إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا . من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .
أما بعد , فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى , وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم , وشر الأمر محدثاتها , وكل بدعة ضلالة أما بعد :
لا يشك شخص في مدى أهمية الكتب التسع وأن مدار أحكام الاسلام عليها ومدى اهتمام أهل العلم بها سماعا وتحقيقا واعتناءا وإن كانت بعضها هملت بنسبة ما وأحببت أن أساهم بقدر صغير وصغير جدا ولكن من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم قال : حَدَّثَنِى أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِىُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ يَعْنِى الْخَزَّازَ عَنْ أَبِى عِمْرَانَ الْجَوْنِىِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ قَالَ لِىَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ .
ومن باب الاسهام في هذا المنتدى الذي أسأل الله أن يبارك فيه والله يعلم أنه أحب المنتديات إلى قلبي فأحب أن أثريه وأنتظر فوائد أستفيد منها والله أسأل أن يرزقني الإخلاص في القول والعمل .
وهذا نقل متفرق عن الكتب التسع
نبدأ بصحيح البخاي :
قال الإمام البخاري رحمه الله : ما وضعت في كتاب الصحيح حديثا إلاَّ اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين .
وقال : صَنَّفت الجامع من ستمائة ألف حديث في ست عشرة سنة ، وجعلته حجة فيما بيني وبين الله .
وقال : صنفت كتابي الجامع في المسجد الحرام ، وما أدخلت فيه حديثا حتى استخرت الله تعالى وصليت ركعتين وتيقَّنت صِحَّـته . اهـ .
ويقصد بِكتابه الجامع : الصحيح ، المشهور بصحيح البخاري ، فإن الإمام البخاري سمى كتابه : الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه .
وقد تلقّت الأمة أحاديث الصحيحين بالقبول ، حتى قال الحافظ أبو نصر السجزي : أجمع الفقهاء وغيرهم أن رَجلا لو حَلف بالطلاق أن جميع البخاري صحيح قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شك فيه ، لم يَحْنَث .
وقال أبو أسحق الإسفراييني : أهل الصنعة مُجْمِعُون على أن الأخبار التي اشتمل عليها الصحيحان مقطوع بصحة أصولها ومتونها ، ولا يحصل الخلاف فيها بحال ، وإن حصل فذاك اختلاف في طُرُقها ورواتها . قال : فمن خالف حُكمه خبراً منها وليس له تأويل سائغ للخبر نقضنا حُكمه ؛ لأن هذه الأخبار تلقّتها الأمة بالقبول .
وقال الجويني إمام الحرمين : لو حلف إنسان بطلاق امرأته أن ما في الصحيحين مما حَكَما بصحته من قول النبي صلى الله عليه وسلم لَمَا ألزمته الطلاق ، لإجماع المسلمين على صِحَّته .
وقال النووي : أجمعت الأمة على صحة هذين الكتابين ووجوب العمل بأحاديثهما .
قال محمد بن أبي نصر الحميدي: سمعت الفقيه أبا محمد علي بن أحمد بن سعيد الحافظ بالأندلس وقد جرى ذكر " الصحيحين " فعظم منهما، ورفع من شأنهما.
وقد جعل الله في صدور أهل العلم هيبة للصحيحين .
ولم يطعن أحد في شيء من أحاديث الصحيحين حتى ظهرت بدعة المعتزلة في تقديس العقل وتقديمه على النقل ! ومن سار على ذلك النهج من المعاصرين ! الذين تجرّءوا على أحاديث الصحيحين فأخذوا يُضعّفون بعضها بِحجّة أن منها ما يُخالِف العقل !
وكأن الأمة منذ أكثر من ألف سنة تعيش بلا عقول ! حتى جاء هؤلاء فأعْمَلًوا عقولهم في نصوص الوحيين !
