فضيلة العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله :
الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستهديه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم - أما بعد : فاتقوا الله عباد الله - أيها المسلمون - يلاحظ في هذه العطلة : أن كثيرًا من الشباب وكثيرًا من الناس يسهرون الليل وينامون النهار والليل ؛ يضيعونه في أمور تكون في الغالب محسوبة عليهم لا لهم وذلك أنهم : أما أن يصرفوا الليل في النظر بوسائل الإعلام المرئية والمسموعة ، وقد يكون كثير منها إنما هو أثم يكسبه الإنسان أمور وجرائم تمارس في بلاد كفرية ويأتي بها بعض المسلمين إلى بيوتهم بواسطة الآلات ؛ فينظرون إليها ويتفرجون عليها ويقضون بزعمهم أوقاتهم في هذا لحب الإطلاع ، وكثير منها يثير الشهوة التي تكون عند الذكور والإناث ، فيحصل من جراء ذلك أمور عظيمة يندى لها الجبين وتدمع لها العين ويحزن لها القلب .
فينبغي للمسلمين : أن يتقوا الله - عز وجل - ، وبالأخص فيما يسمى بالدش والانترنت إذا استعمل في الجانب السيئ علمًا بأن الانترنت إذا استعمل في الجانب الحسن فهو حسن وإذا استعمل في : سماع الدروس والخطب والمواعظ ، وحفظ ذلك ونشره ، فهذا يعتبر من نشر العلم الذي يثاب عليه الإنسان .
ولكن مع الأسف : أن الكثير من الناس - ونسأل الله العفو والعافية - يقضون أوقاتهم في النظر للأشرطة والأفلام الخليعة التي تسمى بالسكس - والعياذ بالله - ، وينظرون إلى تلك الفواحش ، وهم كانوا بعيدين عنها وقت ما عملت ، ولكنهم أتوا بها ليتفرجوا عليها ولينظروا إليها فصاروا شركاء لأهلها - والعياذ بالله - .
وقد جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( إذا عملت الفاحشة في الأرض ، كان من حضرها فكرهها ؛ كمن غاب عنها ، ومن غاب عنها فرضيها ؛ كمن حضرها ) . - أو كما قال الحديث - نسأل الله أن يجعلنا ممن يتبعون طاعته ويجتنبون معصيته .
أيها المرء المسلم : ألا تتقي الله عندما تأتي بمثل هذه الأمور إلى بيتك ، وتفرج عليها أولادك ، وتثير عندهم الغرائز الشهوانية فربما زنت بنتك وربما زنى ابنك ويكون أثمه عليك ، وربما - أنت يا الكبير - تقع في طائلة الزنا حينما تنظر في هذه الأمور .
فاتقوا الله - يا عباد الله - إن الحياة جعلها الله للناس من أجل أن يكتسبوا فيها طاعة ، هذه الطاعة يحرزون بها حياة أبدية ؛ فالحياة الدنيا حياة بالية ذاهبة ، وإنما الحياة هي الحياة الأخرى ، والله سبحانه وتعالى يقول : ( وَإنَّ الدارَ الآخِرةَ لهِي الحيوانُ ) . [ العنكبوت : 64 ] .
وقد قام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - خطيبًا فقال : ( أيها الناس : إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة ، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ، ولكل واحدة منها ذلول ؛ فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ؛ فإن اليوم عمل ولا حساب وغدًا حساب ولا عمل ) .
فاتقوا الله - يا عباد الله - .
أيها المسلمون : كيف يكون الإنسان أنه يريد يقضي وقته !؟
ألم يجعل لك الله سبحانه وتعالى ما تقضي الوقت فيه من الطاعات ، إن للمسلمين ثروة لا توجد عند غيرهم أبدًا ؛ تلك الثروة هي كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي قالها وفعلها ، وحول الكتاب والسنة شيئًا عمليًا وواقع عمليًا ؛ كما كان في عصره وعصر الصحابة - رضوان الله عليهم - ، فعلينا أن نصرف أوقاتنا باكتساب العلم من هذه الدورة من كتاب الله ومن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحرص على تعلمها ، ونحرص على تعليمها ، ونحرص على الحلقات التي تكون فيها - نحرص على هذا كله - ، فهذا كله من الجهاد في سبيل الله .
فيا عباد الله : - يا معشر الشباب ، يا معشر الشباب ! - هنا أماكن ، هنا دورات ، فيها تنشر السنة ، وتبين البدعة ، فيجب عليكم : أن تشتركوا فيها وأن تتعلموا ، يجب عليكم : أن تعقدوا أرجلكم عند علماء السنة وتذهبوا إليهم في أي مكان كان ، يجب عليكم : أن تتعرفوا لو كان لك شيئًا لو كان لك سببًا إلى مكان وأنت لا تعرف طريقه ، ألست تبحث عمن يعرف الطريق !؟ ثم تجعله إمامًا لك وتقتدي به ، فيجب عليكم - يا معشر الشباب - : أن تتقوا الله في أنفسكم وأن تحرصوا على طاعة ربكم ؛ كما قال علي بن أبي طالب : (إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة .... ) .
