هذا يسأل: انتهى من شرح البيقونية هل يبدأ بشرح الموقظة؟، أم يبدأ من شرح النخبة؟.
الجواب: نحن لازلنا في هذا، انتهينا من هذا نبدأ في ذاك ونبدأ في ذلك، من انتهى من البيقونية هذا باب موجود ومنظومة ذكرها بعضهم وشرحت، لكنَّها تقدم الكلام عليها وقلت لكم-بارك الله فيكم-: أنها منظومة غير كافية، ومختصرة، وذكرت لكم البديل فيما يظهر لي والعلم عند الله.
المهم: أن يتدرج الطالب على الطريقة التي سلكها أهل العلم في تعلم الفنون، كما هو الحال في علوم أخرى كالنحو وأصول الفقه وغيرها من علوم الآلة، يجب على الإنسان أن يتدرج فيها في الطريقة الصحيحة، وأن يتدرج بها على شيخ متقن يعرف ما يُعَلِّم.
أمَّا أن يجلس اثنان كلاهما-أجهل من الآخر فكل منهم يعلم الثاني!، هذا ما يصير هذا غلط.
ولذلك نرى نوابت هنا وهناك يظهرون في كل عصر وفي كل مصر وفي كل بلدة يسفهون العلماء ويتكلمون ويتجرؤون عليهم ويحطون من قدر قواعد أهل العلم، لماذا؟، بسبب الجهل، (والجهل داء...) كما يقول ابن القيم:
والجهل داءٌ قاتلٌ وشفــاؤه......أمران في التركيب متفقـــان
وحيٌ من القرآن أو من سنةٍ......وطبيب ذاك العلم الربـــاني
ليس كل من نظر في الكتــاب والسنة فهمهـا!.
ليس كل من نظر في نصوص الكتاب والسنة فهمها!.
لابد لهذا المريض، قال: (والجهل داءٌ قاتلٌ...) لا شك! سيقتلك ويهلكك، فإذا انضم إلى الجهل الهوى قد انضمَّ في العبد أكثر من ذاك، دائين قاتلين: الجهل وماذا؟، والهوى، فلا ينجيك من ذلك بعد توفيق الله-جل وعلا-إلَّا أن ييسر الله لك عالمًا رباني الذي يعلِّم على صغار العلم قبل كباره فيصف لك الداء ويصف لك معه الدواء.
بعض الجهلاء يعرفون أنهم جهلاء! وبعضهم لا يعرف أنه جاهل!، كيف يعرف أنه ليس بجاهل؟، يعرِّفه العالم، وهذه شبهة ردُّها كذا وبيانها كذا، كما هو حال الخوارج المعاصرين أو القدامى، يأتون بنصوص وينتزعونها من الكتاب أو السنة فينزلونها على الناس، أليس كذلك؟، هذا حالهم، كيف دوائهم؟.
أن الله يهيئ لهم عالم رباني يعلمهم هذه النصوص وما يتعلق بها من أحكام حتى تنزل هذه النصوص في محالها الصحيحة، قال الله-جل وعلا-: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ)(آل عمران/7).
من هم الراسخون في العلم؟.
الراسخون في العلم: يقول الشاطبي-رحمه الله-في كتابه الموافقات: (...الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ، وَهُمُ الثَّابِتُو الْأَقْدَامِ فِي عِلْمِ الشَّرِيعَةِ...)، هذا هو الراسخ في العلم.
فإن من المهالك التي يقع فيها الكثير-أو كثير-من الناس: أن يتصدَّر في كلام الناس أو فيما يتعلق بالعامة من لا يحسنه، أو أن يتجرأ إلى العلم ويتسلق من ليس من أهله.
وكما تقدم: قال بعض أهل العلم، أو هو منسوب إلى علي-رضي الله عنه-: (...كفى بالعلم فخرًا أن ينتسب إليه من ليس من أهله، وكفى بالجهل ذمًّا أن يتبرأ منه من هو فيه...).فالتدرج على الطريقة السنية الصحيحة التي سلكها أهل العلم هو الواجب.
فلا أدري عندما تقول: أنا انتهيت من البيقونية هل أبدأ بالموقظة؟.
لا أدري هل أنت فهمت البيقونية أم لم تفهمها؟!.
كيف أحكم لك بجواب عام؟.
هذا يختلف باختلاف الأشخاص، هل أنت أدركت معانيها ومرامها؟.
ماذا يقصد به كذا؟، وماذا يقصد بكذا؟، لا أستطيع أن أحكم على زيد من الناس أو عمرو!.
إنما يجب: هذا يكون من الشيخ أو المعلِّم يختبر طلابه، ويمتحنهم، فمن تجاوز أجيز، ومن لا فلا، فلا أقول ابدأ بالنخبة أو بالموقظة أو بفتح المغيث أو بألفية العراقي أو بألفية السيوطي أوغيرها، لا يمكن-بارك الله فيك-[1].
[1] لفضيلة الشيخ الدكتور: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري-حفظه الله-من الدرس الأخير لشرح الموقظة.
