الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم .
أمـــا بــعـــد :
فهذه مقطع صوتي ومفرغ لفضيلة الشيخ سليمان بن سليم الله الرحيلي-حفظه الله-
[بعنوان]
ينبغي الصبر على المدعوين ومراعاة أحوالهم وأحوال بلادهم
(للاستماع والتحميل)
التفريغ
ســ14: أحسن الله إليك؛ هذا يقول: زوجتي ترتدي الخمار، وطلبتُ منها كثيرًا أن ترتدي النقاب، ولكنها رفضت بالرغم مِن أنها ملتزمة بأمور كثيرة من أمور الدين، وتصلي وتصوم وتقرأ القرآن، فما حكم ذلك؟ وبماذا تنصحني؟
الجواب:
الحمد لله أنتَ ذكرت شيئًا طيبًا من جهة اهتمامها، وأنت ذكرت شيئًا طيبًا من جهة أمرِك لها، فمُرْها وواظب على أمرها، واتَّبع الأساليب المناسبة في التأثير بها، وكما قيل: "لكلِّ إنسان مفتاح"؛ فانظر في المفتاح.
وأنا أقول للإخوة: مع الدعوة والأمر يجب الصبر، ولا سيما في بعض البلدان، فالمرأة تعوّدت على شيء، ومَن حولها لا يفعلون الذي تريده منها، فالأمر صعب عليها وشاق، فالأمر يحتاج إلى صبر، اِصبر يا أخي.. لا تعجل عليها! مادامتْ مُصليَّة قائمة بما يجب عليها من أركان الدين؛ فاحمد الله واصبر عليها، ولكن مُرْها واتَّخذ الوسائل، وإذا كان بإمكانك أن تُغلِظ عليها وكان في ذلك فائدة فأَغلِظ عليها؛ لأنك راعٍ ومسئولٌ عنها، لكن مع ذلك اِصبر.
بالأمس اتصل بي رجل من فرنسا، أظنه طلق امرأته ثلاثين مرة، لماذا؟! قال: هي ترفض الحجاب، طيِّب: ما حالها مع صلاتها؟ قال: هي مصليَّة محافظة على الصلاة، وتطيعني يا شيخ كثيرا لكنها ترفض أن تتحجَّب، وأنا رجل التزمتُ من سنة وأحبُّ الخير وأكره أن أراها لا تتحجَّب، وعندي منها أولاد، وطلقتها -ثلاثين مرة أو أكثر فيما وصف لي-، وطلاقٌ نافذ يكفي منه ثلاث.
فقلت له: يا أخي! أنت تقول أنك من فرنسا وأنك أنت ما التزمت إلا قبل سنة وعندكم أولاد، معنى ذلك أنكم عشتم حياة مختلفة، وأنت تريد أن تنقلها من تلك الحياة إلى حياة أخرى لا تعرفُها، فالأمر يحتاج إلى صبر، وأنت كم بلغت من العمر؟ فوق الأربعين، وما التزمتَ إلا من سنة -كما قال بتعبيره "التزم" وهو "استقام"- فاصبر على المرأة ما دامتْ محافظة على الصلاة، نعم مُرْها، واتَّخذ كلَّ طريق ممكن، لكن اصبر عليها لا تطلقها، مادامت مصلية -فالحمد لله- لا يلزم أن تُطلق، ومادامتْ مطيعة لك وتفعل الخير إلا في هذا الأمر لأنها ما ألِفته.
قلت له: انقلها إلى مكان تألف فيه الحجاب كأن تقول لها -مثلا-: لنذهب فسحة في مكان ما لمدة أسبوع شرط أن تتحجبي هناك، هنا لن أطلب منكِ؛ حتى تألف، أو خذها إلى عمرة.
الصبر لا بد منه -يا إخوة-، لا بد أن نراعي الأحوال، البلدان تختلف، والأحوال تختلف، فالإنسان الداعية يجب أن يكون صبورًا حكيمًا، ويُفرِّق بين ما فيه مُفاصَلة وما لا مُفاصَلة فيه، حتى يكون على بصيرة، ويكون صالحًا مُصلِحًا، وإلا كان كالمُنبَتّ؛ لا أرضًا قَطَع ولا ظَهرًا أبقى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
(1) من شرح العلاّمة سليمان بن سليم الله الرحيلي -حفظه الله- كتاب الفتن وأشراط الساعة من صحيح مسلم /الشريط الخامس والعشرون 30:41- 35:02