بسم الله الرحمن الرحيم
أعلام منسية : الشَّيخ محمّد صالح بن منصور (ابن دايــخـة)
ترجم له : سمير سمراد
نشر في مجلة الإصلاح السنة الثالثة – العدد الخامس عشر : رجب/شعبان 1430هـ الموافق لـ:جويلية/أوت 2009م
نص المقال :
فَقِيهُ «سِيدِي عُقْبَة»: الشَّيخ محمَّد صالح بن منصور(ابن دَايْخَة)
نُشِرَ في مجلّة «الإصلاح» الغرّاء.
نَسَبُهُ ومولدُه:فَقِيهُ «سِيدِي عُقْبَة»: الشَّيخ محمَّد صالح بن منصور(ابن دَايْخَة)
نُشِرَ في مجلّة «الإصلاح» الغرّاء.
يقول الأستاذ: التواتي بن مبارك العُقْبِيّ: «يرجع أصله إلى عرش أهل بن نصر من قرية «المنصورية» جنوب بلدة «سيدي عقبة»، حلَّ جدّه الرّابع الشّيخ أحمد بن منصور بالسُّكنى في« سيدي عقبة» أواخر القرن الثّاني عشر الهجري بطلبٍ من شيخها أحمد بن الحاج محمّد بن التواتي الشّريف، وقلَّدَهُ وظيفة الإفتاء»
أمّا حفيدةُ الشّيخ ؛ فتقول: «من عائلة عريقة النّبل والعلم يرجع أصلها إلى«الحاج علي»؛ وهو أحد الأمراء الذين أرسلهم أبو جعفر المنصور العبّاسي إلى إفريقيا الشّمالية. تجذّرت هذه العائلة في«سيدي عقبة»؛ حيث كان أحد أجداد العلاَّمة: «قاضي القضاة بها»»[1]. وجاء في الرّسم الّذي نَشَرَتْهُ؛ في «شجرة عائلة الشّيخ محمّد صالح بن منصور»: «الشّيخ عبد الله بن منصور؛ متولّي الفتوى ببسكرة وعالمُها»؛ وهو على حسب ما يظهرُ في الرّسم؛ والدُ جدِّهِ الرّابع! واسمه«عبد الله»، لا«أحمد»!!
فيما عدَّ الأستاذُ«التواتي بن مبارك»، الجدَّ الأول للشّيخ المترجَم «محمّد صالح»!: «الشّيخ بلقاسم» وجعله من شيوخه الّذين درس عليهم!؛ فقال في ترجمته: «محمّد بن الصالح بن بلقاسم بن أحمد بن منصور»! وهو مخالفٌ لما في رسم الشّجرة في كتاب الحفيدة: «محمد بن /صالح بن / أحمد بن / بلقاسم بن / أحمد...»!! ولا أدري وجهَ الاختلاف! وإنْ كان يبدُو من الأستاذ«التواتي العقبيّ»: التّحقيقُ والتَّحَرِّي، وقد أتى بمعلوماتٍ عن المترجَم، لم أجدها عند غيرِهِ؛ سيَّما وقد نصَّ على جدِّهِ الأول«بلقاسم»؛ فيمن تتلمذ عليهم، ويبعُدُ أن يكون وقع للمترجَمِ ذلك: مع والدِ جدِّهِ!
وجرى على ذلك أيضًا: «مقران يسلي»، في: «الحركة الإصلاحية في منطقة القبائل»(ص:259)؛ فقال: «واسمه الكامل محمّد بن صالح بن بلقاسم بن أحمد بن الشّريف الناصري المنصوري»اهـ.
«ولد مترجمنا في سنة1300هـ الموافق لـ:1882م بسيدي عقبة»[2].
أمّا حفيدتُهُ؛ فتقول: «ولد محمد صالح منصوري العُقْبِيّ، الملقَّب بـ«ابن دايخة» في العام1889م، ببلدة«سيدي عُقْبة»».
