إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

منحة الرحيم المنان في ترجمة عثمان بن عفان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • منحة الرحيم المنان في ترجمة عثمان بن عفان

    الحمد لله ذي المحامد والآلاء ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء الذي قال: « إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء » ، ورضي الله عن الصحابة العدول الأتقياء ، وعن عثمان بن عفان الذي كان أصدقهم حياء ، وكان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته ، فقيل له : تذكر الجنة والنار فلا تبكي ، وتبكي من هذا ؟ فقال : إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : « إن القبر أول منزل من منازل الآخرة ، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه » ، وقال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : « ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه » .


    اللهم ارض عن عثمان بن عفان ، صهر رسول رب العالمين ، وزوج الابنتين ، وصاحب الهجرتين الذي ضحى بنفسه من أجل حفظ دماء جماعة المسلمين ، ومن يطيق فعل ذلك غير الخليفة الأمين عثمان بن عفان ؟!


    أبوه عفان بن أبي العاص بن أمية ، وأمه أروى بنت كريز ابنة عمة النبي – صلى الله عليه وسلم – معدودة فيمن أسلم ، ونسبته إلى قريش وبني أمية ، وكنيتاه أبو عمرو وأبو عبد الله ، وكان بعض من ينتقصه يكنيه أبا ليلى للين جانبه .


    لقب بذي النورين لأن لا يعلم أحد جمع بين ابنتي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلاه ، ويدعى بالأمين لحفاظه على عهود رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ووصاياه .


    ولد على الصحيح في السنة السادسة بعد عام الفيل بمكة ، وكان ذا وجاهة وشرف ومال ونبل ومروءة في الجاهلية ، وكان رجلا رقيقا لينا حييا ، ما شرب الخمر ولا زنى في جاهلية ولا إسلام ، وكان يضرب به المثل في حب قريش له ، فيقال : أحبك الرحمن حب قريش عثمان .


    أسلم – رضي الله عنه - في الأولين على يد أبي بكر الصديق ، وكان رابع أربعة في الإسلام ، آذته قريش فصبر ، ولما اشتد به الأذى كان أول من هاجر إلى الحبشة مع زوجته رقية ابنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، وكان منذ أسلم يغتسل كل يوم ، ويكثر من الصلاة وقراءة القرآن والصوم ، وكان لينا رحيما برا وصولا للرحم .


    وهو أفضل الصحابة بعد أبي بكر وعمر ، جمع القرآن صدرا في عهد رسول الله – صلى الله عنه وسلم - ، وجمعه كتابة في خلافته في المصحف الإمام ، ووحد رسمه على ملإ من الصحابة ، وكتب الوحي للنبي – صلى الله عليه وسلم - ، كتب له المفصل ، وهو راوي حديث : « خيركم من تعلم القرآن وعلمه » ، وكان يحيي به الليل ، وقتل –رضي الله عنه - والمصحف بين يديه .


    اشترى عثمان بئر رومة ووقفها على المسلمين فبشره النبي – صلى الله عليه وسلم - بالجنة ، وجهز جيش العسرة يوم تبوك مرتين فبشره النبي – صلى الله عليه وسلم - بالجنة ، ووسع مسجد رسول الله –صلى الله عليه وسلم - فبشره رسول الله – صلى الله عليه وسلم - بالجنة ، وشهد له بالشهادة في سبيل الله على بلوى تصيبه ، وأوصاه ألا يخلع قميصا قمصه الله حتى يلقاه ، وأقر له بأنه أصدق الناس حياء ، وأخبر أن الملائكة تستحيي منه ، والحياء لا يأتي إلا بخير .


