بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي قيض لدينه علماء أفذاذ أمناء تعاهدوه بالرعاية والحماية ، فذبوا كل زائف عنه وصانوه من كل دخيل عليه ، والصلاة والسلام على مبلغ الرسالة وهادي الأمة وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين، أما بعد :
ففي هذا البحث سنتناول حياة علم من أعلام الأمة الإسلامية ،كان له أثرأً علمياً كبيراً ، واشتهر بعبادته وفضله وورعه وزهده ، ألا وهو الإمام الثوري أمير المؤمنين في الحديث كما وصفه علماء عصره.
إعداد : أبو عمر الفلسطيني
*********************************************
اسمه ونسبه :
هو سفيان ابن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبة بن أبي ابن عبد الله بن منقذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبة بن عامر بن ملكان بن ثورابن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ويكنى بأبي عبد الله ([1] ).
والده : سعيد بن مسروق الثوري، كان والده من أصحاب الشعبي، وخيثمة بن عبدالرحمن، ومن ثقات الكوفيين، وعداده في صغار التابعين،روى له أصحاب الكتب الستة ، وحدث عنه أولاده: سفيان الامام، وعمر، ومبارك، وشعبة بن الحجاج، وزائدة، وأبو الاحوص، وأبو عوانة، وعمر بن عبيد الطنافسي، وآخرون،ومات سنة 126هـ([2]).
مولده :
ولد الإمام سفيان سنة 97هـ بالكوفة ، في خلافة سليمان بن عبد الملك ([3]).
طلبه للعلم :
طلب الإمام سفيان العلم مبكراً ، وقد كانت أمه تشجعه على ذلك ، وكانت تقول له : " اذهب فاطلب العلم وأنا أعولك بمغزلي ،فإذا كتبت عشرة أحاديث فانظر هل تجد في نفسك زيادة فاتبعه، وإلا فلا تتعن ([4]).
وقد نبغ الثوري في سن مبكرة ، قال ابن مهدي: رأى أبو إسحاق السبيعي سفيان الثوري مقبلا: فقال([5]): * (وآتيناه الحكم صبيا) * [ مريم: 12 ].
ولذلك طارت شهرته في الأفاق،، قال يحيى بن أيوب العابد: حدثنا أبو المثنى قال:" سمعتهم بمرو يقولون: قد جاء الثوري، قد جاء الثوري،فخرجت أنظر إليه، فإذا هو غلام قد بقل وجهه " ([6])
[1] -ابن سعد ، الطبقات الكبرى ،ج6، ص371، الذهبي ، سير أعلام النبلاء، ج7، ص 229.
[2] - الذهبي ، سير أعلام النبلاء، ج7، ص 230
[3] - ابن سعد ، الطبقات الكبرى ،ج6، ص371.
[4] - الذهبي ، سير أعلام النبلاء ،ج7 ،ص
[5] - الذهبي ، سير أعلام النبلاء ،ج7 ،ص237.
[6] -المصدر السابق، ،ج7 ، ص236. بَقْلٌ و بَقَلَ وجه الغلام خرجت لحيته ، انظر الرازي مختار الصحاح ،ج1،ص73.
تعليق