بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و حسبي الله و كفى
قال الشيخ عبد الرزاق البدرحفظه الله في الدرس الأول من شرحه لكتاب الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم لابن كثير رحمه الله :
1- دراسة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام هي في الحقيقة دراسة لأزكى سيرة و أعطر سيرة فهي دراسة لسيرة سيد ولد آدم أجمعين و خير الناس كلهم صلوات الله و سلامه عليه و هي دراسة لسيرة أعلم خلق الله بالله و أتقى خلق الله لله و أعظمهم تحقيقا للعبودية لله جل و علا و أكثرهم خشية لله سبحانه و تعالى .انتهى
2- دراسة السيرة هي غذاء للقلوب و فاكهة للنفوس و سعادة و لذة و قرة عين، بل إنها جزء من دين الله سبحانه و تعالى لأن حياة نبينا الكريم صلوات الله و سلامه عليه حياة بذل و عطاء و صبر و مصابرة و جد و إجتهاد و دأب في تحقيق العبودية لله تبارك و تعالى و الدعوة إلى دينه عز و جل .انتهى
3- في دراسة السيرة فوائد عظيمة جدا و منافع متعددة ، لعل من الحسن و المناسب أن أذكر بها ليكون فيها شحد للهمم للصبر و المواصلة و العناية بدراسة سيرة نبينا الكريم صلوات الله و سلامه و بركاته عليه.
فمن فوائد السيرة :
1- أن نبينا صلى الله عليه و سلم أسوة للعالمين و قدوة لهم في العقيدة و العبادة و الأخلاق كما قال الله سبحانه و تعالى : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا} ، و تحقيق الإئتساء به و سلوك هديه صلى الله عليه و سلم متوقف على معرفة سيرته و هديه الكريم عليه الصلاة و السلام.
ففي دراسة السيرة عون للعبد على تحقيق هذا المطلب العظيم ألا و هو الإئتساء و الاقتداء بنبينا الكريم عليه الصلاة و السلام.
2- أن سيرة النبي عليه الصلاة و السلام و هديه القويم يعد ميزانا توزن في ضوئه الأعمال ، فما كان منها موافقا لهديه و سلوكه عليه الصلاة و السلام فهو المقبول ، و ما كان منها ليس موافقا لهديه عليه الصلاة و السلام و لسلوكه فهو المردود ، و في هذا المعنى يقول سفيان بن عيينة فيما روى الخطيب البغدادي في مقدمة كتابه العظيم 《 الجامع لأخلاق الراوي و آداب السامع》 : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم هو الميزان الأكبر فعليه تعرض الأشياء على خلقه و سيرته و هديه فما وافقها فهو الحق و ما خالفها هو الباطل..
3 - في دراستها عون على فهم كتاب الله عز و جل لأن حياته عليه الصلاة و السلام كلها تطبيق للقرآن و عمل به ...
( خلقه القرآن ) : بمعنى أنه عليه الصلاة و السلام قد قام أتم قيام بأوامر القرآن فعلا لها و نواهي القرآن اجتنابا و تركا و آداب القرآن و الأخلاق التي ذكرت فيها عملا و تطبيقا .
فحياته عليه الصلاة و السلام و سيرته عمل تام و تطبيق كامل لكتاب الله تبارك و تعالى .
فمن خلال دراسة السيرة يكون بذلك عون للمسلم على فهم كتاب الله عز و جل و عندما تطالع كتب التفسير و لاسيما أسباب النزول تجد الارتباط بين آيات القرآن الكريم و نزولها بحسب أحداث السيرة و وقائعها.
4 - في دراسة سيرته عليه الصلاة و السلام تعميق لمحبته ...
قد كان في حياته عليه الصلاة و السلام يأتي إليه الرجل و ليس على وجه الأرض أبعض إليه منه ، فما إن يراه و يرى سيرته و هديه و سلوكه إلا و يتحول من ساعته و ليس على وجه الأرض أحب إليه منه .
