قال الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان ـ حفظه الله ـ في كتابه [ النبذ في آداب طلب العلم ] ص 35 :" لا شك أن من أراد تحصيل العلم و النبوغ فيه و إتقان الأصول و الفروع , فعليه بالتفرغ لطلب العلم ,أما من أعطى العلوم فضلة وقته , فإنه ينال من العلوم بقدر ما أعطى من وقته.
و هذا رواية الإسلام أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ الذي حمل العلم عنه ثمان مائة رجل ما بين صاحب و تابع كما قال البخاري (1) , حفظ من سنة النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ ما لم يحفظه غيره , و علم ما لا يعلمه غيره , لملازمته للنبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ , بينما كان بعض الصحابة مشغولين في الصفق في الأسواق.
قال أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ (2): " إن الناس يقولون : أكثر أبو هريرة! و لو لا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا , ثم يتلو : [ إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولائك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون (109) إلا الذين تابوا و أصلحوا و بينوا فأولائك أتوب عليهم و أنا التواب الرحيم ] , و إن إخواننا من المهاجرين شغلهم الصفق في الأسواق , و إن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم , و إن أبا هريرة كان يلزم رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ بشبع بطنه (3) , و يحضر ما لا يحضرون , و يحفظ ما لا يحفظون".
و هذا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ لما غابت عنه سنة الإستئذان و بينها له أبو موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ , و بشهادة أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال :" ألهاني الصفق بلأسواق".(4)
و هذا مالك بن الحويرث ـ رضي الله عنه ـ جاء إلى النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ متفرغا بعد أن ترك الأهل لطلب العلم.
قال مالك بن الحويرث ـ رضي الله عنه ـ (5):أتيت النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ في نفر من قومي فأقمنا عنده عشرين ليلة , و كان رحيما رفيقا , فلما رأى شوقنا إلى أهالينا قال ـ صلى الله عليه و سلم ـ : "ارجعو فكونوا فيهم و علموهم و صلو ...".
ومن تفرغ للعلم جمع ما لم يجمعه غيره , فقد ذكر في شأن ابن الملقن ـ رحمه الله ـ(6) :( و طلب الحديث في صغره بنفسه فأقبل عليه و عني به لتوفر الدواعي و تفرغه ).
و قال العلامة عبد الرحمان السعدي ـ رحمه الله ـ (7):(( و من الأسباب المعوقة عن الإقبال بالكلية على العلم من بعض المحصلين , اشتغال كثير منهم بالأسباب الدنيوية لأنها تأخذ جمهور وقت الإنسان , و لهذا نفرح منهم و نغتنم الإستمرار و التشمير و لو على وجه ضعيف , ومع ذلك فإننا إذا رأينا اشتغالهم بالأسباب الدنيوية في الوطن هان الأمر على الإشتغال بأوطان أخر تمنع الإشتغال بالعلم بالكلية , لأن الذي ينبغي المجاراة على حسب الأصول و تشجيع كل أحد و تيسير الأمور". "
ــــــــــ
(1) إعلام الموقعين (259/2)
(2) رواه البخاري في صحيحه (رقم:11 و مسلم في صحيحه(رقم:2492).
(3) أي , لقوته , فقط , دون تزيد في الدنيا و حطامها.
(4) رواه البخاري (رقم: 6245).
(5) رواه البخاري في صحيحه (رقم 62 , و مسلم (رقم 674).
(6) الذيل على تذكرة الحفاظ (ص197).
(7) الأجوبة النافعة (ص129).
و هذا رواية الإسلام أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ الذي حمل العلم عنه ثمان مائة رجل ما بين صاحب و تابع كما قال البخاري (1) , حفظ من سنة النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ ما لم يحفظه غيره , و علم ما لا يعلمه غيره , لملازمته للنبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ , بينما كان بعض الصحابة مشغولين في الصفق في الأسواق.
قال أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ (2): " إن الناس يقولون : أكثر أبو هريرة! و لو لا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا , ثم يتلو : [ إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولائك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون (109) إلا الذين تابوا و أصلحوا و بينوا فأولائك أتوب عليهم و أنا التواب الرحيم ] , و إن إخواننا من المهاجرين شغلهم الصفق في الأسواق , و إن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم , و إن أبا هريرة كان يلزم رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ بشبع بطنه (3) , و يحضر ما لا يحضرون , و يحفظ ما لا يحفظون".
و هذا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ لما غابت عنه سنة الإستئذان و بينها له أبو موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ , و بشهادة أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال :" ألهاني الصفق بلأسواق".(4)
و هذا مالك بن الحويرث ـ رضي الله عنه ـ جاء إلى النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ متفرغا بعد أن ترك الأهل لطلب العلم.
قال مالك بن الحويرث ـ رضي الله عنه ـ (5):أتيت النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ في نفر من قومي فأقمنا عنده عشرين ليلة , و كان رحيما رفيقا , فلما رأى شوقنا إلى أهالينا قال ـ صلى الله عليه و سلم ـ : "ارجعو فكونوا فيهم و علموهم و صلو ...".
ومن تفرغ للعلم جمع ما لم يجمعه غيره , فقد ذكر في شأن ابن الملقن ـ رحمه الله ـ(6) :( و طلب الحديث في صغره بنفسه فأقبل عليه و عني به لتوفر الدواعي و تفرغه ).
و قال العلامة عبد الرحمان السعدي ـ رحمه الله ـ (7):(( و من الأسباب المعوقة عن الإقبال بالكلية على العلم من بعض المحصلين , اشتغال كثير منهم بالأسباب الدنيوية لأنها تأخذ جمهور وقت الإنسان , و لهذا نفرح منهم و نغتنم الإستمرار و التشمير و لو على وجه ضعيف , ومع ذلك فإننا إذا رأينا اشتغالهم بالأسباب الدنيوية في الوطن هان الأمر على الإشتغال بأوطان أخر تمنع الإشتغال بالعلم بالكلية , لأن الذي ينبغي المجاراة على حسب الأصول و تشجيع كل أحد و تيسير الأمور". "
ــــــــــ
(1) إعلام الموقعين (259/2)
(2) رواه البخاري في صحيحه (رقم:11 و مسلم في صحيحه(رقم:2492).
(3) أي , لقوته , فقط , دون تزيد في الدنيا و حطامها.
(4) رواه البخاري (رقم: 6245).
(5) رواه البخاري في صحيحه (رقم 62 , و مسلم (رقم 674).
(6) الذيل على تذكرة الحفاظ (ص197).
(7) الأجوبة النافعة (ص129).
تعليق