بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحمد في الآخرة والأولى، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى، وخليله المجتبى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى ، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فإن من المهم لطالب العلم أن يهتم بتدوين الفوائد التي تمر به, سواء أكانت خلاصات, أم فوائد في غير مظانها, أم ترجيحات, أم تعريفات, أم قواعد, أم ضوابط... إلى غير ذلك.
ويحسُن به أن يحرص في جمعه للفوائد على الأمور الآتية:
1. أن يكون معه دفتر صغير يحمله معه أينما ذهب, يدون فيه ما يمر عليه من ذلك, لأنه قد تأتي الفائدة في أي وقت, فينبغي عليك أن تكون مستعداً لتدوينها.
2. أن يكتب الفوائد بشكل مرتب ـ لكي لا تتداخل مع بعضها ـ وبخط واضح ـ لكي لا يجد عناءً في قراءتها ـ وبقلم حبر ـ لكي يبقى الخط وقتاً أطول ولا يمتحى ـ .
3. أن يرقم الفوائد, ثم يعمل فهرساً لها؛ لكي يتمكن من إيجادها بسهولة, أو يجعل في جهاز الكمبيوتر ملفات ينقل فيها الفوائد بحيث يجعل كل ملف مختصاً بعلم؛ فيجعل ملفاً للفوائد العقدية, وآخر للفوائد الفقهية, وآخر للفوائد الحديثية... وهلم جراً.
4. أن يعنون الفوائد بقدر المستطاع, لكي يستطيع إيجادها بسهولة من دون أن يحتاج لقراءة نصوص الفوائد.
5. أن يراجعها باستمرار لكي ترسخ في ذهنك.
6. أن يجعل أرشيفاً يضع فيه الفوائد التي قد حفظها حفظاً متيناً؛ لكي لا تكثر عليه الفوائد فيتكاسل عن مراجعتها, وفي نفس الوقت لا تضيع منه الفوائد التي قد حفظها.
7. أن يكتب بجانب كل فائدةٍ المصدرَ الذي نقله منها؛ حتى لا يصعب عليه البحث عن مصدرها إذا أراد تفاصيلها, أو إذا أراد نقلها لغيره معزوة إلى مصادرها.
وهذه الأمور تختلف من شخص لآخر, فكلُّ له طريقته في ذلك.
قال العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله: ((وينبغي لطالب العلم أن يقيد ما علمه, خصوصاً القواعد والضوابط والمسائل النادرة؛ لئلا تفوته, فكثيراً ما يستحضر الإنسان مسألة نادرة ليست قريبة يدركها الإنسان بأدنى تأمل, ثم يعتمد على حفظه ويقول: هذه إن شاء الله لا أنساها, فينساها سريعاً.
فقيّد المسائل ـ خصوصاً النادرة أو القواعد أو الضوابط ـ حتى يكون لديك رصيد.
وقد قيل: (قيدوا العلم بالكتابة)
وقيل:
العلم صيد والكتابة قَيْدُه ** قَيِّدْ صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة ** وتتركها بين الخلائق طالقة)) اهـ كلامه
وقد كنت دونت العديد من الفوائد ورتبتها بحسب مواضيعها, وهأنا أضعها بين أيديكم لعلكم تستفيدون منها.
وأرجو ألا تنسوني من دعواتكم
فوائد في طلب العلم
منهج الشيخ عبد الله القرعاوي مجدد الجنوب في التدريس
الفائدة: منهج هذه المدرسة:
قسم طلابه إلى قسمين:
القسم الأول: المبتدؤن، كان يدرسهم التجويد، والأربعين النووية، والثلاثة الأصول، وآداب المشي إلى الصلاة وشروطها، وأركانها وواجباتها، والقواعد الأربع، وضوابط الفرق بين التوحيد والشرك، والسنة والبدعة، والعبادة والعادة.
