من هم العلماء
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله اما بعد :
قال الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله : " إن من يستحق أن يطلق عليه لفظ "العالم " قليل جداً ولا نبالغ إن قلنا نادر وذلك لأن للعالم صفات قد لا ينطبق أكثرها على أكثر من ينتسب إلى
العلم اليوم ,فليس العالم من كان فصيحاً بليغاً ,وليس العالم من ألف كتابا أو نشر مؤلفا أو حقق مخطوطة أو أخرجها إن وزن العالم بهذه الأمور فحسب وللأسف هو المترسب في
أذهان كثير من العالم ولذلك انخدع كثير من العامة بالفصحاء والكتاب غير العلماء فأصبحوا محل إعجابهم ، فالعالم حقاً من تضلع بالعلم الشرعي وألم بمجمل أحكام الكتاب والسنة عارفاً بالناسخ والمنسوخ
بالمطلق والمقيد بالمجمل والمفسر واطلع أيضاً على أقاويل السلف فيما اختلفوا فيه "
المصدر : شريط "من هم العلماء "
ومن علامات من يستحق أن يطلق علية عالم , ما قاله عبد الله بن مسعود رضي الله عنه "ليس العلم عن كثرة الحديث إنما العلم خشية الله جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر صـ 25
وقال يحي بن أكتم " قالوا يجب على كل عالم علم ذلك (علم ناسخ القرآن ومنسوخة ) لئلا يوجب على نفسه وعلى عباد الله أمراً لم يوجبه الله أو أوجبه الله "
المصدر السابق صـ 29
قلت :وقد بوب الإمام ابن عبد البر رحمه الله باباً في كتابه "جامع بيان العلم وفضله "باب من يستحق أن يسمى فقيها أو عالماً حقيقة لا مجازاً أو من يجوز له الفتيامن العلماء ,
(المصدر السابق (2/45 ـ 49 ) )
ثم ذكر رحمه الله آثارا منها :
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه "كفى بخشية الله علماً وكفى بالاغترار بالله جهلاً "
قلت : قال تعالى :( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) (فاطر آية (2)
قال ابن جريج عن عطاء "من عرف الله فهو عالم " (جامع بيان العلم وفضله ـ ابن عبد البر (2/ 49)
)
وقال ابن القيم رحمه الله :"وهذا حصر في خشيته تعالى في أولى العلم "(مفتاح دار السعادة ( 1/51).)
وقال قتادة " من لم يعرف الاختلاف لم يشم الفقه بأنفه "
وقال سعيد بن أبي عروبه :"من لم يسمع الاختلاف فلا تعدوه عالماً "
وسئل الإمام مالك فقيل له : لمن يجوز الفتوى فقال :" لا يجوز الفتوى إلا لمنعلم ما أختلف الناس فيه ,قيل له : اختلاف أهل الرأي ,قال لا , اختلاف أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من الناسخ
والمنسوخ من القرآن ومن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وكذا يفتي
وسئل عبد الله بن المبارك متى يسع الرجل بفتى ؟ قال : إذا كان عالماً بالأثر بصيراً بالرأي "
قلت : ان العالم حقاً الذي ينبغي أن يرتبط به هو الذي لم يشبع من العلم ولوقل كلامه وعدم تأليفه