فهي سيرة عامرة بالرحمة ، بالرفق ، بطيب المعاملة ، بحسن الأدب و الخلق { فبما رحمة من الله لنت لهم... }
5 - أن دراسة السيرة باب من أبواب زيادة الإيمان و تقويته { أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون } .
6 - عون لفهم الدين كله عقيدة و عبادة و خلقا .
7 - أن السيرة فيها تعليم للنهج الصحيح في الدعوة إلى الله و الدعاة إلى الله سبحانه و تعالى حقا هم أهل الدراية لهديه و نهجه و سيرته صلى الله عليه و سلم .
8 - أن سيرة النبي صلى الله عليه و سلم آية من آيات نبوته و علم من أعلام صدق ما جاء به عليه الصلاة و السلام و هي أكبر عوم على تصديقه و الإيمان به صلى الله عليه و سلم .
9 - أن دراسة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام باب عظيم من أبواب السعادة ، بل إن السعادة متوقفة على معرفة هدي النبي عليه الصلاة و السلام فلا سعادة إلا بسلوك نهجه و لزوم هديه صلوات الله و سلامه و بركاته عليه .
يقول ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد : و من هنا تعلم اضطرار العبد فوق كل ضرورة إلى معرفة الرسول صلى الله عليه و سلم ، و ما جاء به و تصديقه فيما أخبر و طاعته فيما أمر ، فإنه لا سبيل إلى السعادة و الفلاح لا في الدنيا و لا في الآخرة إلا على أيدي الرسل صلوات الله و سلامه عليهم. إلى أن قال : و إذا كانت سعادة العبد في الدارين معلقة بهدي النبي عليه الصلاة و السلام فيجب على كل من نصح نفسه و أحب نجاتها و سعادتها أن يعرف من هديه و سيرته و شأنه ما يخرج به عن الجاهلين به و يدخل في عداد أتباعه و شيعته و حزبه ، و الناس في هذا بين مقل و مستكثر و محروم و الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم .
انتهى
يتبع إن شاء الله جل و عز*
الحمد لله و حسبي الله و كفى
قال الشيخ عبد الرزاق البدرحفظه الله في الدرس الأول من شرحه لكتاب الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم لابن كثير رحمه الله :
1- دراسة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام هي في الحقيقة دراسة لأزكى سيرة و أعطر سيرة فهي دراسة لسيرة سيد ولد آدم أجمعين و خير الناس كلهم صلوات الله و سلامه عليه و هي دراسة لسيرة أعلم خلق الله بالله و أتقى خلق الله لله و أعظمهم تحقيقا للعبودية لله جل و علا و أكثرهم خشية لله سبحانه و تعالى .انتهى
2- دراسة السيرة هي غذاء للقلوب و فاكهة للنفوس و سعادة و لذة و قرة عين، بل إنها جزء من دين الله سبحانه و تعالى لأن حياة نبينا الكريم صلوات الله و سلامه عليه حياة بذل و عطاء و صبر و مصابرة و جد و إجتهاد و دأب في تحقيق العبودية لله تبارك و تعالى و الدعوة إلى دينه عز و جل .انتهى
3- في دراسة السيرة فوائد عظيمة جدا و منافع متعددة ، لعل من الحسن و المناسب أن أذكر بها ليكون فيها شحد للهمم للصبر و المواصلة و العناية بدراسة سيرة نبينا الكريم صلوات الله و سلامه و بركاته عليه.
فمن فوائد السيرة :
1- أن نبينا صلى الله عليه و سلم أسوة للعالمين و قدوة لهم في العقيدة و العبادة و الأخلاق كما قال الله سبحانه و تعالى : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا} ، و تحقيق الإئتساء به و سلوك هديه صلى الله عليه و سلم متوقف على معرفة سيرته و هديه الكريم عليه الصلاة و السلام.
ففي دراسة السيرة عون للعبد على تحقيق هذا المطلب العظيم ألا و هو الإئتساء و الاقتداء بنبينا الكريم عليه الصلاة و السلام.