وأما القسم الثاني: فهم الطلاب الكبار، فكان يدرسهم القرآن حفظا، وقراءة في تفسير ابن كثير، وفي التوحيد: كتاب التوحيد حفظا وقراءة، شرحه فتح المجيد، وكتاب التوحيد لابن خزيمة، ويدرس حفظا متن الطحاوية، والعقيدة الواسطية، وفي الحديث: بلوغ المرام حفظا، وقراءة شرحه سبل السلام.
وفي صحيح البخاري، ومسلم، وسنن النسائي، وأبي داود، والترمذي، وابن ماجة، وموطأ مالك قراءة.
وفي الفقه: الدرر البهية حفظا، وقراءة العدة شرح العمدة، وفي الفرائض: الرحبية حفظا، وقراءة الشنشورية وحاشية الباجوري، وفي التجويد: هداية المستفيد ومقدمة ابن الجزري وتحفة الأطفال، ومخارج الحروف كلها حفظا.
وفي النحو الأجرومية، وعوامل الإعراب، وملحة الإعراب، والمتممة، وألفية ابن مالك حفظا، وقراءة شرح ابن عقيل، وقطر الندى لابن هشام، وفي الصرف متن البناء ولامية الأفعال حفظا، وفي مصطلح الحديث: البيقونية، ونخبة الفكر حفظا، ونزهة النظر ومقدمة ابن الصلاح مع نظمها للعراقي قراءة، وفي أصول الفقه: الورقات لإمام الحرمين حفظا، وفي التاريخ: سيرة ابن هشام، ونور اليقين للخضري قراءة، وفي الأدب والإنشاء، والإملاء والخط والحساب، والمحفوظات.
وتخرج على يديه طلاب علم، ودعاة إلى الله كثر، ثم اتجه هذا المصلح الكبير لإنشاء المدارس لنشر العلم والتوحيد في منطقة جيزان، وغيرها، فأنشأ حوالي ألفين ومائتين وخمسين مدرسة، شملت مناطق كثيرة، منها قرى جيزان، ومنطقة غامد، وزهران والطائف، ونجران.
الشيخ: ربيع المدخلي.
المصدر: تذكير النابهين بسير أسلافهم حفاظ الحديث من السابقين واللاحقين.
________________________________________
الفائدة: وحبذا لو تكررون هذه الرسالة (الواسطية) مع شرحها، وأنفس الشروح لها فيما اطلعت: كتاب "التنبيهات السنية" للشيخ عبدالعزيز بن رشيد -رحمه الله تعالى-.
كتاب نافع ، نافع للغاية ، جامع كل علم ، مسائله كلها فيها فائدة ، فيه من الضوابط والقواعد والإفادات الشيء الكثير .
وطالب العلم لا يترك الواسطية وشروحها بل دائماً يمر عليها مرة تلو أخرى .
الشيخ: صالح آل الشيخ.
المصدر: شرح الواسطية.
________________________________________
متى ينكر على المخالف في المسائل الخلافية التي بين أهل العلم
الفائدة: مسائل الخلاف نوعان:
النوع الأول نوع يكون الدليل فيها واضحاً لا يمكن فيه الاجتهاد، فهذه ينكر على المخالف فيها لمخالفة النص وذلك كحلق اللحية وإسبال الثوب أسفل من الكعبين، والتفرق في دين الله، وغير ذلك.
لكن لا يجعل ذلك وسيلة للتشاتم والتباغض، لا سيما مع العلم بحسن نية المخالف، بل تُعالج الأمور بحكمة حتى يحصل الوفاق.
والنوع الثاني: يكون فيها الدليل غير واضح، إما لخفاء ثبوت الدليل، أو الدلالة أو وجود شبهة مانعة، وغير ذلك، فهذا لا ينكر فيه على المخالف؛ لأن قول أحد المختلفين ليس حجة على الآخر، وأمثلة هذا كثيرة.
الشيخ: العثيمين.
المصدر: كتاب العلم.
________________________________________
الفائدة: من علوم التفسير فن التجويد وفروع اللغة العربية.
الشيخ: محمد أمان الجامي.
المصدر: أسئلة في الدعوة السلفية.
________________________________________
الفائدة: مسألة: أيهما أفضل العلم أم الجهاد في سبيل الله ؟
والجواب: العلم من حيث هو علم أفضل من الجهاد في سبيل الله، لأن الناس كلهم محتاجون إلى العلم، وقد قال الإمام أحمد: العلم لا يعدله شيء لمن صحّت نيّته. ولا يمكن أبداً أن يكون الجهاد فرض عين لقول الله تعالى: ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً) (التوبة:122).
فلو كان فرض عين لوجب على جميع المسلمين: (فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ)[التوبة:122] أي وقعدت طائفة : (لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) [التوبة:122] ولكن باختلاف الفاعل واختلاف الزمن، فقد نقول لشخص: الأفضل في حقّك الجهاد، والآخر الأفضل في حقك العلم، فإذا كان شجاعاً قوياً نشيطاً وليس بذاك الذكي فالأفضل له الجهاد؛ لأنه أليَق به، وإذا كان ذكيّاً حافظاً قوي الحجة فالأفضل له العلم وهذا باعتبار الفاعل. أما باعتبار الزمن فإننا إذا كنّا في زمن كثر فيه العلماء واحتاجت الثغور إلى مرابطين فالأفضل الجهاد، وإن كنّا في زمن تفشّى فيه الجهل وبدأت البدع تظهر في المجتمع وتنتشر فالعلم أفضل، وهناك ثلاثة أمور تحتّم على طلب العلم:
1. بدع بدأت تظهر شرورها.
2. الإفتاء بغير علم .
3. جدل كثير في مسائل بغير علم .
وإذا لم يكن مرجّحاً فالأفضل العلم.
الشيخ: العثيمين.
المصدر: شرح الأربعين النووية
الحمد لله رب العالمين ، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحمد في الآخرة والأولى، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى، وخليله المجتبى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى ، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فإن من المهم لطالب العلم أن يهتم بتدوين الفوائد التي تمر به, سواء أكانت خلاصات, أم فوائد في غير مظانها, أم ترجيحات, أم تعريفات, أم قواعد, أم ضوابط... إلى غير ذلك.
ويحسُن به أن يحرص في جمعه للفوائد على الأمور الآتية:
1. أن يكون معه دفتر صغير يحمله معه أينما ذهب, يدون فيه ما يمر عليه من ذلك, لأنه قد تأتي الفائدة في أي وقت, فينبغي عليك أن تكون مستعداً لتدوينها.
2. أن يكتب الفوائد بشكل مرتب ـ لكي لا تتداخل مع بعضها ـ وبخط واضح ـ لكي لا يجد عناءً في قراءتها ـ وبقلم حبر ـ لكي يبقى الخط وقتاً أطول ولا يمتحى ـ .
3. أن يرقم الفوائد, ثم يعمل فهرساً لها؛ لكي يتمكن من إيجادها بسهولة, أو يجعل في جهاز الكمبيوتر ملفات ينقل فيها الفوائد بحيث يجعل كل ملف مختصاً بعلم؛ فيجعل ملفاً للفوائد العقدية, وآخر للفوائد الفقهية, وآخر للفوائد الحديثية... وهلم جراً.
4. أن يعنون الفوائد بقدر المستطاع, لكي يستطيع إيجادها بسهولة من دون أن يحتاج لقراءة نصوص الفوائد.
5. أن يراجعها باستمرار لكي ترسخ في ذهنك.
6. أن يجعل أرشيفاً يضع فيه الفوائد التي قد حفظها حفظاً متيناً؛ لكي لا تكثر عليه الفوائد فيتكاسل عن مراجعتها, وفي نفس الوقت لا تضيع منه الفوائد التي قد حفظها.
