موقف طالب العلم من وَهْم ِ وخطأ العلماء
للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
هذا الموقف له جهتان:الأولى تصحيح الخطأ : وهذا أمر واجب ، يجب على من عثر على وهم من إنسان ولو كان من أكبر العلماء أن ينبه على هذا الوهم وعلى هذا الخطأ ، لأن بيان الحق أمر واجب وبالسكوت يمكن أن يضيع الحق لاحترام من قال بالباطل ، لأن احترام الحق أولى بالمراعاة .
لكن هل يصرح بقائل الوهم أو الخطأ ؟ أو يقول توهم بعض الناس كذا وكذا ؟
الجواب : ينظر لما تقتضيه المصلحة ، قد يكون من المصلحة ألا يصرح ، كما لو كان يتكلم عن عالم مشهور في عصره موثوق عند الناس ، محبوب إليهم ، يقول : قال فلان : كذا ، وكذا وهذا خطأ ، فإن العامة لايقبلون كلامه بل يسخرون منه ولايقبلون الحق ، ففي هذه الحال ينبغي أن يقول : من الخطأ أن يقول كذا وكذا ، ولايذكر اسمه ، وقد يكون هذا الرجل متبوعاً ، يتبعه شرذمة من الناس وليس له قدر في المجتمع فحينئذ يصرح لئلا يغتر الناس به ، فيقول : قال فلان كذا وكذا وهو خطأ .
الثانية : أن يقصد بذلك بيان معايبه لا بيان الحق من الباطل ، وهذه تقع من إنسان حاسد - والعياذ بالله - يتمنى أن يجد قولاً ضعيفاً أو خطأ لشخص ما فينشره بين الناس ، ولهذا نجد أهل البدع يتكلمون في شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وينظرون إلى أقرب شئ يمكن أن يقدح به فينشرونه ويعيبونه ، مثلاً يقولون خالفت الإجماع في أن الطلاق الثلاث واحدة فيقولون هذا شاذ ، ومن شذ في النار ، وأمثال هذا كثير .
المهم أن يكون قصدك من البيان إظهار الحق ومن كان قصده الحق وفق لقبوله ، أما من كان قصده أن يظهر عيوب الناس فإن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته فإذا عثرت على وهم عالم ، حاول أن تدفع اللوم عنه وأن تذب عنه ، لاسيما إذا كان من العلماء المشهود لهم بالعدالة والخير ونصح الأمة .
المصدر : كتاب العلم