إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

فوائد منتقاة من كتاب خزانة العلوم لأمير المؤمنين بالأندلس المستنصر بالله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فوائد منتقاة من كتاب خزانة العلوم لأمير المؤمنين بالأندلس المستنصر بالله

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم؛

    (يا أيّها الّذِين آمنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاتِهِ ولا تموتنّ إِلّا وأنْتمْ مسْلِمون)[ آل عمران:102]

    (يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم الّذِي خلقكمْ مِنْ نفْسٍ واحِدةٍ وخلق مِنْها زوْجها وبثّ مِنْهما رِجالًا كثِيرًا ونِساءً واتّقوا اللّه الّذِي تساءلون بِهِ والْأرْحام إِنّ اللّه كان عليْكمْ رقِيبًا)[ النساء:1]

    (يا أيّها الّذِين آمنوا اتّقوا اللّه وقولوا قوْلًا سدِيدًا (70) يصْلِحْ لكمْ أعْمالكمْ ويغْفِرْ لكمْ ذنوبكمْ ومنْ يطِعِ اللّه ورسوله فقدْ فاز فوْزًا عظِيمً)[ الأحزاب:70 - 71]

    ألا وإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمر محدثاتها، وكل بدعة ضلالة،
    أما بعد:​​

    فهذه فوائد استخرجتها من كتاب هو تحت سلسلة:
    خزائن الأمراء التراثية (2)
    بعنوان:
    خزانة العلوم
    لأمير المؤمنين بالأندلس المستنصر بالله
    الحكم بن عبد الرحمن الأموري

    (366-302)
    • سيرة صاحب الخزانة، وتبحره في العلوم.
    • نشأة خزانته، ومحتواها.
    • أخبار وقصص شرائه للكتب.
    • تصحيحه للكتب، ومقابلتها.
    • وراقو كتبه ومصححوها.
    • مآل خزانته.

    تأليف الشريف إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير

    طباعة مكتبة الحجاز
    عدد الصفحات 256
    طبعة فاخرة على ورق أصفر شاموا
    مقاس 22*15


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	خزانة.jpg 
مشاهدات:	194 
الحجم:	33.1 كيلوبايت 
الهوية:	252445

  • #2
    أعظم خزائن الكتب في الإسلام

    ص 10:

    لم تكن هذه الخزانة الوحيدة في تاريخنا بهذه الضخامة والنفاسة والعظم، إنما هي واحدة من ثلاث أعظم خزائن في الإسلام:

    فالأولى: هي خزانة الخلفاء العباسيين ببغداد، كانت تضم ما لا يحصى من الكتب كثرة، ولا يقوم عليها نفاسة، ولم تزل على ذلك إلى أن اجتاح التتر بغداد، وقتل ملكهم هولاكو المستعصم آخر خلفائهم ببغداد، فذهبت خزانة الكتب فيما ذهب، وحلت بالأمة مصيبة كبيرة في تراثها.

    والثانية: خزانة الخلفاء العبيديين بمصر، وكانت من أعظم الخزائن، وأكثرها جمعا للخزائن النفيسة من جميع العلوم، ولم تزل على ذلك إلى أن انقراضت دولتهم بموت العاضد آخر خلفائهم، واستيلاء صلاح الدين يوسف بن أيوب على المملكة بعدهم، فاشترى القاضي الفاضل أكثر كتب هذه الخزانة، ووقفها بمدرسته الفاضلية بدرب ملوخيا القاهرة، فبقيت فيها إلى أن تفرقت بين الأيدي ولم يبقى منها إلا القليل.

    والثالثة: خزانة خلفاء بني أمية بالأندلس، وكانت من أجل خزائن الكتب أيضا، ولم تزل حتى انقرضت دولتهم باستلاء ملوك الطوائف على الأندلس، فذهبت كتبها كل مذهب.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
    1 - صبح الأعشى في صناعة الإنشا (466/1-467) بتصرف يسير.​

