*******************
= القصيدة =
يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما***رأوا رجلاً عن موقفِ الذلِّ أحجما
أرى الناسَ من داناهُمُ هان عندهم***ومن أكرَمته عزةُ النفسِ أكرِما
ولم أقضِ حَقَّ العلمِ إن كان كُلَّمَا***بدا مطَمَعٌ صَيَّرتُه لي سُلَّما
وما زلتُ مُنحازاً بعرضيَ جانباً***عن الذلِّ أعتدُّ الصيانةَ مَغنما
إذا قيلَ هذا مَنهلٌ قلتُ قد أرى***ولكنَّ نفسَ الحرِّ تَحتَملَ الظَّمَا
أُنزِّهها عن بَعضِ ما لا يشينُها***مخافةَ أقوال العدا فيم أو لما
فأصبحُ عن عيبِ اللئيمِ مسلَّما***وقد رحتُ في نفسِ الكريمِ مُعَظَّما
وإني إذا فاتني الأمرُ لم أبت***أقلِّبُ فكري إثره مُتَنَدِّما
ولكنه إن جاء عَفواً قبلتُه***وإن مَالَ لم أُتبعهُ هَلاِّ وليتَما
وأقبضُ خَطوي عن حُظوظٍ كثيرةٍ***إذا لم أَنلها وافر العرضِ مُكرما
وأكرمُ نفسي أن أُضاحكَ عابساً***وأن أَتلقَّى بالمديح مُذمَّما
وكم طالبٍ رقي بنعماه لم يَصِل***إليه وإن كَانَ الرَّئيسَ الُمعظَّما
وكم نعمة كانت على الُحرِّ نقمَةً***وكم مغنمٍ يَعتَده الحرُّ مَغرَما
ولم أبتذل في خدمة العلمِ مُهجَتي***لأَخدمَ من لاقيتُ لكن لأُخدما
أأشقى به غَرساً وأجنيه ذِلةً***إذن فاتباعُ الجهلِ قد كان أَحزَما
وإني لراض عن فتا متعفف***يروح ويغدو ليس يملك درهما
يبيت يراع النجم من سوء حاله***ويصبح طلقا ضاحكا متبسم
ولا يسأل المثرين ما بأكفهم***ولو مات جوع عفتا وتكرما
فإن قُلتَ زندّ العلم كابٍ فإنما***كبا حين لم نحرس حماه وأظلم
ولو أن أهل العلمِ صانوه صانَهُم***ولو عَظَّمُوه في النفوسِ لَعُظِّما
ولكن أهانوه فهانو ودَنَّسُوا***مُحَيَّاه بالأطماعِ حتى تَجهَّما
وما كلُّ برقٍ لاحَ لي يستفزُّني***ولا كلُّ من لاقيتُ أرضاه مُنَعَّما
ولكن إذا ما اضطرني الضُّرُّ لم أَبتِ***أُقلبُ فكري مُنجداً ثم مُتهما
إلى أن أرى ما لا أغَصُّ بذِكره***إذا قلتُ قد أسدى إليَّ وأنعما
************************************************** *******
تنبيه هذه القصيدة ضبطها بقراءة الشيخ وقد تجد اختلافا في بعض كلماتها في بعض النسخ الأخرى