قال ابن رجب رحمه الله :" وقد ابتلينا بجهلة من الناس يعتقدون في بعض من توسع في القول من المتأخرين أنه أعلم ممن تقدم ، فمنهم من يظن في شخص أنه أعلم من كل من تقدم من الصحابة ومن بعدهم
لكثرة بيانه ومقاله ومنهم من يقول هوأعلم من الفقهاء والمشهورين المتبوعين.وهذا يلزم فيه ما قبله لأن هؤلاء الفقهاء المشهودين المتبوعين أكثر قولاً ممن كان قبلهم فإذا كان من بعدهم أعلم منهم
لاتساع قوله كان أعلم ممن كان أقل منهم قولاً بطريق الأولى كالثوري والاوزاعي والليث وابن المبارك وطبقتهم وممن قبلهم من التابعين والصحابة أيضاً , فإن هؤلاء كلهم أقل كلاماً ممن جاء بعدهم ,وهذا
انتقاص عظيم بالسلف الصالح وإساءة ظن بهم ونسبة لهم الى الجهل وقصور العلم ولا حول ولا قوة إلا بالله , ولقد صدق ابن مسعود في الصحابة أنهم أكبر الأمة قلوباً وأعمقها علوماً وأقلها تكلفا وروي
نحوه عن ابن عمر أيضاً ،وفي هذا إشارة إلى أن من بعدهم أقل علوماً وأكثر تعلقاً وقال ابن مسعود أيضاً : إنكم في زمان كثير علماؤه قليل خطباؤه وسيأتي بعدكم زمان قليل علماؤه
كثير خطباؤه فمن كثر علمه وقل قوله فهو الممدوح ومن كان بالعكس فهو مذموم "
(فضل علم السلف على الخلف ,صـ
40ـ41 للحافظ بن رجب)
قلت : تأمل أخي القاري الكريم إلى قوله الأخير " فمن كثر علمه وقل قوله فهو الممدوح ومن كان بالعكس فهو المذموم "
هل هذا الميزان موجود حقيقة في زماننا هذا إلا ما رحم الله ؟
إننا في زمان تطاول فيه الجهال على أكابر العلماء كما حصل من تطاولات على الشيخ ابن باز رحمه الله والشيخ الألباني رحمه الله والشيخ مقبل رحمه الله والشيخ ربيع المدخلي حفظه الله
وما ذاك إلا لعدم فهم ذلكم الميزان المشار إليه من كلام ابن رجب وقبله ابن مسعود 0 فلما أن حصل ذلك رأينا الطعونات من أناس قد شهروا بكثرة الكلام وثرثرته على
أئمة هدى لا يعرفون إلا بقال الله قال الرسول صلى الله علية وسلم , لا يعرفون بكثرة الكلام ولا الجدال والخصام في مسائل الدين بل هم في عباداتهم مقتدين بنبيهم صلى الله علية وسلم الذي أتي جوامع
الكلم كما ثبت في الصحيحين من حديث أبى هريرة رضي الله عنة قال :قال النبي صلى الله عليه وسلم :"أعطيت مفاتيح الكلم .. الحديث هذا لفظ البخاري
ومسلم " فضلت على الأنبياء بست : أعطيت جوامع الكلم " والمراد بالجوامع : قليل اللفظ كثير المعاني (شرح مسلم
للنووي (5 / 5 )) .
وقال ابن رجب أيضا : " وقد فتن كثر من المتأخرين بهذا فظنوا أن من كثر كلامه وجداله وخصامه في مسائل الدين فهو أعلم ممن ليس كذلك ، وهذا جهل محض وانظر إلى أكابر الصحابة وعلمائهم كأبي بكر
وعمر وعلي ومعاذ وابن مسعود وزيد بن ثابت كيف كانوا ……… فليس العالم بكثرة الرواية ولا بكثرة المقال ولكنه نور يقذف في القلب يفهم به العبد ويميز به بينه وبين الباطل ويعبر عن ذلك بعبارات وجيزة
محصلة للمقاصد "(فضل علم السلف على الخلف صـ 37_3.