    بايع له رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بيعة الرضوان ، بعد أن بعثه إلى مكة مفاوضا ، وقال : « هذه يدي ، وهذه يد عثمان » ، وضرب له بسهم في غزوة بدر ، وكانت تحته ابنة رسول – صلى الله عليه وسلم – وكانت مريضة ، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم - : « إن لك أجر رجل شهد بدرا وسهمه » ، ولما ماتت رقية زوجه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأم كلثوم ، وعفا الله - جل وعز – عنه وعمن تولى في غزوة أحد من صحابة النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : ﴿ إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم ﴾ [آل عمران : 155] ، وشهد عثمان بقية المشاهد مع رسول –صلى الله عليه وسلم – واستخلفه الرسول– صلى الله عليه وسلم – في غزوتي ذات الرقاع وغطفان .


    صحب – رضي الله عنه - رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فما عصاه ، ولا غشه، وحج معه آخر حجة ، ثم توفاه الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنه راض ، ثم استخلف بعده أبو بكر فبايعه ، وما عصاه ، وما غشه ، حتى توفاه الله ، ثم استخلف عمر فما عصاه ، ولا غشه ، حتى توفاه الله ، ثم بايعه الصحابة خليفة لهم بعد عمر في غرة المحرم سنة أربع وعشرين للهجرة ، فكانت مدة خلافته اثنتي عشرة سنة حجها كلها إلا سنتين ، وكان فيها خير الخيرة ، وأمير البررة ، فتحت في عهده أرمينية والقوقاز وخراسان، وفارس وقبرص وكرمان ، والإسكندرية وإفريقية وغيرها من البلدان ، وعم في عهده الخير ، وانتشر الحق ، وكانت خلافته على الهدى ومنهاج النبوة .


    خلف - رضي الله عنه - من الأولاد عشرين نفسا ، عشرة من الذكور ، وعشرة من الإناث ، وهم : عبد الله وأمه رقية بنت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، وعمرو وأبان وخالد وعمر ومريم ، وأمهم أم عمرو بنت جندب ، والوليد وسعيد وأم عثمان وأم سعيد ، وأمهم فاطمة بنت الوليد ، وعبد الملك ، وأمه أم البنين بنت عيينة ، وعبد الله الأصغر ، وأمه فاختة بنت غزوان ، وعائشة وأم أبان الكبرى وأم عمرو ، وأمهم رملة بنت شيبة ، وعنبسة وأم خالد وأروى وأم أبان الصغرى ، وأمهم نائلة بنت الفرافصة .


    وكان – رضي الله عنه – رجلا ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير ، خفيف اللحم ، رقيق البشرة ، أسمر اللون ، حسن الوجه ، أقنى الأنف ، كثيف اللحية ، كثير الشعر ، ضخم الكراديس ، بعيد ما بين المنكبين ، وكان يخضب بالصفرة ، ويأتزر إلى أنصاف ساقيه، ويتقنع ، وكان يشد أسنانه بالذهب .


    وفي أواخر خلافته أطلت رؤوس الخوارج ، وبدأت تقوى شوكتهم ، وهم قوم حدثاء الأسنان ، سفهاء الأحلام ، كلاب النار ، سيماهم التسبيد ، يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم ، ويقولون من خير قول البرية ، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ، يتعمقون في العبادة فلا تنفعهم ، ويمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، أخذوا على عثمان – رضي الله عنه- تمزيقه للمصاحف بعد جمع القرآن في المصحف الإمام ، وتأميره للفتيان ، وضربه للناس بالسياط والعصا ، وحماه لموضع الغمامة .