وأعلى درجات الـصِّحَّـة ما اتفق عليه البخاري ومسلم على إخراجه ، ثم ما انفرد به البخاري ، ثم ما انفرد به مسلم ، ثم ما كان على شرطهما ، ثم ما كان على شرط البخاري ، ثم ما كان على شرط مسلم .
ولشهرة ومكانة البخاري أكتفي بهذا القدر . وسأرفق لكم كتاب نافع بالله تعالى في المرافق بعنوان سيرة الإمام البخاري (سيد الفقهاء وإمام المحدثين ) تأليف الشيخ عب السلام المباركفوري رحمه الله (12889 هــ - 1342 هــ)
وأيضا تجد له ترجمة موسعة في تاريخ بغداد وقد طبع مؤخرا كتاب الفوائد الدراري في ترجمة الامام البخاري للعجلوني بدار النوادر بتحقيق نور الين طالب .
وأحسن طبعة لصحيح البخاري كما أشرت إليه في موضوعي [أرجو مشاركة الجميع] اسأل عن أحسن طبعة لأي كتاب تجد الجواب هنا إن شاء الله تعالى http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=13607
طبعة دار النجاة توزيع دار المنهاج تشرف بخدمته والعناية به محمد زهير بن ناصر الناصر ، وهي طبعة مصورة على الطبعة الأميرية نسبة السلطان عبد الحميد رحمه الله الذي أصدر أمرا بطباعته وتسمى اليونيية نسبة للحافظ اليونيني وتعتبر أدق نسخة للصحيح وتسمى البولاقية أيضا نسبة للمطبعة التي كانت ببولاق وهي مكان في مصر .
وهي تسعة أجزاء في أربعة مجلدات .
وتم ربط الصحيح في الحاشية الجانبية والسفلية بعدة كتب هي :
- تحفة الأشراف للحافظ المزي (وللفائدة يعتبر الكتاب أي تحفة الأشراف أصح النسخ للكتب الست) وللكتاب طبعتين الأولى بحقيق عبد الصمد عبد الشرف والثانية بتحقيق بشار عواد معروف التي تعتبر أحسن طبعة .
- كتاب تغليق التعليق للحافظ ابن حجر وقد عمل الحافظ ابن حجر على إيصال الأحاديث التي علقها البخاري سواءا أوصلها البخاري في كتبه الأخرى أو أوصلها إمام آخر . طبعتها دار المكتب الإسلامي بتحقيق سعيد القزفي وأظنها الطبعة الوحيدة .
- فتح الباري وأحسن طبعة حتى الآن بتحقيق أبو قتيبة نظر بن محمد الفاريابي دار طيبة .
- عمدة القاري للإمام بدر الدين العيني الحنفي طبع طبعة قديمة صورتها عدة ديار وله عدة طبعات تجارية منها طبعة الكتب العلمية بتحقيق عبد الله محمود محمد عمر
- إرشاد الساري وبهامشه شرح النووي المسمى بالمنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج للحافظ القسطلاني طبعة بولاق تصحيح بعض العلماء ويعتبران من أحسن الطبعات أي إرشاد الساري وشرح مسلم .
مع ترقيم الأحاديث المعتمدة التي وضعها فؤاد عبد الباقي .
وقد اعتمد مصححوها على نسخة شديدة الضبط بالغة الصحة وهي نسخة اليونيني بحضرة الإمام ابن مالك صاحب الألفية في النحو والصرف الغني عن التعريف .
الاسم الكامل لصحيح البخاري : الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه .
شروح صحيح البخاري :
يعد كتاب صحيح البخاري من أكثر الكتب اعتناءا وشرحا وقراءة وما من عالم يقرأ في صحيح البخاري إلا ويكتب عليه حاشية ، وشروحه تزيد على الثلاث مائة شرح من الكاملة والناقصة وهذا من دون الشرح المعاصرة والشروح على مختصر البخاري للزبيدي .
ونذكر شيئا ن شروحها الكثيرة مع شيء من الفوائد :
- " أعلام السنن ": لمحمد بن محمد الخطابي ( ت: 386هـ ) . ويعتبر أول شرح لصحيح البخاري .