كيف يكون بقائك في هذه الدنيا !؟ هب أنه سيكون مئة سنة ، هذه المائة سنة قد تكون مليئة بأمور أنت فيها على خطر ، ولا سيما في هذا الزمان الذي هو زمان الفتن ، فتقي الله - يا عبد الله - .
أما الآخرة ؛ فإنك إذا أحرزتها ودخلت الجنة ، فقد حزت الخير كله ، وقد جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ( أنه إذا دخل الناس الجنة يقال لهم : يا أهل الجنة ! إن لكم أن تحيون فلا تموتوا أبدا ، وإن لكم أن تصحون فلا تسقموا أبدا ، وإن لكم أن تنعموا فلا تبئسوا أبدا ) . فيجب على كل مسلم : أن يغتنم هذه الحياة ، التي لا نهاية لها أبدا ، فتبيعوا آخرتك بدنيا فانية مليئة بالفتن والهموم والغموم - إنا لله وإنا إليه راجعون - .
أقول للناس - الذين يقولون ، أو للشباب - الذين يقولون : أنهم يريدون أن يضيعوا الوقت ، هذه هي الإضاعة - أنت أضعت نفسك وأهلكت نفسك ولو بقت نفسك - لكنك إذا استغليت هذه العطلة في : حفظ شيء من كتاب الله . وفي المحافظة على الصلوات في أوقاتها ، وفي المساجد كما أمرك سبحانه وتعالى .
استغليتها في فعل الخيرات بقدر ما تستطيع ، وتحفظ شيئًا من السنة ، وتحفظ دروس الفقه التي يتفقه فيها الناس ، هذا الذي يكون مغنم لك يوم القيامة وأنت لابد أن تعرض عليك صحيفتك ، صحيفتك ستعرض عليك وستقرؤها - كما جاء في الآية - يقول الله - عز وجل - : ( اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ) . [ الإسراء : 14 ] .
فيا عباد الله : أوصيكم ونفسي بتقوى الله - عز وجل - ، والمحافظة على هذا الذخر ، وعلى هذا الشيء الغالي الشيء العظيم الذي فضلنا به ، ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ . وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ) . [ الزخرف : 44 - 45 ] .
فيا عباد الله ! يجب علينا أن نستغل هذه الأوقات في طاعة ربنا سبحانه وتعالى ، وأن نحرص على الحلقات التي يكون فيها تعليم بكتاب الله ولسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونشر للسنة .
أقول قولي هذا ، واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين إنه هو الغفور الرحيم .
مفرغ من محاضرة صوتية بعنوان : [ فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ]
منقول
الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستهديه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم - أما بعد : فاتقوا الله عباد الله - أيها المسلمون - يلاحظ في هذه العطلة : أن كثيرًا من الشباب وكثيرًا من الناس يسهرون الليل وينامون النهار والليل ؛ يضيعونه في أمور تكون في الغالب محسوبة عليهم لا لهم وذلك أنهم : أما أن يصرفوا الليل في النظر بوسائل الإعلام المرئية والمسموعة ، وقد يكون كثير منها إنما هو أثم يكسبه الإنسان أمور وجرائم تمارس في بلاد كفرية ويأتي بها بعض المسلمين إلى بيوتهم بواسطة الآلات ؛ فينظرون إليها ويتفرجون عليها ويقضون بزعمهم أوقاتهم في هذا لحب الإطلاع ، وكثير منها يثير الشهوة التي تكون عند الذكور والإناث ، فيحصل من جراء ذلك أمور عظيمة يندى لها الجبين وتدمع لها العين ويحزن لها القلب .
فينبغي للمسلمين : أن يتقوا الله - عز وجل - ، وبالأخص فيما يسمى بالدش والانترنت إذا استعمل في الجانب السيئ علمًا بأن الانترنت إذا استعمل في الجانب الحسن فهو حسن وإذا استعمل في : سماع الدروس والخطب والمواعظ ، وحفظ ذلك ونشره ، فهذا يعتبر من نشر العلم الذي يثاب عليه الإنسان .
ولكن مع الأسف : أن الكثير من الناس - ونسأل الله العفو والعافية - يقضون أوقاتهم في النظر للأشرطة والأفلام الخليعة التي تسمى بالسكس - والعياذ بالله - ، وينظرون إلى تلك الفواحش ، وهم كانوا بعيدين عنها وقت ما عملت ، ولكنهم أتوا بها ليتفرجوا عليها ولينظروا إليها فصاروا شركاء لأهلها - والعياذ بالله - .
وقد جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( إذا عملت الفاحشة في الأرض ، كان من حضرها فكرهها ؛ كمن غاب عنها ، ومن غاب عنها فرضيها ؛ كمن حضرها ) . - أو كما قال الحديث - نسأل الله أن يجعلنا ممن يتبعون طاعته ويجتنبون معصيته .
أيها المرء المسلم : ألا تتقي الله عندما تأتي بمثل هذه الأمور إلى بيتك ، وتفرج عليها أولادك ، وتثير عندهم الغرائز الشهوانية فربما زنت بنتك وربما زنى ابنك ويكون أثمه عليك ، وربما - أنت يا الكبير - تقع في طائلة الزنا حينما تنظر في هذه الأمور .