    وأقبل عليه ذات يوم وفد أهل مصر ، فاستقبلهم ، وناظرهم حتى أقنعهم ، وأخذ عليهم ألا يشقوا عصا المسلمين ، ولا يفرقوا جماعتهم ، فرجعوا راضين ، وبينما هم بالطريق تعرض لهم راكب ، وزعم أنه رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر ، ولما فتشوه وجدوا عنده كتابا على لسان عثمان ، وعليه خاتمه ، يأمر فيه بقتلهم ، فولوا مدبرين إلى المدينة ، وعندما دخلوا على عثمان قال : « إنما هما اثنتان : أن تقيموا علي رجلين من المسلمين ، أو يميني بالله الذي لا إله إلا هو ما كتبت ولا علمت » - وكان هو الأمين - ، وقال : « تعلمون أن الكتاب يكتب على لسان الرجل ، وقد ينقش الخاتم على الخاتم » ، فلم يصدقوه ، ولم تنفعهم موعظته ، وحصروه في الدار أربعين يوما على المشهور ، منعوا عنه الطعام والشراب والمسجد ، ورغم ذلك صبر ، ونهى المسلمين عن القتال ، وأبى أن يكون أول من يخلف رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في أمته بالدماء ، وعزم أن يجود بدمه دون دماء المسلمين .


    وفي ليلة الجمعة من شهر ذي الحجة بعد عيد الأضحى سنة خمس وثلاثين للهجرة رأى في المنام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ورأى أبا بكر وعمر – رضي الله عنهما- ، وكأنهم قالوا له : « اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة » ، ولما استيقظ أصبح صائما ، واعتق عشرين مملوكا ، وشد عليه سراويل لم يلبسها في جاهلية ولا إسلام ، ثم دعا بمصحف فنشره بين يديه ، وفتح الباب ، فدخل رجل أسود من أهل مصر يقال له جبلة - أظن أنه هو عبد الله بن سبأ اليهودي - فخنقه وضربه بالسيف ، فاتقاه بيده فقطعها ، فوقعت نضحة من دمه على قوله تعالى : ﴿ فسيكفيكهم الله ﴾ [البقرة : 137] ، وقال عثمان – رضي الله عنه - : « والله ، إنها لأول يد خطت المفصل » ، وتمثل بقول الشاعر :


    أرى الموت لا يبقي عزيزا ولم يدع ** لعاد ملاذا في البلاد ومرتقى




    وقال أيضا :
    يبيت أهل الحصن والحصن مغلق ** ويأتي الجبال في شماريخها العلا


    واستشهد على المشهور يوم الجمعة لثماني عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة ، ودفن في ثيابه بالبقيع في حش كوكب ، وصلى عليه جبير بن مطعم ، وخلفه حكيم بن حزام ، وأبو جهم بن حذيفة ، ونيار بن مكرم الأسلمي، ونائلة وأم البنين بنت عيينة ، واخفي قبره ، ففقدوا بفقده الخيل البلق في المغازي ، والتبست عليهم الأهلة ، واختلفوا من بعده في رفع الصدقة ، وسل فيهم السيف فلم يغمد .


    ولئن قام وفد مصر في القديم على عثمان بالسيف ؛ فلقد قام عليه في الحديث سيد وفد الإخوان بالحيف ، فطعن في خلافته ، وشمت بولايته ، في كتاب أسماه العدالة ، وإنما هو كتاب السفالة ، اعتمد فيه على الروايات الضعيفة ، وأشبع فيه رغبات نفسه السخيفة .


    قال حسان يهجو قتلة عثمان :
    أتركتمُ غزوَ الدروبِ وجئتمُ ** لقتالِ قومٍ عندَ قبرِ محمدِ


    فَلَبِئْسَ هَدْيُ الصّالحينَ هَدَيتُمُ ** وَلَبِئْسَ فعْلُ الجاهِلِ المُتعمِّدِ


    إن تُقبِلوا نجعَلْ قِرَى سَرَوَاتكم ** حولَ المدينة كلَّ لدنٍ مذودِ


    أوْ تُدْبِروا فَلَبِئْسَ ما سافَرْتُمُ ** ولمثلُ أمرِ إمامكمْ لمْ يهتدِ


    وكأنّ أصحابَ النبيّ عشية ** بدنٌ تنحرُ عندَ بابِ المسجدِ


    فابكِ أبا عمروٍ لحسنِ بلائهِ ** أمسى مقيماً في بقيعِ الغرقدِ


    وقال يرثيه :


