أثر الإسناد في تنقية التراث، (الخنساء رضي الله عنها أنموذجا):
خبران عن الخنساء مشهوران:
--الأول, إنشادها للشعر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يستدل بهذا الخبر من يدعون مساواة الرجل بالمرأة على جواز مشاركة المرأة في المنتديات والأمسيات الأدبية، وهو خبر لا إسناد له, جاء في ترجمتها في الاستيعاب لابن عبد البر:
3317 خنساء بنت عمرو بن الشريد الشاعرة السلمية وهو الشريد بن رباح ابن ثعلبة بن عصمة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومها من بني سليم فأسلمت معهم فذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستنشدها فيعجبه شعرها وكانت تنشده وهو يقول هيه يا خناس أو يومي بيده
ونقل ذلك ابن حجر في الإصابة:, 11106، فقال بعد أن ذكر شيئا من خبرها: "قال أبو عمرو: ......." وذكر الخبر، وكذلك في ترجمتها في أسد الغابة. فهو خبر لم يذكر له هؤلاء الحفاظ إسنادا.
--الثاني, ذكر استشهاد أولادها الأربعة:
جاء في ترجمتها في الإصابة:
وذكر الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن المخزومي وهو المعروف بابن زبالة أحد المتروكين عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه عن أبي وجزة عن أبيه قال حضرت الخنساء بنت عمرو السلمية حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال فذكر موعظتها لهم وتحريضهم على القتال وعدم الفرار وفيها إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين وإنكم لبنوا أب واحد وأم واحدة ما هجنت آباءكم ولا فضحت أخوالكم فلما أصبحوا باشروا القتال واحدًا بعد واحد حتى قتلوا وكان منهم أنشد قبل أن يستشهد رجزًا فأنشد الأول:
يا إخوتي إن العجوز الناصحه ** قد نصحتنا إذ دعتنا البارحه
بمقالة ذات بيان واضحه ** وإنما تلقون عند الصائحه
*من آل ساسان كلابا نابحه *
وأنشد الثاني:
إن العجوز ذات حزم وجلد ** قد أمرتنا بالسداد والرشد
نصيحة منها وبرا بالولد ** فباكروا الحرب حماة في العدد
وأنشد الثالث:
والله لا نعصي العجوز حرفا ** نصحا وبرا صادقًا ولطفا
فبادروا الحرب الضروس زحفا ** حتى تلفوا آل كسرى لفا
وأنشد الرابع:
لست لخنساء ولا للأخرم ** ولا لعمرو ذي السناء الأقدم
إن لم أرد في الجيش جيش الأعجم ** ماض على الهول خضم حضرمي
وكل من الأسانيد أطول من هذا قال فبلغها الخبر فقالت الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته قالوا وكان عمر بن الخطاب يعطي الخنساء أرزاق أولادها الأربعة حتى قبض. ا.ه
فهذا خبر فيه متروك، والوصية جاءت عن غيرها كما في تاريخ الطبري الجزء الثالث ص-544.، وفيه:
كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ، عن شعيب، عن سيف، عن مجالد، عن الشعبي، قال: كانت امرأة من النخع لها بنون أربعة شهدوا القادسية، فقالت لبنيها:
إنكم اسلمتم فلم تبدلوا، وهاجرتم فلم تثوبوا، ولم تنب بكم البلاد، ولم تقحمكم السنة، ثم جئتم بأمكم عجوز كبيرة فوضعتموها بين يدي اهل فارس، والله إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، انطلقوا فاشهدوا أول القتال وآخره فأقبلوا يشتدون، فلما غابوا عنها رفعت يديها إلى السماء، وهي تقول: اللهم ادفع عن بني! فرجعوا إليها، وقد أحسنوا القتال، ما كُلِمَ منهم رجل كَلْمًا، فرأيتهم بعد ذلك يأخذون ألفين ألفين من العطاء، ثم يأتون أمهم، فيلقونه في حجرها، فترده عليهم وتقسمه فيهم على ما يصلحهم ويرضيهم.ا.ه:
خبران عن الخنساء مشهوران:
--الأول, إنشادها للشعر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يستدل بهذا الخبر من يدعون مساواة الرجل بالمرأة على جواز مشاركة المرأة في المنتديات والأمسيات الأدبية، وهو خبر لا إسناد له, جاء في ترجمتها في الاستيعاب لابن عبد البر:
3317 خنساء بنت عمرو بن الشريد الشاعرة السلمية وهو الشريد بن رباح ابن ثعلبة بن عصمة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومها من بني سليم فأسلمت معهم فذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستنشدها فيعجبه شعرها وكانت تنشده وهو يقول هيه يا خناس أو يومي بيده
ونقل ذلك ابن حجر في الإصابة:, 11106، فقال بعد أن ذكر شيئا من خبرها: "قال أبو عمرو: ......." وذكر الخبر، وكذلك في ترجمتها في أسد الغابة. فهو خبر لم يذكر له هؤلاء الحفاظ إسنادا.