2- " شرح صحيح البخاري " : لأبي الحسن علي بن خلف بن عبد الملك - المشهور بـ: ابن بطال - القرطبي المالكي ( ت: 449هـ ).
3- " شرح مشكل البخاري " : لمحمد بن سعيد بن يحيى بن الدبيثي الواسطي ( ت: 637هـ ) .
4- " شرح البخاري " : للإمام يحيى بن شرف النووي ( ت:676هـ )، شرح فيه كتابي " بدء الوحي، والإيمان "، ولم يكمله.
5- " البَدْرُ المُنِير السَّاري في الكَلام على البخاري " : تأليف: عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي ( ت:735هـ ).
6- " شَوَاهِدُ التَّوْضِيحِ والتَّصْحِيحِ لِمُشْكِلاتِ الجَامِعِ الصَّحِيحِ " : لمحمد بن عبد الله بن مالك ( ت:672هـ )، وهو ملا حظات لغوية ونحوية عنت له أثناء مقابلته لمخطوطات البخاري مع الإمام اليونيني - رحمه الله - . وهو في مجلد لطيف .
7- " العَقْدُ الجَلِيُّ في حلِّ إشكال الجامع الصحيح للبخاري " : لأحمد بن أحمد الكردي ( ت:763هـ ).
8- " التنقيح في شرح الجامع الصجيح " : لمحمد بن بهادر الزركشي ( ت:794هـ ).
9- " الراموز على صحيح البخاري " : لعلي بن محمد اليونيني (ت:701هـ).
10- " التوضيح شرح الجامع الصحيح " : لعمر بن علي بن الملقن (ت:805هـ) ، وقد طبع في 36 مجلد .
11- " الإفهام شرح صحيح البخاري " : لعبد الرحمن بن عمر بن رسلان البلقيني (ت:824هـ) .
12- " الكوكب الساري في شرح صحيح البخاري " :لمحمد بن أحمد بن موسى الكفيري(ت:846هـ).
13- " مصابيح الجامع الصحيح " : لمحمد بن أبي بكر الدماميني (ت:827هـ) وقد طبع في عشر مجلدات .
14- " تيسير منهل القاري في تفسير مشكل البخاري " : لمحمد بن محمد بن محمد بن موسى الشافعي الحنبلي (ت:846هـ) .
15- " اللامع الصبيح على الجامع الصحيح " :لمحمد بن عبد الدائم بن موسى البرماوي (ت:831هـ).
16- " الكوكب الساري " : تأليف : علي بن الحسين بن عروة المشرفي الموصلي الحنبلي (ت:837هـ) .
17- " التلقيح لفهم قاريء الصحيح " : لبرهان الدين بن محمد بن خليل الحلبي سبط ابن العجمي
(ت:841هـ)، وهو بخطه في مجلدين، ونقل منه الحافظ ابن حجر في " الفتح ".
18- " المتجر الربيح على الجامع الصحيح " : لمحمد بن أحمد بن محمد مرزوق الحفيد (ت:842هـ) .
19- " فتح الباري " : لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت:852هـ)، وهو أشهر تلك الشروح وأشملها .
20- " عمدة القاري " : لمحمود بن أحمد بن موسى العيني (ت:855هـ)، وهو مطبوع طبعة قديمة في244 جزء من الحجم الكبير .
21- " تعليق على البخاري " : لمحمد بن محمد بن علي النويري (ت:857هـ) .
22- شرح القاضي أبي بكر بن عبد الله بن العربي المالكي الحافظ (ت:543هـ) .
23- " الكوثر الجاري إلى رياض البخاري " : لأحمد بن إسماعيل بن عثمان الكوراني (ت:857هـ) .
24- " " النجاح في شرح كتاب أخبار الصحاح " : لنجم الدين أبي حفص عمر بن محمد النسفي الحنفي (ت:537هـ) .