    ماذا أرَدتُمْ من أخي الخَيرِ بارَكَتْ ** يَدُ اللَّهِ في ذاكَ الأديمِ المُقَدَّدِ


    قتَلْتُمْ وَليَّ اللَّهِ في جَوْفِ دارِهِ ** وَجِئْتُمْ بأمْرٍ جَائرٍ غَيْرِ مُهْتَدي
    فَهَلاّ رَعَيْتُمْ ذِمّة َ اللَّهِ وَسْطَكُمْ ** وأوفيتمُ بالعهدِ عهدِ محمدِ


    ألمْ يَكُ فيكُمْ ذا بَلاءٍ وَمَصْدَقٍ ** وأوفاكمُ عهداً لدى كلّ مشهدِ


    فَلاَ ظَفِرَتْ أيْمَانُ قَوْمٍ تَظاهَرَتْ ** على قتلِ عثمانَ الرشيدِ المسددِ


    وقال أيضا :


    يا للرجالِ لدمعٍ هاجَ بالسننِ ** إنّي عجِبْتُ لمَنْ يبكي على الدِّمَنِ


    إني رأيتُ أمينَ اللهِ مضطهداً ** عثمانَ رهناً لدى الأجداثِ والكفنِ


    يا قاتلَ اللهُ قوماً كان شأنهمُ ** قتلُ الإمامِ الأمينِ المسلمِ الفطنِ


    ما قاتَلوه على ذَنْبٍ ألَمّ بِهِ ** إلا الذي نطقوا زوراً ولم يكنِ


    إذا تذكرتهُ فاضتْ بأربعة ** عَيني بدمْعٍ على الخَدّينِ مُحتتنِ


    اللهم إني أسألك بأن لك الحمد ، لا إله إلا أنت ، يا منان ، أن تغفر لعثمان بن عفان ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وما أسر وما أعلن ، اللهم ارفع درجته في عليين ، واجعل له لسان صدق في الآخرين ، وارض اللهم عنه يا رب العالمين ، وألحقنا به غير مبدلين ولا مغيرين ، وقاتل من قتله أو سبه أو شتمه إلى يوم الدين .


    اللهم إني أسالك بأن لك الحمد ، لا إله إلا أنت ، وحدك لا شريك لك ، المنان ، يا بديع السماوات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا حي ، يا قيوم ، إني أسألك الجنة ، وأعوذ بك من النار .


    وكتبه أبو طيبة محمد بن مبخوت الجزائري للثاني من شعبان سنة 1430هـ.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عاصم عمرو بن حسين; الساعة 13-Feb-2010, 05:32 PM. سبب آخر: تعديل في العنوان بطلب الكاتب

  • #2
    هل ثبت اسم الحنان والمنان لله تعالى

    هل ثبت اسم المنان والحنان لله تعالى؟

    قال شيخ الإسلام
    ابن تيمية: ((المعروف عن مالك أنه كره للداعي أن يقول: ياسيدي سيدي، وقال: قل كما قالت الأنبياء يارب يارب ياكريم. وكره أيضاً أن يقول: ياحنان يامنان. فإنه ليس بمأثور عنه)).


    علق الشيخ ربيع: (( أَمَّا المنان فقد ورد ضمن حديث لفظه "اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض ياذا الجلال والإكرام ياحي ياقيوم... الحديث أخرجه أبوداود في الصلاة حديث (1495) والترمذي الدعوات حديث (3544)، والنسائي حديث (1300) وابن ماجه: الدعاء حديث (385) كلهم من طرق إلى أنس يصح بمجموعها الحديث. وصححه الألباني انظر: صحيح أبي داود رقم (1325) وأما الحنان فرواه الطبراني في الأوسط بإسناد ضعيف. انظر: مجمع البحرين حديث (4639) وقول: ليس بمأثور أي على هذا الوجه)).