--الثاني, ذكر استشهاد أولادها الأربعة:
جاء في ترجمتها في الإصابة:
وذكر الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن المخزومي وهو المعروف بابن زبالة أحد المتروكين عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه عن أبي وجزة عن أبيه قال حضرت الخنساء بنت عمرو السلمية حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال فذكر موعظتها لهم وتحريضهم على القتال وعدم الفرار وفيها إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين وإنكم لبنوا أب واحد وأم واحدة ما هجنت آباءكم ولا فضحت أخوالكم فلما أصبحوا باشروا القتال واحدًا بعد واحد حتى قتلوا وكان منهم أنشد قبل أن يستشهد رجزًا فأنشد الأول:
يا إخوتي إن العجوز الناصحه ** قد نصحتنا إذ دعتنا البارحه
بمقالة ذات بيان واضحه ** وإنما تلقون عند الصائحه
*من آل ساسان كلابا نابحه *
وأنشد الثاني:
إن العجوز ذات حزم وجلد ** قد أمرتنا بالسداد والرشد
نصيحة منها وبرا بالولد ** فباكروا الحرب حماة في العدد
وأنشد الثالث:
والله لا نعصي العجوز حرفا ** نصحا وبرا صادقًا ولطفا
فبادروا الحرب الضروس زحفا ** حتى تلفوا آل كسرى لفا
وأنشد الرابع:
لست لخنساء ولا للأخرم ** ولا لعمرو ذي السناء الأقدم
إن لم أرد في الجيش جيش الأعجم ** ماض على الهول خضم حضرمي
وكل من الأسانيد أطول من هذا قال فبلغها الخبر فقالت الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته قالوا وكان عمر بن الخطاب يعطي الخنساء أرزاق أولادها الأربعة حتى قبض. ا.ه
فهذا خبر فيه متروك، والوصية جاءت عن غيرها كما في تاريخ الطبري الجزء الثالث ص-544.، وفيه:
كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ، عن شعيب، عن سيف، عن مجالد، عن الشعبي، قال: كانت امرأة من النخع لها بنون أربعة شهدوا القادسية، فقالت لبنيها:
إنكم اسلمتم فلم تبدلوا، وهاجرتم فلم تثوبوا، ولم تنب بكم البلاد، ولم تقحمكم السنة، ثم جئتم بأمكم عجوز كبيرة فوضعتموها بين يدي اهل فارس، والله إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، انطلقوا فاشهدوا أول القتال وآخره فأقبلوا يشتدون، فلما غابوا عنها رفعت يديها إلى السماء، وهي تقول: اللهم ادفع عن بني! فرجعوا إليها، وقد أحسنوا القتال، ما كُلِمَ منهم رجل كَلْمًا، فرأيتهم بعد ذلك يأخذون ألفين ألفين من العطاء، ثم يأتون أمهم، فيلقونه في حجرها، فترده عليهم وتقسمه فيهم على ما يصلحهم ويرضيهم.ا.ه: