لقد ظهرت آفة الكبر بقوة في هذا الزمان، خصوصا من بعض طلبة العلم، وهذا نتيجة لانتشار الجهل بين أوساط كثير من أتباعهم، فيؤدي إلى المبالغة في مدحهم ورفعهم فوق منزلتهم، الشيء الذي يؤدي بهؤلاء الطلبة إلى الفخر والاعتزاز والكبر والتكبر.
وهذه بعض الكلمات مساهمة مني في إثراء الموضوع، وتذكرة لمن يحمل هذه الآفة التي ماكان عليها الأئمة سلف هذه الأمة:
قال الشيخ العثيمين رحمه الله: ولا ينبغي إطلاقا للإنسان الذي مَنَّ الله عليه بالعلم أن يترفع على الناس بعلمه ويقول: أنا أفضل منهم، وأنا قد رُفعت درجات، فإن الإنسان إذا أُعجب بعمله كان ذلك آية الخسران وآية الخيبة، فليحذر الإنسان -أعني: طالب العلم بالذات- ليحذر من العجب؛ فإن العجب سبب للخذلان والحرمان.
وليحذر من التكبر فإنه ليس من العقل إذا مَنَّ الله عليك بعلم وعرفت ما في حسن الخلق من الفضل والأجر أن تذهب وتتكبر على الناس بما مَنَّ الله به عليك؛ ولهذا تجد الناس يأخذون من طالب العلم حسن الخلق أكثر مما يأخذون ممن هو فوقه في العلم، ولكنه دونه في حسن الخلق؛ وذلك لأن الإنسان ينبغي أن يكون أليفا ومألوفا، مخالطا للناس على الوجه الذي فيه الخير والصلاح .
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى مبينا أن الله سبحانه وتعالى قد يعاقب الشخص بنقيض فعله حيث يقول رحمه الله: ((ولما كان أصل دين اليهود الكبر عاقبهم بالذلة [ ضُربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا ]، ولما كان أصل دين النصارى الإشراك لتعديد الطرق إلى الله أضلهم الله عنه ، فعوقب كل من الأمتين على ما اجترمه بنقيض قصده [ وما ربك بظلام للعبيد ]، كما جاء في الحديث يحشر الجبارون والمتكبرون يوم القيامة في صور الذر يطؤهم الناس بأرجلهم" اهـ
وجاء في السير للذهبي رحمه الله أن الأمير يزيد بن المهلب - وكان ذا تيه وكبر- لما رآه مطرف بن الشخير يسحب حلته فقال له: إن هذه مشية يبغضها الله. قال: أوما تعرفني؟؟ قال: بلى أولك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت بين ذلك تحمل العذرة.اهـ
وعن ابن عيينة أنه قال: من كانت معصيته في الشهوة فارج له، ومن كانت معصيته في الكبر فاخش عليه، فإن آدم عصى مشتهيا فغفر له وإبليس متكبرا فلعن".اهـ
وجاء في جامع بيان العلم وفضله: قالوا: من أعجب برأيه ذل، ومن استغنى بعقله زل، ومن تكبر على الناس ذل، ومن خالط الأنذال حقر، ومن جالس العلماء وقر.اهـ
قال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله: التكبر يدعو إلى الظلم والكذب، وعدم الإنصاف في القول والعمل، يرى نفسه فوق أخيه؛ إما لمال وإما لجمال وإما لوظيفة وإما لنسب وإما لأشياء متوهمة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: الكبر بطر الحق وغمط الناس )) يعني رد الحق إذا خالف هواه هذا تكبر، وغمط الناس احتقار الناس، يراهم دونه وأنهم ليسوا جديرين بأن ينصفهم أو يبدأهم بالسلام، أو يجيب دعوتهم أو ما أشبه ذلك".اهـ
قال الشيخ ربيع حفظه الله في شرحه وصايا لقمان " هذا الحكيم وصى ابنه أن لا يصعِّر خده للناس؛ أن لا يتكبر على الناس؛ يكلمك أحد وأنت شامخ معرض عنه، تواضع؛ أنت إنسان مسكين، ضعيف، خُلِقت من تراب، خُلِقت من منِّيٍ قذر وتتغوط وتزور الحمام مرات كل يوم، كيف تتكبر ؟! كيف تتكبر على الناس وأنت هذا حالك، من أنت ؟!
