نصائح قيمة جدا من الشيخ صالح ال الشيخ لطلبة العلم
الصوتية:
للاستماع:
للتحميل: هنا
التفريغ:
ذكر الشيخ صالح ال الشيخ نصائح قيمة لطالب العلم في شرح كتاب التوحيد و هذه الفوائد غير مذكورة في الشرح المطبوع لأنها عبارة عن وصايا لطالب العلم حول المنهجية في الطلب لهذا أحببت كتابتها لعلنا نستفيد من نصائح أهل العلم الثمينة , وكانت هذه النصائح كما يلي:
· قال الشيخ:
"الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على اله و صحبه و من اهتدى بهداه أما بعد فإن الاهتمام بالعلم والرغب فيه و الحرص عليه و الاقبال عليه دليل صحة القلوب لأن القلب إذا صح لنفسه و عرف ما ينفعه فإنه سيحرص على العلم ذلك لأن الله جل جلاله مدح أهل العلم و رفعهم على غيرهم درجات فقال سبحانه: " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ "المجادلة (11) و قال جل و علا : " أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ" الزمر (9)فعدم استواء من يعلم مع من لا يعلم هذا إنما يذكره و يعيه أهل الألباب إنما يتذكر أولو الألباب وأما الجاهل فهو لا يعرف أنه جاهل و يقنع بالجهالة ثم هو لا يعلم معنى العلم وأهمية العلم و أن العلم هو الشرف الأعظم في هذه الحياة ولهذا قال العلماء: من دلائل أهمية العلم أن الله جل جلاله ما أمر نبيه صلى الله عليه و سلم أن يدعو بالإزدياد من شيئ إلا من العلم فقال سبحانه لنبيه:"و قل رب زدني علما" و ما أمره بالإزدياد أو بدعاء الإزدياد من غير العلم و كفى بذلك شرفا. العلم يشترك كثيرون في الاهتمام به لكن لا يستوون في أخذه و لا في طريقة أخذه و هم طبقات فمنهم المتعجل الذي يظن أن العلم يحصل في أسابيع أو في أشهر أو في سنين معدودة و هذا بعيد عن الصواب لأن العلم لا ينتهي حتى يموت المرء و بقي من العلم أشياء كثيرة لم يعلمها فإن العلم واسع الأطراف واسع الجنبات والله جل و علا هو ذو العلم الكامل و أعطى البشر بمجموعهم أعطاهم بعض علمه فهذا يفوت عليه شيئ من العلم و ذاك يفوت عليه شيئ من العلم و لكن بمجموعهم لو جمع علم من فيها لكان شيئا قليلا جدا من علم الله كما تضع الإبرة في البحر ثم تخرجها لم تنقص من ماء البحر شيئا. و إذا كان كذلك فإن روم العلم لا يمكن أن يكون بإطلاق بل ينبغي لطالب العلم أن يكون متدرجا فيه والتدرج سنّة لابد منها هي سنّة النبي صلى الله عليه و سلم و هي سنّة الصحابة و هي سنّة أهل العلم بعدهم فالنبي عليه الصلاة و السلام ما علّم الصحابة جملة واحدة و إنما علّمهم في سنين عددا, في مكة علّمهم أصل الأصول الذي به سلامة القلب و صحته وسلامة العقل و صحته ألا و هو توحيد الله جل جلاله و البراءة من كل ما سوى الرب جل و علا. ثم بعد ذلك أتى العلم شيئا فشيئا لصحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم و كل أخذ من العلم بقدر ما يُسِرَ له و قدّر له هكذا أهل العلم من بعد الصحابة لا تجد أن أولئك خاضوا العلم خوضا واحدا فمنهم من برّز في علم العربية و منهم من برّز في الأصول و منهم من برّز في التفسير و منهم من برّز في الحديث و منهم من برّز علوم الألة الاخرى كالمصطلح و نحوه و منهم من برّز في الفقه و هكذا في علوم شتى و إذا كان كذلك كانت وصية ابنِ شهاب الزهري التي لابد أن نحفضها كانت وصيته نعم الوصية حيث قال "من رام العلم جملة ذهب عنه جملة إنما يطلب العلم على مر الأيام و الليالي" فالمتعجلون لا يحصلون العلم فلابد إذا من التدرج ثُمَ ثَمَّ صنف اخر أيضا من الشباب أو من طلاب العلم و هم المتذوقون ,المتذوقون أهل التذوق في أخذ العلم يأتي و يطلب علما ما مدة قليلة ثم يأتي و يحكم على هذا العلم أو يحكم على من يعلم ذاك العلم وأيضا ينتقل إلى اخرثم يحكم على ذلك العلم الاخر و على من يعلم ذلك العلم الاخر و هذا دليل نقص في العلم ونقص في الإدراك و العقل لأن العلوم لا يحكم عليها إلا من حواها من جميع جنباتها وأحاط من وراءها و هذا لا يتأتّى لأكثر الشباب الذين يتذوقون تجد أنه في مدة من الزمن أشهر أو سنة حظر عند فلان من أهل العلم أو من المعلمين من طلبة العلم فَحَكَمَ على نفسه أو على ذلك المعلم أنه كذا و كذا ثم انتقل الى غيره ثم في الاخر تجد أن هذا النوع ييأس و لا يحصل علما كثيرا ذلك لأنه تعجّل و كان متذوقا في العلم و التذوق بمعنى كثرة التنقل و الأخذ من هذا بشيء و الأخذ من ذاك بشيء هذا لا يكون المرء به عالما و لا طالب علم و إنما كما قال الأولون يكون أديبا لأنهم عرّفوا الأدب بأنه الأخذ من كل علم بطرف و هذا مما لا ينبغي أن يسلك يعني أن يكون طالب العلم الذي أراد (؟؟) صحّة العلم و صحّة السلوك فيه لا يصلح أن يكون متذوقا إذن فرجع السبيل إلى أن يكون مُؤَصِلا نفسه متدرجا في العلم و التأصيل أمره عزيز جدا, تأصيل العلم و تأصيل طلب العلم و أن يحفظ كما حفظ الأولون أنظر إن كنت معتبرا أنظر كتب التراجم حيث ترجم أولئك المصنِّفون لأهل العلم بجد أنه في ترجمة إمام من الأئمة و حافظ من الحفاظ تجد أنهم يذكرون في أوائل ترجمته أنه قرأ الكتاب الفلاني من الكتب القصيرة من المتون المختصرة و قرأ الكتاب الفلاني و حفظ كذا و حفظ كذا لماذا يذكرون هذا ويجعلونه منقبة لأولئك لأنّ حفظ تلك المتون و قراءَةَ تلك المختصرات هي طريقة العلم في الواقع و هذه سنّة العلماء و من تركها فقد ترك سنّة العلماء في العلم و التعليم منذ تشعب العلم بعد القرن الرابع الهجري لهذا ينبغي لك أن تكون حريصا على التأني في طلب العلم و أن تُحكم ما تسمع و ما تقرأ شيئا فشيئا و من المهمات أيضا أن لا تدخل عقلك إلّا صورة صحيحة من العلم لا تهتم بكثرة المعلومات بقدر ما تهتم بأن لا يدخل العقل إلّا صورة صحيحة للعلم إذا أردت أن تتناولها تناولتها بالإحتجاج أو بالذكر أو بالإستفادة تناولتها تناولا صحيحا أما إذا كنت تدخل في عقلك مسائل كثيرة و إذا أتى النقاش لاحظت من نفسك أن هذه المسألة فهمتما على غير وجهها و الثانية فهمتها على غير وجهها لها قيد لم تهتم به, لها ضوابط ما اعتنيت بها فتكون الصور في الذهن كثيرة و تكون المسائل كثيرة لكن غير منضبطة و ليس ذلك بالعلم إنما العلم أن تكون الصورة في الذهن للمسألة العلمية من جهة :
· صورة المسألة
· حكم المسألة
· دليل المسألة
· وجه الاستدلال
والذي يحيط بذلك الاهتمام باللّغة العربية الاهتمام بألفاظ أهل العلم لأن من لم يهتم بألفاظ أهل العلم و بلغة العلم لم يدرك مراداتهم من كلامهم.
· حكم المسألة
· دليل المسألة
· وجه الاستدلال