سؤال الفتوى
ظهر عندنا من يقول أنا لا آخذ من الشيخ الفلاني لأنَّه من طلبة العلم بل آخذ من العلماء الكبار فقط فما قولكم في هذا ؟
الإجـــابة
جيد؛ إذا كان العلماء الكبار بين يديك فهنيئًا لك لا تبغِ بهم بديلاً؛ فالفائدة العلمية تأخذها من العالم أحسن من أن تأخذها من جاهل، أو أن تأخذها من طالب علم مبتدئ؛ لا شكَّ أن العَالِمْ أرفع وأنفع لكن إذا كنت بينك وبين العَالِمْ دول أنت في دولة وهو في دولة لا تستطيع الوصول إليه فهذا الأخ الذي بين يديك هو أحسن من تجد أن تأخذ عنه العلم؛ فأنت مخير بين أن تبقى جاهلاً حتّى تلقى أهل العلم، وبين أن تتلقى من أخيك فهذا -بارك الله فيكم- قد يكون من وساوس الشيطان يريد حرمانك من طلب العلم؛ فعلى هذا الذي تقول عنه أنّه من طلبه العلم هذا أمثل من بين يديك وأحسن من بين يديك؛ فإذا تركته حرمت من طلب العلم؛ فإن قلت له أنا آخذ من كتب العلماء الكبار صرت أنت شيخ نفسك! تعلِّم نفسك! فأنت أنزل من الذي يتتلمذ على طالب العلم هذا الذي قد قرأ قبلك واستفاد، وهذا من وساوس الشيطان! عندنا طالب علم نستفيد منه وعندما ييسِّر الله علماء كبار أخذنا عنهم؛ نعم فإذا كنت ترى نفسك مؤهَّلا ًفاجعل لك حلقة بجانب هذا حلقته بعد المغرب وأنت بعد العشاء هو بعد الظهر وأنت بعد العصر لا مانع جزاك الله خيرًا أما أنَّك غير مؤهَّل ومبتدئ مجرد أنَّ عندك حبٌّ للسُّنَّة وتتبع السُّنَّة من هنا ومن هناك ثمَّ تقول لا أطلب العلم عند هذا الأخ المستفيد الذي عنده علم ولكن أنا أريد آخذ من العلماء الكبار! أنت محروم؛ حرمت نفسك من الخير لا أنت وصلت إلى العلماء الكبار، ولا أنت استفدت من هذا الذي بين يديك فأنت محروم؛ نحن إذا رأينا طالب علم في بلده في قرية مسجد معين من مدينه نراه كأنَّه كوكب؛ نراه شيخًا كبيرًا في أنظارنا نفرح به هذا ينفع الله به، هذا واسطه بين العامة وأهل العلم، هذا داعية إلى السُّنَّة، هذا يعلِّم الله به من شاء من خلقه فما تمرُّ الشهور أو سنوات إلا وعنده طلبة علم منهم من حفظ الأجزاء من القرآن، ومنهم من حفظ القرآن كاملاً، ومنهم من حفظ الأربعين النووية، ومنهم من حفظ كتاب التوحيد، ومنهم من حفظ الأصول الثلاثة، ومنهم من صار عنده فهم عام؛ هكذا يعني استفاد من الآيات والأحاديث وشروحها بقصد أنَّه أثَّر ونفع الله به. فنفرح بالأخ الذي في بلده عنده شيءٌ من العلم يبارك الله لنا فيه ويبارك الله لقومه فيه وينفع به.
.................................................. ...
للتحميل من المرفقات
للتحميل من المرفقات