*****
مطوية / مختصر سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه
من كتاب تاريخ الخلفاء لسيوطي رحمه الله
https://www.ajurry.com/vb/attachment...6&d=1546688035
نص المطوية :
الخليفة الثالث: عثمان بن عفان رضي الله عنه
وتزوج رقية بنت الرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل النبوة، وماتت عنده في ليالي غزوة بدر، فتأخر عن بدر لتمريضها، بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضرب له بسهمه وأجره، فهو معدود في البدريين بذلك ، وجاء البشير بنصر المسلمين ببدر يوم دفنوها بالمدينة، فزوجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعدها أختها أم كلثوم، وتوفيت عنده سنة تسع من الهجرة.
قال العلماء: ولا يعرف أحد تزوج بنتي نبي غيره، ولذلك سمي ذو النورين: فهو من السابقين الأولين، وأول المهاجرين، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة الذين توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو عنهم راضٍ، وأحد الصحابة الذين جمعوا القرآن، بل قال ابن عباد: لم يجمع القرآن من الخلفاء إلا هو والمأمون.
وقال ابن سعد: استخلفه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المدينة في غزوته إلى ذات الرقاع، وإلى غطفان.
روي له عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مائة حديث، وستة وأربعون حديثًا.
أخرج ابن سعد عن عبد الرحمن بن حاطب، قال: ما رأيت أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم -كان إذا حدث- أتم حديثًا ولا أحسن من عثمان بن عفان، إلا أنه كان رجلًا يهاب الحديث(أخرجه ابن سعد في الطبقات "180/2").
وأخرج عن محمد بن سيرين قال: كان أعلمهم بالمناسك عثمان، وبعده ابن عمر.
وأخرج البيهقي في سننه، عن عبد الله بن أبان الجعفي قال: قال لي خالي حسين الجعفي: تدري لِمَ سُمّي عثمان ذا النورين؟ قلت: لا، قال: لم يجمع بين بنتي نبي منذ خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة غير عثمان، فلذلك سمي ذا النورين(أخرجه البيهقي في السنن "73/7". ) ،وأخرج أبو نعيم عن الحسن قال: إنما سُمّي عثمان بن عفان ذا النورين؛ لأنه لا نعلم أحدًا أغلق بابه على ابنتي نبي غيره ، وقال: إنه كان يكنى في الجاهلية أبا عمرو فلما كان الإسلام ولدت له رقية عبد الله، فاكتنى به ، وأمه: أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن مناف، وأمها: أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم، وتوأمة أبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأم عثمان بنت عمة النبي صلى الله عليه وسلم .
وأخرج ابن عساكر من طرق: أن عثمان كان رجلًا ربعة: ليس بالقصير، ولا بالطويل، حسن الوجه، أبيض مشربًا حمرة، بوجهه نمشات جدري، كثير اللحية، عظيم الكراديس، بعيد ما بين المنكبين، خدل الساقين، طويل الذراعين، شعره قد كسا ذراعيه، جعد الرأس أصلع، أحسن الناس ثغرًا، جمته أسفل من أذنيه يخضب بالصفرة، وكان قد شد أسنانه بالذهب ، وأخرج عن موسى بن طلحة قال: كان عثمان بن عفان أجمل الناس.
وأخرج ابن سعد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، قال: لما أسلم عثمان بن عفان أخذه عمه الحكم بن أبي العاص بن أمية، فأوثقه رباطًا، وقال: ترغب عن ملة آبائك إلى دين محدث؟ والله لا أدعك أبدًا حتى تدع ما أنت عليه، فقال عثمان: والله لا أدعه أبدًا، ولا أفارقه، فلما رأى الحكم صلابته في دينه تركه(أخرجه ابن سعد في الطبقات "79/2") .
فصل: في الأحاديث الواردة في فضله غير ما تقدم
وأخرج الشيخان عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جمع ثيابه حين دخل عثمان، وقال: "ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة" (أخرجه مسلم "2401/4") ،وأخرج البخاري عن أبي عبد الرحمن السلمي: أن عثمان حين حوصر أشرف عليهم، فقال: أنشدكم بالله، ولا أنشد إلا أصحاب النبي، ألستم تعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من جهز جيش العسرة فله الجنة؟ " فجهزتهم، ألستم تعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من حفر بئر رومة فله الجنة؟ " فحفرتها، فصدقوه بما قال(أخرجه البخاري "2778/5".) ،وأخرج الترمذي عن عبد الرحمن بن خباب قال: شهدت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يحث على جيش العسرة، فقال عثمان بن عفان: يا رسول الله! عليّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حض على الجيش، فقال عثمان: يا رسول الله! علي مائتا بعيرٍ بأحلاساها وأقتابها في سبيل الله، ثم حض على الجيش، فقال عثمان: يا رسول الله عليّ ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، فنزل رسول الله يقول: "ما على عثمان ما عمل بعد هذه شيء" (4 أخرجه الترمذي "3700/5") ، وأخرج الترمذي عن أنس، والحاكم وصححه، عن عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بألف دينار حين جهز جيش العسرة فنثرها في حجره فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم يقلبها ويقول: "ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم" مرتين(أخرجه الترمذي "3701/5").