7. أن يكتب بجانب كل فائدةٍ المصدرَ الذي نقله منها؛ حتى لا يصعب عليه البحث عن مصدرها إذا أراد تفاصيلها, أو إذا أراد نقلها لغيره معزوة إلى مصادرها.
وهذه الأمور تختلف من شخص لآخر, فكلُّ له طريقته في ذلك.
قال العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله: ((وينبغي لطالب العلم أن يقيد ما علمه, خصوصاً القواعد والضوابط والمسائل النادرة؛ لئلا تفوته, فكثيراً ما يستحضر الإنسان مسألة نادرة ليست قريبة يدركها الإنسان بأدنى تأمل, ثم يعتمد على حفظه ويقول: هذه إن شاء الله لا أنساها, فينساها سريعاً.
فقيّد المسائل ـ خصوصاً النادرة أو القواعد أو الضوابط ـ حتى يكون لديك رصيد.
وقد قيل: (قيدوا العلم بالكتابة)
وقيل:
العلم صيد والكتابة قَيْدُه ** قَيِّدْ صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة ** وتتركها بين الخلائق طالقة)) اهـ كلامه
وقد كنت دونت العديد من الفوائد ورتبتها بحسب مواضيعها, وهأنا أضعها بين أيديكم لعلكم تستفيدون منها.
وأرجو ألا تنسوني من دعواتكم
فوائد في طلب العلم
منهج الشيخ عبد الله القرعاوي مجدد الجنوب في التدريس
الفائدة: منهج هذه المدرسة:
قسم طلابه إلى قسمين:
القسم الأول: المبتدؤن، كان يدرسهم التجويد، والأربعين النووية، والثلاثة الأصول، وآداب المشي إلى الصلاة وشروطها، وأركانها وواجباتها، والقواعد الأربع، وضوابط الفرق بين التوحيد والشرك، والسنة والبدعة، والعبادة والعادة.
وأما القسم الثاني: فهم الطلاب الكبار، فكان يدرسهم القرآن حفظا، وقراءة في تفسير ابن كثير، وفي التوحيد: كتاب التوحيد حفظا وقراءة، شرحه فتح المجيد، وكتاب التوحيد لابن خزيمة، ويدرس حفظا متن الطحاوية، والعقيدة الواسطية، وفي الحديث: بلوغ المرام حفظا، وقراءة شرحه سبل السلام.
وفي صحيح البخاري، ومسلم، وسنن النسائي، وأبي داود، والترمذي، وابن ماجة، وموطأ مالك قراءة.
وفي الفقه: الدرر البهية حفظا، وقراءة العدة شرح العمدة، وفي الفرائض: الرحبية حفظا، وقراءة الشنشورية وحاشية الباجوري، وفي التجويد: هداية المستفيد ومقدمة ابن الجزري وتحفة الأطفال، ومخارج الحروف كلها حفظا.
وفي النحو الأجرومية، وعوامل الإعراب، وملحة الإعراب، والمتممة، وألفية ابن مالك حفظا، وقراءة شرح ابن عقيل، وقطر الندى لابن هشام، وفي الصرف متن البناء ولامية الأفعال حفظا، وفي مصطلح الحديث: البيقونية، ونخبة الفكر حفظا، ونزهة النظر ومقدمة ابن الصلاح مع نظمها للعراقي قراءة، وفي أصول الفقه: الورقات لإمام الحرمين حفظا، وفي التاريخ: سيرة ابن هشام، ونور اليقين للخضري قراءة، وفي الأدب والإنشاء، والإملاء والخط والحساب، والمحفوظات.
وتخرج على يديه طلاب علم، ودعاة إلى الله كثر، ثم اتجه هذا المصلح الكبير لإنشاء المدارس لنشر العلم والتوحيد في منطقة جيزان، وغيرها، فأنشأ حوالي ألفين ومائتين وخمسين مدرسة، شملت مناطق كثيرة، منها قرى جيزان، ومنطقة غامد، وزهران والطائف، ونجران.
