المصدر : شبكة سحاب السلفية
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وجوب إلتزام طالب العلم الأدب الجمّ مع شيخه
الحمد لله القائل (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (1) والصلاة والسلام على رسول الله - الذي كان خُلقه من القرآن - القائل (( إنما بعثت لأتمّم مكارم الاخلاق))وفي رواية (صالح الأخلاق)(2).
وقال عليه الصلاة والسلام (( إن الله –عز وجل- كريم يحب الكرم ومعالي الأخلاق ، ويبغض سفسافها))(3).
وعلى آله وصحبه الكرام الذين تخلّقوا بأخلاقه واتّبعوا سنّته وآدابه فكانوا قدوة لمن بعدهم في الدين والخُلُق.
قال الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)(4).
فينبغي لطلّاب العلم السلفيين إذا سمعوا أو درسوا شيئا من آداب النبي صلى الله عليه وسلم أن يقتدوا به ويعملوا بها ،و عليهم بالأدب مع الناس ولا سيما مع أهل العلم وأن يتميّزوا في عامة أمورهم باستعمال آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أمكنهم .
قال أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب:(( قال لي إبراهيم الحربي: ينبغي للرجل إذا سمع شيئاً من آداب النبي صلى الله عليه وسلم أن يتمسك به ))(5).
وعن ابن المبارك قال : ((قال لي مخلد بن الحسين : نحن إلى كثير من الأدب أحوج منّا إلى كثير من الحديث)) (6) .
وعن محمد بن نعيم الضبي قال : سمعت زكريا العنبري يقول : (( علم بلا أدب كنار بلا حطب ، وأدب بلا علم كروح بلا جسم ))(7) .
فكلنا نحتاج إلى تعلّم كيفية التأدّب مع أهل العلم .
فمِن الأدب معهم كثرة مخالطتهم، والانتفاع بعِلمهم وسَمتهم، والاقتداء بهَدْيهم؛ قال الشاعر:
فخالِط رواة العِلم واصحب خيارَهم===فصحبتهم زين وخلطتهم غنم
ولا تَعْدُوَنْ عيناك عنهم فإنهم ===نجومٌ إذا ما غاب نجمٌ بدا نجم(
ولا تَعْدُوَنْ عيناك عنهم فإنهم ===نجومٌ إذا ما غاب نجمٌ بدا نجم(
وهذه بعض النقول المهمة في إلتزام طلاب العلم بالأدب مع أهل العلم:
عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: ( كنّا جلوساً في المسجد ، إذ خرج رسول صلى الله عليه وسلم ، فجلس إلينا ،فكأنَّ على رؤسنا الطير ، لا يتكلّم أحدٌ منّا))(9).
ولا ينالُ العلمُ إلا بإلقاء السمع مع التواضع ، فعن الشعبي رحمه الله قال: ( صلى زيد بن ثابت على جنازة ثم قرّبت له بغلة ليركبها ، فجاء ابن عباس فأخذ بركابه ، فقال له زيد : خل عنه يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن عباس : هكذا يُفعل بالعلماء))(10) .
وقد كان السلف رضوان الله عليهم يحترمون و يوقّرون أهل العلم ويعظمون من يعلّمهم العلم احتراماً وتعظيماً شديداً.
قال الخطيب البغدادي :حدثنا عبد الوارث بن سفيان ، نا قاسم ، نا أحمد بن زهير ،نا عبيد الله بن عمر قال : قال لي يحيى بن سعيد القطان : ((سمعت شعبة يقول : كل من سمعت منه حديثاً فأنا له عبدٌ)) (11).
قال الشاعر:
عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: ( كنّا جلوساً في المسجد ، إذ خرج رسول صلى الله عليه وسلم ، فجلس إلينا ،فكأنَّ على رؤسنا الطير ، لا يتكلّم أحدٌ منّا))(9).
ولا ينالُ العلمُ إلا بإلقاء السمع مع التواضع ، فعن الشعبي رحمه الله قال: ( صلى زيد بن ثابت على جنازة ثم قرّبت له بغلة ليركبها ، فجاء ابن عباس فأخذ بركابه ، فقال له زيد : خل عنه يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن عباس : هكذا يُفعل بالعلماء))(10) .
