*****
مطوية / زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنهن
لفضيلة الشيخ محمد بن سعيد رسلان حفظه الله
http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=55770&d=1514631547
نسخة للطبع المنزلي بالابيض والاسود
سهلة للطبع العادي او النسخ -فوتوكوبي-
http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=55771&d=1514631781
*****
*****
نص المطوية :
«أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ»
- من تفريغ خطبة فضائل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم -
لفضيلة الشيخ محمد بن سعيد رسلان حفظه الله تعالى
*****
وَقَد وَرَدَ كَمَا مرَّ في بَعْضِ صِيَغِ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- الصَّلَاةُ عَلَى أَزْوَاجِهِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ-، وَأَزْوَاجُهُ صلى الله عليه وسلم هُنَّ:
1- خديجةُ بنتُ خويلدٍ –رضي الله عنها-:
وقد تزوَّجَهَا النبيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ وهو ابنُ خمسٍ وعشرين سنة، وبقيت معهُ إلى أنْ أكرمَهُ اللهُ برسالتِهِ، فآمنت به ونصَرَتْهُ، فكانت له وزيرَ صِدقٍ، وماتت قبلَ الهجرةِ بثلاثِ سنينَ على الأصَحِّ، وقيل: بأربعٍ، وقيلَ: بخمسٍ. ولها خصائصُ –رضي اللهُ عنها-؛ منها:
- أنه صلى الله عليه وسلم لم يتزوج عليها غيرَهَا.
- ومنها: أنَّ أولادَهُ صلى الله عليه وسلم كلُّهُم منها إلَّا إبراهيمَ –عليه السلام-؛ فإنه مِن سُرِّيَّتِهِ مارية.
- ومنها: أنها خيرُ نساءِ الأُمَّةِ، واختُلِفَ في تفضيلِهَا على عائشةَ –رضيَ اللهُ عنها- على ثلاثةِ أقوالٍ، ثالثُهَا الوقف.
- ومِن خصائصِهَا -رضي اللهُ عنها-: أنَّ اللهَ بَعَثَ إليها السلامَ مع جبريلَ –عليه السلام-، فبلَّغَهَا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سلامَ اللهِ عليها، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: « يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ –وَهُو اللؤلؤُ المُجَوَّف- لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ». متفقٌ عليه.
- ومِنْ خصائِصِهَا -رضي الله عنها-: أنها لم تَسُؤْهُ قَطُّ، ولم تُغَاضِبْهُ قط، ولم يَنَلْها منه إيلاءٌ ولا عَتْبٌ قط ولا هَجْرٌ، وكَفَى به مَنْقَبةً وفضيلةً.
- ومِنْ خواصِّها: أنها أولُ امرأةٍ آمَنَتْ باللهِ ورسولِه مِنْ هذه الأمةِ.
2- ومِنْ نِسَائِهِ صلى الله عليه وسلم : سَوْدَةُ بنتُ زَمْعَةَ -رضي اللهُ تعالى عنها-:
كَبُرَتْ عندَه، وأراد طلاقَها، فَوَهَبَتْ يومَها لِعائشةَ -رضي الله عنها-، فأَمْسَكَهَا، كما في «الصحيحين»،1وهذا مِنْ خواصِّها؛ أنها آثَرَت بيومِها حِبَّ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تقرُّبًا إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وحُبًّا له، وإيثارًا لِمَقَامِهَا معه، فكان يَقْسِمُ لِنَسائِهِ ولا يَقْسِمُ لها، وهي راضيةٌ بذلك، مُؤْثِرَةٌ لِرِضَا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم -رضي الله عنها-.2
_________________
1 - وفيها نزل:( وإِنِ امْرأةٌ خافتْ مِنْ بعْلِها نشوزًا )[ النساء:128][ رواه أبو داود (2135)/ وهو في "الصحيحة" (1479.