الشيخ: ربيع المدخلي.
المصدر: تذكير النابهين بسير أسلافهم حفاظ الحديث من السابقين واللاحقين.
________________________________________
الفائدة: وحبذا لو تكررون هذه الرسالة (الواسطية) مع شرحها، وأنفس الشروح لها فيما اطلعت: كتاب "التنبيهات السنية" للشيخ عبدالعزيز بن رشيد -رحمه الله تعالى-.
كتاب نافع ، نافع للغاية ، جامع كل علم ، مسائله كلها فيها فائدة ، فيه من الضوابط والقواعد والإفادات الشيء الكثير .
وطالب العلم لا يترك الواسطية وشروحها بل دائماً يمر عليها مرة تلو أخرى .
الشيخ: صالح آل الشيخ.
المصدر: شرح الواسطية.
________________________________________
متى ينكر على المخالف في المسائل الخلافية التي بين أهل العلم
الفائدة: مسائل الخلاف نوعان:
النوع الأول نوع يكون الدليل فيها واضحاً لا يمكن فيه الاجتهاد، فهذه ينكر على المخالف فيها لمخالفة النص وذلك كحلق اللحية وإسبال الثوب أسفل من الكعبين، والتفرق في دين الله، وغير ذلك.
لكن لا يجعل ذلك وسيلة للتشاتم والتباغض، لا سيما مع العلم بحسن نية المخالف، بل تُعالج الأمور بحكمة حتى يحصل الوفاق.
والنوع الثاني: يكون فيها الدليل غير واضح، إما لخفاء ثبوت الدليل، أو الدلالة أو وجود شبهة مانعة، وغير ذلك، فهذا لا ينكر فيه على المخالف؛ لأن قول أحد المختلفين ليس حجة على الآخر، وأمثلة هذا كثيرة.
الشيخ: العثيمين.
المصدر: كتاب العلم.
________________________________________
الفائدة: من علوم التفسير فن التجويد وفروع اللغة العربية.
الشيخ: محمد أمان الجامي.
المصدر: أسئلة في الدعوة السلفية.
________________________________________
الفائدة: مسألة: أيهما أفضل العلم أم الجهاد في سبيل الله ؟
والجواب: العلم من حيث هو علم أفضل من الجهاد في سبيل الله، لأن الناس كلهم محتاجون إلى العلم، وقد قال الإمام أحمد: العلم لا يعدله شيء لمن صحّت نيّته. ولا يمكن أبداً أن يكون الجهاد فرض عين لقول الله تعالى: ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً) (التوبة:122).
فلو كان فرض عين لوجب على جميع المسلمين: (فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ)[التوبة:122] أي وقعدت طائفة : (لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) [التوبة:122] ولكن باختلاف الفاعل واختلاف الزمن، فقد نقول لشخص: الأفضل في حقّك الجهاد، والآخر الأفضل في حقك العلم، فإذا كان شجاعاً قوياً نشيطاً وليس بذاك الذكي فالأفضل له الجهاد؛ لأنه أليَق به، وإذا كان ذكيّاً حافظاً قوي الحجة فالأفضل له العلم وهذا باعتبار الفاعل. أما باعتبار الزمن فإننا إذا كنّا في زمن كثر فيه العلماء واحتاجت الثغور إلى مرابطين فالأفضل الجهاد، وإن كنّا في زمن تفشّى فيه الجهل وبدأت البدع تظهر في المجتمع وتنتشر فالعلم أفضل، وهناك ثلاثة أمور تحتّم على طلب العلم:
1. بدع بدأت تظهر شرورها.
2. الإفتاء بغير علم .
3. جدل كثير في مسائل بغير علم .
وإذا لم يكن مرجّحاً فالأفضل العلم.
الشيخ: العثيمين.
المصدر: شرح الأربعين النووية