الحمد لله رب العالمين وصلي الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ورضي اللهم عن صحابته أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد ..العلم يراد للعمل كما العمل يراد للنجاة كلمة أخذتها من خطبة المؤلف لكتاب اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي رحمه الله عز وجل والذي حققه الإمام الألباني رحمه الله تعالى فجعلتها عنوانا لهذه المقدمة. فأردت بذلك أن أنفع نفسي و إخواني وأذكرهم بما في هذه المقدمة من فوائد جليلة وعظيمة من أهمية العمل بالعلم وخطورة العلم بلاعمل . سائلا المولى عز وجل أن يجعلني وإياكم من العاملين بما علموا [الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم وأولئك هم أولوا الألباب[ الآية 18 من سورة الزمر ، وأن يرزقنا الإخلاص والتوفيق وصلاح النية والعمل إنه ولي ذلك والقادر عليه .
قال المؤلف رحمه الله في خطبة كتابه : نشكر الله سبحانه على ما ألهمنا ونسأله التوفيق للعمل بما علمنا فإن الخير لا يدرك إلا بتوفيقه ومعونته ومن يضلل الله فلا هادي له من خليقته ، وصلى الله على محمد سيد الأولين والآخرين وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين وعلى من اتبع النور الذي أنزل معه إلى يوم الدين ؛ ثم إني موصيك يا طالب العلم بإخلاص النية في طلبه وإجهاد النفس على العمل بموجبه فإن العلم شجرة والعمل ثمرة ، وليس يعد عالماً من لم يكن بعلمه عاملاً ، وقيل : العلم والد والعمل مولود ، والعلم مع العمل والرواية مع الدراية (1)، فلا تأنس بالعمل ما دمت مستوحشاً من العلم ولا تأنس بالعلم ما كنت مقصراً في العمل ، ولكن اجمع بينهما وإن قل نصيبك منهما ، وما شيء أضعف من عالم ترك الناس علمه لفساد طريقته وجاهل أخذ الناس بجهله لنظرهم إلى عبادته ، والقليل من هذا مع القليل من هذا أنجى في العاقبة إذا تفضل الله بالرحمة وتمم على عبده النعمة ؛ فأما المدافعة والإهمال وحب الهوينى والاسترسال وإيثار الخفض والدعة والميل مع الراحة والسعة فإن خواتم هذه الخصال ذميمة وعقباها كريهة وخيمة ؛ والعلم يراد للعمل كما العمل يراد للنجاة ؛ فإذا كان العمل قاصراً عن العلم [كان] كلاً على العالم ؛ ونعوذ بالله من علم عاد كلاً وأورث ذلاً وصار في رقبة صاحبه غلاً .
قال بعض الحكماء : العلم خادم العمل والعمل غاية العلم فلولا العمل لم يطلب علم ولولا العلم لم يطلب عمل ولأن أدع الحق جهلاً به أحب إلي من أن أدعه زهدا فيه .
(1)أي أن العلم لا ينفع إلا بالعمل به والرواية لا تنفع إلا بالدراية بها .
أما بعد ..العلم يراد للعمل كما العمل يراد للنجاة كلمة أخذتها من خطبة المؤلف لكتاب اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي رحمه الله عز وجل والذي حققه الإمام الألباني رحمه الله تعالى فجعلتها عنوانا لهذه المقدمة. فأردت بذلك أن أنفع نفسي و إخواني وأذكرهم بما في هذه المقدمة من فوائد جليلة وعظيمة من أهمية العمل بالعلم وخطورة العلم بلاعمل . سائلا المولى عز وجل أن يجعلني وإياكم من العاملين بما علموا [الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم وأولئك هم أولوا الألباب[ الآية 18 من سورة الزمر ، وأن يرزقنا الإخلاص والتوفيق وصلاح النية والعمل إنه ولي ذلك والقادر عليه .
خطبة المؤلف
قال بعض الحكماء : العلم خادم العمل والعمل غاية العلم فلولا العمل لم يطلب علم ولولا العلم لم يطلب عمل ولأن أدع الحق جهلاً به أحب إلي من أن أدعه زهدا فيه .
وقال سهل بن مزاحم : الأمر أضيق على العالم من عقد التسعين مع أن الجاهل لا يعذر بجهالته لكن العالم أشد عذاباً إذا ترك ما علم فلم يعمل به .
وهل أدرك من أدرك من السلف الماضين الدرجات العلى إلا بإخلاص المعتقد والعمل الصالح والزهد الغالب في كل ما راق من الدنيا؟ وهل وصل الحكماء إلى السعادة العظمى إلا بالتشمير في السعي والرضى بالميسور وبذل ما فضل عن الحاجة للسائل والمحروم؟ وهل جامع كتب العلم إلا كجامع الفضة والذهب؟ وهل المنهوم بها إلا كالحريص الجشع عليهما؟ وهل المغرم بحبها إلا ككانزها؟ وكما لا تنفع الأموال إلا بإنفاقها كذلك لا تنفع العلوم إلا لمن عمل بها وراعى واجباتها فلينظر امرؤ لنفسه وليغتنم وقته فإن الثواء قليل والرحيل قريب والطريق مخوف والاغترار غالب والخطر عظيم والناقد بصير والله تعالى بالمرصاد وإليه المرجع والمعاد (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)
تعليق