25- شرح الحافظ مغلطاي بن فليج التركي المصري الحنفي (ت:792هـ) .
26- شرح الإمام ناصر الدين علي بن محمد بن المنير الإسكندراني، وهو شرح كبير في نحو عشر مجلدات .
27- شرح القاضي مجد الدين إسماعيل بن إبراهيم البلبيسي (ت:810هـ) .
28- شرح الشيخ شهاب الدين أحمد بن رسلان المقدسي الرملي الشافعي (ت:844هـ).
29- شرح الشيخ أبي البقاء محمد بن علي بن خلف الأحمدي المصري الشافعي، نزيل المدينة، وهو شرح كبير كان ابتداء تأليفه (909هـ) .
30- " التوشيح شرح الجامع الصحيح " : للإمام السيوطي جلال الدين عبد الرحمن ، أبو الفضل السيوطي (ت:911هـ)، وذكر في مقدمته أنه جرى فيه مجرى الزركشي في شرحه وقد طبع بتحقيق رضوان جامع رضوان .
31- شرح العلامة زين الدين عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن أحمد العباسي (ت:963هـ) .
32- " ترجمان التراجم " : لأبي عبد الله عمر بن رشيد الفهري (ت:721هـ) .
- " إرشاد الساري شرح صحيح البخاري " : لشهاب الدين أحمد بن محمد الخطيب القسطلاني المصري الشافعي (ت:923هـ) وله طبعة مصورة على الطبعة البولاقية في 11 مجلد حجم كبير .
34- " شرح غريبَهُ " : لأبي الحسن محمد بن أحمد الجياني النحوي (ت:540هـ) .
35- " شرح قوام السنة " : لأبي القاسم إسماعيل بن محمد الأصبهاني (ت:535هـ) .
36- " الفيض الجاري لشرح صحيح البخاري " : لإسماعيل بن محمد بن عبد الهادي (ت:1162هـ) .
37- " النور الساري من فيض البخاري " : لحسن العدوي الحمزاوي المالكي (ت:1303هـ) .
38- " فيض الباري على صحيح البخاري " : لمحمد أنور شاه الكشميري .
39- " الكواكب الدراري " : للعلامة شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن سعيد الكِرماني، وهو شرح مفيد، جامع لفرائد الفوائد، وزوائد العوائد .
40- وشرح ابنه التقي يحيى مستَمَداً من شرح أبيه، وشرح ابن الملقن، وأضاف إليه من شرح الزركشي وغيره من الكتب، وما سنح له من حواشي الدمياطي، وفتح الباري، والبدر العنتابي، وسماه: " مجمع البحرين وجواهر الحَبْرَينِ " ، يقع في ثمانية أجزاء كبار .
41- " منح الباري بالسيح الفسيح المجاري في شرح البخاري " : للمجد الشيرازي اللغوي، مؤلف " القاموس " ، كمل ربع العبادات منه في عشرين مجلداً، وقدر تمامه في أربعين مجلداً .
42 – فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن رجب (ت:1303هـ) . طبع بدار الغرباء الأثرية في 10 مجلدات .
43 - حاشية العلامة السندي ، على صحيح البخاري ، وهي حاشية مختصرة جدا ، وفيها فوائد نافعة .
44- "عون الباري شرح التجريد الصريح" لصديق حسن خان (1307هـ) ، وهو شرح لمختصر الزبيدي ، اعتمد فيه على فتح الباري ، فهو كالملخص له .
وإن شاء الله أدعو الله عز وجل أن يوفقنني لكي أرفع لكم ما استطعت من كتاب البخاري وشروحه وما يتعلق به وأرفع لكم اليوم سيرة الامام البخاري وعمْدة القاريء والسّامع في ختم الصحيْح الجامع للسخاوي وجزء فيه ترجمة الإمام البخاري ، للإمام الذهبي. والإمام البخاري محدثا وفقيها تأليف الحسيني عبد المجيد هاشم .
يتبع صحيح البخاري طبعة اليونينية .