    [حاشية قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة]

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد زياد الأردني; الساعة 09-Nov-2009, 08:34 AM. سبب آخر: تنسيق بسيط

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة أم الفضيل مشاهدة المشاركة
      هل ثبت اسم المنان والحنان لله تعالى؟

      قال شيخ الإسلام
      ابن تيمية: ((المعروف عن مالك أنه كره للداعي أن يقول: ياسيدي سيدي، وقال: قل كما قالت الأنبياء يارب يارب ياكريم. وكره أيضاً أن يقول: ياحنان يامنان. فإنه ليس بمأثور عنه)).


      علق الشيخ ربيع: (( أَمَّا المنان فقد ورد ضمن حديث لفظه "اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض ياذا الجلال والإكرام ياحي ياقيوم... الحديث أخرجه أبوداود في الصلاة حديث (1495) والترمذي الدعوات حديث (3544)، والنسائي حديث (1300) وابن ماجه: الدعاء حديث (385) كلهم من طرق إلى أنس يصح بمجموعها الحديث. وصححه الألباني انظر: صحيح أبي داود رقم (1325) وأما الحنان فرواه الطبراني في الأوسط بإسناد ضعيف. انظر: مجمع البحرين حديث (4639) وقول: ليس بمأثور أي على هذا الوجه)).



      [حاشية قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة]

      جزاك الله خيرا يا أم الفضل على التنبيه ، إن الحنان بمعنى الرحيم ، ولذلك أقترح أن يعدل العنوان إلى " منحة الرحيم المنان في ترجمة عثمان بن عفان "

      تعليق


      • #4
        منحة الرحيم المنان في ترجمة عثمان بن عفان

        الحمد لله ذي المحامد والآلاء ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء الذي قال: « إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء » ، ورضي الله عن الصحابة العدول الأتقياء ، وعن عثمان بن عفان الذي كان أصدقهم حياء ، وكان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته ، فقيل له : تذكر الجنة والنار فلا تبكي ، وتبكي من هذا ؟ فقال : إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : « إن القبر أول منزل من منازل الآخرة ، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه » ، وقال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : « ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه » .




        اللهم ارض عن عثمان بن عفان ، صهر رسول رب العالمين ، وزوج الابنتين ، وصاحب الهجرتين الذي ضحى بنفسه من أجل حفظ دماء جماعة المسلمين ، ومن يطيق فعل ذلك غير الخليفة الأمين عثمان بن عفان ؟!




        أبوه عفان بن أبي العاص بن أمية ، وأمه أروى بنت كريز ابنة عمة النبي – صلى الله عليه وسلم – معدودة فيمن أسلم ، ونسبته إلى قريش وبني أمية ، وكنيتاه أبو عمرو وأبو عبد الله ، وكان بعض من ينتقصه يكنيه أبا ليلى للين جانبه .




        لقب بذي النورين لأن لا يعلم أحد جمع بين ابنتي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلاه ، ويدعى بالأمين لحفاظه على عهود رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ووصاياه .




        ولد على الصحيح في السنة السادسة بعد عام الفيل بمكة ، وكان ذا وجاهة وشرف ومال ونبل ومروءة في الجاهلية ، وكان رجلا رقيقا لينا حييا ، ما شرب الخمر ولا زنى في جاهلية ولا إسلام ، وكان يضرب به المثل في حب قريش له ، فيقال : أحبك الرحمن حب قريش عثمان .




        أسلم – رضي الله عنه - في الأولين على يد أبي بكر الصديق ، وكان رابع أربعة في الإسلام ، آذته قريش فصبر ، ولما اشتد به الأذى كان أول من هاجر إلى الحبشة مع زوجته رقية ابنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، وكان منذ أسلم يغتسل كل يوم ، ويكثر من الصلاة وقراءة القرآن والصوم ، وكان لينا رحيما برا وصولا للرحم .