    تعليق


    • #3
      علم الحكم المستنصر بالله

      القرشي الأموي المرواني أمير المؤمنين بالأندلس وابن ملوكها، خاتمة العظماء من بني أمية، إليه انتهت الأبهة والجلالة، صاحب الفتوحات العظيمة، جمع مع سلطانه على بلاد الأندلس شرفي العلم والنسب،
      فقد كان قيوم المعرفة، عالما عاملا، فقيها، خطيبا مِصقعا، راوية للحديث، عالما بالمذاهب، مؤرخا، إماما في النسب، ثبتا، شاعرا بصيرا بالأدب، جامعا للعلم، مكرما للعلماء، من أحب ملوك الأندلس للعلم، وأكثرهم اشتغالا به، وحرصا عليه، لم يكن في بني أمية بالأندلس أعظم همة في مطالعة العلوم، ولا أجل رتبة في العلم وغوامض الفنون، ولا أكثر معرفة بأخبار العلماء منه، استفاد العلماء من علومه وتراثه.​

      تعليق


      • #4
        سلطان الحكم بن عبد الرحمن

        ص19:
        جعله والده وليا للعهد، فزان ملك أبيه وزاد في أبهته، وقام بأمره أحسن قيام..
        بويع بالخلافة في سنة 350، وعمره آنذاك سبع وأربعون سنة.
        وأول أمر فعله بعدما تمت له البيعة، إيقاف [أي جعله وقفا لله] ربع ما ورثه عن أبيه، على ثغور الأندلس كافة.
        ثم أخذ في إبرام أمره وإصلاح شأن رعيته،
        فأحسن إليها، وحط وظائفها، وسرح السجون، وأخذ بالرفق، وأخرج مائة ألف دينار برسم الصدقة، وفدى الأسارى، وأدى عن أهل الديون، وأوقف حوانيت السّرّاجين بقرطبة على المعلمين الذين قد كان اتخذهم لتعليم أولاد الضعفاء والمساكين القرآن، وأسقط سدس جميع المغارم عن الرعايا بجميع مناطق الأندلس.
        أي عظمة هذه وأي كرم ....​

        تعليق


        • #5
          وقد قسم أيام خلافته أقساما:

          فيوم للنظر في مصالح المسلمين ورد مظالمهم،
          ويوم لسد الثغور وتكييف البعوث،
          ويوم لبذل الصدقات،
          ويوم للعفو والصفح،
          ويوم لمدارسة القرآن ومطالعة الآثار وتذكر التزلف إليه،
          ويوم لمناجاة ربه ومحاسبة نفسه،
          ويوم لمناقشة العلوم وتصنيف ما يحتاج إلى تدوين من المسائل والأحاديث والمختلطة.
          لا يشغله ما هو فيه من حراسة الدين وحياطة المسلمين عن النظر في ذلك، بما يريده من إيضاح الدين وشرح العلوم وتقريبها للطالبين لها.

          ص28​

          تعليق


          • #6
            شيوخ المستنصر بالله

            الأول:
            الأديب عثمان بن نصر بن عبد الله القيسي المُصحفي القرطبي 325، وكان ذو سمت وعدالة.
            الثاني:
            النحوي العروضي هشام بن الوليد بن محمد العافقي القرطبي 317.
            الثالث:
            العالم النحوي محمد بن إسماعيل القرطبي الحكيم 331، كان بارعا لا يتقدمه أحد من أهل زمانه في علمه ونظره.
            فنشأ المستنصر بالله نحبها للعلم والعلماء، مكرما لهم ومحسنا، يحضر مجالسهم، ويسمع منهم، ويروي عنهم، وما ذاك إلا حبا في العلم ورغبة في الإشراف عليه، والاطلاع على شؤونه، وسعيا لاقتناء أصوله وفروعه، فأصبح ذا نهمة مفرطة في العلم والفضائل.
            ... ثم اقتنى الكتب النفسية، واستنسخ الأوضاع المفيدة، وبحث عن الأصول الرفيعة، ونقر عن الخطوط المنسوبة، واستجلب المؤلفات من البلدان الشائعة والأقاليم النائية، حتى غُصت بها أماكنه وضاقت عنها خزائنه، باذلا في ذلك الأموال الجليلة، متجشما له الكلف الباهظة، قد حُبب إليه ذلك منذ صباه، واستعمل نفسه فيه من وقت إدراكه، وآثره على جميع ما يستهوي الملوك من شهوات الدنيا، فلم يستحل عنه، ولا فتر فيه إلى حين وفاته، فاستوسع علمه، ودق نظره، وجمت استفادته.
            ص 27 - 29.​

