الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده :
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء :
كانوا مع حسن القصد وصحة النية غالباً ، يخافون من الكلام ، وإظهار المعرفة والفضيلة ، واليوم يكثرون الكلام مع نقص العلم وسوء القصد ، ثمّ إنّ الله يفضحهم ، ويلوح جهلهم ، وهواهم ، واضطرابهم فيما علموه .
15/464
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء :
على علم الحديث وعلمائه ليبك من كان باكياً ، فقد عاد الإسلام المحض غريباً كما بدأ ، فليسعَ امرؤٌ في فكاك رقبته من النار ، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
13/323
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء :
كان أهل الحديث أصحاب علم ٍ وعبادة ، واليوم فلا علم ولا عبادة ، بل تخبيط ولحن وتصحيف كثير وحفظ يسير، وإذا لم يرتكب العظائم ، ولا يخلّ بالفرائض فلله درّه.
10/134
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء :
.. وتلاهم قوم انتموا إلى العلم في الظاهر، ولم يتقنوا منه سوى نَزر يسير ، وأوهموا به أنهم علماء فضلاء ، ولم يَدُر في أذهانهم قط أنهم يتقرّبون به إلى الله ، لأنهم ما رأوا شيخاً يقتدى به في العلم ، فصاروا همجاً رعاعاً ، غاية المدرس منهم أن يحصّل كتبا مثمّنة يخزنها وينظر فيها يوماً ما ، فيصحّف ما يورده ، فنسأل الله النجاة والعفو ، كما قال بعضهم : ما أنا بعالم ، ولا رأيت عالما.
7/153
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء :
قلّ والله من رأيته مخلصاً في طلب العلم ، ليس طلب الحديث اليوم على الوضع المتعارف من حيز طلب العلم ، بل اصطلاح وطلب أسانيد عالية ، وأخذ عن شيخ لا يعي ، وتسميع لطفل يلعب ولا يفهم ، أو لرضيع يبكي، أو لفقيه يتحدث مع حدث ، أو آخر ينسخ.
وفاضلهم مشغول عن الحديث بكتابة الأسماء أو بالنعاس ، والقارئ إن كان له مشاركة فليس عنده من الفضيلة أكثر من قراءة ما في الجزء ، سواء تصحف عليه الاسم ، أو اختبط المتن ، أو كان من الموضوعات ، فالعلم عن هؤلاء بمعزل ، والعمل لا أكاد أراه ، بل أرى أموراً سيئة.
7/168
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء :
قلّ فبالله عليك إذا كان الإكثار من الحديث في دولة عمر كانوا يمنعون منه مع صدقهم وعدالتهم وعدم الأسانيد، فما ظنك بالإكثار من رواية الغرائب والمناكير في زماننا مع طول الأسانيد وكثرة الوهم والغلط ، فالحريّ أن نزجر القوم عنه فيا ليتهم يقتصرون على رواية الغريب والضعيف ، بل يروون والله الموضوعات والأباطيل ، والمستحيل في الأصول والفروع ، والملاحم والزهد ، نسأل الله العافية.
فمن روى ذلك مع علمه ببطلانه ، وغرّ المؤمنين ، فهذا ظالم لنفسه، جان على السنن والآثار ، يستتاب من ذلك ، فإن أناب وأقصر، وإلا فهو فاسق ،كفى به إثماً أن يحدث بكل ما سمع ، وإن هو لم يعلم فليتورع ، وليستعن بمن يعينه على تنقية مروياته .
نسأل الله العافية ، فلقد عمّ البلاء ، وشملت الغفلة ، ودخل الداخل على المحدثين الذين يركن إليهم المسلمون ، فلا عتبى على الفقهاء وأهل الكلام.
2/602
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء :
الوليد بن مسلم :سألت الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وابن جريج: لمن طلبتم العلم ؟ كلهم يقول : لنفسي ، غير أنّ ابن جريج فإنه قال : طلبته للناس.
قلت : ما أحسن الصدق ، واليوم تسأل الفقيه الغبيّ : لمن طلبت العلم ؟ فيبادر ويقول : لله ، ويكذب ، وإنما طلبه للدنيا ، ويا قلة ما عرف ذلك.
6/328
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء :
فكيف لو رأى سفيان – ابن عيينة - رحمه الله طلبة الحديث في وقتنا ، وما هم عليه من الهنات والتخبيط، والأخذ عن جهلة بني آدم ، وتسميع ابن شهر.
أما الخيام فإنها كخيامهم ..... وأرى نساء الحيِّ غير نسائها
8/464
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء :
كيف بالماضين لو رأونا اليوم نسمع من أي صحيفة مصحفة على أجهل شيخ له إجازة ، ويروي من نسخة أخرى بينهما من الغلط والاختلاف ألوان ، ففاضلنا يصحح ما تيسر من حفظه ، وطالبنا يتشاغل بكتابة أسماء الأطفال ، وعالمنا ينسخ ، وشيخنا ينام ،وطائفة من الشبيبة في واد آخر من المشاكلة والمحادثة، لقد اشتفى بنا كل مبتدع ، ومجّنا كل مؤمن.
11/99
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء :
كان المحدثون أئمة عالمين بالفقه أيضاً، وكان أهل الرأي بُصراء بالحديث ، قد رحلوا في طلبه وتقدموا في معرفته ، وأما اليوم ، فالمحدث قد قنع بالسكة والخطبة ، فلا يفقه ولا يحفظ ، كما أنّ الفقيه قد تشبث بفقه لا يجيد معرفته ، ولا يدري ما هو الحديث ، بل الموضوع والثابت عنده سواء ، بل قد يعارض ما في الصحيح بأحاديث ساقطة ، ويكابر بأنها أصح وأقوى ، نسأل الله العافية.
14/236
نقله للفائدة
أبو أسامة سمير الجزائري