[جمع] أسئلة وأجوبة مختارة في مسائل طلب العلم لمحمد بن صالح العثيمين [متجدد]

[أبو عائشة عبد الرحمن بن إدريس المغربي]

بسم الله الرحمن الرحيم

في هذا الموضوع اخترت لإخواني أسئلة وأجوبة للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله من كتاب العلم أسأل الله أن ينفعني وإياكم بها.

الموضوع متجدد
إن شاء الله

****************

سئل رحمه الله : ما فائدة تعلم طلاب العلم فرق المعتزلة والجهمية والخوارج مع عدم وجودها في هذا العصر ؟

فأجاب رحمه الله بقوله : تعلم فرق المبتدعة في هذا الزمان فيه فائدة وهي : أن نعرف مآخذ هذه الفرق لنرد عليهم إذا وجدوا، وهم موجودون فعلاً، وقول السائل: إنه لا وجود لهم الآن مبني على علمه هو، ولكن المعلوم عندنا وعند غيرنا ممن يطلعون على أحوال الناس أن هذه الفرق موجودة وأن لها نشاطًا أيضا في نشر بدعهم، ولذلك لا بد من أن نتعلم هذه الآراء حتى نعرف زيفها ونعرف الحق ونرد على من يجادلون فيها، فهذه الفرق موجودة وقائمة، ولكنها تختلف على حسب الجهات ففي بعض الجهات تكون كثيرة منتشرة وفي بعضها تكون قليلة وفي بعضها تكون معدومة ولكنها حية حتى الآن.

[أبو عائشة عبد الرحمن بن إدريس المغربي]

ذُكر عن ابن الوزير -رحمه الله- أن الصحابة أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعلياً -رضي الله عنهم- لم يحفظوا القرآن الكريم، وكذلك ما ورد عن الأئمة كعثمان بن أبي شيبة

سئل رحمه الله : ذُكر عن ابن الوزير -رحمه الله- أن الصحابة أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعلياً -رضي الله عنهم- لم يحفظوا القرآن الكريم، وكذلك ما ورد عن الأئمة كعثمان بن أبي شيبة على قدره أنه لم يحفظ القرآن، الأشياء التي تدعو بعض طلبة العلم لترك حفظ كتاب الله، هل هذا صحيح ؟


فأجاب رحمه الله بقوله : أنا أستبعد أن أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعلياً وهؤلاء الأجلة من الصحابة لم يحفظوا كتاب الله -هذا بعيد- وتعلم أن القرآن جمع على عهد أبي بكر، وعلى عهد عثمان كيف يجمعون ولا يحفظون، بعيد جدا ولكن حتى لو رُوي عنه فيجب أن ننظر في الإسناد أولاً ثم إذا صح الإسناد فنقول: إن الذي تحدث عنهم وقال إنهم لم يحفظوا القرآن كله تحدث عما علمَ، وبعيد جدا أن مثل هؤلاء لا يحفظون القرآن، لا ينغي أن يثني الرجل عن حفظ القرآن مثل هذه الروايات.

[أبو عائشة عبد الرحمن بن إدريس المغربي]

إن العلماء السابقين لم تكن لديهم المشاغل التي تؤثر على حفظهم كما هو حاصل لعلماء هذا الزمان

سئل رحمه الله: كيف نرد على من قال: إن العلماء السابقين لم تكن لديهم المشاغل التي تؤثر على حفظهم كما هو حاصل لعلماء هذا الزمان، ومنهم من يكون ليس لدهيهم إلا التفرغ لطلب العلم وحفظه والجلوس بلا مشاغل، أما الآن فكثرت المشاغل الدنيوية التي تأخذ كل الوقت، والإنسان قد لا يستطيع الاستغناء عن هذه المشاغل ؟


فأجاب رحمه الله: أقول لطالب العلم ما دمت أنك قد فرغت نفسك للعلم فكن طالب علم حقاً، وأعتقد أن البناء الذي فرغ نفسه للبناء لا يلتفت إلى عمل آخر، بل يلتفت إلى مهمته التي كرس نفسه لها ورأى أنها هي الخير له، فما دمت تعلم أن طلب العلم هم الخير وتريد أن تتخذه طريقًا لك فلا تلتفت إلى غيره.
وفي ظني أن الرجل إذا ثابر مع الإيمان والإخلاص وصدق النية فإن الله -سبحانه وتعالى- يعينه ولا يعبأ بهذه المشكلات، والله -عز وجل- يقول: (( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا )) [الطلاق: 4] (( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )) [الطلاق: 2-3] فلعلك بصدق النية في الطلب تجد أن الأمر سهل وميسر.

[أبو عائشة عبد الرحمن بن إدريس المغربي]

ما سبب توقف العالم عن الفتوى ؟

سئل رحمه الله: ما سبب توقف العالم عن الفتوى ؟


فأجاب رحمه الله: توقف العالم عن الفتوى إذا كان أهلاً للفتوى وعنده علم قد يكون لتعارض الأدلة عنده، وقد يكون لظنه أن هذا المستفتي متلاعب: لأن بعض المستفتين لا يستفتي للحق إنما يريد التلاعب والنظر فيما عند هذا العامل، والعالم الثاني، والعالم الثالث وهكذا، فيتوقف العالم أو يعرض عن إجابة هذا السائل الذي يعلم أو يغلب على ظنه أنه متلاعب لينظر ماذا عند الناس، أو يريد أن يضرب أقوال الناس بعضها ببعض، وهذا أشد فيذهب ويقول، قال العالم الفلاني كذا، وقال العالم الفلاني كذا، فهذا من أسباب توقف المفتي.

[أبو عائشة عبد الرحمن بن إدريس المغربي]

هل هناك دعاء لحفظ القرآن؟ وما طريقة حفظه؟

سئل رحمه الله: هل هناك دعاء لحفظ القرآن؟ وما طريقة حفظه؟


فأجاب رحمه الله بقوله: لا أعرف في ذلك دعاء يحفظ به القرآن الكريم إلا حديثا، روي أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وفي صحته نظر، قال عنه ابن كثير -رحمه الله- إنه من البينّ غرابته بل نكارته. وقال سيد محمد رشيد رضا -في التعليق عليه: بل أسلبوه أسلوب الموضوعات لا أسلوب أفصح البشر محمد صلى الله عليه وسلم -وعلي رضي الله عنه ولا أسلوب عصرهما اه.
وقال الذهبي: هذا الحديث منكر شاذ، ولكن الطريق إلى حفظه هو: أن يواظب الإنسان على حفظه وللناس في حفظه طريقتان:
أحدهما: أن يحفظه آية أية وآيتن آيتن أو ثلاثا ثلاثاً حسب طول الآيات وقصرها.
الثاني: أن يحفظه صحفة صفحة.
والناس يختلفون منهم من يفضل أن يحفظه صفحة صفحة يرددها حتى يحفظها، ومنهم من يفضل أن يحفظ الآية ثم يرددها حتى يحفظها ثم يحفظ آية أخرى كذلك وهكذا حتى يتم.
ثم إنه أيضا ينبغي سواء حفظ بالطريقة الأولى أو الثانية ألا يتجاوز شيئًا حتى يكون قد أتقنه لئلا يبني على غير أساس، وينبغي أن يستعيد ما حفظه كل يوم خصوصًا في الصباح، فإذا عرف أنه قد أجاد ما حفظه أخذ درسًا جيدًا.