            تعليق


            • #7
              علو كعبه في معرفة الرجال وأحالهم

              كان من ثمرة هذه النشأة العلمية والإدمان على الدرس والمطالعة أن برز الحكم المستنصر بالله في كثير من العلوم، خاصة معرفة أخبار العلماء والأعلام، التي فاق فيها معرفتها كثير من العلماء، قال القاضي عياض اليحصبي (544): الحكم ممن طالع الكتب ونقّر عن أخبار الرجال تنقيرا لم يبلغ فيه شأوه كثير من أهل العلم.
              وقلما تجد كتابا في خزائنه إلا وله فيها قراءة ونظر، يقرؤه ويكتب بخطه: نسب المؤلف، ومولده، ووفاته، والتعريف به، ويذكر أنساب الرواة له.
              وكان موثوقا به ومأمونا عليه، صار كل ما كتبه حجه عند الشيوخ الأندلسيين وأئمتهم، ينقلونه من خطه ويحاضرون به.
              بل بلغ من فضله في هذا العلم ان كان مميِّزا للرجال من كل عالَم وجيل، وفي كل مصر وأوان، فقد تجرد لذلك وتهمم به، فكان فيه حجه وقدوة واصلا، يوقف عنده.​

              تعليق


              • #8
                إمامته في علم النسب

                اما علم النسب فقد كان المستنصر بالله من كبار أعلامه وفرسانه، وذلك من تمام التدبير والسياسة، إذ كان علم النسب علم الملوك والرؤساء، يستفاد منه في فهم طبائع وتراكيب النفوس، ويستعان به في تصريف شؤون الرعية، ولا يحسن بمن يسوس الناس أن يخلو من الاشتغال به، وقد بلغ المستنصر بالله فيه من الدقة والتحري ما جعله حجة عند اهل الاندلس، قال الحافظ المؤرخ ابن الأبار الاندلسي (ت65: "المستنصر، كان في المعرفة بالرجال والأنساب والاأخبار أحوذيا، نسيج وحده، يعترف له بالرسوخ فيه أهل عصره" [التكملة لكتاب الصلة]، ثم أوغل في درسه حتى وصف بالإمام في النسب.
                ص40
                .....
                ويمكن أن نرجع مثل هذا الاهتمام من أمير المؤمنين المنتصر بالله بعلم الأنساب إلى عدة عوامل، وهي:
                1 - أن علم النسب متأصل في نفوس العرب، سليقة وفطرة.
                2 - الإحاطة بأنساب العرب والعجم تقرب للملوك طبائع القبائل، وتهديهم الى كوامن القوة فيهم، ومواطن الضعف منهم.
                3 - الاهتمام بالنسب والتركيز عليه، وخاصة في تأليف كتب التراجم.
                4 - الامتيازات التي نالها أولئك العرب في الاندلس، ومحاولة الكثيرين تلفيق نسب لهم، مما أدى الى البحث في أنساب العرب.
                5 - اعتبار النسب قيمة تحدد مكانة الإنسان الاجتماعية.
                6 - اتساع ميدان النشاط السياسي الأندلسي، ليضم شمال إفريقيا وشمال إسبانيا، مما اقتضى التعرف على سكانها، ومعرفه أنسابهم؛ لرسم السياسة ومساعدة الجيوش.
                ص42-43.
                ....
                وكان رحمه الله حريصا متحريا في هذا العلم، حتى أنه كان يراسل العلماء البارعين في النسب والتاريخ؛ ليستأنس بآرائهم في أنساب الأعلام، ومن الشواهد على ذلك رسالته لمؤرخ مصر وصاحب تاريخها محمد بن يوسف الكندي (ت350) عن عقب الصحابي خالد بن الوليد رضي الله عنه، فأجابه مؤرخ مصر بما نصه: "انقرض ولد خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي من كل موضع، فلا يجب أن يسمع ممن انتمى إليه".
                ص48​


                اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	تعليقات الحكم.jpg 
مشاهدات:	149 
الحجم:	22.9 كيلوبايت 
الهوية:	252454
                الملفات المرفقة

