يث عن الأندلس ؟
وقد اخترنا الحديث عن الأندلس لنذكر أبناء الإسلام أن تلك البلاد « إسبانيا والبرتغال » قد كانت إسلامية لمدة ثمانية قرون كاملة ، اخترنا الحديث عن الأندلس لأن الإبادة بلغت فيها منتهاها حيث كان فيها عام سقطت آخر ممالكها الإسلامية سنة (1492) ما بين ستة ملايين مسلم وثمانية ملايين وكان في غرناطة وحدها نحو المليون مسلم ، فجاء زمان لم يعد فيها من يقول لا إله إلا الله ، ولأنها حربٌ شنت على دين ضمن لهؤلاء النصارى حقهم في البقاء وفي أداء شعائر دينهم طوال تلك القرون ، ولأنها حرب إستأصالية فعلا وقد دامت أكثر من ثلاثة قرون، حرب تنصير قهري واضطهاد وتهجير ونفي، إنها حرب لم يعرف التاريخ لها نظيرا، حرب اقتلعت أمة بأسرها فلم يبق في الأرض ما يدل عليها إلا بعض القصور والمساجد التي حولت إلى كنائس أو متاحف …
قرارات كنسية غاشمة وأعمال ظالمة
-في سنة (1599) صدر قرار بتعميد أبناء المسلمين في جميع أنحاء غرناطة . وفيها أحرق ما يقرب من المليون كتاب إسلامي في يوم واحد في حفل حظره الملك رئيس الرهبان. وحكت بعض المصادر أنه قدمت رشاوي لبعض الوزراء والفقهاء ليتنصروا فيقتدي بهم الناس، ومن رفض تعرض للتصفية بأبشع الأساليب . وبعد سنتين من ذلك أي سنة(1501) صدر أمر بمنع ممارسة شعائر الإسلام ومن تعلم العربية واتبع ذلك بقرار بإخلاء المدينة العاصمة من جميع المسلمين.
-وفي (1502) صدر قرار ملكي يخير المسلمين بين الرحيل وبين التنصر فاختار نحو من 300 ألف الرحيل إلى المغرب ومصر والشام، واختار أكثرهم إظهار النصرانية تقية حفاظا على سلامتهم وسلامة أبناءهم. وقد عرفوا باسم المورسكيين « أي المسلمين الصغار» ولم يعلم هؤلاء أن محاكم التفتيش ستعمل عملها فيهم ، وقد حكى من أرخ لأحداث تلك الحقبة ممن عاصرها أنه صدرت قوانين عقابية صارمة ضد المورسكيين؛ وكان من جملة المخالفات التي ذكر: اللباس النظيف يوم الجمعة، ذكر اسم محمد صلى الله عليه وسلم ، ختان الأولاد وتسميتهم بأسماء عربية، وتغسيل الموتى ، رفض الأكل في رمضان ورفض شرب الخمر وغيرها مما يدل أنهم رجعوا إلى الإسلام أو أنهم ما زالوا مسلمين.
-وفي سنة (1511) تمت مصادرة الكتب الإسلامية من أصحابها وكل ما هو مسطور باللغة العربية ، وذلك بقصد تجهيل الأمة وخاصة الناشئة بدينهم، وبعدها بسنة (عام 1512) جدد الأمر بتخيير المسلمين بين الرحيل أو التنصر وذلك في محاولة منهم للتخلص ممن يئس من الاضطهاد وأعيته لغة الاستعباد .
-وفي سنة (1518) منع اللباس الإسلامي منعا عاما رسميا في أماكن العمل وغيرها ، وذلك سعيا لطمس كل ما يذكر الناس بدينهم .
-وفي سنة (1524) صدر قرار يؤكد على إجبار كل مسلم أن يختار الرحيل أو التنصر وإلا كان مصيره الاسترقاق مدى الحياة. وفي هذا العام تم تحويل جميع المساجد المتبقية إلى كنائس ، كما حرم التكلم والتكاتب باللغة العربية ، ومنع الناس من ممارسة كل عادة عرف بها المسلمون دينية كانت أو غير دينية . وبعدها بسنة (1525) صدر قرار يمنع المسلمين أو المورسكيين من جملة من الحقوق المدنية ويجبرهم بالتزام ملابس معينة تميزهم عن غيرهم ، وفيها أعيد فرض التعميد على أبناء المسلمين ، كما أمر بإخلاء مدينة بلنسية من المسلمين .
-وفي سنة (1579) صدر أمر بمنع المسلمين في المناطق الشمالية من إسبانيا من الاتصال بالعالم الخارجي ، كما اعتقل وسجن كل الفقهاء لأنهم كانوا وسيلة من وسائل نقل للإسلام للأجيال والحفاظ على ثوابت الأمة الإسلامية ، ولأنهم ربما حثوا على جهاد هؤلاء الطغاة الظلمة .
