من حمد بن عتيق إلى الأبناء المكرمين
سلمهم الله تعالى من الشرور ، ووفقهم الله للحرص على معالي الأمور .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وبعد :-
موجب الخط إبلاغكم السلام والسؤال عن أحوالكم، وخطوطكم وصلت وصلكم الله إلى ما يرضيه ، وما ذكرتم من استمراركم على المجالس والقراءة فالحمد لله على ذلك ، بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين ولكن اعرفوا أن العلم يحفظ بأمرين : تذاكراً وفهماً .
ففهموها ثم العمل به، فمن عمل بما علم حفظ الله علمه وأثابه علماً آخر يعرفه ، لأن التعطيل ينسي التحصيل ، فإذا عمل الإنسان بعلمه بأن حافظ على فرائض الله ، ولازم السنن الرواتب والوتر ، وتلاوة القرآن والاستغفار بالأسحار وألزم نفسه ساعة يحبسها في المسجد للذكر ، وأحسن ما يكون بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس - فقد ثبت العمل به - .
كذلك يتجنب مجالس أهل الغفلة ، ويعادي مجالس الغيبة وساقط الكلام ، ويحفظ لسانه مما لا يعنيه ثم اقبل على تذاكر العلم وقيده بالكتابة ، والحرص على تحصيل الكتب والنسخ أعظم من حرص أهل الثمر وقت الجذاذ ، وأعظم من حرص أهل العيش على جمعه وقت الحصاد ، فهذا يسمى طالب علم وهو على سبيل نجاة إذا كان مخلصاً في ذلك لله، وأكبر علامات ذلك أن يكون لصاحبه حال يتميز به عن الناس حتى يشهد حاله ويتميز لانفراده عن الناس إلا من دخل معه في طريقه .
أما إذا تسمى الإنسان بالقراءة فإذا تأملت حاله إذا له مثل أهل بلاده ، وليس فيه خاصة من أهل سوقه ، فحاله عند الصلوات الخمس والرواتب مثل حالهم ، ولا له محافظة على ذلك ، قد نام جميع ليله وضيع جميع نهاره ، وصار له مع كل الناس مخالطة وليس هناك إلا انه بعض الأوقات يأخذ الكتاب ، ويقرأ في المجلس ، فلو سألته عن بابه الذي هو فيه ما عرفه ، ولو طلبت منه فسألته عما يقرأ لم يجبك عنها ، وربع الريال عنده أحب من كتابين .
قد خلا من المسجد وامتلأت منه مجالس الغفلة ، وعطل لسانه من الذكر ، وسله في الخوض فيأحوال الناس ، وما جرى بينهم ، وتعرف على دنياهم فهذا عن العلم النافع بعيد ولا يستفيد ، ومن حكم الرب سبحانه أن مثل هذا لا يوفق ، وأدلة هذه الأمور من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكلام سلف الأمة والأئمة كثيرة معروفة .
ومن تأمل أحوال العالم وجد ما يشهد به فيجد من يشب ويشيب ، وهو يقرأ ولم يحصل شيئاً لمانع قام به وحال من نفسه لا من ربه ، فلا يظلم ربك أحداً ، حكمة بالغة فما تغني النذر ، فقد نصحتكم جهدي ، والله يعلم منتهى قصدي ، فتأملوا ذلك كل يوم وتذاكروا فيه كل ساعة ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ". انتهى من رسائل الشيخ
سلمهم الله تعالى من الشرور ، ووفقهم الله للحرص على معالي الأمور .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وبعد :-
موجب الخط إبلاغكم السلام والسؤال عن أحوالكم، وخطوطكم وصلت وصلكم الله إلى ما يرضيه ، وما ذكرتم من استمراركم على المجالس والقراءة فالحمد لله على ذلك ، بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين ولكن اعرفوا أن العلم يحفظ بأمرين : تذاكراً وفهماً .
ففهموها ثم العمل به، فمن عمل بما علم حفظ الله علمه وأثابه علماً آخر يعرفه ، لأن التعطيل ينسي التحصيل ، فإذا عمل الإنسان بعلمه بأن حافظ على فرائض الله ، ولازم السنن الرواتب والوتر ، وتلاوة القرآن والاستغفار بالأسحار وألزم نفسه ساعة يحبسها في المسجد للذكر ، وأحسن ما يكون بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس - فقد ثبت العمل به - .
كذلك يتجنب مجالس أهل الغفلة ، ويعادي مجالس الغيبة وساقط الكلام ، ويحفظ لسانه مما لا يعنيه ثم اقبل على تذاكر العلم وقيده بالكتابة ، والحرص على تحصيل الكتب والنسخ أعظم من حرص أهل الثمر وقت الجذاذ ، وأعظم من حرص أهل العيش على جمعه وقت الحصاد ، فهذا يسمى طالب علم وهو على سبيل نجاة إذا كان مخلصاً في ذلك لله، وأكبر علامات ذلك أن يكون لصاحبه حال يتميز به عن الناس حتى يشهد حاله ويتميز لانفراده عن الناس إلا من دخل معه في طريقه .
أما إذا تسمى الإنسان بالقراءة فإذا تأملت حاله إذا له مثل أهل بلاده ، وليس فيه خاصة من أهل سوقه ، فحاله عند الصلوات الخمس والرواتب مثل حالهم ، ولا له محافظة على ذلك ، قد نام جميع ليله وضيع جميع نهاره ، وصار له مع كل الناس مخالطة وليس هناك إلا انه بعض الأوقات يأخذ الكتاب ، ويقرأ في المجلس ، فلو سألته عن بابه الذي هو فيه ما عرفه ، ولو طلبت منه فسألته عما يقرأ لم يجبك عنها ، وربع الريال عنده أحب من كتابين .
قد خلا من المسجد وامتلأت منه مجالس الغفلة ، وعطل لسانه من الذكر ، وسله في الخوض فيأحوال الناس ، وما جرى بينهم ، وتعرف على دنياهم فهذا عن العلم النافع بعيد ولا يستفيد ، ومن حكم الرب سبحانه أن مثل هذا لا يوفق ، وأدلة هذه الأمور من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكلام سلف الأمة والأئمة كثيرة معروفة .
ومن تأمل أحوال العالم وجد ما يشهد به فيجد من يشب ويشيب ، وهو يقرأ ولم يحصل شيئاً لمانع قام به وحال من نفسه لا من ربه ، فلا يظلم ربك أحداً ، حكمة بالغة فما تغني النذر ، فقد نصحتكم جهدي ، والله يعلم منتهى قصدي ، فتأملوا ذلك كل يوم وتذاكروا فيه كل ساعة ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ". انتهى من رسائل الشيخ