ثم لو تصيبك شوكة تبكي منها كيف تتكبر على الناس ؟!
فيجب على الإنسان أن يهين نفسه إذا تكبرت وشمخت ويذكِّرها بحقارتها ودناءتها، وأن من أحقر الناس المستكبرون -والله أنا في نفسي- ما أحتقر إلا المستكبرين والكذابين، والله أرى أضعف الناس فأقول هذا أحسن مني، وأرى المتكبر مهما كان من أي طبقة والله من أتفه الناس وأحقر الناس عندي؛ لا أحقر من المتكبر ولا يتكبر إلا من دناءة وانحطاط خلقي ونفسي " اهـ
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله " التكبر كمال للخالق ونقص للمخلوق، لأنه لا يتم الجلال والعظمة إلا بالتكبر حتى تكون السيطرة كاملة ولا أحد ينازعه، ولهذا توعد الله تعالى من ينازعه الكبرياء والعظمة، قال: "من نازعني واحداً منهما عذبته".اهـ
وقيل في كلام الناس: المتكبر كالواقف على جبل يرى الناس صغاراً، ويرونه صغيرا.
ومن مظاهر الكبر المختلفة: تزكية النفس وحب الظهور, وحكاية الأحوال للغير على وجه المفاخرة والتكاثر، ويكون الكبر كذلك بالمبالغة والتقعر في الكلام، ومنها: أن لا يزور أحدا تكبرا على الناس .
قال شيخ الاسلام ابن القيم رحمه الله في نونيته:
وسل العياذ من التكبر والهوى.... فهما لكل الشر جامعتان
وهما يصدان الفتى عن كل طر....ق الخير إذ في قلبه يلجان
فتراه يمنعـه هواه تارة.......... والكبر أخرى ثم يشتركان
والله ما في النار إلا تابـع...... هذين فاسأل ساكني النيران
والله لو جردت نفسك منهـما...لأتت اليك وفود كل تهان.
قال الشيخ العثيمين في شرح هذه الأبيات: نعوذ بالله من التكبر والهوى.
سل العياذ من التكبر، يعني الإنسان إذا تكبر والعياذ بالله، والكبر كما حده النبي عليه الصلاة والسلام:هو بطر الحق وغمط الناس، يعني رد الحق واحتقار الناس، إذا ابتلي الإنسان بهذا مع الهوى، فإنه يقول ابن القيم: هما لكل الشر جامعتان، تقول: اللهم إني أعوذ بك من الكبر والهوى.
وهما يصدان الفتى عن كل طر...ق الخير إذ في قلبه يلجان ، يعني إذا ولج الكبر والهوى في قلب الإنسان صداه عن كل طرق الخير، نسأل الله العياذ من التكبر والهوى، فتراه يمنعه هواه تارة، والكبر أخرى ثم يشتركان، يعني أحيانا يمنعه الهوى، وأحيانا يمنعه الكبر، وأحيانا يمنعه الهوى والكبر جميعا.
والله مافي النار إلا تابع هذين، وهما الكبر والهوى، فاسأل ساكني النيران
والله لو جردت نفسك منهما... لأتت إليك وفود كل تهان. نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من التكبر والهوى.اهـ
وقال آخر:
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر.......على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تك كالدخان يعلـو بنفسه.......إلى طبقات الجو وهو وضيع.
وقال آخر:
إذا شئت أن تزداد قدرا ورفعة...فلن وتواضع واترك الكبر والعجبا.