                تعليق


                • #9
                  شيوخ المستنصر بالله

                  كان من المهيئات التي ألهبت في نفس المستنصر بالله رغبه العلم، والانصراف له بالكلية أن أشرف على تأديبه علمان فاضلان:
                  احدهما: محمد بن إسماعيل القرطبي الحكيم (331) كان بارعا لا يتقدمه أحد من أهل زمانه في علمه ونظره.
                  الثاني: الأديب جعفر بن عثمان بن نصر القيسي المصحفي (372) وقد كان من أهل العلم والأدب البارع، وغيرهم.
                  ثم سمت همته، فأقبل على الطلب والأخذ عن مشايخ زمانه المتبحرين في شتى العلوم، فازداد علمه، ودق نظره، واتسعت دائرة أفقه، حتى أصبح عالما فقيها مؤرخا نسابة، وقد شهد على علو كعبه في كل العلوم: العلامة أبو علي القالي البغدادي (356) اذ يقول: الحكم ولي عهد المسلمين، الخطيب المصقع، والعالم الذي برع في كل علم.
                  وكذا أثنى على علمه الحافظ ابن كثير الدمشقي (774) فقال: الحكم المستنصر بالله، كان عالما بالفقه والخلاف والتواريخ.
                  وقد نظرت في كتب التواريخ والتراجم التي ترجمه للمستنصر بالله، لمعرفه اسماء شيوخه، فلم اظفر الا بأسماء ثلاثة وعشرين شيخا من شيوخه، ولا شك أن شيوخه أكثر من هذا العدد، ودليل ذلك؛ أن الإمام شمس الدين الذهبي (74 بعدما ذكر خمسة من شيوخ المستنصر بالله، نص بأنه "كتب عن خلق كثير سواهم" وإليك ما وقفت عليه من أسماء شيوخه¹:
                  1 - احمد بن دحيم بن خليل القرطبي المالكي (33 أحد العلماء الثقات المعتنين بالآثار والجامعين للسنن، سمع منه المستنصر بالله جل ما عنده.
                  ...
                  بقية شيوخه:
                  وله شيوخ سوى هؤلاء من أصحاب الإمام الحافظ بقي بن مخلد (276)، والإمام الحافظ محمد بن وضاح الأندلسي المالكي (286)، والإمام الفقيه مسند قرطبة عبيد الله بن يحيى بن يحيى الليث القرطبي (29، وغيرهم من القادمين عليه من المشرق.
                  والمؤسف أن مصادر ترجمة المستنصر بالله لم تذكر أسماء هؤلاء الشيوخ.
                  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                  1 - لطول ذلك فضلت إرفاق صور الصفحات التي دون فيها أسماء شيوخه إلا أولهم.​


                  شيوخ الالمستنصر بالله.pdf

                  تعليق


                  • #10
                    عنايته بالعلماء والإحسان إليهم

                    لا تزالوا شواهد فرط عناية المستنصر بالله بالعلوم وتعلقه تمثل لنا في كل طرف من اخباره، فيلم تقتصر عناية المستنصر على الدرس والمطالعة وجمع الكتب من الأقطار، بل امتدت عنايته لشخوص ذلك العلم وأربابه وحملت الميراث النبوي، فكان يجل مقاماتهم وينزلهم منازلهم، ويجري عليهم الصلات، ويضاعف فيها، ويهيئ لهم مواضع إقامه تليق بهم، وقد أوجز المؤرخ ابن الأثير الجزري (630) وصفه ذلك اذ يقول: كان الحكم بالله محبا لأهل العلم، ويحسن إليهم. ص65.
                    ثم ذكر المؤلف بعض من هؤلاء العلماء.
                    وكان يرسل الى كل واحد من علماء مصر سنويا مائتي مثقال، ويخص بضعفها رأس الفقهاء المالكين بمصر في وقته أبا إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان ابن القرطبي المصري (355)، قال المؤرخ ابن حيان القرطبي (469): كان الحكم المستنصر، امير المؤمنين بالأندلس، يوجه كل عام الى كل واحد من علماء مصر سرا صله سنية، ويخش ابن شعبان بضعفها. وبين ابن أبي يزيد المصري أن المرسل لعلماء مصر من المستنصر بالله مائتي مثقال سنويا، وبضعفها لابي إسحاق.
                    فهذه بعض الصور المشرقة من مناقبه وجهوده رحمه الله التي كان يدعم بها العلماء في الأمصار، ويبعث فيهم همة المداومة على البحث والتحصيل.
                    ص67-68.​