قلت : واعلم أخي القارئ بارك الله فيك أنه مما ينبغي أن يميز به العالم من غيره كبر السن وهذا وإن لم يكن شرطا فيبلوغ مرتبة العلماء إلا أنه في هذا الزمن ينبغي أن يجعل كالشرط لما يترتب عن أخذ
العلم من الأصاغر الذين لايرتبطون بكبار العلماء من المفاسد الكثيرة ولعدم قدرة كثير من الناس اليوم على تمييز العالم من غيره ، فليكن متصفا بالأعلم والأورع والأسن
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " لايزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم وعن أمنائهم وعلمائهم فإذا أخذوا عن صغارهم وشرارهم هلكوا "(شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي صـ241 ،
وقد ورد بلفظ " لايزال الناس صالحين متماسكين ماأتاهم العلم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن أكابركم فإذا أتاهم من أصاغرهم هلكوا "
أخرجه عبدالرزاق في المصنف (11/246) )
مقتطفات من كتاب (( وجوب الارتباط بعلماء الأمة خصوصاً عند الفتن المد لهمة )) للأخ حسن بن قاسم الحسني الريمي
حفظه الله
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله اما بعد :
قال الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله : " إن من يستحق أن يطلق عليه لفظ "العالم " قليل جداً ولا نبالغ إن قلنا نادر وذلك لأن للعالم صفات قد لا ينطبق أكثرها على أكثر من ينتسب إلى
العلم اليوم ,فليس العالم من كان فصيحاً بليغاً ,وليس العالم من ألف كتابا أو نشر مؤلفا أو حقق مخطوطة أو أخرجها إن وزن العالم بهذه الأمور فحسب وللأسف هو المترسب في
أذهان كثير من العالم ولذلك انخدع كثير من العامة بالفصحاء والكتاب غير العلماء فأصبحوا محل إعجابهم ، فالعالم حقاً من تضلع بالعلم الشرعي وألم بمجمل أحكام الكتاب والسنة عارفاً بالناسخ والمنسوخ
بالمطلق والمقيد بالمجمل والمفسر واطلع أيضاً على أقاويل السلف فيما اختلفوا فيه "
المصدر : شريط "من هم العلماء "
ومن علامات من يستحق أن يطلق علية عالم , ما قاله عبد الله بن مسعود رضي الله عنه "ليس العلم عن كثرة الحديث إنما العلم خشية الله جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر صـ 25
وقال يحي بن أكتم " قالوا يجب على كل عالم علم ذلك (علم ناسخ القرآن ومنسوخة ) لئلا يوجب على نفسه وعلى عباد الله أمراً لم يوجبه الله أو أوجبه الله "
المصدر السابق صـ 29
قلت :وقد بوب الإمام ابن عبد البر رحمه الله باباً في كتابه "جامع بيان العلم وفضله "باب من يستحق أن يسمى فقيها أو عالماً حقيقة لا مجازاً أو من يجوز له الفتيامن العلماء ,
(المصدر السابق (2/45 ـ 49 ) )
ثم ذكر رحمه الله آثارا منها :
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه "كفى بخشية الله علماً وكفى بالاغترار بالله جهلاً "
قلت : قال تعالى :( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) (فاطر آية (2)
قال ابن جريج عن عطاء "من عرف الله فهو عالم " (جامع بيان العلم وفضله ـ ابن عبد البر (2/ 49)
)
وقال ابن القيم رحمه الله :"وهذا حصر في خشيته تعالى في أولى العلم "(مفتاح دار السعادة ( 1/51).)
وقال قتادة " من لم يعرف الاختلاف لم يشم الفقه بأنفه "
وقال سعيد بن أبي عروبه :"من لم يسمع الاختلاف فلا تعدوه عالماً "
وسئل الإمام مالك فقيل له : لمن يجوز الفتوى فقال :" لا يجوز الفتوى إلا لمنعلم ما أختلف الناس فيه ,قيل له : اختلاف أهل الرأي ,قال لا , اختلاف أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من الناسخ
والمنسوخ من القرآن ومن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وكذا يفتي
وسئل عبد الله بن المبارك متى يسع الرجل بفتى ؟ قال : إذا كان عالماً بالأثر بصيراً بالرأي "
قلت : ان العالم حقاً الذي ينبغي أن يرتبط به هو الذي لم يشبع من العلم ولوقل كلامه وعدم تأليفه