وأخرج الترمذي عن أنس قال: لما أمرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- ببيعة الرضوان كان عثمان بن عفان رسول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أهل مكة، فبايع الناس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن عثمان بن عفان في حاجة الله وحاجة رسوله"، فضرب بإحدى يديه على الأخرى، فكانت يد الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعثمان خيرًا من أيديهم لأنفسهم ، وأخرج الترمذي عن ابن عمر قال: ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتنة فقال: "يقتل فيها هذا مظلومًا" لعثمان.
وأخرج الترمذي، والحاكم وصححه، وابن ماجه، عن مرة بن كعب قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكر فتنة يقر بها، فمر رجل مقنع في ثوب قال: "هذا يومئذ على الهدى" فقمت إليه فإذا هو عثمان بن عفان، فأقلبت إليه بوجهي فقلت: هذا؟ قال: "نعم" (أخرجه الترمذي "3704/5") ، وأخرج الترمذي والحاكم عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يا عثمان، إنه لعل الله يقمصك قميصًا، فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني" ،
وأخرج الطبراني عن عصمة بن مالك قال: لما ماتت بنت الرسول -صلى الله عليه وسلم- تحت عثمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "زوجوا عثمان، لو كان لي ثالثة لزوجته، وما زوجته إلا بالوحي من الله" (أخرجه الطبراني في الكبير "490/17").
فصل: في خلافته رضي الله عنه
بويع بالخلافة بعد دفن عمر بثلاث ليالٍ، فروي: أن الناس كانوا يجتمعون في تلك الأيام إلى عبد الرحمن بن عوف يشاورونه ويناجونه فلا يخلو به رجل ذو راي فيعدل بعثمان أحدًا،ولما جلس عبد الرحمن للمبايعة حمد الله وأثنى عليه وقال في كلامه : إني رأيت الناس يأبون إلا عثمان، أخرجه ابن عساكر عن المسور بن مخرمة، وفي رواية: أما بعد يا علي، فإني قد نظرت في الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان، فلا تجعلن على نفسك سبيلًا، ثم أخذ بيد عثمان فقال: نبايعك على سنة الله وسنة رسوله وسنة الخليفتين بعده، فبايعه عبد الرحمن، وبايعه المهاجرون والأنصار.
وأخرج ابن سعد عن أنس قال: أرسل عمر إلى أبي طلحة الأنصاري قبل أن يموت بساعة فقال: كن في خمسين من الأنصار مع هؤلاء النفر أصحاب الشورى، فإنهم فيما أحسب سيجتمعون في بيت، فقم على ذلك الباب بأصحابك فلا تترك أحدًا يدخل عليهم ولا تتركهم يمضي اليوم الثالث حتى يؤمِّروا أحدهم(أخرجه ابن سعد في الطبقات "84/1")...
وفي هذه السنة من خلافته فتحت الري، وكانت فتحت وانتقضت، وفيها أصاب الناس رعاف كثير، فقيل لها: سنة الرعاف، وأصاب عثمان رعاف حتى تخلف عن الحج وأوصى، وفيها فتح من الروم حصون كثيرة، وفيها ولى عثمان الكوفة سعد بن أبي وقاص وعزل المغيرة ، وفي سنة خمس وعشرين عزل عثمان سعدًا عن الكوفة، وولى الوليد بن عقبة بن أبي معيط وهو صحابي أخو عثمان لأمه، وذلك أول ما نقم عليه؛ لأنه آثر أقاربه بالولايات، وحكى أن الوليد صلى بهم الصبح أربعًا وهو سكران، ثم التفت إليهم فقال: أزيدكم؟
وفي سنة ست وعشرين زاد عثمان في البيت الحرام، ووسعه واشترى أماكن للزيادة، وفيها فتحت سابور ، وفي سنة سبع وعشرين غزا معاوية قبرص، فركب البحر بالجيوش، وكان معهم عبادة بن الصامت، وزوجته أم حرام بنت ملحان الأنصارية، فسقطت عن دابتها، فماتت شهيدة هناك، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرها بهذا الجيش، ودعا لها بأن تكون منهم فدفنت بقبرص، وفيها فتحت أرجان، ودرا بجرد، وفيها عزل عثمان عمرو بن العاص عن مصر وولى عليها عبد الله بن سعد بن أبي السرح، فغزا أفريقية فافتتحها سهلًا وجبلًا، فأصاب كل إنسان من الجيش ألف دينار، وقيل: ثلاثة آلاف دينار، ثم فتحت الأندلس في هذا العام.
