الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن كتاب " تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم " لابن جماعة الكناني من الكتب المهمة لطلاب العلم، إذ يحتوي على آداب ينبغي لطالب العلم أن يتخلق بها ويلازمها. ولذلك أحببت أن أنتقي لكم بعض المقتطفات من هذا الكتاب، لعل الله ينفعنا بها:
• اعلم أنه لا رتبة فوق رتبة من تشتغل الملائكة وغيرهم بالاستغفار والدعاء له وتضع له أجنحتها، وانه لَيُنَافَسُ في دعاء الرجل الصالح أو مَنْ يُظَنُّ صلاحه، فكيف بدعاء الملائكة؟! (ص 53)
• وينبغي له إذا تلا القرآن أن يتفكر في معانيه وأوامره ونواهيه ووعده ووعيده والوقوف عند حدوده، وليحذر من نسيانه بعد حفظه فقد ورد في الأخبار النبوية ما يزجر عن ذلك. (ص 93)
• درجة العلم درجة وراثة الأنبياء، ولا تنال المعالي إلا بشق الأنفس، وفي صحيح مسلم عن يحيى بن أبي كثير، قال: لا يستطاع العلم براحة الجسم. وفي الحديث: "حفت الجنة بالمكاره". (ص 103)
• قال الشافعي رضي الله عنه: حق على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه والصبر على كل عارض دون طلبه، وإخلاص النية لله تعالى في إدراك علمه نصًا واستنباطًا والرغبة إلى الله تعالى في العون عليه. (ص 104)
• وأجود الأوقات للحفظ: الأسحار، وللبحث: الابكار، وللكتاب: وسط النهار، وللمطالعة والمذاكرة: الليل. (ص 173)
• كثرة الأكل جالبة لكثرة الشرب، وكثرته جالبة للنوم والبلادة وقصور الذهن وفتور الحواس وكسل الجسم، هذا مع ما فيه من الكراهية الشرعية والتعرض لخطر الأسقام البدنية. (ص 174)
• ولو لم يكن من آفات كثرة الطعام والشراب إلا الحاجة إلى كثرة دخول الخلاء لكان ينبغي للعاقل الللبيب أن يصون نفسه عنه، ومن رام الفلاح في العلم وتحصيل البغية منه مع كثرة الأكل والشرب والنوم فقد رام مستحيلاً في العادة. (ص 174)
• ينبغي لطالب العلم أن لا يخالط إلا من يفيده أو يستفيد منه. (ص 182)
• (وصية لطالب العلم في اختيار الشيخ): وليجتهد على أن يكون الشيخ ممن له على العلوم الشرعية تمام الإطلاع، وله مع من يوثق به من مشايخ عصره كثرة بحث وطول اجتماع، لا ممن أخذ عن بطون الأوراق ولم يعرف بصحبة المشايخ الحذاق. (ص 187)
• وليأخذ من الحفظ والشرح ما يمكنه ويطيقه حاله من غير إكثار يمل ولا تقصير يخل بجودة التحصيل. (ص 217)
• ولا يستقل بفائدة يسمعها أو يتهاون بقاعدة يضبطها بل يبادر إلى تعليقها وحفظها، ولتكن همته في طلب العلم عالية. (ص 225)
• ويغتنم وقت فراغه ونشاطه وزمن عافيته وشرخ شبابه ونباهة خاطره وقلة شواغله قبل عوارض البطالة أو موانع الرياسة. (ص 225)
• وينبغي أن يتذاكر مواظبو مجلس الشيخ ما وقع فيه من الفوائد والضوابط والقواعد وغير ذلك، وأن يعيدوا كلام الشيخ فيما بينهم، فإن في المذاكرة نفعًا عظيمًا. وينبغي المذاكرة في ذلك عند القيام من مجلسه قبل تفرق أذهانهم وتشتت خواطرهم وشذوذ بعض ما سمعوه عن أفهامهم، ثم يتذاكرونه في بعض الأوقات. (ص 227)
• فإن لم يجد الطالب من يذاكره ذاكر نفسه بنفسه، وكرر معنى ما سمعه ولفظه على قلبه ليعلق ذلك على خاطره، فإن تكرار المعنى على القلب كتكرار اللفظ على اللسان سواء بسواء، وقَلَّ أن يفلح من يقتصر على الفكر والتعقل بحضرة الشيخ خاصة ثم يتركه ويقوم ولا يعاوده. (ص 228)
• ولا يجعل الكتاب خزانة للكراريس أو غيرها ولا مخدة ولا مروحة ولا مكبسًا ولا مسندًا ولا متكأ ولا مقتلة للبق وغيره. (ص 245)
تنبيه: ترقيم الصفحات موافق للطبعة الأولى من مكتبة ابن عباس (تحقيق: عبد السلام عمر علي)، ويمكن تحميلها من هنا
فإن كتاب " تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم " لابن جماعة الكناني من الكتب المهمة لطلاب العلم، إذ يحتوي على آداب ينبغي لطالب العلم أن يتخلق بها ويلازمها. ولذلك أحببت أن أنتقي لكم بعض المقتطفات من هذا الكتاب، لعل الله ينفعنا بها:
• اعلم أنه لا رتبة فوق رتبة من تشتغل الملائكة وغيرهم بالاستغفار والدعاء له وتضع له أجنحتها، وانه لَيُنَافَسُ في دعاء الرجل الصالح أو مَنْ يُظَنُّ صلاحه، فكيف بدعاء الملائكة؟! (ص 53)
• وينبغي له إذا تلا القرآن أن يتفكر في معانيه وأوامره ونواهيه ووعده ووعيده والوقوف عند حدوده، وليحذر من نسيانه بعد حفظه فقد ورد في الأخبار النبوية ما يزجر عن ذلك. (ص 93)
• درجة العلم درجة وراثة الأنبياء، ولا تنال المعالي إلا بشق الأنفس، وفي صحيح مسلم عن يحيى بن أبي كثير، قال: لا يستطاع العلم براحة الجسم. وفي الحديث: "حفت الجنة بالمكاره". (ص 103)
• قال الشافعي رضي الله عنه: حق على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه والصبر على كل عارض دون طلبه، وإخلاص النية لله تعالى في إدراك علمه نصًا واستنباطًا والرغبة إلى الله تعالى في العون عليه. (ص 104)
• وأجود الأوقات للحفظ: الأسحار، وللبحث: الابكار، وللكتاب: وسط النهار، وللمطالعة والمذاكرة: الليل. (ص 173)
• كثرة الأكل جالبة لكثرة الشرب، وكثرته جالبة للنوم والبلادة وقصور الذهن وفتور الحواس وكسل الجسم، هذا مع ما فيه من الكراهية الشرعية والتعرض لخطر الأسقام البدنية. (ص 174)
• ولو لم يكن من آفات كثرة الطعام والشراب إلا الحاجة إلى كثرة دخول الخلاء لكان ينبغي للعاقل الللبيب أن يصون نفسه عنه، ومن رام الفلاح في العلم وتحصيل البغية منه مع كثرة الأكل والشرب والنوم فقد رام مستحيلاً في العادة. (ص 174)
• ينبغي لطالب العلم أن لا يخالط إلا من يفيده أو يستفيد منه. (ص 182)
• (وصية لطالب العلم في اختيار الشيخ): وليجتهد على أن يكون الشيخ ممن له على العلوم الشرعية تمام الإطلاع، وله مع من يوثق به من مشايخ عصره كثرة بحث وطول اجتماع، لا ممن أخذ عن بطون الأوراق ولم يعرف بصحبة المشايخ الحذاق. (ص 187)
• وليأخذ من الحفظ والشرح ما يمكنه ويطيقه حاله من غير إكثار يمل ولا تقصير يخل بجودة التحصيل. (ص 217)
• ولا يستقل بفائدة يسمعها أو يتهاون بقاعدة يضبطها بل يبادر إلى تعليقها وحفظها، ولتكن همته في طلب العلم عالية. (ص 225)
• ويغتنم وقت فراغه ونشاطه وزمن عافيته وشرخ شبابه ونباهة خاطره وقلة شواغله قبل عوارض البطالة أو موانع الرياسة. (ص 225)
• وينبغي أن يتذاكر مواظبو مجلس الشيخ ما وقع فيه من الفوائد والضوابط والقواعد وغير ذلك، وأن يعيدوا كلام الشيخ فيما بينهم، فإن في المذاكرة نفعًا عظيمًا. وينبغي المذاكرة في ذلك عند القيام من مجلسه قبل تفرق أذهانهم وتشتت خواطرهم وشذوذ بعض ما سمعوه عن أفهامهم، ثم يتذاكرونه في بعض الأوقات. (ص 227)
• فإن لم يجد الطالب من يذاكره ذاكر نفسه بنفسه، وكرر معنى ما سمعه ولفظه على قلبه ليعلق ذلك على خاطره، فإن تكرار المعنى على القلب كتكرار اللفظ على اللسان سواء بسواء، وقَلَّ أن يفلح من يقتصر على الفكر والتعقل بحضرة الشيخ خاصة ثم يتركه ويقوم ولا يعاوده. (ص 228)
• ولا يجعل الكتاب خزانة للكراريس أو غيرها ولا مخدة ولا مروحة ولا مكبسًا ولا مسندًا ولا متكأ ولا مقتلة للبق وغيره. (ص 245)
تنبيه: ترقيم الصفحات موافق للطبعة الأولى من مكتبة ابن عباس (تحقيق: عبد السلام عمر علي)، ويمكن تحميلها من هنا