بسم الله الرحمن الرحيم
محاضرة صوتيّة مفرّغة بعنوان
[توجيهات لطالب العلم]
لمعالي الشيخ الوالد الدكتور صالح الفوزان حفظه الله تعالى
لتحميل المادة الصوتية
[هنا]
التفريغ في المرفقات
------------------------
نبذة عن المحاضرة :محاضرة صوتيّة مفرّغة بعنوان
[توجيهات لطالب العلم]
لمعالي الشيخ الوالد الدكتور صالح الفوزان حفظه الله تعالى
لتحميل المادة الصوتية
[هنا]
التفريغ في المرفقات
------------------------
إفتَتَحَ الشيخُ حفظه الله تعالى هذه المحاضرة بعد حمدِ الله بالكلام عن مكانةِ العِلمِ وأهلِه، فهو ذو مكانةٍ عظيمةٍ عندَ الله سبحانَهُ وتعالى الذي علَّمَ آدمَ وميّزَهُ على الملائِكةِ الكِرام بالعلم حتَّى أمَرَهُم بالسُّجودِ لِهُ سُجُودَ تحيّةٍ وتَكْرِيم ، وساق الشيخ بعضًا من الأحاديثِ والآثارِ والآياتِ القرآنيّة الدالّة على فضلِ العلم وشرفِه وشرفِ العلماءِ بين النّاسِ بما ميّزَهُم الله به من هذه المنقَبَةِ العظيمة التي هي ميراثُ الأنبياءِ والمرسلينَ.
ومن ثمّ أكَّدَ الشّيخُ على ضرورةِ الجِدّ في طلبِ العِلمِ الذي لا يؤخذُ بالتمنّي وإنّما بالجِدّ في طلبه والسَّعي في تحصيلِه بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، فحثَّ على النّفير في طلبِ العلمِ ، وساقِ أمثلةً عن رَحَلاتِ الأنبياءِ والصحابةِ والسَّلفِ الصالحِ في طلبِ العِلم يومَ لا يجدون سيّاراتٍ ولا طائراتٍ ولا مراكبَ ولا حتّى حيواناتٍ يُسافرون عليها، وإنّما يُسافرونَ على أرجُلِهِم ويَتعرّضون للأخطارِ ويقطعونَ المَهَامِهَ والقِفَار في طلبِ العِلم ، ويرحَلون في طَلَبِهِ أينما ذُكِرَ لهم ، فذكر قصّة نبيِّ الله موسى مع الخَضْرِ، والصحابيِّ الذي رَكِبَ إلى مِصْرَ للسؤالِ عن حديثٍ واحدٍ، وقصّةَ الأئمة كالإمام أحمد والإمام المجدد محمد ابن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى .
وتطرَّقَ الشيخُ حفظه الله إلى مسألَةِ أنّ العِلمَ ليس له حدٌّ ، فمهما تعلّمَ طالبُ العلم فإنّه لا يحيطُ بالعلم ولا يشبَعُ منه .
وركَّزَ على ضَرورةِ الإهتمامِ بطلبِ العلمِ والعنايةِ بتحصيلِهِ عَن أهله وهذا من آدابِ طالبِ العلمِ : أنَّ طالِبَ العِلمِ لا يستقلُّ بِنَفسِهِ ولا بِفَهْمِهِ بلْ يَرْجِعُ إلى مَن هُوَ أعلمَ مِنْهُ وأفْقَهَ مِنْهُ ، فَيَسْتَفيدَ مِنْه ؛ فالعلم لا يؤخذ إلا بالتّلقّي عن أهلِ العلم فلا يُؤخَذُ عن المتعالمين ولا يُؤخَذُ عن الكُتُبِ والأشرطة فإنّ ذلك خطرٌ عظيم ، ولا يُؤخَذُ عن طريقِ الحفظ بدون فَهْمٍ ودون تَفَقُّه ، إذ لا بدّ من مَعرفةِ معاني وحدودَ ما أنزلَ الله على رسولِهِ، وذلك لا يكون إلا عن أهلِ العِلم وعن أهلِ الفَهْمِ والفِقْه الرّاسخين في العِلمِ الذين يردّون المُتَشَابِه إلى المُحكم ليُبَيِّنوا أسرار هذه النّصوص وفقهها ومعانيها .
وكذلكَ استفاضَ الشّيخُ في شَرحِ العديدِ من آدابِ طَلَبِ العلم الأخرى كالتأدّبِ حالَ الطّلبِ مع العالم الذي يتتلمذُ عليه ، والصبرِ وعدم الإستعجالِ مع مُعلِّمِهِ ، وضروة ألا يشعر طالبَ العلمِ أنّه بلغ غايةً تكفيه من العلم فلا يغترُّ بعلمِهِ وتحصيلِهِ مهما بَلَغَ ، ولايظنُّ أنَّه بلَغَ شيئًا من العِلم لأنَّ الإنسانَ لا يُزكّي نفسه ، بل يستعينُ بالله ويردّ الأمر إلى الله.
كذلكَ من آدابِ طالبِ العِلمِ التي ساقها الشيخ ضرورة البَدْءِ بالأسهلِ فالأسهل ، وضَرورَةِ الصَّبْرِ على التَّعَبِ فالعلم ما يأتي عفوًا أو يأتي مجهّزًا .
وأكّدَ أنَّ طَلَبَ العِلمِ يَنْبَغِي أن يكونَ في المسجد أو في الفصول الدراسيّة وفي حِلَقِ الذِّكر ، فلا يكونُ في الرَّحلاتِ والإستراحاتِ والمحلاتِ الخفيّة ؛ بل يكون علانيةً بِمَحضرٍ من المسلمين و في بيوت الله عزّ وجلّ .
وختامًا أكّد الشيخ حفظه الله أنّ تعلّم العلم ليسَ للنجاحِ وأَخْذِ الشَّهادةِ وإنَّما لتَحصيلِ العِلمِ وللإستفادةِ منه وليس لهُ وقتٌ محدّدٌ أو زمانٌ محدّد ، فكلّما ظَفِرَ الطَّالبُ وَوَجَدَ مَجلِسًا من مجالسِ العِلمِ على العلماء فإنّه ينتهزُهُ وينضمُّ إليه ويستفيد منه.
كلّ ما ورد أعلاه وضّحه الشيخ حفظه الله بأسلوبٍ سلسٍ واضحٍ في محاضرةٍ ماتعة نافعةٍ بإذن الله ننصح كلّ طالب علمٍ بالإستماع لها.