وقال آخر:
تواضع إذا مانلت في الناس رفعة.......فإن رفيع القوم من يتواضع.
وقال آخر:
وملء السنابل تنحني تواضعا.........والفارغات رؤوسهن شوامخ.
وهذه بعض الكلمات مساهمة مني في إثراء الموضوع، وتذكرة لمن يحمل هذه الآفة التي ماكان عليها الأئمة سلف هذه الأمة:
قال الشيخ العثيمين رحمه الله: ولا ينبغي إطلاقا للإنسان الذي مَنَّ الله عليه بالعلم أن يترفع على الناس بعلمه ويقول: أنا أفضل منهم، وأنا قد رُفعت درجات، فإن الإنسان إذا أُعجب بعمله كان ذلك آية الخسران وآية الخيبة، فليحذر الإنسان -أعني: طالب العلم بالذات- ليحذر من العجب؛ فإن العجب سبب للخذلان والحرمان.
وليحذر من التكبر فإنه ليس من العقل إذا مَنَّ الله عليك بعلم وعرفت ما في حسن الخلق من الفضل والأجر أن تذهب وتتكبر على الناس بما مَنَّ الله به عليك؛ ولهذا تجد الناس يأخذون من طالب العلم حسن الخلق أكثر مما يأخذون ممن هو فوقه في العلم، ولكنه دونه في حسن الخلق؛ وذلك لأن الإنسان ينبغي أن يكون أليفا ومألوفا، مخالطا للناس على الوجه الذي فيه الخير والصلاح .
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى مبينا أن الله سبحانه وتعالى قد يعاقب الشخص بنقيض فعله حيث يقول رحمه الله: ((ولما كان أصل دين اليهود الكبر عاقبهم بالذلة [ ضُربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا ]، ولما كان أصل دين النصارى الإشراك لتعديد الطرق إلى الله أضلهم الله عنه ، فعوقب كل من الأمتين على ما اجترمه بنقيض قصده [ وما ربك بظلام للعبيد ]، كما جاء في الحديث يحشر الجبارون والمتكبرون يوم القيامة في صور الذر يطؤهم الناس بأرجلهم" اهـ
وجاء في السير للذهبي رحمه الله أن الأمير يزيد بن المهلب - وكان ذا تيه وكبر- لما رآه مطرف بن الشخير يسحب حلته فقال له: إن هذه مشية يبغضها الله. قال: أوما تعرفني؟؟ قال: بلى أولك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت بين ذلك تحمل العذرة.اهـ
وعن ابن عيينة أنه قال: من كانت معصيته في الشهوة فارج له، ومن كانت معصيته في الكبر فاخش عليه، فإن آدم عصى مشتهيا فغفر له وإبليس متكبرا فلعن".اهـ
وجاء في جامع بيان العلم وفضله: قالوا: من أعجب برأيه ذل، ومن استغنى بعقله زل، ومن تكبر على الناس ذل، ومن خالط الأنذال حقر، ومن جالس العلماء وقر.اهـ
قال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله: التكبر يدعو إلى الظلم والكذب، وعدم الإنصاف في القول والعمل، يرى نفسه فوق أخيه؛ إما لمال وإما لجمال وإما لوظيفة وإما لنسب وإما لأشياء متوهمة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: الكبر بطر الحق وغمط الناس )) يعني رد الحق إذا خالف هواه هذا تكبر، وغمط الناس احتقار الناس، يراهم دونه وأنهم ليسوا جديرين بأن ينصفهم أو يبدأهم بالسلام، أو يجيب دعوتهم أو ما أشبه ذلك".اهـ
قال الشيخ ربيع حفظه الله في شرحه وصايا لقمان " هذا الحكيم وصى ابنه أن لا يصعِّر خده للناس؛ أن لا يتكبر على الناس؛ يكلمك أحد وأنت شامخ معرض عنه، تواضع؛ أنت إنسان مسكين، ضعيف، خُلِقت من تراب، خُلِقت من منِّيٍ قذر وتتغوط وتزور الحمام مرات كل يوم، كيف تتكبر ؟! كيف تتكبر على الناس وأنت هذا حالك، من أنت ؟!