2- أن سيرة النبي عليه الصلاة و السلام و هديه القويم يعد ميزانا توزن في ضوئه الأعمال ، فما كان منها موافقا لهديه و سلوكه عليه الصلاة و السلام فهو المقبول ، و ما كان منها ليس موافقا لهديه عليه الصلاة و السلام و لسلوكه فهو المردود ، و في هذا المعنى يقول سفيان بن عيينة فيما روى الخطيب البغدادي في مقدمة كتابه العظيم 《 الجامع لأخلاق الراوي و آداب السامع》 : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم هو الميزان الأكبر فعليه تعرض الأشياء على خلقه و سيرته و هديه فما وافقها فهو الحق و ما خالفها هو الباطل..
3 - في دراستها عون على فهم كتاب الله عز و جل لأن حياته عليه الصلاة و السلام كلها تطبيق للقرآن و عمل به ...
( خلقه القرآن ) : بمعنى أنه عليه الصلاة و السلام قد قام أتم قيام بأوامر القرآن فعلا لها و نواهي القرآن اجتنابا و تركا و آداب القرآن و الأخلاق التي ذكرت فيها عملا و تطبيقا .
فحياته عليه الصلاة و السلام و سيرته عمل تام و تطبيق كامل لكتاب الله تبارك و تعالى .
فمن خلال دراسة السيرة يكون بذلك عون للمسلم على فهم كتاب الله عز و جل و عندما تطالع كتب التفسير و لاسيما أسباب النزول تجد الارتباط بين آيات القرآن الكريم و نزولها بحسب أحداث السيرة و وقائعها.
4 - في دراسة سيرته عليه الصلاة و السلام تعميق لمحبته ...
قد كان في حياته عليه الصلاة و السلام يأتي إليه الرجل و ليس على وجه الأرض أبعض إليه منه ، فما إن يراه و يرى سيرته و هديه و سلوكه إلا و يتحول من ساعته و ليس على وجه الأرض أحب إليه منه .
فهي سيرة عامرة بالرحمة ، بالرفق ، بطيب المعاملة ، بحسن الأدب و الخلق { فبما رحمة من الله لنت لهم... }
5 - أن دراسة السيرة باب من أبواب زيادة الإيمان و تقويته { أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون } .
6 - عون لفهم الدين كله عقيدة و عبادة و خلقا .
7 - أن السيرة فيها تعليم للنهج الصحيح في الدعوة إلى الله و الدعاة إلى الله سبحانه و تعالى حقا هم أهل الدراية لهديه و نهجه و سيرته صلى الله عليه و سلم .
8 - أن سيرة النبي صلى الله عليه و سلم آية من آيات نبوته و علم من أعلام صدق ما جاء به عليه الصلاة و السلام و هي أكبر عوم على تصديقه و الإيمان به صلى الله عليه و سلم .
9 - أن دراسة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام باب عظيم من أبواب السعادة ، بل إن السعادة متوقفة على معرفة هدي النبي عليه الصلاة و السلام فلا سعادة إلا بسلوك نهجه و لزوم هديه صلوات الله و سلامه و بركاته عليه .
يقول ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد : و من هنا تعلم اضطرار العبد فوق كل ضرورة إلى معرفة الرسول صلى الله عليه و سلم ، و ما جاء به و تصديقه فيما أخبر و طاعته فيما أمر ، فإنه لا سبيل إلى السعادة و الفلاح لا في الدنيا و لا في الآخرة إلا على أيدي الرسل صلوات الله و سلامه عليهم. إلى أن قال : و إذا كانت سعادة العبد في الدارين معلقة بهدي النبي عليه الصلاة و السلام فيجب على كل من نصح نفسه و أحب نجاتها و سعادتها أن يعرف من هديه و سيرته و شأنه ما يخرج به عن الجاهلين به و يدخل في عداد أتباعه و شيعته و حزبه ، و الناس في هذا بين مقل و مستكثر و محروم و الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم .
انتهى
يتبع إن شاء الله جل و عز*
تعليق