شيوخُهُ:
«وبها نشأ وتربّى، وتعلم في كتّابها وحفظ بها القرآن الكريم ودرس عدّة فنون كالنحو والفقه واللغة، كما حفظ كثيرًا من الشّعر وجمعًا من المتون، تتلمذ على عدّة مشايخ في جامع عُقْبَة منهم جدُّه: الفقيه بلقاسم بن منصور، والشّيخ البشير العبد رحماني[3]، والشّيخ علي بن إبراهيم الشريف[العُقْبي]، وغيرهم»، ويقول مقران يسلي: «تلقّى تعليمه الأوّل على يد والده الشّيخ الصّالح بن بلقاسم الّذي كان عالما وفقيهًا، كما تتلمذ على الشّيخ حمدان الونيسي»اهـ.
هجرةُ عائلته إلى الحجاز:
تقول حفيدتُهُ: «أمّا أبوه«صالح بن منصور» فكان رجلاً صالحًا مُولعًا بالعلم والفقه وطالبًا لهُ».
«انتقل إلى الحجاز صحبة والديه وإخوته: عبد الحفيظ وعبد القادر وأم هاني حوالي سنة1907م[4]بعد وفاة جدّه الشّيخ بلقاسم في سنة1906م، واستقرّ مقامهم في المدينة المنوّرة، وكان الشّيخ ابن دايخة شابًّا تجاوز العشرين من عمره، وامتاز بالذّكاء، حيث كان ذا حافظة مستوعبة، وقريحة نيّرة جعلته ينكبّ على طلب العلم بالحرم النّبوي على مشايخ عدّة عمدته منهم علماء مهاجري شنقيط«موريطانيا»»[5].
قلتُ: ولعلَّ منهم: الشّيخ محمّد عبد الله زيدان الشنقيطي(ت:1904م)؛ وهو من أساتذة الشيخ الطّيّب العُقْبِيّ.
وقال صاحبُ «..الزّوايا بالجزائر»(ص:825): «لازم...الشيخَ حمدان[الونيسي] ودرس عليه وعلى غيره من علماء المدينة آنذاك»اهـ.
«ومن زملائه ابنُ بلده الشّيخ الطّيّب بلحاج صالح العُقْبِيّ[6]في الآخرين، وقد حصل على علمٍ جمّ وامتاز بفصاحة نادرة وشاعريّةٍ لا بأس بها.....قال عنه الشّاعر محمد العيد آل خليفة: «إنّه شاعر وشِعْرُهُ فوق المتوسّط» »[7].
رحلاته العلميَّة:
تقول الحفيدة: «كان مولعًا بالعلم، متعطشا له، لذا سعى في طلبه والحصول عليه في الكثير من البقاع التي تعتبر كعبةَ العلماء منها: -الأزهر الشريف بمصر. – وأنطاكيا بتركيا[!!!]، حيث كانت له صلات ببعض الأتراك الذين شهدوا لهذا الرجل بعلمه وفقهه وحسن أخلاقه، وقد شهد بذلك بعض الجزائريّين الذين سافروا إلى هناك. – الزيتونة بتونس»اهـ.
أمَّا «مقران يسلي»؛ فيقولُ: «وفي سنة1904 التحق بالزيتونة ومنها ذهب إلى المشرق العربي فزار سوريا والمدينة المنورة وفي سنة1910هاجرت أسرة الشيخ إلى الحجاز...»اهـ.
قلت:
على هذا؛ فتكونُ رحلاتُهُ المذكورة، للاستزادة من العلم، قبل أن يحطَّ الرحال بالمدينة، وقبل هجرة العائلة، وإن كان تاريخ هذه الهجرة يَدُورُ بين1907و1910م؟!
ثمّ تلمذتُهُ على الشيخ حمدان الونيسي؛ قد تكونُ أولاً وهذا الأخير لا يزالُ بالجزائر«قسنطينة»[على ما يُفيدُهُ صنيعُ : (مقران يسلي)-وقد نقلتُهُ سابقًا-!]، ثمّ أدركَهُ بالمدينة، فتتلمذ عليه ولازمهُ مرةً أخرى.هاجر الشيخ حمدان إلى المدينة سنة1910م، واجتمع عليه الطلاب والدارسون في حلقات مسجِدِهَا إلى وفاته سنة(1920م)؛ وممن تتلمذَ عليه من الجزائريين: الشيخ الطّيّب العقبي(رفيقُ المترجَم في الدّراسة)، والشيخ البشير الإبراهيمي، ليجتمع معهم في هذه التَّلْمَذَة مرَّةً أخرى: الشيخُ ابن باديس؛ وهو ممّن لازم الونيسي في قسنطينة، ولم تَدُمْ إقامةُ ابن باديس إلاَّ أشهرًا.