كان معاوية يلح على عمر بن الخطاب في غزو قبرص، وركوب البحر لها، فكتب عمر إلى عمرو بن العاص: أن صف لي البحر وراكبه، فكتب إليه: إني رأيت خلقًا كبيرًا يركبه خلق صغير، إن ركد خرق القلوب، وإن تحرك أراع العقول، تزداد فيه العقول قلة والسيئات كثرة، وهم فيه كدود على عود، إن مال غرق، وإن نجا فرق، فلما قرأ عمر الكتاب كتب إلى معاوية : والله لا أحمل فيه مسلمًا أبدًا، قال ابن جرير: فغزا معاوية قبرص في أيام عثمان فصالحه أهلها على الجزية ، وفي سنة تسع وعشرين فتحت إصطخر عنوة، وفسا، وغير ذلك، وفيها زاد عثمان في مسجد المدينة ووسعه، وبناه بالحجارة المنقوشة، وجعل عمده من الحجارة، وسقفه بالساج، وجعل طوله ستين ومائة ذراع، وعرضه خمسين ومائة ذراع ، وفي سنة ثلاثين فتحت جور وبلاد كثيرة من أرض خراسان، وفتحت نيسابور صلحًا، وقيل: عنوة، وطوس وسرخس كلاهما صلحًا، وكذا مرو، وبيهق، ولما فتحت هذه البلاد الواسعة كثر الخراج على عثمان، وأتاه المال من كل وجه، حتى اتخذ له الخزائن وأدر الأرزاق وكان يأمر للرجل بمائة ألف بدرة في كل بدرة أربعة آلاف أوقية ، وفي سنة إحدى وثلاثين توفي أبو سفيان بن حرب والد معاوية، وفيها مات الحكم بن أبي العاص عم عثمان رضي الله عنه.
وفي سنة اثنتين وثلاثين توفي العباس بن عبد المطلب عم الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصلى عليه عثمان، وفيها توفي عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة من السابقين الأولين، تصدق مرة بأربعين ألفًا وبقافلة جاءت من الشام كما هي، وفيها مات عبد الله بن مسعود الهذلي أحد القراء الأربعة، ومن أهل السوابق في الإسلام، ومن علماء الصحابة المشهورين بسعة العلم، وفيها مات أبو الدرداء الخزرجي الزاهد الحكيم، ولي قضاء دمشق لمعاوية، وفيها توفي أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري صادق اللهجة، وفيها مات زيد بن عبد ربه الأنصاري الذي أري الأذان.
وفي سنة ثلاث وثلاثين توفي المقداد بن الأسود في أرضه بالجرف وحمل إلى المدينة، وفيه غزا عبد الله بن سعد بن أبي سرح الحبشة.
وفي سنة أربع وثلاثين أخرج أهل الكوفة سعيد بن العاص ورضوا بأبي موسى الأشعري، وفي سنة خمس وثلاثين كان مقتل عثمان.
وأخرج ابن عساكر عن كنانة مولى صفية وغيره قالوا: قتل عثمان رجل من أهل مصر أزرق أشقر، يقال له: حمار.