أما بعد , فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى , وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم , وشر الأمر محدثاتها , وكل بدعة ضلالة أما بعد :
لا يشك شخص في مدى أهمية الكتب التسع وأن مدار أحكام الاسلام عليها ومدى اهتمام أهل العلم بها سماعا وتحقيقا واعتناءا وإن كانت بعضها هملت بنسبة ما وأحببت أن أساهم بقدر صغير وصغير جدا ولكن من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم قال : حَدَّثَنِى أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِىُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ يَعْنِى الْخَزَّازَ عَنْ أَبِى عِمْرَانَ الْجَوْنِىِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ قَالَ لِىَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ .
ومن باب الاسهام في هذا المنتدى الذي أسأل الله أن يبارك فيه والله يعلم أنه أحب المنتديات إلى قلبي فأحب أن أثريه وأنتظر فوائد أستفيد منها والله أسأل أن يرزقني الإخلاص في القول والعمل .
وهذا نقل متفرق عن الكتب التسع
نبدأ بصحيح البخاي :
قال الإمام البخاري رحمه الله : ما وضعت في كتاب الصحيح حديثا إلاَّ اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين .
وقال : صَنَّفت الجامع من ستمائة ألف حديث في ست عشرة سنة ، وجعلته حجة فيما بيني وبين الله .
وقال : صنفت كتابي الجامع في المسجد الحرام ، وما أدخلت فيه حديثا حتى استخرت الله تعالى وصليت ركعتين وتيقَّنت صِحَّـته . اهـ .
ويقصد بِكتابه الجامع : الصحيح ، المشهور بصحيح البخاري ، فإن الإمام البخاري سمى كتابه : الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه .
وقد تلقّت الأمة أحاديث الصحيحين بالقبول ، حتى قال الحافظ أبو نصر السجزي : أجمع الفقهاء وغيرهم أن رَجلا لو حَلف بالطلاق أن جميع البخاري صحيح قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شك فيه ، لم يَحْنَث .
وقال أبو أسحق الإسفراييني : أهل الصنعة مُجْمِعُون على أن الأخبار التي اشتمل عليها الصحيحان مقطوع بصحة أصولها ومتونها ، ولا يحصل الخلاف فيها بحال ، وإن حصل فذاك اختلاف في طُرُقها ورواتها . قال : فمن خالف حُكمه خبراً منها وليس له تأويل سائغ للخبر نقضنا حُكمه ؛ لأن هذه الأخبار تلقّتها الأمة بالقبول .
وقال الجويني إمام الحرمين : لو حلف إنسان بطلاق امرأته أن ما في الصحيحين مما حَكَما بصحته من قول النبي صلى الله عليه وسلم لَمَا ألزمته الطلاق ، لإجماع المسلمين على صِحَّته .
وقال النووي : أجمعت الأمة على صحة هذين الكتابين ووجوب العمل بأحاديثهما .
قال محمد بن أبي نصر الحميدي: سمعت الفقيه أبا محمد علي بن أحمد بن سعيد الحافظ بالأندلس وقد جرى ذكر " الصحيحين " فعظم منهما، ورفع من شأنهما.
وقد جعل الله في صدور أهل العلم هيبة للصحيحين .
ولم يطعن أحد في شيء من أحاديث الصحيحين حتى ظهرت بدعة المعتزلة في تقديس العقل وتقديمه على النقل ! ومن سار على ذلك النهج من المعاصرين ! الذين تجرّءوا على أحاديث الصحيحين فأخذوا يُضعّفون بعضها بِحجّة أن منها ما يُخالِف العقل !
وكأن الأمة منذ أكثر من ألف سنة تعيش بلا عقول ! حتى جاء هؤلاء فأعْمَلًوا عقولهم في نصوص الوحيين !
وأعلى درجات الـصِّحَّـة ما اتفق عليه البخاري ومسلم على إخراجه ، ثم ما انفرد به البخاري ، ثم ما انفرد به مسلم ، ثم ما كان على شرطهما ، ثم ما كان على شرط البخاري ، ثم ما كان على شرط مسلم .