وقد كان السلف رضوان الله عليهم يحترمون و يوقّرون أهل العلم ويعظمون من يعلّمهم العلم احتراماً وتعظيماً شديداً.
قال الخطيب البغدادي :حدثنا عبد الوارث بن سفيان ، نا قاسم ، نا أحمد بن زهير ،نا عبيد الله بن عمر قال : قال لي يحيى بن سعيد القطان : ((سمعت شعبة يقول : كل من سمعت منه حديثاً فأنا له عبدٌ)) (11).
قال الشاعر:
إذا أفادك إنسانٌ بفائدةٍ===مِن العلوم فأدْمِن شكرَه أبداً
وقُل فُلانٌ جزاه الله صالحةً===أفادنيها وألقِ الكِبْر والحسد(12)
وقُل فُلانٌ جزاه الله صالحةً===أفادنيها وألقِ الكِبْر والحسد(12)
وعن مغيرة قال : (( كنّا نهابُ إبراهيم كما يُهاب الأمير)) (13).
وعن أيوب قال : (( كان الرجل يجلسُ إلى المجلس ثلاث سنين ، فلا يسأله عن شيء هيبة له ))(14) .
وعن إسحاق الشهيدي : قال : (( كنت أرى يحيى القطان يصلّي ثم يستند إلى أصل منارة المسجد فيقف بين يديه : علي بن المديني ، والشاذكوني ، وعمرو بن علي ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وغيرهم يسألونه عن الحديث وهم قيام على أرجلهم إلى أن تحين صلاة المغرب ، ولايقول لواحد منهم : اجلس ، ولايجلسون هيبة له وإعظاماً) (15).
وقال الربيع بن سلمان صاحب الشافعي –رحمهم الله – (( والله ما اجترأتُ أن أشرب الماء والشافعي ينظر إليّ هيبة له )) (16) .
وعلى طالب العلم أن ينظر لشيخه بعين الإجلال ، فإن ذلك أقرب إلى نفعه به و كان بعض السلف إذا ذهب إلى شيخه تصدق بشيء ، وقال : (( اللهم استر عيب شيخي عنّي ، ولا تُذهب بركة علمه منّي ))(17) .
وقال يوسف بن هارون:
وعن أيوب قال : (( كان الرجل يجلسُ إلى المجلس ثلاث سنين ، فلا يسأله عن شيء هيبة له ))(14) .
وعن إسحاق الشهيدي : قال : (( كنت أرى يحيى القطان يصلّي ثم يستند إلى أصل منارة المسجد فيقف بين يديه : علي بن المديني ، والشاذكوني ، وعمرو بن علي ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وغيرهم يسألونه عن الحديث وهم قيام على أرجلهم إلى أن تحين صلاة المغرب ، ولايقول لواحد منهم : اجلس ، ولايجلسون هيبة له وإعظاماً) (15).
وقال الربيع بن سلمان صاحب الشافعي –رحمهم الله – (( والله ما اجترأتُ أن أشرب الماء والشافعي ينظر إليّ هيبة له )) (16) .
وعلى طالب العلم أن ينظر لشيخه بعين الإجلال ، فإن ذلك أقرب إلى نفعه به و كان بعض السلف إذا ذهب إلى شيخه تصدق بشيء ، وقال : (( اللهم استر عيب شيخي عنّي ، ولا تُذهب بركة علمه منّي ))(17) .
وقال يوسف بن هارون:
وأجله في كل عين علمه===فيرى له الإجلال كل جليل
ولذلك العلماء كالخلفاء عند===الناس في العظيم والتبجيل(1
وقال الخطيب فيما يخاطب به الطالب شيخه :(( يقول أيها العالم ، وأيها الحافظ ، ونحو ذلك ، وما تقولون في كذا؟ وما رأيكم في كذا؟ وشبه ذلك ، ولا يسمّيه في غيبته أيضاً باسمه ، إلا مقروناً بما يشعر بتعظيمه كقوله : قال الشيخ ، أو الأستاذُ، أو : قال شيخنا كذا..
وعليه أن يعرف للشيخ حقّه ، ولا ينسى فضله ، وأن يُعظم حُرمته ، ويردّ غيبته ، ويغضب لها ، فإن عجز عن ذلك قام وفارق المجلس وينبغي أن يدعو للشيخ مدة حياته ، ويرعى ذريته وأقاربه وأوُداءه بعد وفاته...)) (19) .