        وهو أفضل الصحابة بعد أبي بكر وعمر ، جمع القرآن صدرا في عهد رسول الله – صلى الله عنه وسلم - ، وجمعه كتابة في خلافته في المصحف الإمام ، ووحد رسمه على ملإ من الصحابة ، وكتب الوحي للنبي – صلى الله عليه وسلم - ، كتب له المفصل ، وهو راوي حديث : « خيركم من تعلم القرآن وعلمه » ، وكان يحيي به الليل ، وقتل –رضي الله عنه - والمصحف بين يديه .




        اشترى عثمان بئر رومة ووقفها على المسلمين فبشره النبي – صلى الله عليه وسلم - بالجنة ، وجهز جيش العسرة يوم تبوك مرتين فبشره النبي – صلى الله عليه وسلم - بالجنة ، ووسع مسجد رسول الله –صلى الله عليه وسلم - فبشره رسول الله – صلى الله عليه وسلم - بالجنة ، وشهد له بالشهادة في سبيل الله على بلوى تصيبه ، وأوصاه ألا يخلع قميصا قمصه الله حتى يلقاه ، وأقر له بأنه أصدق الناس حياء ، وأخبر أن الملائكة تستحيي منه ، والحياء لا يأتي إلا بخير .




        بايع له رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بيعة الرضوان ، بعد أن بعثه إلى مكة مفاوضا ، وقال : « هذه يدي ، وهذه يد عثمان » ، وضرب له بسهم في غزوة بدر ، وكانت تحته ابنة رسول – صلى الله عليه وسلم – وكانت مريضة ، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم - : « إن لك أجر رجل شهد بدرا وسهمه » ، ولما ماتت رقية زوجه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأم كلثوم ، وعفا الله - جل وعز – عنه وعمن تولى في غزوة أحد من صحابة النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : ﴿ إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم [آل عمران : 155] ، وشهد عثمان بقية المشاهد مع رسول –صلى الله عليه وسلم – واستخلفه الرسول– صلى الله عليه وسلم – في غزوتي ذات الرقاع وغطفان .




        صحب – رضي الله عنه - رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فما عصاه ، ولا غشه، وحج معه آخر حجة ، ثم توفاه الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنه راض ، ثم استخلف بعده أبو بكر فبايعه ، وما عصاه ، وما غشه ، حتى توفاه الله ، ثم استخلف عمر فما عصاه ، ولا غشه ، حتى توفاه الله ، ثم بايعه الصحابة خليفة لهم بعد عمر في غرة المحرم سنة أربع وعشرين للهجرة ، فكانت مدة خلافته اثنتي عشرة سنة حجها كلها إلا سنتين ، وكان فيها خير الخيرة ، وأمير البررة ، فتحت في عهده أرمينية والقوقاز وخراسان، وفارس وقبرص وكرمان ، والإسكندرية وإفريقية وغيرها من البلدان ، وعم في عهده الخير ، وانتشر الحق ، وكانت خلافته على الهدى ومنهاج النبوة .




        خلف - رضي الله عنه - من الأولاد عشرين نفسا ، عشرة من الذكور ، وعشرة من الإناث ، وهم : عبد الله وأمه رقية بنت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، وعمرو وأبان وخالد وعمر ومريم ، وأمهم أم عمرو بنت جندب ، والوليد وسعيد وأم عثمان وأم سعيد ، وأمهم فاطمة بنت الوليد ، وعبد الملك ، وأمه أم البنين بنت عيينة ، وعبد الله الأصغر ، وأمه فاختة بنت غزوان ، وعائشة وأم أبان الكبرى وأم عمرو ، وأمهم رملة بنت شيبة ، وعنبسة وأم خالد وأروى وأم أبان الصغرى ، وأمهم نائلة بنت الفرافصة .




        وكان – رضي الله عنه – رجلا ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير ، خفيف اللحم ، رقيق البشرة ، أسمر اللون ، حسن الوجه ، أقنى الأنف ، كثيف اللحية ، كثير الشعر ، ضخم الكراديس ، بعيد ما بين المنكبين ، وكان يخضب بالصفرة ، ويأتزر إلى أنصاف ساقيه، ويتقنع ، وكان يشد أسنانه بالذهب .