ثم لو تصيبك شوكة تبكي منها كيف تتكبر على الناس ؟!
فيجب على الإنسان أن يهين نفسه إذا تكبرت وشمخت ويذكِّرها بحقارتها ودناءتها، وأن من أحقر الناس المستكبرون -والله أنا في نفسي- ما أحتقر إلا المستكبرين والكذابين، والله أرى أضعف الناس فأقول هذا أحسن مني، وأرى المتكبر مهما كان من أي طبقة والله من أتفه الناس وأحقر الناس عندي؛ لا أحقر من المتكبر ولا يتكبر إلا من دناءة وانحطاط خلقي ونفسي " اهـ
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله " التكبر كمال للخالق ونقص للمخلوق، لأنه لا يتم الجلال والعظمة إلا بالتكبر حتى تكون السيطرة كاملة ولا أحد ينازعه، ولهذا توعد الله تعالى من ينازعه الكبرياء والعظمة، قال: "من نازعني واحداً منهما عذبته".اهـ
وقيل في كلام الناس: المتكبر كالواقف على جبل يرى الناس صغاراً، ويرونه صغيرا.
ومن مظاهر الكبر المختلفة: تزكية النفس وحب الظهور, وحكاية الأحوال للغير على وجه المفاخرة والتكاثر، ويكون الكبر كذلك بالمبالغة والتقعر في الكلام، ومنها: أن لا يزور أحدا تكبرا على الناس .
قال شيخ الاسلام ابن القيم رحمه الله في نونيته:
وسل العياذ من التكبر والهوى.... فهما لكل الشر جامعتان
وهما يصدان الفتى عن كل طر....ق الخير إذ في قلبه يلجان
فتراه يمنعـه هواه تارة.......... والكبر أخرى ثم يشتركان
والله ما في النار إلا تابـع...... هذين فاسأل ساكني النيران
والله لو جردت نفسك منهـما...لأتت اليك وفود كل تهان.
قال الشيخ العثيمين في شرح هذه الأبيات: نعوذ بالله من التكبر والهوى.
سل العياذ من التكبر، يعني الإنسان إذا تكبر والعياذ بالله، والكبر كما حده النبي عليه الصلاة والسلام:هو بطر الحق وغمط الناس، يعني رد الحق واحتقار الناس، إذا ابتلي الإنسان بهذا مع الهوى، فإنه يقول ابن القيم: هما لكل الشر جامعتان، تقول: اللهم إني أعوذ بك من الكبر والهوى.
وهما يصدان الفتى عن كل طر...ق الخير إذ في قلبه يلجان ، يعني إذا ولج الكبر والهوى في قلب الإنسان صداه عن كل طرق الخير، نسأل الله العياذ من التكبر والهوى، فتراه يمنعه هواه تارة، والكبر أخرى ثم يشتركان، يعني أحيانا يمنعه الهوى، وأحيانا يمنعه الكبر، وأحيانا يمنعه الهوى والكبر جميعا.
والله مافي النار إلا تابع هذين، وهما الكبر والهوى، فاسأل ساكني النيران
والله لو جردت نفسك منهما... لأتت إليك وفود كل تهان. نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من التكبر والهوى.اهـ
وقال آخر:
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر.......على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تك كالدخان يعلـو بنفسه.......إلى طبقات الجو وهو وضيع.
وقال آخر:
إذا شئت أن تزداد قدرا ورفعة...فلن وتواضع واترك الكبر والعجبا.
وقال آخر:
تواضع إذا مانلت في الناس رفعة.......فإن رفيع القوم من يتواضع.
وقال آخر:
وملء السنابل تنحني تواضعا.........والفارغات رؤوسهن شوامخ.
تعليق