                    تعليق


                    • #11
                      التشجيع على العلم والتأليف فيه

                      قال الحافظ المؤرخ محمد بن فتوح الحميدي 488: كان الحكم المستنصر، قبل ولايته الأمور، وبعد أن صارت إليه، يبعثه على التأليف ويُنشطه بواسع العطاء، ويشرح صدره بالإفراط في الاكرام.
                      ص 71 - 72.
                      وقد أشار الإمام محمد بن الحارث الخشني الأندلسي (361) في مقدمة تأليفه عن قضاة قرطبة وعلماء إفريقية إلى هذه المنقبة للمستنصر بالله، قائلا: حرك أهل العلوم ليستحفظوا ما اضاعوا من غرر الأخبار، وتقييد ما أهملوا من عيون المعارف؛ والعلوم والآثار والأنساب؛ وأن في ذلك إشادة بفضائل السلف، والتقليد لمناقب الخلف، وللتذكير بالمنسي من الأنباء، والإشارة للسالف من القصص، وبخاصة ما كان في مصره قديما، وفي عصره حديثا، وأن في ذلك سببا قويا لحياة القلوب، وعلة ظاهرة لنباهة النفوس.¹
                      وهذا من دلائل الازدهار المعرفي الذي بلغ ذروة مجده في أيام المستنصر بالله.
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
                      1 - قضاة قرطبة وعلماء إفريقية ص10، بتقديم وتأخير.
                      ص81​

                      تعليق


                      • #12
                        مذهب المستنصر بالله الفقهي

                        المستنصر بالله مالكي المذهب؛ حيث إن جل شيوخه كانوا من كبار علماء المالكية؛ فتأثر بفقههم وهديهم -لا سيما أن فقه الإمام مالك (179) هو المهيمن على بلاد المغرب والأندلس-.
                        وقد ترقى المستنصر في التفقه حتى عد من الفقهاء، وكان معنيا بمذهبه، يوجه من حوله من علماء المالكية بالتأليف في مسائل المذهب وشرحه.
                        بل إنه دعا الناس إلى التمسك بمذهب الإمام مالك في كتاب وجهه إلى أحد وزرائه قائلا: قد أخبرت فيما رأيت من الكتب أن مذهب مالك وأصحابه أفضل المذاهب، ولم نر في أصحابه ولا في من تقلد مذهبه غير السنة والجماعة فليتمسك بهذا ففيه النجاة إن شاء الله.

                        ص82​

                        تعليق


                        • #13
                          خزانة العلوم لأمير المؤمنين

                          أمير المؤمنين المستنصر بالله كان يتصدر مشروعا علميا ضخما، استولى عليه بالكلية، وانفق فيه ثروه طائلة، فلا غرابة حينئذ أن تتضخم مكتبته العلمية إلى أن تصبح من أعظم وأضخم المكتبات؛ حيث أنه جمع من الكتب ما لم يجمعه أحد من الملوك، لا قبله ولا بعده، وتطلبها، وبذل في أثمانها الأموال، والذهب، وأعطى تجارها ما شاؤوا من الأموال، وجُلبت له الكتب من البلاد البعيدة بأغلى الأثمان، وحُملت من كل جهه إليه، حتى غصت بها بيوته، وضاقت عنها خزائنه، ولم يسمع في الإسلام بخليفة بلغ مبلغه في اقتناء الكتب، واجتمعت بالأندلس خزائن من الكتب لم تكن لأحد من قبله ولا من بعده -إلا ما يذكر عن الناصر العباسي ابن المستضيء-، وأقام للعلم والعلماء سوقا نافقة جُلبت إليها بضائعه من كل قطر،
                          قال المؤرخ صاعد بن أحمد الأندلسي (462): الأمير الحكم المستنصر بالله، استجلب من بغداد ومصر وغيرهما من ديار المشرق عيون التواليف الجليلة، والمصنفات الغربية في العلوم القديمة والحديثة، وجمع منها في بقية أيام أبيه ثم في مدة ملكه من بعده ما كاد يضاهي ما جمعتهم ملوك بني العباس في الأزمان الطويلة، وتهيأ له ذلك بفرط محبته للعلم، وبعد همته في اكتساب الفضائل، وسمو نفسه إلى التشبه بأهل الحكمة من الملوك.
                          وقال المؤرخ ابن حيان القرطبي (469): المستنصر، دواوين بيت حكمته حوى من كتب العلم ما لم يحو بيتُ ملك.
                          وقد تأثر الأندلسيون بحب ملوكهم بالكتب، فأصبحت قرطبة -عاصمة المستنصر بالله- أكثر بلاد الأندلس كتبا، وأشد الناس اعتناء بخزائن الكتب، وصار ذلك عندهم من آلات التعيين والرياسة، حتى إن الرئيس منهم الذي لا تكون عنده معرفة يحتفل في أن تكون في بيته خزانة كتب، وينتخب فيها، ليس إلا لأن يقال: فلان عنده خزانة كتب، والكتاب الفلاني ليس هو عند أحد غيره، والكتاب الذي بخط فلان قد حصله وظفر به.

