السؤال:
وهذا يقول: نشهد الله أنّنا نحبك في الله
أسأل الله - جلَّ وعلا - أن يجعلنا وإيَّاكم من المتحابين فيه.
يقول: هل من الممكن التَّوفيق بين الدُّنيا وطلب العلم؛ وما هو توجيهكم؟
أسأل الله - جلَّ وعلا - أن يجعلنا وإيَّاكم من المتحابين فيه.
يقول: هل من الممكن التَّوفيق بين الدُّنيا وطلب العلم؛ وما هو توجيهكم؟
الجواب:
نعم، من الممكن التَّوفيق بين هذا وهذا، إذا لم يكن لك ما يَكْفلك من راتب في بيت المال في بلدك، فتستطيع تعمل يومًا وتدرس يومًا، والدّراسة ليست يا أخي ومحبّي هي النّظاميّة فقط، الدّراسة هي طلب العلم يرفع الله به عنك الجهل وتعرف به كم ما أوجب الله عليك؟ وما حرّم عليك؟ هذا هو العلم، أمّا الدّراسة لأجل الوظائف، والتّخرّج الرّسمي هذه ما هي العلم، فقد يتخرّج منها وهو ما معه شيء، كما قال بعض زملائنا،
تعلّم العلم واطلب لأجل مائتين وعشرة - مكافأة المعهد زمان -.
تخرج من العلم صفرا سوى قميصا وغترة
صدق ما معه شيء، نجح لكن اللي قرأه العام نسيه، والسّنة هذه اللّي قرأها نسيه، وإذا تخرّج وإذا بالذّي قرأه كلّه نسيه، وإذا وصل للوظيفة ....
فالعلم لا العلم هو معرفة ما يجب لله-تبارك وتعالى- عليك من حقوقه في المسجد، في حلق العلم الخاصّة والمخصّصة غير النّظاميّة، المهم أنّك تتعلّم والأصل في ذلك حديث عمر - رضي الله تعالى عنه -: ((كُنْتُ وَجَارٌ لِي مِنْ الْأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَهِيَ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ مِنْ خَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ وحي وَغَيْرِهِ وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ)) فإذا كان كذلك فالحمد لله، وقس على ذلك قد لا تكون عندك يوم ويوم أسبوع وأسبوع قد لا يكون تتفرّغ شهرًا لطلب، والعلم شهرين أو ثلاثة أشهر وتسعة أشهر تشتغل فيها، فلا بأس تستطيع تعمل، وتشتغل، وسلفنا الصّالح ، هذه الوظائف ما جاءت إلّا من مائة سنة أو قريب أقلّ من ذلك، الأوّلون كلّهم كانوا يتعلّمون ويعملون، هذه المكتبة الإسلاميّة الضَّخمة جاءتنا وهم موظّفون؟ لا، يعملون سمّاك، وزيّات، وزعفرانيّ، وصفّار، ونحّاس، ونجّار، وخذ من ذلك كلّه هذه الألقاب لعلماء كثيرين في الإسلام كانوا قائمين على أعمالهم، ومهنهم،
ولهذا جاء في باب علوم الحديث من أبواب علوم الحديث، النّسبة إلى المهن والصّنائع، فعلماؤنا الأوّلون كانوا عمّال أنفسهم بل أصحاب النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- كما سمعتم قبل قليل في الكلام كانت لهم أرواح يروّحون إليها لهم أعمال لهم مزارع وحديث عائشة: ((كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَّالَ أَنْفُسِهِمْ، تقول - رضي الله عنها - وَكَانَ يَكُونُ لَهُمْ أَرْوَاحٌ - يعني أعمال ومزارع وأشغال - فَقِيلَ لَهُمْ لَوْ اغْتَسَلْتُمْ)) يعني يوم الجمعة حتّى ما تأتي فيكم هذه الرّوائح، فنعم يا أخي، ذلك ممكن ولله الحمد.
المصدر
المصدر