        وفي أواخر خلافته أطلت رؤوس الخوارج ، وبدأت تقوى شوكتهم ، وهم قوم حدثاء الأسنان ، سفهاء الأحلام ، كلاب النار ، سيماهم التسبيد ، يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم ، ويقولون من خير قول البرية ، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ، يتعمقون في العبادة فلا تنفعهم ، ويمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، أخذوا على عثمان – رضي الله عنه- تمزيقه للمصاحف بعد جمع القرآن في المصحف الإمام ، وتأميره للفتيان ، وضربه للناس بالسياط والعصا ، وحماه لموضع الغمامة .




        وأقبل عليه ذات يوم وفد أهل مصر ، فاستقبلهم ، وناظرهم حتى أقنعهم ، وأخذ عليهم ألا يشقوا عصا المسلمين ، ولا يفرقوا جماعتهم ، فرجعوا راضين ، وبينما هم بالطريق تعرض لهم راكب ، وزعم أنه رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر ، ولما فتشوه وجدوا عنده كتابا على لسان عثمان ، وعليه خاتمه ، يأمر فيه بقتلهم ، فولوا مدبرين إلى المدينة ، وعندما دخلوا على عثمان قال : « إنما هما اثنتان : أن تقيموا علي رجلين من المسلمين ، أو يميني بالله الذي لا إله إلا هو ما كتبت ولا علمت » - وكان هو الأمين - ، وقال : « تعلمون أن الكتاب يكتب على لسان الرجل ، وقد ينقش الخاتم على الخاتم » ، فلم يصدقوه ، ولم تنفعهم موعظته ، وحصروه في الدار أربعين يوما على المشهور ، منعوا عنه الطعام والشراب والمسجد ، ورغم ذلك صبر ، ونهى المسلمين عن القتال ، وأبى أن يكون أول من يخلف رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في أمته بالدماء ، وعزم أن يجود بدمه دون دماء المسلمين .




        وفي ليلة الجمعة من شهر ذي الحجة بعد عيد الأضحى سنة خمس وثلاثين للهجرة رأى في المنام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ورأى أبا بكر وعمر – رضي الله عنهما- ، وكأنهم قالوا له : « اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة » ، ولما استيقظ أصبح صائما ، واعتق عشرين مملوكا ، وشد عليه سراويل لم يلبسها في جاهلية ولا إسلام ، ثم دعا بمصحف فنشره بين يديه ، وفتح الباب ، فدخل رجل أسود من أهل مصر يقال له جبلة - أظن أنه هو عبد الله بن سبأ اليهودي - فخنقه وضربه بالسيف ، فاتقاه بيده فقطعها ، فوقعت نضحة من دمه على قوله تعالى : ﴿ فسيكفيكهم الله ﴾ [البقرة : 137] ، وقال عثمان – رضي الله عنه - : « والله ، إنها لأول يد خطت المفصل » ، وتمثل بقول الشاعر :


        أرى الموت لا يبقي عزيزا ولم يدع ** لعاد ملاذا في البلاد ومرتقى




        وقال أيضا :
        يبيت أهل الحصن والحصن مغلق ** ويأتي الجبال في شماريخها العلا




        واستشهد على المشهور يوم الجمعة لثماني عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة ، ودفن في ثيابه بالبقيع في حش كوكب ، وصلى عليه جبير بن مطعم ، وخلفه حكيم بن حزام ، وأبو جهم بن حذيفة ، ونيار بن مكرم الأسلمي، ونائلة وأم البنين بنت عيينة ، واخفي قبره ، ففقدوا بفقده الخيل البلق في المغازي ، والتبست عليهم الأهلة ، واختلفوا من بعده في رفع الصدقة ، وسل فيهم السيف فلم يغمد .