                          ص 84-86.​

                          تعليق


                          • #14
                            إنشاء مبنى لخزانة المستنصر بالله

                            لما كثرت كتب المستنصر بالله وغصت بها بيوته داخل القصر، ضاقت خزائنه، حينها اضطر الى إنشاء صرح عظيم خاص بالمكتبة بالقرب من القصر، افتن المهندسون في ترتيبه وتنسيقه، وإنارة أبهائه، وتم ذلك على أحسن هيئة، ونقلت إليه الكتب، واستمر العمل في نقلها ستة أشهر، وفي ذلك دلالة كافية على ضخامتها، وكثرة ما كانت تحتويه من الكتب والمجلدات حتى ذكر أنها قدرت بنحو من مائتي ألف سفر، وقيلا: أنها أربع مائة ألف مجلد، وأخبر تليد -القتئم على خزانة المستنصر بالله- ان عدد فهارس خزانته التي فيها أسماء كتبه أربع وأربعون فهرسة، في كل فهرسة خمسون ورقة، ليس فيها إلا ذكر أسماء الدواوين فقط.

                            تعليق


                            • #15
                              كثرة قراءة المستنصر بالله

                              قد يقال: ان جمع مثل هذا العدد من الكتب غير عسير على ملك تتدفق الثروة في يده، لكن العجب كل العجب أن يذكر أن المستنصر بالله قلما تجد كتابا في خزنته هذه، إلا وله فيه قراءة ونظر، من أي فن كان من فنون العلم، يقرؤه ويكتب بخطه إما في أوله وإما في آخره أو في تضاعيفه: نسب المؤلف، ووفاته، والتعريف به، ويذكر أنساب الرواة له، ويأتي من ذلك بغرائب لا تكاد توجد الا عنده، لكثرة مطالعته وعنايته بهذا الشأن. (الحلو السيراء 202/1، التكملة لكتاب الصلة 426/1.
                              وقد وقف كثير من العلماء على تعليقاته التي سجلها على كتب العلماء، ومن أبرزهم: إمام النحو محمد بن الحسن الزبيدي النحوي الأندلسي (379)، يقول عنه: وجدت بخط المستنصر رحمه الله: ولد أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي: محمدا، وعبد الله أبا عبد الرحمن، وأبا يعقوب إسحاق ... . (طبقات النحويين واللغويين ص65)
                              ووقف الإمام الحافظ عبد الله بن محمد بن يوسف، المعروف بابن الفرضي الأندلسي (403) على الكثير من تعليقات المستنصر بالله على الكتب، منها قوله: قرات بخط المستنصر بالله رحمه الله ملحقا في كتاب ابن الحارث، وقوله أيضا: قرأت بخط المستنصر رحمه الله في كتاب: القضاة.
                              وكل ما كتبه المستنصر بالله يعتبر حجه عند شيوخ الأندلسيين وأئمتهم، ينقلونه من خطه ويحاضرون به، اخر ذلك العلامة ابن حيان وغيره، إذ كان عالما ثابتا، عارفا بخطوط العلماء المتقدمين، وقد أشار إلى ذلك الحافظ ابن الفرضي (403)، حيث قال: إن المستنصر بالله ذكر كتاب الرد على أبي عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث، لأحمد بن خالد الضرير البغدادي اللغوي (214)، فقال: إنه بخط النحوي اللغوي مفرج بن مالك القرطبي (بعد 200) المعروف بالبغل.
                              ولم تكن تعليقاته مقتصرة على علم دون آخر، بل كان يجول بقلمه في شتى العلوم والمعارف، ويعلق حال اطلاعه على تلك الكتب بما يقتضيه المقام، أو تدعو الحاجة إليه، فقد حكى العلامة محمد بن الحسن الزبيدي الأندلسي (379) أنه وجد له تعليقا على حكاية المتوكل ثم ذكر قصة طويلة ...

                              ص90-95​

                              تعليق

                              يعمل...
                              X