ولشهرة ومكانة البخاري أكتفي بهذا القدر . وسأرفق لكم كتاب نافع بالله تعالى في المرافق بعنوان سيرة الإمام البخاري (سيد الفقهاء وإمام المحدثين ) تأليف الشيخ عب السلام المباركفوري رحمه الله (12889 هــ - 1342 هــ)
وأيضا تجد له ترجمة موسعة في تاريخ بغداد وقد طبع مؤخرا كتاب الفوائد الدراري في ترجمة الامام البخاري للعجلوني بدار النوادر بتحقيق نور الين طالب .
وأحسن طبعة لصحيح البخاري كما أشرت إليه في موضوعي [أرجو مشاركة الجميع] اسأل عن أحسن طبعة لأي كتاب تجد الجواب هنا إن شاء الله تعالى http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=13607
طبعة دار النجاة توزيع دار المنهاج تشرف بخدمته والعناية به محمد زهير بن ناصر الناصر ، وهي طبعة مصورة على الطبعة الأميرية نسبة السلطان عبد الحميد رحمه الله الذي أصدر أمرا بطباعته وتسمى اليونيية نسبة للحافظ اليونيني وتعتبر أدق نسخة للصحيح وتسمى البولاقية أيضا نسبة للمطبعة التي كانت ببولاق وهي مكان في مصر .
وهي تسعة أجزاء في أربعة مجلدات .
وتم ربط الصحيح في الحاشية الجانبية والسفلية بعدة كتب هي :
- تحفة الأشراف للحافظ المزي (وللفائدة يعتبر الكتاب أي تحفة الأشراف أصح النسخ للكتب الست) وللكتاب طبعتين الأولى بحقيق عبد الصمد عبد الشرف والثانية بتحقيق بشار عواد معروف التي تعتبر أحسن طبعة .
- كتاب تغليق التعليق للحافظ ابن حجر وقد عمل الحافظ ابن حجر على إيصال الأحاديث التي علقها البخاري سواءا أوصلها البخاري في كتبه الأخرى أو أوصلها إمام آخر . طبعتها دار المكتب الإسلامي بتحقيق سعيد القزفي وأظنها الطبعة الوحيدة .
- فتح الباري وأحسن طبعة حتى الآن بتحقيق أبو قتيبة نظر بن محمد الفاريابي دار طيبة .
- عمدة القاري للإمام بدر الدين العيني الحنفي طبع طبعة قديمة صورتها عدة ديار وله عدة طبعات تجارية منها طبعة الكتب العلمية بتحقيق عبد الله محمود محمد عمر
- إرشاد الساري وبهامشه شرح النووي المسمى بالمنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج للحافظ القسطلاني طبعة بولاق تصحيح بعض العلماء ويعتبران من أحسن الطبعات أي إرشاد الساري وشرح مسلم .
مع ترقيم الأحاديث المعتمدة التي وضعها فؤاد عبد الباقي .
وقد اعتمد مصححوها على نسخة شديدة الضبط بالغة الصحة وهي نسخة اليونيني بحضرة الإمام ابن مالك صاحب الألفية في النحو والصرف الغني عن التعريف .
الاسم الكامل لصحيح البخاري : الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه .
شروح صحيح البخاري :
يعد كتاب صحيح البخاري من أكثر الكتب اعتناءا وشرحا وقراءة وما من عالم يقرأ في صحيح البخاري إلا ويكتب عليه حاشية ، وشروحه تزيد على الثلاث مائة شرح من الكاملة والناقصة وهذا من دون الشرح المعاصرة والشروح على مختصر البخاري للزبيدي .
ونذكر شيئا ن شروحها الكثيرة مع شيء من الفوائد :
- " أعلام السنن ": لمحمد بن محمد الخطابي ( ت: 386هـ ) . ويعتبر أول شرح لصحيح البخاري .