        ولئن قام وفد مصر في القديم على عثمان بالسيف ؛ فلقد قام عليه في الحديث سيد وفد الإخوان بالحيف ، فطعن في خلافته ، وشمت بولايته ، في كتاب أسماه العدالة ، وإنما هو كتاب السفالة ، اعتمد فيه على الروايات الضعيفة ، وأشبع فيه رغبات نفسه السخيفة .




        قال حسان يهجو قتلة عثمان :
        أتركتمُ غزوَ الدروبِ وجئتمُ ** لقتالِ قومٍ عندَ قبرِ محمدِ


        فَلَبِئْسَ هَدْيُ الصّالحينَ هَدَيتُمُ ** وَلَبِئْسَ فعْلُ الجاهِلِ المُتعمِّدِ


        إن تُقبِلوا نجعَلْ قِرَى سَرَوَاتكم ** حولَ المدينة كلَّ لدنٍ مذودِ


        أوْ تُدْبِروا فَلَبِئْسَ ما سافَرْتُمُ ** ولمثلُ أمرِ إمامكمْ لمْ يهتدِ


        وكأنّ أصحابَ النبيّ عشية ** بدنٌ تنحرُ عندَ بابِ المسجدِ


        فابكِ أبا عمروٍ لحسنِ بلائهِ ** أمسى مقيماً في بقيعِ الغرقدِ




        وقال يرثيه :


        ماذا أرَدتُمْ من أخي الخَيرِ بارَكَتْ ** يَدُ اللَّهِ في ذاكَ الأديمِ المُقَدَّدِ




        قتَلْتُمْ وَليَّ اللَّهِ في جَوْفِ دارِهِ ** وَجِئْتُمْ بأمْرٍ جَائرٍ غَيْرِ مُهْتَدي
        فَهَلاّ رَعَيْتُمْ ذِمّة َ اللَّهِ وَسْطَكُمْ ** وأوفيتمُ بالعهدِ عهدِ محمدِ


        ألمْ يَكُ فيكُمْ ذا بَلاءٍ وَمَصْدَقٍ ** وأوفاكمُ عهداً لدى كلّ مشهدِ


        فَلاَ ظَفِرَتْ أيْمَانُ قَوْمٍ تَظاهَرَتْ ** على قتلِ عثمانَ الرشيدِ المسددِ




        وقال أيضا :


        يا للرجالِ لدمعٍ هاجَ بالسننِ ** إنّي عجِبْتُ لمَنْ يبكي على الدِّمَنِ


        إني رأيتُ أمينَ اللهِ مضطهداً ** عثمانَ رهناً لدى الأجداثِ والكفنِ


        يا قاتلَ اللهُ قوماً كان شأنهمُ ** قتلُ الإمامِ الأمينِ المسلمِ الفطنِ


        ما قاتَلوه على ذَنْبٍ ألَمّ بِهِ ** إلا الذي نطقوا زوراً ولم يكنِ


        إذا تذكرتهُ فاضتْ بأربعة ** عَيني بدمْعٍ على الخَدّينِ مُحتتنِ




        اللهم إني أسألك بأن لك الحمد ، لا إله إلا أنت ، يا منان ، أن تغفر لعثمان بن عفان ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وما أسر وما أعلن ، اللهم ارفع درجته في عليين ، واجعل له لسان صدق في الآخرين ، وارض اللهم عنه يا رب العالمين ، وألحقنا به غير مبدلين ولا مغيرين ، وقاتل من قتله أو سبه أو شتمه إلى يوم الدين .




        اللهم إني أسالك بأن لك الحمد ، لا إله إلا أنت ، وحدك لا شريك لك ، المنان ، يا بديع السماوات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا حي ، يا قيوم ، إني أسألك الجنة ، وأعوذ بك من النار .


        وكتبه أبو طيبة محمد بن مبخوت الجزائري للثاني من شعبان سنة 1430هـ.

        تعليق


        • #5
          تم تغيير العنوان جزاك الله خيراً يا أستاذ محمد

          تعليق

          يعمل...
          X