(( وعلى طالب العلم أن يصبر على جفاء شيخه ، وأن يترفّق به ، فقد قال الشافعي رحمه الله : (( قيل لسفيان بن عُيينه : إن قوماً يأتونك من أقطار الأرض ، تغضب عليهم ، يوشك أن يذهبوا ويتركوك ، فقال للقائل : هم إذن حمقى مثلك إن تركوا ما ينفعهم لسوء خلقي )) (20) .
ويقال إن الشافعي عوتب على تواضعه للعلماء ، فقال:
وعليه أن يعرف للشيخ حقّه ، ولا ينسى فضله ، وأن يُعظم حُرمته ، ويردّ غيبته ، ويغضب لها ، فإن عجز عن ذلك قام وفارق المجلس وينبغي أن يدعو للشيخ مدة حياته ، ويرعى ذريته وأقاربه وأوُداءه بعد وفاته...)) (19) .
(( وعلى طالب العلم أن يصبر على جفاء شيخه ، وأن يترفّق به ، فقد قال الشافعي رحمه الله : (( قيل لسفيان بن عُيينه : إن قوماً يأتونك من أقطار الأرض ، تغضب عليهم ، يوشك أن يذهبوا ويتركوك ، فقال للقائل : هم إذن حمقى مثلك إن تركوا ما ينفعهم لسوء خلقي )) (20) .
ويقال إن الشافعي عوتب على تواضعه للعلماء ، فقال:
أُهينُ لهُم نفسي لأكرمها بهم===ولن يُكرم النفس التي لا يُهينُهَا(21)
((وليحذر طالب العلم أشدّ الحذر من أن يُماري أستاذه ؛ فإن المراء كله شر، وهو مع شيخه وقدوته أقبح وأبعد من الخير ، وهو سبب للحرمان من كثير من الخير))(22).
وعن ميمون بن مهران رحمه الله قال: ((لا تُمار من هو أعلم منك، فإذا فعلت خَزَن عليك علمه ، ولم تضرّه شيئاً ))(23).
وعنه قال: (( لاتُمارِ من هو أعلم منك ، فإنك إن ماريته خَزَن عنك علمه ، ولا يبالي ما صنعت ))(24).
وعن الزهري رحمه الله قال : (كان سلمة يماري ابن عباس ، فحرم بذلك خيراً كثيرا)(25).
فلنحرص يا طلاب العلم على التأدّب مع المشايخ و على الإلتزام بالأدب التامّ مع شيوخنا حتى لايكون عدم ذلك أو نقصه سبباً لحرماننا من كثير من الخير.
ولنحرص على التحلّي بالأدب معهم لأن العلم في شرع الله ليس كالعلم في الأمور الدنيوية ، فتجد أهل الدنيا يعظّمون ويحترمون أهل العلم الدنيوي ويقدّمونهم على أهل العلم الشرعي!!!.
بل يوقّرونهم ولا ينادونهم إلا بالدكتور الفلاني أوالأستاذ الفلاني، وفي نفس الوقت ينادون أهل العلم الشرعي بأسمائهم مجردة من كلمة شيخ مثلاً؛ فيقولون مثلاً: فلان أو أخ فلان!!!!.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فلْيَقُلْ خيراً أو لِيَصْمُت ))).(26
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:(والذي لا إله غيره ما على ظهر الأرض مِن شيء أحوج إلى طول سِجن مِن لسان)(27).
وقال عبد الله بن المبارك: ((من اسْتَخَفَ بالعلماء ذهبت آخرته))(28).
وقال ابن الأذرعي: ((الوقيعة في أهل العِلم ولا سيما أكابرهم مِن أكابر الذنوب))(29).
وأختِمُ بتلك الأبيات التي نُسِبَت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه:
وعن ميمون بن مهران رحمه الله قال: ((لا تُمار من هو أعلم منك، فإذا فعلت خَزَن عليك علمه ، ولم تضرّه شيئاً ))(23).
وعنه قال: (( لاتُمارِ من هو أعلم منك ، فإنك إن ماريته خَزَن عنك علمه ، ولا يبالي ما صنعت ))(24).