الجواب: نحن لازلنا في هذا، انتهينا من هذا نبدأ في ذاك ونبدأ في ذلك، من انتهى من البيقونية هذا باب موجود ومنظومة ذكرها بعضهم وشرحت، لكنَّها تقدم الكلام عليها وقلت لكم-بارك الله فيكم-: أنها منظومة غير كافية، ومختصرة، وذكرت لكم البديل فيما يظهر لي والعلم عند الله.
المهم: أن يتدرج الطالب على الطريقة التي سلكها أهل العلم في تعلم الفنون، كما هو الحال في علوم أخرى كالنحو وأصول الفقه وغيرها من علوم الآلة، يجب على الإنسان أن يتدرج فيها في الطريقة الصحيحة، وأن يتدرج بها على شيخ متقن يعرف ما يُعَلِّم.
أمَّا أن يجلس اثنان كلاهما-أجهل من الآخر فكل منهم يعلم الثاني!، هذا ما يصير هذا غلط.
ولذلك نرى نوابت هنا وهناك يظهرون في كل عصر وفي كل مصر وفي كل بلدة يسفهون العلماء ويتكلمون ويتجرؤون عليهم ويحطون من قدر قواعد أهل العلم، لماذا؟، بسبب الجهل، (والجهل داء...) كما يقول ابن القيم:
والجهل داءٌ قاتلٌ وشفــاؤه......أمران في التركيب متفقـــان
وحيٌ من القرآن أو من سنةٍ......وطبيب ذاك العلم الربـــاني
ليس كل من نظر في الكتــاب والسنة فهمهـا!.
ليس كل من نظر في نصوص الكتاب والسنة فهمها!.
لابد لهذا المريض، قال: (والجهل داءٌ قاتلٌ...) لا شك! سيقتلك ويهلكك، فإذا انضم إلى الجهل الهوى قد انضمَّ في العبد أكثر من ذاك، دائين قاتلين: الجهل وماذا؟، والهوى، فلا ينجيك من ذلك بعد توفيق الله-جل وعلا-إلَّا أن ييسر الله لك عالمًا رباني الذي يعلِّم على صغار العلم قبل كباره فيصف لك الداء ويصف لك معه الدواء.
بعض الجهلاء يعرفون أنهم جهلاء! وبعضهم لا يعرف أنه جاهل!، كيف يعرف أنه ليس بجاهل؟، يعرِّفه العالم، وهذه شبهة ردُّها كذا وبيانها كذا، كما هو حال الخوارج المعاصرين أو القدامى، يأتون بنصوص وينتزعونها من الكتاب أو السنة فينزلونها على الناس، أليس كذلك؟، هذا حالهم، كيف دوائهم؟.
أن الله يهيئ لهم عالم رباني يعلمهم هذه النصوص وما يتعلق بها من أحكام حتى تنزل هذه النصوص في محالها الصحيحة، قال الله-جل وعلا-: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ)(آل عمران/7).
من هم الراسخون في العلم؟.
الراسخون في العلم: يقول الشاطبي-رحمه الله-في كتابه الموافقات: (...الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ، وَهُمُ الثَّابِتُو الْأَقْدَامِ فِي عِلْمِ الشَّرِيعَةِ...)، هذا هو الراسخ في العلم.
فإن من المهالك التي يقع فيها الكثير-أو كثير-من الناس: أن يتصدَّر في كلام الناس أو فيما يتعلق بالعامة من لا يحسنه، أو أن يتجرأ إلى العلم ويتسلق من ليس من أهله.
وكما تقدم: قال بعض أهل العلم، أو هو منسوب إلى علي-رضي الله عنه-: (...كفى بالعلم فخرًا أن ينتسب إليه من ليس من أهله، وكفى بالجهل ذمًّا أن يتبرأ منه من هو فيه...).فالتدرج على الطريقة السنية الصحيحة التي سلكها أهل العلم هو الواجب.
فلا أدري عندما تقول: أنا انتهيت من البيقونية هل أبدأ بالموقظة؟.
لا أدري هل أنت فهمت البيقونية أم لم تفهمها؟!.
كيف أحكم لك بجواب عام؟.
هذا يختلف باختلاف الأشخاص، هل أنت أدركت معانيها ومرامها؟.
ماذا يقصد به كذا؟، وماذا يقصد بكذا؟، لا أستطيع أن أحكم على زيد من الناس أو عمرو!.
إنما يجب: هذا يكون من الشيخ أو المعلِّم يختبر طلابه، ويمتحنهم، فمن تجاوز أجيز، ومن لا فلا، فلا أقول ابدأ بالنخبة أو بالموقظة أو بفتح المغيث أو بألفية العراقي أو بألفية السيوطي أوغيرها، لا يمكن-بارك الله فيك-[1].
لسماع المادة الصوتية:
(من المهالك التي يقع فيها كثير من الناس: أن يتصدَّر ويتجرأ ويتسلق العلم من ليس من أهله)
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
الاثنين الموافق: 5/ ذو القعدة/ 1432 للهجرة النبوية الشريفة.
(من المهالك التي يقع فيها كثير من الناس: أن يتصدَّر ويتجرأ ويتسلق العلم من ليس من أهله)
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
الاثنين الموافق: 5/ ذو القعدة/ 1432 للهجرة النبوية الشريفة.
[1] لفضيلة الشيخ الدكتور: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري-حفظه الله-من الدرس الأخير لشرح الموقظة.