قال الخطيب البغدادي في كتابه الفقيه والمتفقه (2/103)
اعلم أن للحفظ ساعات , ينبغي لمن أراد التحفظ أن يراعيها وللحفظ أماكن ينبغي للمتحفظ أن يلزمها فأجود الأوقات : الأسحار , ثم بعدها وقت انتصاف النهار , وبعدها الغدوات دون العشيات , وحفظ الليل أصلح من حفظ النهار قيل لبعضهم : بم أدركت العلم ؟ فقال : بالمصباح , والجلوس إلى الصباح وقيل لآخر , فقال : بالسفر , والسهر , والبكور في السحر
وقال رحمه الله:
وأجود أماكن الحفظ : الغرف دون السفل , وكل موضع بعد مما يلهي , وخلا القلب فيه مما يقرعه فيشغله , أو يغلب عليه فيمنعه , وليس بالمحمود أن يتحفظ الرجل بحضرة النبات والخضرة , ولا على شطوط الأنهار ولا على قوارع الطرق , فليس يعدم في هذه المواضع غالبا ما يمنع من خلو القلب وصفاء السر وأوقات الجوع أحمد للتحفظ من أوقات الشبع وينبغي للمتحفظ أن يتفقد من نفسه حال الجوع , فإن بعض الناس إذا أصابه شدة الجوع والتهابه لم يحفظ , فليطفئ ذلك عن نفسه بالشيء الخفيف اليسير كمص الرمان وما أشبه ذلك , ولا يكثر الأكل
وقال:
اعلم أن القلب جارحة من الجوارح , تحتمل أشياء , وتعجز عن أشياء , كالجسم الذي يحتمل بعض الناس أن يحمل مائتي رطل , ومنهم من يعجز عن عشرين رطلا , وكذلك منهم من يمشي فراسخ في يوم , لا يعجزه , ومنهم من يمشي بعض ميل , فيضر ذلك به , ومنهم من يأكل من الطعام أرطالا , ومنهم من يتخمه الرطل فما دونه , فكذلك القلب من الناس من يحفظ عشر ورقات في ساعة , ومنهم من لا يحفظ نصف صفحة في أيام , فإذا ذهب الذي مقدار حفظه نصف صفحة يروم أن يحفظ عشر ورقات تشبها بغيره لحقه الملل , وأدركه الضجر , ونسي ما حفظ , ولم ينتفع بما سمع فليقتصر كل امرئ من نفسه على مقدار يبقى فيه ما لا يستفرغ كل نشاطه , فإن ذلك أعون له على التعلم من الذهن الجيد والمعلم الحاذق
اعلم أن للحفظ ساعات , ينبغي لمن أراد التحفظ أن يراعيها وللحفظ أماكن ينبغي للمتحفظ أن يلزمها فأجود الأوقات : الأسحار , ثم بعدها وقت انتصاف النهار , وبعدها الغدوات دون العشيات , وحفظ الليل أصلح من حفظ النهار قيل لبعضهم : بم أدركت العلم ؟ فقال : بالمصباح , والجلوس إلى الصباح وقيل لآخر , فقال : بالسفر , والسهر , والبكور في السحر
وقال رحمه الله:
وأجود أماكن الحفظ : الغرف دون السفل , وكل موضع بعد مما يلهي , وخلا القلب فيه مما يقرعه فيشغله , أو يغلب عليه فيمنعه , وليس بالمحمود أن يتحفظ الرجل بحضرة النبات والخضرة , ولا على شطوط الأنهار ولا على قوارع الطرق , فليس يعدم في هذه المواضع غالبا ما يمنع من خلو القلب وصفاء السر وأوقات الجوع أحمد للتحفظ من أوقات الشبع وينبغي للمتحفظ أن يتفقد من نفسه حال الجوع , فإن بعض الناس إذا أصابه شدة الجوع والتهابه لم يحفظ , فليطفئ ذلك عن نفسه بالشيء الخفيف اليسير كمص الرمان وما أشبه ذلك , ولا يكثر الأكل
وقال:
اعلم أن القلب جارحة من الجوارح , تحتمل أشياء , وتعجز عن أشياء , كالجسم الذي يحتمل بعض الناس أن يحمل مائتي رطل , ومنهم من يعجز عن عشرين رطلا , وكذلك منهم من يمشي فراسخ في يوم , لا يعجزه , ومنهم من يمشي بعض ميل , فيضر ذلك به , ومنهم من يأكل من الطعام أرطالا , ومنهم من يتخمه الرطل فما دونه , فكذلك القلب من الناس من يحفظ عشر ورقات في ساعة , ومنهم من لا يحفظ نصف صفحة في أيام , فإذا ذهب الذي مقدار حفظه نصف صفحة يروم أن يحفظ عشر ورقات تشبها بغيره لحقه الملل , وأدركه الضجر , ونسي ما حفظ , ولم ينتفع بما سمع فليقتصر كل امرئ من نفسه على مقدار يبقى فيه ما لا يستفرغ كل نشاطه , فإن ذلك أعون له على التعلم من الذهن الجيد والمعلم الحاذق
تعليق