بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ، أما بعد
فهذا تفريغ لجزء من محاضرة للشيخ الفاضل سعيد رسلان - حفظه الله - بعنوان : يا طالب العلم اسمع و كفاك تجاهلا .
.. لا يصلح آخرها إلا بما صلح عليه أولها ، بالإيمان و اليقين بالعلم النافع و العمل الصالح ، و أما طلاب العلم الذين تجاوزوا دائرة الهمج الرعاع ، فكانوا في دائرة طلاب العلم وقفوا في حيصة فلم يتجاوزها إلى دائرة طلاب العلم الربانيين ، الذين لا يفاوتون ولو قِيد أنملة بين العلم و العمل و أما الألسنة المنفلتة و أما التحريش بين الشيوخ و أما بث الفتنة في الربوع و أما التعبد بالأكاذيب و أما السرقة الصلعاء إلى غير ذلك مما يتورط فيه ، من يعد نفسه من خلاصة الخلاصة من الأمة ، فهيهات هيهات ، ساء ما يعملون ، وساء ما يحكمون ، يا طلاب العلم على منهاج النبوة ومنهج السلف يقول نبيكم في بيان منهاج النبوة – صلى الله عليه وآله وسلم – " من كان على مثل ما أنا عليه اليوم و أصحابي" وهذا أصل مما كان عليه أصحابه ، أخبرنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن من أصحاب رسول الله أنهم تعلموا القرآن عشر آيات لا يجاوزوهن حتى يفقهوهن و يعملوا بهن ، إنما تتعلم لتعمل ،و أما هذا الهرج الهارج و هذا العبث العابث ، فلا يزيدك من الله إلا بعدا ، تيقظ ؟ ، إن قدمك إن زلت فلن تعود وإن انحرفت فلن تستقيم ، إلا أن يشاء ربي شيئا ، لأن الموغل في البعد يحرم عليه الدنو و القربفكيف بالمجاهر المعاند المشاق ، تُب وأنِب واستغفِر وعُد واقرن بين العلم و العمل ، ودعك من مهارج الزينة و مشايخ السوء الذين خطوا للناس خطة الخَس ، بالتعبد بالأكاذيب يكذبون لا يرعَوُون والله إنه لينفر من كذبهم الكافر ذو المروءة ، لأن ذا المروؤة ولو كان كافرا ، لا يقبل الكذب بحال ، يكذب !لو مناد مناد بين السماء و الأرض أن الكذب حلال ما كذب المسلم فكيف يتعبد لله بالكذب ؟!، يا أخي إن الآثام قد عمت فطمت و استحوذت على القلوب ، و إني سائلك عن أمر أجب أنت عنه بينك و بين ربك : هل خلا مجلس لك من غيبة ؟؟ بالله عليه أجب بينك و بين ربك هل خلا مجلس لك من غيبة و الغيبة من كبائر الإثم و عظائم الذنوب ، وهي من حقوق العباد بمعنى أنه مهما استغفر العبد و تاب و أناب ، فحق العبد لا بد من توفيته من قبل الرب يوم تُنصب الموازين ، فهل خلا مجلس لك أنت أنت من غيبة ؟ من أنت ؟ من تكون ؟ ألا تفيق ؟ ألا تستيقظ ؟ ألا تستحي ؟ اتق الله ربك ، و الله تعالى يتولاك و يرعاك ويغفر لي ولك ما قدمنا و ما أخرنا وما أسررنا و ما أعلنا وما هو أعلم به منا فهو علام الغيوب و ستير العيوب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،وصلى الله وسلم على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين .اهـ
[ وأعتذر عن عدم تنزيل المادة لأنها مرئية ]