2 - ومن فضائلها أنها كانت سببا في نزول الحجاب على أمهات المؤمنين، فعن عائشة رضي الله عنها أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع - وهو صعيد أفيح - فكان عمر يقول لنبي صلى الله عليه وسلم : أحجب نسائك، فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل، فخرجت سودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي عشاءً، وكان ت امرأة طويلة،فناداها عمر: ألا قد عرفناك يا سودة! حرصاً على أن ينزل الحجاب، فأنزل الله آية الحجاب[رواه البخاري (146)، ومسلم (2170).
3- ومِنْ نِسائِهِ: عائشةُ بنتُ أبي بكرٍ –رضي الله عنهما-:
وهي عائشةُ حِبُّ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، تَزَوَّجَها النبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- وهي بنتُ سِتِّ سنينَ قَبْلَ الهجرةِ بِسَنَتَيْنِ، وقيل: بثلاث، وبَنَى بها بالمدينةِ أَوَّلَ مَقْدَمِهِ في السَّنَةِ الأُولى وهي بِنْتُ تسعٍ، ومات عنها وهي بنتُ ثَمَانِ عَشْرَةَ، وتُوُفِّيَتْ بالمدينةِ ودُفِنَتْ بالبَقِيعِ، وأَوْصَتْ أنْ يًصَلِّيَ عليها أبو هريرةَ –رضي الله عنه- سنةَ ثمانٍ وخمسين.- ومِنْ خصائِصِها:
أَنَّهَا كَانت أَحَبَّ أزواجِ رسولِ اللهِ إليه، كما ثبت ذلك عنه عند البخاري في «الصحيح»، وقد سُئِلَ: أَيُّ الناسِ أَحَبُّ إليك؟
قال: «عَائِشَةُ».
قيل: فَمِنَ الرجالِ؟
قال: «أَبُوهَا».
- ومِنْ خَصَائِصها أيضًا: أنه لم يَتَزَوَّجْ بِكْرًا غيرَها.
- ومِنْ خَصَائِصها: أنه كان يَنْزِلُ عليه الوحيُ وهو في لِحَافِها دون غيرِها.
- ومِنْ خصائِصِهَا: أنَّ اللهَ لَمَّا أَنْزَلَ عليه آيةَ التخييرِ؛ بَدَأَ بها فَخَيَّرَهَا، فقال: «وَلَا عَلَيْكِ أَنْ لَا تَعْجَلِي حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ». فَقَالَتْ: أَفِي هَذَا أَسْتَأْمِرُ أَبَوَيَّ؟ فَإِنِّي أُرِيدُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ.
فاسْتَنَّ بها بقيةُ أزواجِهِ –رضي الله عنهن-، وقُلْنَ كما قالت.
- ومِنْ خَصَائِصِهَا: أنَّ اللهَ تعالى بَرَّأَها مما رَمَاها به أهلُ الإفكِ، وأَنْزَلَ في عُذْرِها وبراءَتِها وَحْيًا يُتلَى في مَحَارِيبِ المسلمينَ وصلواتِهِم إلى يومِ القيامةِ.
- ومِنْ خصائِصِهَا -رضي الله عنها-: أنَّ الأكابرَ مِنَ الصحابةِ -رضي الله عنهم- كان إذا أَشْكَلَ عليهم أمرٌ مِنَ الدين؛ اسْتَفْتَوْها، فيَجِدون عِلْمَه عندَها.
- ومن خصائصها: أنَّ الناسَ كانوا يَتَحَرَّوْنَ بهداياهُم يومَها مِنْ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تقرُّبًا إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم .
4 - ومِنْ نسائِهِ: حفصةُ بنتُ عمر -رضي الله عنهما-:
تَزَوَّجَها النبيُّ صلى الله عليه وسلم 1، وكانت قبلَه عند خُنَيْسِ بنِ حُذَافَةَ، وكان مِنْ أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وممن شَهِدَ بدرًا، تُوُفِّيَتْ سنةَ سبعٍ وقيل: ثمانٍ وعشرين.- ومن خواصِّها: ما ذَكَره الحافظُ أبو محمدٍ المقدسيُّ في مختصَرِه في السيرةِ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم طَلَّقها، فأتاه جبريلُ، فقال: «إنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أنْ تُرَاجِعَ حفصةَ؛ فإنها صَوَّامةٌ قَوَّامةٌ، وإنها زوجتُك في الجنة». وأخرجَهُ أبو داود وابنُ ماجه مختصرًا. 2
_________________
1 - تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث من الهجرة، وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم، وكان عمرها عشرين سنة[ذكره الذهبي في "السير" (2/227) و كانت رضي الله عندها من المهاجرات. ومن فضائلها أنها كانت أمينة، فكانت الصحف التي جمعها أبو بكر رضي الله عنه عندها بعد وفاته، ثم في خلافة عمر رضي الله عنه، ثم أرسلتها إلى عثمان رضي الله عنه في خلافته"[- رواه البخاري (7191).
2 - توفيت رضي الله عنها سنة إحدى وأربعين، عام الجماعة، وقيل: توفيت سنة خمس وأربعين بالمدينة، وصلى عليها والي المدينة مروان "[[40]- "السير" (2/227).
5 - ومِنْ نسائِهِ: أُمُّ حَبِيبةَ رضي الله عندها :
- وهي : رَمْلَةُ بنتُ صَخْرِ بنِ حربِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عبدِ شمسِ بنِ عبدِ منافٍ 1، هاجَرَتْ مع زوجِها عبيدِ اللهِ بنِ جحشٍ إلى أرضِ الحبشة، فَتَنَصَّرَ بالحبشةِ، وأَتَمَّ اللهُ لها الإسلامَ، وتَزَوَّجَها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهي بأرضِ الحبشةِ، وأَصْدَقَها عنه النجاشيُّ أربَعَمِائةِ دينارٍ، وبَعَثَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عمرَو بنَ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ إلى النجاشيِّ يَخْطِبُها، ووَلِيَ نكاحَها عثمانُ بنُ عفانَ، وقيل: خالدُ بنُ سعيدِ بنِ العاص، وهي التي أَكْرَمَتْ فِراشَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يَجْلِسَ عليه أبوها لَمَّا قَدِمَ المدينةَ، وقالت: إنك امْرُؤٌ مُشْرِكٌ، ومَنَعَتْهُ مِنَ الجلوسِ على فراشِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم . 2________________
1 - أخت معاوية رضي الله عنه،وأصدقها النجاشي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة دينار .وهي من بنات عم الرسول صلى الله عليه وسلم ليس في أزواجه من هي أقرب نسبا إليه منها، ولا في نسائه من هي أكثر صداقا منها، ولا من تزوج بها وهي نائية الدار أبعد منها..
2 - توفيت رضي الله عنها سنة أربع وأربعين.[سير أعلام النبلاء" (2/219).
6 - ومِنْ نسائِهِ: أمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها 1 :
- وهي: هندُ بنتُ أبي أُمَيَّةَ بنِ المغيرةِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ مَخْزُومٍ –رضي الله تعالى عنها-2، تُوُفِّيَتْ سنةَ اثنتينِ وستينَ، ودُفِنَتْ بالبَقيعِ، وهي آخِرُ أزواجِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم موتًا، وقيل: بل ميمونة.- ومِنْ خصائِصِها: أنَّ جبريلَ دَخَلَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهي عندَه، فَرَأَتْهُ في صورةِ دِحْيَةَ الكَلْبِيِّ ،كما في «صحيح مسلم».3
________________
1 - بنت عم خالد بن الوليد رضي الله عنه، وبنت عم أبي جهل، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة أربع من الهجرة في شوال.
2 - عن أنس رضي الله عنه قال: لمَّا حضرت أبا سلمة الوفاة، قالت أم سلمة: إلى من تكلني؟ فقال: اللهم! إنك لأم سلمة خير من أبي سلمة، فلما توفي خطبها رسول صلى الله عليه وسلم، فقالت: إني كبيرة السَّنِّ، قال: " أنا أكبر منك سنًّا والعيال على الله ورسوله، وأما الغيرة، فأرجو الله أن يذهبها " فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأرسل إليها برحاءين وجرة ماء[رواه أبو يعلى (4161)، وقال الألباني: سنده جيد "الصحيحة " (293).]
