتاب، ثم تعيد القراءة عَلَيه بنقد الكتاب، ثم بعد ذٰلك تنتقل إلى ما بعده من الكتب. وهكذا فِيْ سائر الفنون والعلوم الشرعية.
للمشاهدة
▼
تعليق