2- " شرح صحيح البخاري " : لأبي الحسن علي بن خلف بن عبد الملك - المشهور بـ: ابن بطال - القرطبي المالكي ( ت: 449هـ ).
3- " شرح مشكل البخاري " : لمحمد بن سعيد بن يحيى بن الدبيثي الواسطي ( ت: 637هـ ) .
4- " شرح البخاري " : للإمام يحيى بن شرف النووي ( ت:676هـ )، شرح فيه كتابي " بدء الوحي، والإيمان "، ولم يكمله.
5- " البَدْرُ المُنِير السَّاري في الكَلام على البخاري " : تأليف: عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي ( ت:735هـ ).
6- " شَوَاهِدُ التَّوْضِيحِ والتَّصْحِيحِ لِمُشْكِلاتِ الجَامِعِ الصَّحِيحِ " : لمحمد بن عبد الله بن مالك ( ت:672هـ )، وهو ملا حظات لغوية ونحوية عنت له أثناء مقابلته لمخطوطات البخاري مع الإمام اليونيني - رحمه الله - . وهو في مجلد لطيف .
7- " العَقْدُ الجَلِيُّ في حلِّ إشكال الجامع الصحيح للبخاري " : لأحمد بن أحمد الكردي ( ت:763هـ ).
8- " التنقيح في شرح الجامع الصجيح " : لمحمد بن بهادر الزركشي ( ت:794هـ ).
9- " الراموز على صحيح البخاري " : لعلي بن محمد اليونيني (ت:701هـ).
10- " التوضيح شرح الجامع الصحيح " : لعمر بن علي بن الملقن (ت:805هـ) ، وقد طبع في 36 مجلد .
11- " الإفهام شرح صحيح البخاري " : لعبد الرحمن بن عمر بن رسلان البلقيني (ت:824هـ) .
12- " الكوكب الساري في شرح صحيح البخاري " :لمحمد بن أحمد بن موسى الكفيري(ت:846هـ).
13- " مصابيح الجامع الصحيح " : لمحمد بن أبي بكر الدماميني (ت:827هـ) وقد طبع في عشر مجلدات .
14- " تيسير منهل القاري في تفسير مشكل البخاري " : لمحمد بن محمد بن محمد بن موسى الشافعي الحنبلي (ت:846هـ) .
15- " اللامع الصبيح على الجامع الصحيح " :لمحمد بن عبد الدائم بن موسى البرماوي (ت:831هـ).
16- " الكوكب الساري " : تأليف : علي بن الحسين بن عروة المشرفي الموصلي الحنبلي (ت:837هـ) .
17- " التلقيح لفهم قاريء الصحيح " : لبرهان الدين بن محمد بن خليل الحلبي سبط ابن العجمي
(ت:841هـ)، وهو بخطه في مجلدين، ونقل منه الحافظ ابن حجر في " الفتح ".
18- " المتجر الربيح على الجامع الصحيح " : لمحمد بن أحمد بن محمد مرزوق الحفيد (ت:842هـ) .
19- " فتح الباري " : لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت:852هـ)، وهو أشهر تلك الشروح وأشملها .
20- " عمدة القاري " : لمحمود بن أحمد بن موسى العيني (ت:855هـ)، وهو مطبوع طبعة قديمة في244 جزء من الحجم الكبير .
21- " تعليق على البخاري " : لمحمد بن محمد بن علي النويري (ت:857هـ) .
22- شرح القاضي أبي بكر بن عبد الله بن العربي المالكي الحافظ (ت:543هـ) .
23- " الكوثر الجاري إلى رياض البخاري " : لأحمد بن إسماعيل بن عثمان الكوراني (ت:857هـ) .
24- " " النجاح في شرح كتاب أخبار الصحاح " : لنجم الدين أبي حفص عمر بن محمد النسفي الحنفي (ت:537هـ) .
25- شرح الحافظ مغلطاي بن فليج التركي المصري الحنفي (ت:792هـ) .