وكانت هذه القرارات تقابل من طرف المسلمين بالرفض والاحتجاجات، بل وبالانتفاضة تظاهرا أو اعتصاما بالجبال ، فتستغل الكنيسة تلك الأوضاع فتفتح الباب للاغتيالات والمذابح والتقتيل الجماعي بحجة أن هؤلاء خارجون عن النظام ومتمردون!!!
متى تأسست محاكم التفتيش ؟ ولماذا ؟
لقد تأسست هذه المحاكم الكنسية لما دب الضعف في دويلات الإسلام في الأندلس فبدأت بالسقوط واحدة فواحدة ، فهي قد تأسست قبل سقوط غرناطة لكن بسقوطها خرجت إلى العمل العلني الواسع، فهدفها كان تنصير المسلمين بعد سقوط جميع الدول التي كانت تحمي بيضتهم ، ولقد جهزوا أول الأمر جيشا من الرهبان والراهبات بقصد الدعاية للنصرانية لكن سرعان ما رجعوا يجرون أذيال الخيبة وأيقنوا أن من عرف الإسلام حق المعرفة لا يمكن أن يتركه ويبدله بأي دين آخر ولاسيما النصرانية !!!، فغاظهم ذلك وكانوا قد علموا أن المسلمين مهما انهزموا فإنهم إن لم يبدلوا دينهم ويبعدوهم عنه ، فإنهم سيعودون أقوياء كما كانوا وسيتغلبون عليهم طال الزمن أم قصر لذلك فقد عزموا على خوض حرب استئصالية ضد الملايين من المسلمين وإنه لعدد ضخم جدا بالنسبة لأهل ذلك الزمان – ولا شك أنكم تعلمون أن سكان الجزائر كلها لم يبلغ ستة ملايين إلا في النصف الثاني من القرن العشرين- فشرعوا في ممارسة الاضطهاد والتعذيب والتقتيل وكل ما يتصوره العبد من ألوان العنف في حق من يثبت عنه أنه يقوم بالعبادات الإسلامية ، تلك العبادات التي حضرتها الكنيسة ووصفت فاعليها بالمرتدين ومن يقومون بأعمال الكفر . فكان من قبض عليه فاعترف بذلك قتل مباشرة شنقا أو حرقا أو رميا من مرتفع من المرتفعات وذلك ليكون عبرة لغيره ، ومن أنكر فإنه يتعرض للتعذيب الشديد ليعترف بما فعل ومن اعترف يواصلون تعذيبه ليدل على غيره، ولا يفرج إلا عمن اعترف وكانت تهمته لا تصل إلى حد الكفر !! وهو مع ذلك معرض للعقوبة المالية ولدفع تكاليف إقامته في سجن الكنيسة !!.
وقد اخترنا الحديث عن الأندلس لنذكر أبناء الإسلام أن تلك البلاد « إسبانيا والبرتغال » قد كانت إسلامية لمدة ثمانية قرون كاملة ، اخترنا الحديث عن الأندلس لأن الإبادة بلغت فيها منتهاها حيث كان فيها عام سقطت آخر ممالكها الإسلامية سنة (1492) ما بين ستة ملايين مسلم وثمانية ملايين وكان في غرناطة وحدها نحو المليون مسلم ، فجاء زمان لم يعد فيها من يقول لا إله إلا الله ، ولأنها حربٌ شنت على دين ضمن لهؤلاء النصارى حقهم في البقاء وفي أداء شعائر دينهم طوال تلك القرون ، ولأنها حرب إستأصالية فعلا وقد دامت أكثر من ثلاثة قرون، حرب تنصير قهري واضطهاد وتهجير ونفي، إنها حرب لم يعرف التاريخ لها نظيرا، حرب اقتلعت أمة بأسرها فلم يبق في الأرض ما يدل عليها إلا بعض القصور والمساجد التي حولت إلى كنائس أو متاحف …
قرارات كنسية غاشمة وأعمال ظالمة
-في سنة (1599) صدر قرار بتعميد أبناء المسلمين في جميع أنحاء غرناطة . وفيها أحرق ما يقرب من المليون كتاب إسلامي في يوم واحد في حفل حظره الملك رئيس الرهبان. وحكت بعض المصادر أنه قدمت رشاوي لبعض الوزراء والفقهاء ليتنصروا فيقتدي بهم الناس، ومن رفض تعرض للتصفية بأبشع الأساليب . وبعد سنتين من ذلك أي سنة(1501) صدر أمر بمنع ممارسة شعائر الإسلام ومن تعلم العربية واتبع ذلك بقرار بإخلاء المدينة العاصمة من جميع المسلمين.
-وفي (1502) صدر قرار ملكي يخير المسلمين بين الرحيل وبين التنصر فاختار نحو من 300 ألف الرحيل إلى المغرب ومصر والشام، واختار أكثرهم إظهار النصرانية تقية حفاظا على سلامتهم وسلامة أبناءهم. وقد عرفوا باسم المورسكيين « أي المسلمين الصغار» ولم يعلم هؤلاء أن محاكم التفتيش ستعمل عملها فيهم ، وقد حكى من أرخ لأحداث تلك الحقبة ممن عاصرها أنه صدرت قوانين عقابية صارمة ضد المورسكيين؛ وكان من جملة المخالفات التي ذكر: اللباس النظيف يوم الجمعة، ذكر اسم محمد صلى الله عليه وسلم ، ختان الأولاد وتسميتهم بأسماء عربية، وتغسيل الموتى ، رفض الأكل في رمضان ورفض شرب الخمر وغيرها مما يدل أنهم رجعوا إلى الإسلام أو أنهم ما زالوا مسلمين.