وأخرج أحمد عن المغيرة بن شعبة أنه دخل على عثمان وهو محصور فقال: إنك إمام العامة، وقد نزل بك ما ترى، وإني أعرض عليك خصالًا ثلاثًا: إحداهن: إما أن تخرج فتقاتلهم فإن معك عددًا وقوة، وأنت على الحق وهم على باطل، وإما أن نخرق لك بابًا سوى الباب الذي هم عليه، فتقعد على راحلتك، فتلحق بمكة، فإنهم لن يستحلوك وأنت بها، وإما أن تلحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية، فقال عثمان: أما أن أخرج فأقاتل فلن أكون أول من خَلَف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أمته بسفك الدماء وأما أن أخرج الى مكة فقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : "يلحد رجل من قريش بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم". فلن أكون أنا وأما أن ألحق بالشام فلن أفارق دار هجرتي ومجاورة رسول الله صلى الله عليه وسلم(أخرجه أحمد في المسند "64/1") ، وأخرج ابن عساكر عن أبي ثور الفهمي قال: دخلت على عثمان وهو محصور فقال: لقد اختبأت عند ربي عشرًا، وإني لرابع أربعة في الإسلام، وأنكحني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابنته، ثم توفيت فأنكحني ابنته الأخرى، وما تغنيت، ولا تمنيت، ولا وضعت يميني على فرجي منذ بايعت النبي -صلى الله عليه وسلم- وما مرت بي جمعة منذ أسلمت إلا وأنا أعتق فيها رقبة إلا أن يكون عندي شيء فأعتقها بعد ذلك، ولا زنيت في جاهلية ولا إسلام قط، ولا سرقت في جاهلية ولا إسلام قط، ولقد جمعت القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان قتل عثمان في أوسط أيام التشريق من سنة خمس وثلاثين، وقيل: قتل يوم الجمعة لثماني عشرة خلت من ذي الحجة، ودفن ليلة السبت، بين المغرب والعشاء، في حش كوكب بالبقيع، وهو أول من دفن به، وقيل: كان يوم قتله يوم الأربعاء، وقيل: يوم الاثنين لستٍ بقين من ذي الحجة، وكان له يوم قتل اثنتان وثمانون سنة، وقيل: إحدى وثمانون سنة، وقيل: أربع وثمانون وقيل: ست وثمانون، وقيل ثمانٍ أو تسع وثمانون، وقيل: تسعون قال قتادة: صلى عليه الزبير ودفنه وكان أوصى بذلك إليه.
وأخرج عن حذيفة قال: أول الفتن قتل عثمان، وآخر الفتن خروج الدجال، والذي نفسي بيده لا يموت رجل وفي قلبه مثقال حبة من حب قتل عثمان إلا تبع الدجال إن أدركه، وإن لم يدركه آمن به في قبره ،وأخرج عن سمرة قال: إن الإسلام كان في حصن حصين، وإنهم ثلموا في الإسلام ثلمة بقتلهم عثمان لا تسد إلى يوم القيامة، وإن أهل المدينة كانت فيهم الخلافة فأخرجوها ولم تعد فيهم.
وأخرج ابن عساكر عن عبد الرحمن بن مهدي قال: خصلتان لعثمان ليستا لأبي بكر ولا لعمر رضي الله عنهما: صبره على نفسه حتى قتل، وجمعه الناس على المصحف.
وأخرج الحاكم (أخرجه الحاكم في المستدرك "105/3".)
أخرج ابن سعد عن موسى بن طلحة قال: رأيت عثمان يخرج يوم الجمعة وعليه ثوبان أصفران فيجلس على المنبر، فيؤذن المؤذن، وهو يتحدث يسأل الناس عن أسعارهم، وعن مرضاهم ، وأخرج عن عبد الله الرومي قال: كان عثمان يلي وضوء الليل بنفسه، فقيل له: لو أمرت بعض الخدم فكفوك، قال لا، الليل لهم يستريحون فيه.
وأخرج ابن عساكر عن عمرو بن عثمان بن عفان قال: كان نقش خاتم عثمان: "آمنت بالذي خلق فسوى" ، وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن ابن عمر: أن جهجاه الغفاري قام إلى عثمان وهو على المنبر يخطب، فأخذ العصا من يده فكسرها على ركبته فما حال الحول على جهجاه حتى أرسل الله في رجله الأكلة، فمات منها.
فصل: في أوليات عثمان رضي الله عنه
قال العسكري في الأوائل: هو أول من أقطع القطائع، وأول من حمى الحمى، وأول من خلفض صوته بالتكبير، وأول من خلق المسجد(ومعناه طيبه بطيب الخلوق النهاية "70/2")، وأول من أمر بالأذان الأول في الجمعة، وأول من رزق المؤذنين، وأول من أرتج عليه في الخطبة فقال: أيها الناس، إن أول مركب صعب، وإن بعد اليوم أياما، وإن أعش تأتكم الخطبة على وجهها، وما كنا خطباء وسيعلمنا الله. أخرجه ابن سعد، وأول من قدم الخطبة في العيد على الصلاة، وأول من فوض إلى الناس إخراج زكاتهم، وأول من ولي الخلافة في حياة أمه، وأول من اتخذ صاحب شرطة، وأول من اتخذ المقصورة في المسجد خوفًا أن يصيبه ما أصاب عمر، وهذا ما ذكره العسكري، قال: وأول ما وقع الاختلاف بين الأمة فخطأ بعضهم بعضا في زمانه في أشياء نقموها عليه وكانوا قبل ذلك يختلفون في الفقه، ولا يخطئ بعضهما بعضا.
قلت: بقى من أوائله أنه أول من هاجر إلى الله بأهله من هذه الأمة كما تقدم، وأول من جمع الناس على حرف واحد في القراءة.