قال الشيخ حمود التويجري رحمه الله:
ومن القصص ما أخبرنا به الشيخ عبدالرحمن بن فارس بن عبدالعزيز الفارس وهو من سكان مدينة الرياض قال: جاء سيل عظيم في وادي حنيفة في سنة تسع وخمسين وثلاثمائة وألف من الهجرة فجرف الناحية التي تلي قبور الصحابة الذين قتلوا يوم اليمامة في سنة إحدى عشرة من الهجرة فحصلت فرجة في أحد القبور مما يلي الوادي وبدا جسد الميت الذي كان في ذلك القبر.
قال الشيخ عبدالرحمن: فبلغني ذلك وأنا في ناحية الجبيلة فجئت مسرعاً فإذا موضع القبر مرتفع في جانب الوادي لا يوصل إليه إلا بسلّم. قال: فجئت بأخشاب وأسندتها إلى موضع القبر وصعدت عليها فرأيت الميت في قبره لم يتغير منه شيء وكأنه نائم, وقد كُفِّن في شملة بيضاء وربطت الشملة عليه بخوص النخل, وقد بدا وجهه وعيناه وأسنانه ورجلاه وخرجت عقيصة من عقائص رأسه طولها نحو ذراع فتدلت خارج القبر. قال: فرفعتها وأدخلتها في الكفن ووضعت يدي على صفحة وجهه وكأنما وضعتها على رجل نائم. قال: ووجهه أبيض يميل إلى السمرة, وما بدا من شعر لحيته فهو أشمط, وعيناه مفتوحتان قليلاً, وقد بقي الخوص الذي ربطت به الشملة على لونه أخضر إلا أنه يابس,
قال: ولما علم به أهل الجبيلة ومن حولهم جعلوا يأتون إليه وينظرون إليه.
فذهب إمام أهل الجبيلة ورئيس هيئة الأمر بالمعروف عندهم إلى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ فأخبراه بذلك فأمرهما أن يأخذا معهما رجالاً ونعشاً يحملون الميت عليه, وأمرهم أن يحفروا له في الليل قبراً في وسط القبور ويدفنوه ويعموا موضع قبره لئلا يفتتن به الناس, ففعلوا. قال الشيخ حمود: لا شك أن هذا الميت من الشهداء الذين قتلوا في المعركة التي كانت بين الصحابة وبين أصحاب مسيلمة الكذاب. فيحتمل أنه من الصحابة – رضي الله عنهم – لأنه قد اشتهر عند الناس أن القبور التي في ذلك الموضع قبور الصحابة. ويحتمل أنه من الذين كانوا يقاتلون مع الصحابة وليس منهم. والاحتمال الأول أقرب, والله أعلم. وقد كان بين معركة اليمامة وبين ظهور هذا الميت ألف وثلاثمائة وثمان وأربعون سنة. ومع هذه المدة الطويلة فقد بقي الشهيد على حاله لم يتغير منه شيء ولم يتغير كفنه ولا الخوص الذي ربط به الكفن, وفي هذا عبرة لأولي الألباب والعقول السليمة. (قصص العقوبات والعبر والمواعظ للشيخ حمود التويجري رحمه الله صظ،ظ،ظ¢)
ومن القصص ما أخبرنا به الشيخ عبدالرحمن بن فارس بن عبدالعزيز الفارس وهو من سكان مدينة الرياض قال: جاء سيل عظيم في وادي حنيفة في سنة تسع وخمسين وثلاثمائة وألف من الهجرة فجرف الناحية التي تلي قبور الصحابة الذين قتلوا يوم اليمامة في سنة إحدى عشرة من الهجرة فحصلت فرجة في أحد القبور مما يلي الوادي وبدا جسد الميت الذي كان في ذلك القبر.
قال الشيخ عبدالرحمن: فبلغني ذلك وأنا في ناحية الجبيلة فجئت مسرعاً فإذا موضع القبر مرتفع في جانب الوادي لا يوصل إليه إلا بسلّم. قال: فجئت بأخشاب وأسندتها إلى موضع القبر وصعدت عليها فرأيت الميت في قبره لم يتغير منه شيء وكأنه نائم, وقد كُفِّن في شملة بيضاء وربطت الشملة عليه بخوص النخل, وقد بدا وجهه وعيناه وأسنانه ورجلاه وخرجت عقيصة من عقائص رأسه طولها نحو ذراع فتدلت خارج القبر. قال: فرفعتها وأدخلتها في الكفن ووضعت يدي على صفحة وجهه وكأنما وضعتها على رجل نائم. قال: ووجهه أبيض يميل إلى السمرة, وما بدا من شعر لحيته فهو أشمط, وعيناه مفتوحتان قليلاً, وقد بقي الخوص الذي ربطت به الشملة على لونه أخضر إلا أنه يابس,
قال: ولما علم به أهل الجبيلة ومن حولهم جعلوا يأتون إليه وينظرون إليه.
فذهب إمام أهل الجبيلة ورئيس هيئة الأمر بالمعروف عندهم إلى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ فأخبراه بذلك فأمرهما أن يأخذا معهما رجالاً ونعشاً يحملون الميت عليه, وأمرهم أن يحفروا له في الليل قبراً في وسط القبور ويدفنوه ويعموا موضع قبره لئلا يفتتن به الناس, ففعلوا. قال الشيخ حمود: لا شك أن هذا الميت من الشهداء الذين قتلوا في المعركة التي كانت بين الصحابة وبين أصحاب مسيلمة الكذاب. فيحتمل أنه من الصحابة – رضي الله عنهم – لأنه قد اشتهر عند الناس أن القبور التي في ذلك الموضع قبور الصحابة. ويحتمل أنه من الذين كانوا يقاتلون مع الصحابة وليس منهم. والاحتمال الأول أقرب, والله أعلم. وقد كان بين معركة اليمامة وبين ظهور هذا الميت ألف وثلاثمائة وثمان وأربعون سنة. ومع هذه المدة الطويلة فقد بقي الشهيد على حاله لم يتغير منه شيء ولم يتغير كفنه ولا الخوص الذي ربط به الكفن, وفي هذا عبرة لأولي الألباب والعقول السليمة. (قصص العقوبات والعبر والمواعظ للشيخ حمود التويجري رحمه الله صظ،ظ،ظ¢)