-وفي سنة (1511) تمت مصادرة الكتب الإسلامية من أصحابها وكل ما هو مسطور باللغة العربية ، وذلك بقصد تجهيل الأمة وخاصة الناشئة بدينهم، وبعدها بسنة (عام 1512) جدد الأمر بتخيير المسلمين بين الرحيل أو التنصر وذلك في محاولة منهم للتخلص ممن يئس من الاضطهاد وأعيته لغة الاستعباد .
-وفي سنة (1518) منع اللباس الإسلامي منعا عاما رسميا في أماكن العمل وغيرها ، وذلك سعيا لطمس كل ما يذكر الناس بدينهم .
-وفي سنة (1524) صدر قرار يؤكد على إجبار كل مسلم أن يختار الرحيل أو التنصر وإلا كان مصيره الاسترقاق مدى الحياة. وفي هذا العام تم تحويل جميع المساجد المتبقية إلى كنائس ، كما حرم التكلم والتكاتب باللغة العربية ، ومنع الناس من ممارسة كل عادة عرف بها المسلمون دينية كانت أو غير دينية . وبعدها بسنة (1525) صدر قرار يمنع المسلمين أو المورسكيين من جملة من الحقوق المدنية ويجبرهم بالتزام ملابس معينة تميزهم عن غيرهم ، وفيها أعيد فرض التعميد على أبناء المسلمين ، كما أمر بإخلاء مدينة بلنسية من المسلمين .
-وفي سنة (1579) صدر أمر بمنع المسلمين في المناطق الشمالية من إسبانيا من الاتصال بالعالم الخارجي ، كما اعتقل وسجن كل الفقهاء لأنهم كانوا وسيلة من وسائل نقل للإسلام للأجيال والحفاظ على ثوابت الأمة الإسلامية ، ولأنهم ربما حثوا على جهاد هؤلاء الطغاة الظلمة .
وكانت هذه القرارات تقابل من طرف المسلمين بالرفض والاحتجاجات، بل وبالانتفاضة تظاهرا أو اعتصاما بالجبال ، فتستغل الكنيسة تلك الأوضاع فتفتح الباب للاغتيالات والمذابح والتقتيل الجماعي بحجة أن هؤلاء خارجون عن النظام ومتمردون!!!
متى تأسست محاكم التفتيش ؟ ولماذا ؟
لقد تأسست هذه المحاكم الكنسية لما دب الضعف في دويلات الإسلام في الأندلس فبدأت بالسقوط واحدة فواحدة ، فهي قد تأسست قبل سقوط غرناطة لكن بسقوطها خرجت إلى العمل العلني الواسع، فهدفها كان تنصير المسلمين بعد سقوط جميع الدول التي كانت تحمي بيضتهم ، ولقد جهزوا أول الأمر جيشا من الرهبان والراهبات بقصد الدعاية للنصرانية لكن سرعان ما رجعوا يجرون أذيال الخيبة وأيقنوا أن من عرف الإسلام حق المعرفة لا يمكن أن يتركه ويبدله بأي دين آخر ولاسيما النصرانية !!!، فغاظهم ذلك وكانوا قد علموا أن المسلمين مهما انهزموا فإنهم إن لم يبدلوا دينهم ويبعدوهم عنه ، فإنهم سيعودون أقوياء كما كانوا وسيتغلبون عليهم طال الزمن أم قصر لذلك فقد عزموا على خوض حرب استئصالية ضد الملايين من المسلمين وإنه لعدد ضخم جدا بالنسبة لأهل ذلك الزمان – ولا شك أنكم تعلمون أن سكان الجزائر كلها لم يبلغ ستة ملايين إلا في النصف الثاني من القرن العشرين- فشرعوا في ممارسة الاضطهاد والتعذيب والتقتيل وكل ما يتصوره العبد من ألوان العنف في حق من يثبت عنه أنه يقوم بالعبادات الإسلامية ، تلك العبادات التي حضرتها الكنيسة ووصفت فاعليها بالمرتدين ومن يقومون بأعمال الكفر . فكان من قبض عليه فاعترف بذلك قتل مباشرة شنقا أو حرقا أو رميا من مرتفع من المرتفعات وذلك ليكون عبرة لغيره ، ومن أنكر فإنه يتعرض للتعذيب الشديد ليعترف بما فعل ومن اعترف يواصلون تعذيبه ليدل على غيره، ولا يفرج إلا عمن اعترف وكانت تهمته لا تصل إلى حد الكفر !! وهو مع ذلك معرض للعقوبة المالية ولدفع تكاليف إقامته في سجن الكنيسة !!.
تعليق