قال ابن رجب رحمه الله :" وقد ابتلينا بجهلة من الناس يعتقدون في بعض من توسع في القول من المتأخرين أنه أعلم ممن تقدم ، فمنهم من يظن في شخص أنه أعلم من كل من تقدم من الصحابة ومن بعدهم
لكثرة بيانه ومقاله ومنهم من يقول هوأعلم من الفقهاء والمشهورين المتبوعين.وهذا يلزم فيه ما قبله لأن هؤلاء الفقهاء المشهودين المتبوعين أكثر قولاً ممن كان قبلهم فإذا كان من بعدهم أعلم منهم
لاتساع قوله كان أعلم ممن كان أقل منهم قولاً بطريق الأولى كالثوري والاوزاعي والليث وابن المبارك وطبقتهم وممن قبلهم من التابعين والصحابة أيضاً , فإن هؤلاء كلهم أقل كلاماً ممن جاء بعدهم ,وهذا
انتقاص عظيم بالسلف الصالح وإساءة ظن بهم ونسبة لهم الى الجهل وقصور العلم ولا حول ولا قوة إلا بالله , ولقد صدق ابن مسعود في الصحابة أنهم أكبر الأمة قلوباً وأعمقها علوماً وأقلها تكلفا وروي
نحوه عن ابن عمر أيضاً ،وفي هذا إشارة إلى أن من بعدهم أقل علوماً وأكثر تعلقاً وقال ابن مسعود أيضاً : إنكم في زمان كثير علماؤه قليل خطباؤه وسيأتي بعدكم زمان قليل علماؤه
كثير خطباؤه فمن كثر علمه وقل قوله فهو الممدوح ومن كان بالعكس فهو مذموم "
(فضل علم السلف على الخلف ,صـ
40ـ41 للحافظ بن رجب)
قلت : تأمل أخي القاري الكريم إلى قوله الأخير " فمن كثر علمه وقل قوله فهو الممدوح ومن كان بالعكس فهو المذموم "
هل هذا الميزان موجود حقيقة في زماننا هذا إلا ما رحم الله ؟
إننا في زمان تطاول فيه الجهال على أكابر العلماء كما حصل من تطاولات على الشيخ ابن باز رحمه الله والشيخ الألباني رحمه الله والشيخ مقبل رحمه الله والشيخ ربيع المدخلي حفظه الله
وما ذاك إلا لعدم فهم ذلكم الميزان المشار إليه من كلام ابن رجب وقبله ابن مسعود 0 فلما أن حصل ذلك رأينا الطعونات من أناس قد شهروا بكثرة الكلام وثرثرته على
أئمة هدى لا يعرفون إلا بقال الله قال الرسول صلى الله علية وسلم , لا يعرفون بكثرة الكلام ولا الجدال والخصام في مسائل الدين بل هم في عباداتهم مقتدين بنبيهم صلى الله علية وسلم الذي أتي جوامع
الكلم كما ثبت في الصحيحين من حديث أبى هريرة رضي الله عنة قال :قال النبي صلى الله عليه وسلم :"أعطيت مفاتيح الكلم .. الحديث هذا لفظ البخاري
ومسلم " فضلت على الأنبياء بست : أعطيت جوامع الكلم " والمراد بالجوامع : قليل اللفظ كثير المعاني (شرح مسلم
للنووي (5 / 5 )) .
وقال ابن رجب أيضا : " وقد فتن كثر من المتأخرين بهذا فظنوا أن من كثر كلامه وجداله وخصامه في مسائل الدين فهو أعلم ممن ليس كذلك ، وهذا جهل محض وانظر إلى أكابر الصحابة وعلمائهم كأبي بكر
وعمر وعلي ومعاذ وابن مسعود وزيد بن ثابت كيف كانوا ……… فليس العالم بكثرة الرواية ولا بكثرة المقال ولكنه نور يقذف في القلب يفهم به العبد ويميز به بينه وبين الباطل ويعبر عن ذلك بعبارات وجيزة
محصلة للمقاصد "(فضل علم السلف على الخلف صـ 37_3.
قلت : واعلم أخي القارئ بارك الله فيك أنه مما ينبغي أن يميز به العالم من غيره كبر السن وهذا وإن لم يكن شرطا فيبلوغ مرتبة العلماء إلا أنه في هذا الزمن ينبغي أن يجعل كالشرط لما يترتب عن أخذ
العلم من الأصاغر الذين لايرتبطون بكبار العلماء من المفاسد الكثيرة ولعدم قدرة كثير من الناس اليوم على تمييز العالم من غيره ، فليكن متصفا بالأعلم والأورع والأسن
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " لايزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم وعن أمنائهم وعلمائهم فإذا أخذوا عن صغارهم وشرارهم هلكوا "(شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي صـ241 ،
وقد ورد بلفظ " لايزال الناس صالحين متماسكين ماأتاهم العلم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن أكابركم فإذا أتاهم من أصاغرهم هلكوا "
أخرجه عبدالرزاق في المصنف (11/246) )
مقتطفات من كتاب (( وجوب الارتباط بعلماء الأمة خصوصاً عند الفتن المد لهمة )) للأخ حسن بن قاسم الحسني الريمي
حفظه الله