و كانت تعد من فقهاء الصحابيات، ومن أجمل النساء وأشرفهن نسبا،
3 - فعن أسامة رضي الله عنه: أن جبريل عليه سلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أم سلمة فقال: "من هذا؟" أو كما قال، قالت: دحية، قالت أم سلمة: ايم الله ما حسبته إلا إياه، حتى سمعت خطبة نبي الله صلى الله عليه وسلم يخبر خبر جبريل، أو كما قال[رواه البخاري (3634)،، ومسلم (2451].
7 - ومِنْ نسائِهِ صلى الله عليه وسلم : زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-:
- وهي بنتُ عَمَّتِهِ أُمَيْمَةَ بنتِ عبدِ المطلبِ، وكانت قَبْلُ عندَ مَوْلَاهُ زيدِ بنِ حارثةَ، وطَلَّقَها، فَزَوَّجَها اللهُ تعالى رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فوقِ سبعِ سماواتٍ1، وأَنْزَلَ عليه: ( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا ) [الأحزاب: 37]، فقام فَدَخَلَ عليها بلا استئذانٍ، وكانت تَفْخَرُ بذلك على سائرِ أزواجِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وتقولُ: «زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ، وزَوَّجَنِي اللهُ مِن فوقِ سبعِ سماواتِه»2. _________________
1 - ومن فضائلها أن عائشة رضي الله عنها أثنت عليها بقولها: " وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب، وأتقى لله وأصدق حديثا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به، وتقرب إلى الله تعالى "[ رواه مسلم (2442).].
2- ومن فضائلها أنها كثيرة الصدقة، فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أسرعكن لحاقا بي [أي: أولهن وفاة بعد النبي صلى الله عليه وسلم]أطولكن يدا "، قالت: " فكن يتطاولن أيتهن أطول يداً، قالت: فكانت أطولنا يداً زينب، لأنها كانت تعمل بيدها وتصَّدق"[ رواه مسلم (2452) بهذا اللفظ، وفي البخاري (1420) أنها سودة].
توفيت بالمدينة سنة عشرين ودفنت رضي الله عنها بالبقيع، وصلى عليها ابن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه[سير أعلام النبلاء" (2/212)
8 - ومِنْ نسائِه صلى الله عليه وسلم : زينبُ بنتُ خُزَيمةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-:
- وهي: زينبُ بنتُ خُزَيْمةَ الهِلَالِيَّةُ1، كانت تحتَ عبدِ اللهِ بنِ جحشٍ، تَزَوَّجَها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سنةَ ثلاثٍ منَ الهجرةِ، وكانت تُسَمَّى (أمَّ المساكين)؛ لِكَثرةِ إطعامِها للمساكينِ، ولم تَلْبَثْ عند رسولِ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- إلَّا يَسِيرًا شهرين أو ثلاثة، وتُوُفِّيَتْ –رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-._______________
1 - وهي أخت أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها لأمها وتزوجها رسول صلى الله عليه وسلم في رمضان وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم وكان دخوله صلى الله عليه وسلم بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر رضي الله عنها [امتناع الأسماع" للمقريزي (6/52]، صلى عليها زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنت بالبقيع.
