بسم الله
تفريغ
وأود أن أنبه أيها الإخوان إلى أصل أصيل في أخذ العلم. فإن مرد العلم إلى رعاية ثلاثة أمور أحدها لفظ يحفظ، وثانيها معنى يفهم، وثالثها مقتضى يرعى ويعمل به. فالعلم يدرك بثلاثة أمور عظيمة أحدها الحفظ ومتعلقه المباني، وثانيها الفهم ومتعلقه المعاني. وثالثها العمل ومتعلقه ما تقتضيه تلك المباني والمعاني وتستحقه من الرعاية. فمن أخذ العلم بهذه الطريق وهي طريقة السلف رحمهم الله تعالى فإنه يحصله. وكثيرا ما تسمع إشادة بالحفظ والفهم مع إغفال العمل، وهو من أسباب فوت العلم الخلق، فإن علوم العبد إنما تكون له على قدر عمله، وكلام السلف في هذا المعنى كثير، فينبغي أن يعتني الطالب بالحفظ والفهم والعمل، ويجمع نفسه على هذه الثلاثة، فإنه إذا جمع نفسه على هذه الثلاثة أدرك العلم. ومفتاح هذه الثلاثة هو الحفظ لأن الإنسان له قوتان عظيمتان تعينه على إدراك العلم، أشار إليهما أبو العباس ابن تيمية الحفيد. وذلك موجود في كلام بعض فلاسفة اليونان القدامى. فالقوة الأولى قوة الحفظ، والقوة الثانية قوة الفهم، وهاتان القوتان محلهما العقل. وقد ذكر الوشلي في نشر الثناء الحسن عن بعض شراح الرحبية ولم يسمه. ان للعبد في العلم قوتان متى غلب احداهما اضرت بالأخرى وهما الحفظ والفهم وصدق رحمه الله فان من غلب الحفظ دون فهم اضر بالفهم ومن غلب الفهم بلا حفظ اضر بالحفظ فينبغي ان يسير الطالب سيرا حسنا هيئته في ذلك كصوره الطائر * فالحفظ والفهم جناحان والعمل والرعاية رأس * فمن كان اخذه للعلم على هذه الصورة فانه يحصل العلم وبدون رعاية هذه الصورة يفوت العلم من العبد. فمن رام العلم فليعتني بحفظ ما يحتاج اليه ثم ليجتهد في فهم معانيه ثم ليرقب حق الله عز وجل فيه بالعمل والرعاية.
تفريغ
وأود أن أنبه أيها الإخوان إلى أصل أصيل في أخذ العلم. فإن مرد العلم إلى رعاية ثلاثة أمور أحدها لفظ يحفظ، وثانيها معنى يفهم، وثالثها مقتضى يرعى ويعمل به. فالعلم يدرك بثلاثة أمور عظيمة أحدها الحفظ ومتعلقه المباني، وثانيها الفهم ومتعلقه المعاني. وثالثها العمل ومتعلقه ما تقتضيه تلك المباني والمعاني وتستحقه من الرعاية. فمن أخذ العلم بهذه الطريق وهي طريقة السلف رحمهم الله تعالى فإنه يحصله. وكثيرا ما تسمع إشادة بالحفظ والفهم مع إغفال العمل، وهو من أسباب فوت العلم الخلق، فإن علوم العبد إنما تكون له على قدر عمله، وكلام السلف في هذا المعنى كثير، فينبغي أن يعتني الطالب بالحفظ والفهم والعمل، ويجمع نفسه على هذه الثلاثة، فإنه إذا جمع نفسه على هذه الثلاثة أدرك العلم. ومفتاح هذه الثلاثة هو الحفظ لأن الإنسان له قوتان عظيمتان تعينه على إدراك العلم، أشار إليهما أبو العباس ابن تيمية الحفيد. وذلك موجود في كلام بعض فلاسفة اليونان القدامى. فالقوة الأولى قوة الحفظ، والقوة الثانية قوة الفهم، وهاتان القوتان محلهما العقل. وقد ذكر الوشلي في نشر الثناء الحسن عن بعض شراح الرحبية ولم يسمه. ان للعبد في العلم قوتان متى غلب احداهما اضرت بالأخرى وهما الحفظ والفهم وصدق رحمه الله فان من غلب الحفظ دون فهم اضر بالفهم ومن غلب الفهم بلا حفظ اضر بالحفظ فينبغي ان يسير الطالب سيرا حسنا هيئته في ذلك كصوره الطائر * فالحفظ والفهم جناحان والعمل والرعاية رأس * فمن كان اخذه للعلم على هذه الصورة فانه يحصل العلم وبدون رعاية هذه الصورة يفوت العلم من العبد. فمن رام العلم فليعتني بحفظ ما يحتاج اليه ثم ليجتهد في فهم معانيه ثم ليرقب حق الله عز وجل فيه بالعمل والرعاية.