فاتقوا الله - يا عباد الله - إن الحياة جعلها الله للناس من أجل أن يكتسبوا فيها طاعة ، هذه الطاعة يحرزون بها حياة أبدية ؛ فالحياة الدنيا حياة بالية ذاهبة ، وإنما الحياة هي الحياة الأخرى ، والله سبحانه وتعالى يقول : ( وَإنَّ الدارَ الآخِرةَ لهِي الحيوانُ ) . [ العنكبوت : 64 ] .
وقد قام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - خطيبًا فقال : ( أيها الناس : إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة ، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ، ولكل واحدة منها ذلول ؛ فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ؛ فإن اليوم عمل ولا حساب وغدًا حساب ولا عمل ) .
فاتقوا الله - يا عباد الله - .
أيها المسلمون : كيف يكون الإنسان أنه يريد يقضي وقته !؟
ألم يجعل لك الله سبحانه وتعالى ما تقضي الوقت فيه من الطاعات ، إن للمسلمين ثروة لا توجد عند غيرهم أبدًا ؛ تلك الثروة هي كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي قالها وفعلها ، وحول الكتاب والسنة شيئًا عمليًا وواقع عمليًا ؛ كما كان في عصره وعصر الصحابة - رضوان الله عليهم - ، فعلينا أن نصرف أوقاتنا باكتساب العلم من هذه الدورة من كتاب الله ومن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحرص على تعلمها ، ونحرص على تعليمها ، ونحرص على الحلقات التي تكون فيها - نحرص على هذا كله - ، فهذا كله من الجهاد في سبيل الله .
فيا عباد الله : - يا معشر الشباب ، يا معشر الشباب ! - هنا أماكن ، هنا دورات ، فيها تنشر السنة ، وتبين البدعة ، فيجب عليكم : أن تشتركوا فيها وأن تتعلموا ، يجب عليكم : أن تعقدوا أرجلكم عند علماء السنة وتذهبوا إليهم في أي مكان كان ، يجب عليكم : أن تتعرفوا لو كان لك شيئًا لو كان لك سببًا إلى مكان وأنت لا تعرف طريقه ، ألست تبحث عمن يعرف الطريق !؟ ثم تجعله إمامًا لك وتقتدي به ، فيجب عليكم - يا معشر الشباب - : أن تتقوا الله في أنفسكم وأن تحرصوا على طاعة ربكم ؛ كما قال علي بن أبي طالب : (إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة .... ) .
كيف يكون بقائك في هذه الدنيا !؟ هب أنه سيكون مئة سنة ، هذه المائة سنة قد تكون مليئة بأمور أنت فيها على خطر ، ولا سيما في هذا الزمان الذي هو زمان الفتن ، فتقي الله - يا عبد الله - .
أما الآخرة ؛ فإنك إذا أحرزتها ودخلت الجنة ، فقد حزت الخير كله ، وقد جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ( أنه إذا دخل الناس الجنة يقال لهم : يا أهل الجنة ! إن لكم أن تحيون فلا تموتوا أبدا ، وإن لكم أن تصحون فلا تسقموا أبدا ، وإن لكم أن تنعموا فلا تبئسوا أبدا ) . فيجب على كل مسلم : أن يغتنم هذه الحياة ، التي لا نهاية لها أبدا ، فتبيعوا آخرتك بدنيا فانية مليئة بالفتن والهموم والغموم - إنا لله وإنا إليه راجعون - .
أقول للناس - الذين يقولون ، أو للشباب - الذين يقولون : أنهم يريدون أن يضيعوا الوقت ، هذه هي الإضاعة - أنت أضعت نفسك وأهلكت نفسك ولو بقت نفسك - لكنك إذا استغليت هذه العطلة في : حفظ شيء من كتاب الله . وفي المحافظة على الصلوات في أوقاتها ، وفي المساجد كما أمرك سبحانه وتعالى .
استغليتها في فعل الخيرات بقدر ما تستطيع ، وتحفظ شيئًا من السنة ، وتحفظ دروس الفقه التي يتفقه فيها الناس ، هذا الذي يكون مغنم لك يوم القيامة وأنت لابد أن تعرض عليك صحيفتك ، صحيفتك ستعرض عليك وستقرؤها - كما جاء في الآية - يقول الله - عز وجل - : ( اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ) . [ الإسراء : 14 ] .
فيا عباد الله : أوصيكم ونفسي بتقوى الله - عز وجل - ، والمحافظة على هذا الذخر ، وعلى هذا الشيء الغالي الشيء العظيم الذي فضلنا به ، ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ . وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ) . [ الزخرف : 44 - 45 ] .
فيا عباد الله ! يجب علينا أن نستغل هذه الأوقات في طاعة ربنا سبحانه وتعالى ، وأن نحرص على الحلقات التي يكون فيها تعليم بكتاب الله ولسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونشر للسنة .
أقول قولي هذا ، واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين إنه هو الغفور الرحيم .
مفرغ من محاضرة صوتية بعنوان : [ فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ]
منقول