9 - ومِنْ نِسَائِهِ صلى الله عليه وسلم : جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الحَارِثِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- :
تَزَوَّجَها النبيُّ صلى الله عليه وسلم ، وكانت سُبِيَتْ في غزوةِ بَنِي المُصْطَلِقِ، فوَقَعَتْ في سَهْمِ ثابتِ بنِ قيسٍ، فكَاتَبَها، فقَضَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كِتَابَهَا1، وتَزَوَّجَهَا سَنَةَ سِتٍّ مِنَ الهجرةِ، وهي التي أَعْتَقَ المسلمون بسبِبها مائةَ أهلِ بيتٍ مِنَ الرَّقِيقِ، وقالوا: أَصْهَارُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وكان ذلك مِنْ بَرَكَتِها على قومِها –رضي الله عنها-2._______________
1- وقعت في سهم ثابت بن قيس ابن الشَّماس أو لابن عمه، فكاتبته على نفسها، ثم أتت النبي صلى الله عليه وسلم تطلب منه إعانة فكاك نفسها، فقال: " أو ما هو خير من ذلك ؟" فقالت: وما هو؟ قال: " أتزوجك وأقضي عنك كتابتك "، فقالت: نعم، قال: " قد فعلت" فلما بلغ المسلمين ذلك، قالوا أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم من سبايا بني المصطلق، فلقد عتق بتزويجه مائة أهل بيت من بني المصطلق، قالت عائشة رضي الله عنها: " فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها "[ رواه أحمد (26365)، وابن حبان (4055)، وحسنه الألباني في "التعليقات الحسان" (6/184).].
2- تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وعمرها عشرون سنة، وتوفيت سنة خمسين، وقيل: ست وخمسين[سير أعلام النبلاء" (2/263).].
10 - ومِنْ أزواجِه صلى الله عليه وسلم : صَفِيَّةُ بنتُ حُيَيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-:
مِنْ وَلَدِ هارونَ بنِ عمرانَ أخي موسى1، تزوَّجَها سنةَ سَبْعٍ، فإنها سُبِيَتْ مِنْ خَيْبَرَ، وكانت قَبْلَهُ تحتَ كِنَانَةَ بنِ أبي الحُقَيْقِ، فقَتَلَهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم .*ومِنْ خصائِصِها: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْتَقها، وجَعَلَ عِتْقَها صَدَاقَها، كما في «الصحيحين»"2.
________________
1 - فعن أنس رضي الله عنه قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: بنت يهودي، فبكت، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال صلى الله عليه وسلم : " وما يبكيك؟" قالت: قالت لي حفصة: إنِّي بنت يهودي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " وإنَّكِ لابنة نبيِّ، وإن عمك لنبي، وإنك لتحت نبي، ففيم تفخر عليك؟ ! " ثم قال صلى الله عليه وسلم : " اتق الله يا حفصة "[ رواه أحمد (12392)، والترمذي (3894)، وصححه الألباني رحمه الله في "المشكاة" (6183).].
2 - توفيت سنة ست وثلاثين، وقيل: خمسين[سير أعلام النبلاء" (2/253).].
11 - ومِنْ أزواجِهِ صلى الله عليه وسلم : مَيْمَوُنَةُ بنتُ الحارِثِ الهِلَالِيَّة ُ- رَضِيَ اللهُ عَنْهَا:
تَزَوَّجَها بِسَرَفٍ 1، وبَنَى بها بِسَرَف، وماتت بِسَرَف، وهو على سبعةِ أميالٍ مِنْ مكةَ، وهي آخِرُ مَنْ تَزَوَّجَ مِنْ أمهاتِ المؤمنينَ –رضي الله عنها-، تُوُفِّيَتْ سنةَ ثلاثٍ وسِتِّينَ، وهي خالةُ عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ -رضي الله عنهما-.______________
1 - تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة سبع من الهجرة، حين فرغ من عمرة القضاء، وأصدقها العباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم، [زاد المعاد" (1/109).].
2 - وكان ابن عباس رضي الله عنهما يبيت عندها أحياناً في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيكسب علماً، وأدباً ، وخلقاً ، ويبثّه بين المسلمين ،ومن ذلك قوله رضي الله عنه :
( بتُّ ليلةً عند ميمونة بنت الحارث خالتي ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها في ليلتها ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلميصلي من الليل ، فقمت عن يساره ، فأخذ بشعري ، فجعلني عن يمينه ، فكنت إذا أغفيت يأخذ بشحمة أذني ، فصلى إحدى عشرة ركعة ، ثم احتبي حتى إني لأسمع نفَسه راقداً ، فلما تبين له الفجر صلى ركعتين خفيفتين ).[رواه البخاري ومسلم].
*****
تعليق