وعن الزهري رحمه الله قال : (كان سلمة يماري ابن عباس ، فحرم بذلك خيراً كثيرا)(25).
فلنحرص يا طلاب العلم على التأدّب مع المشايخ و على الإلتزام بالأدب التامّ مع شيوخنا حتى لايكون عدم ذلك أو نقصه سبباً لحرماننا من كثير من الخير.
ولنحرص على التحلّي بالأدب معهم لأن العلم في شرع الله ليس كالعلم في الأمور الدنيوية ، فتجد أهل الدنيا يعظّمون ويحترمون أهل العلم الدنيوي ويقدّمونهم على أهل العلم الشرعي!!!.
بل يوقّرونهم ولا ينادونهم إلا بالدكتور الفلاني أوالأستاذ الفلاني، وفي نفس الوقت ينادون أهل العلم الشرعي بأسمائهم مجردة من كلمة شيخ مثلاً؛ فيقولون مثلاً: فلان أو أخ فلان!!!!.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فلْيَقُلْ خيراً أو لِيَصْمُت ))).(26
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:(والذي لا إله غيره ما على ظهر الأرض مِن شيء أحوج إلى طول سِجن مِن لسان)(27).
وقال عبد الله بن المبارك: ((من اسْتَخَفَ بالعلماء ذهبت آخرته))(28).
وقال ابن الأذرعي: ((الوقيعة في أهل العِلم ولا سيما أكابرهم مِن أكابر الذنوب))(29).
وأختِمُ بتلك الأبيات التي نُسِبَت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه:
ما الفَضْلُ إلا لأهلِ العِلم إنّهمُ===على الهُدى لمن استهدى أدِلاّء
وقَدْر كل امرئٍ ما كان يُحسنه===وللرجال على الأفعال أسماء
وضد كل امرئٍ ما كان يجهله===والجاهلون لأهل العِلم أعداء(30)
وقَدْر كل امرئٍ ما كان يُحسنه===وللرجال على الأفعال أسماء
وضد كل امرئٍ ما كان يجهله===والجاهلون لأهل العِلم أعداء(30)
فهذه تذكرة لي ولإخواني من طلّاب العلم ، وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه:
أبومنير عزالدين محمد
الأربعاء
24من ربيع الأول لعام 1433هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه:
أبومنير عزالدين محمد
الأربعاء
24من ربيع الأول لعام 1433هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- سورة القلم الأية (4).
- انظر تخريجه في (السلسة الصحيحة) رقم(45).
- انظر تخريجه في (السلسة الصحيحة) رقم(137.
- سورة الأحزاب الأية رقم (21).
- الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/142)
- الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع(80/1)
- الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع(80 /1)
- جامع بيان العِلم وفضله –لأبي عُمَر بن عبد البر (ج1/ص220(.
- رواه البخاري -كتاب الجهاد-باب النفقة6/48حديث2842
- ذكر الطبراني في (( الكبير )) رواية الشعبي هكذا : (( إن زيد بن ثابت كبرَ على أُمه أربعا ، ثم أُتي بدابة ، فأخذ له ابن عباس الركاب ، فقال له زيدٌ : دعه أو ذرهُ، فقال ابن عباس : هكذا نفعلُ بالعلماء الكبراء))(مجمع الزوائد للهيثمي 9/345).
- جامع بيان العلم وفضله 419/1.
- ذيل طبقات الحنابلة (ج2/ص87(.
- الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 1/184
- الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع1/184
- الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 1/185
- تذكرة السامع والمتكلم 88
- تذكرة السامع والمتكلم 87
- جامع بيان العلم وفضله 1/424
- تذكرة السامع والمتكلم 89
- تذكرة السامع والمتكلم 91
- جامع بيان العلم وفضله 1/391
- فضل العلم وآداب طلبته للشيخ رسلان
- جامع بيان العلم وفضله1/129
- جامع بيان العلم وفضله1/129
- جامع بيان العلم وفضله1/129
- صحيح البخاري – 6136
- رواه الإمام أحمد في الزُهد - 162.
- سِيَر أعلام النبلاء 8/408
- الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي 197
- جامع بيان العِلم وفضله 1/218-219.