26- شرح الإمام ناصر الدين علي بن محمد بن المنير الإسكندراني، وهو شرح كبير في نحو عشر مجلدات .
27- شرح القاضي مجد الدين إسماعيل بن إبراهيم البلبيسي (ت:810هـ) .
28- شرح الشيخ شهاب الدين أحمد بن رسلان المقدسي الرملي الشافعي (ت:844هـ).
29- شرح الشيخ أبي البقاء محمد بن علي بن خلف الأحمدي المصري الشافعي، نزيل المدينة، وهو شرح كبير كان ابتداء تأليفه (909هـ) .
30- " التوشيح شرح الجامع الصحيح " : للإمام السيوطي جلال الدين عبد الرحمن ، أبو الفضل السيوطي (ت:911هـ)، وذكر في مقدمته أنه جرى فيه مجرى الزركشي في شرحه وقد طبع بتحقيق رضوان جامع رضوان .
31- شرح العلامة زين الدين عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن أحمد العباسي (ت:963هـ) .
32- " ترجمان التراجم " : لأبي عبد الله عمر بن رشيد الفهري (ت:721هـ) .
- " إرشاد الساري شرح صحيح البخاري " : لشهاب الدين أحمد بن محمد الخطيب القسطلاني المصري الشافعي (ت:923هـ) وله طبعة مصورة على الطبعة البولاقية في 11 مجلد حجم كبير .
34- " شرح غريبَهُ " : لأبي الحسن محمد بن أحمد الجياني النحوي (ت:540هـ) .
35- " شرح قوام السنة " : لأبي القاسم إسماعيل بن محمد الأصبهاني (ت:535هـ) .
36- " الفيض الجاري لشرح صحيح البخاري " : لإسماعيل بن محمد بن عبد الهادي (ت:1162هـ) .
37- " النور الساري من فيض البخاري " : لحسن العدوي الحمزاوي المالكي (ت:1303هـ) .
38- " فيض الباري على صحيح البخاري " : لمحمد أنور شاه الكشميري .
39- " الكواكب الدراري " : للعلامة شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن سعيد الكِرماني، وهو شرح مفيد، جامع لفرائد الفوائد، وزوائد العوائد .
40- وشرح ابنه التقي يحيى مستَمَداً من شرح أبيه، وشرح ابن الملقن، وأضاف إليه من شرح الزركشي وغيره من الكتب، وما سنح له من حواشي الدمياطي، وفتح الباري، والبدر العنتابي، وسماه: " مجمع البحرين وجواهر الحَبْرَينِ " ، يقع في ثمانية أجزاء كبار .
41- " منح الباري بالسيح الفسيح المجاري في شرح البخاري " : للمجد الشيرازي اللغوي، مؤلف " القاموس " ، كمل ربع العبادات منه في عشرين مجلداً، وقدر تمامه في أربعين مجلداً .
42 – فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن رجب (ت:1303هـ) . طبع بدار الغرباء الأثرية في 10 مجلدات .
43 - حاشية العلامة السندي ، على صحيح البخاري ، وهي حاشية مختصرة جدا ، وفيها فوائد نافعة .
44- "عون الباري شرح التجريد الصريح" لصديق حسن خان (1307هـ) ، وهو شرح لمختصر الزبيدي ، اعتمد فيه على فتح الباري ، فهو كالملخص له .
وإن شاء الله أدعو الله عز وجل أن يوفقنني لكي أرفع لكم ما استطعت من كتاب البخاري وشروحه وما يتعلق به وأرفع لكم اليوم سيرة الامام البخاري وعمْدة القاريء والسّامع في ختم الصحيْح الجامع للسخاوي وجزء فيه ترجمة الإمام البخاري ، للإمام الذهبي. والإمام البخاري محدثا وفقيها تأليف الحسيني عبد المجيد هاشم .
يتبع صحيح البخاري طبعة اليونينية .
تعليق