أمَّا عن سفره إلى أنطاكيا«تركيا»؛ فهو بسبب المحنة التي وَقَعَتْ على رُؤُوس أهل المدينة! أيّام الثّورة العربيّة الّتي قادها الشّريف حسين، الذي انشقَّ عن الدولة العثمانية! فضاقت المدينة على من فيها، وأُخرجوا منها، كثيرٌ منهم إلى «تركيا»، وقد وصفَ هذه المحنة كلٌّ من: الشّيخ العُقْبي[8]،والشيخ الإبراهيمي.
وقد عاد الطيب العقبي إلى مكة ثم غادرها إلى الجزائر[وَصَلَهَا سنة1920م]؛ لأسبابٍ ذَكَرَهَا، ولعلَّها هي الأسبابُ نفسُها الّتي حملت المترجَم على العودة إلى الجزائر كذلك! ورُبَّما يكونُ قد اقتدى بزميله الشّيخ الطّيّب، أو كان هذا الأخيرُ هو الذي رَغَّبَهُ في ذلك! والله أعلمُ.
وصيّة الشّيخ الصالح بن منصور؛ والدُ المترجَم:
نشرت «الحفيدة» صورةَ الورقة المخطوطة؛ التي فيها وصية الشيخ الصالح بن منصور؛ والد مترجَمنا؛ حيثُ عهدَ إليه بأن يكون وصيا على إخوته من بعدِهِ؛ وهذا نصّها:
«الحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وسلم: سبب تحريره وموجب رقمه وتسطيره هو أن المكرم [...] الصالح بن منصور أوصى بأن ابنه: محمد بن دايخة وصي بعد وفاته على أبنائه عبد الحفيظ وعبد القادر وأم هانئ إلى أن يرشد كل منهم وهم تحت نظره وهو وليهم....وعلى ذلك حصل الإشهاد بمحضر الشهود والله خير الشاهدين حرّر17محرم1329. المقرّ بما فيه[الختم][ومن الشهود:]شهد بما فيه كاتبه بيده الفانية محمد الطيب بن الحاج صالح العقبي المغربي...»اهـ.
قلت: الكاتبُ والشاهدُ هُنَا؛ هو الشّيخ العلاّمة الشّهير: الطّيّب العُقْبِي![9] وهذا يُبَيِّنُ وثيق الصّلة التي كانت بين العائلتين، أو بين الشيخ الطّيّب والشيخ الصالح وابنه الشيخ ابن دايخة(رحمهم الله).
العودة إلى الجزائر:
«في سنة1920 رجع الشيخ ابن دايخة إلى أرض الوطن وحيدًا دون إخوته، واستقرّ بمسقط رأسه».
أمَّا الحفيدةُ؛ فتقول: «ونظرًا لما أحاط به شيخنا من علم وعقيدة وحب للوطن، قفل راجعا إلى مسقط رأسه«سيدي عقبة» العام1925م[10]، لإفادة أهالي بلدته ببعض ما فتح الله عليه من فقه، تاركًا بقيّة أهله: عبد القادر وعبد الحفيظ وأم هانئ في المدينة المنوّرة التي ما زال أحفادهم إلى الآن قاطنين بها»اهـ.
التّدريس والإمامة بجامع «سيدي عقبة»:
«جعل يُدَرِّسُ بجامع عقبة ما اقترح عليه؛ فقدم درسَ تفسيرٍ بين المغرب والعشاء للعاّمة، ودروسًا في الفقه والنحو للناشئة، واستخلفه الشّيخ عبد الحي بلهادي لإمامة الجمعة، فكان خير واعظ وخطيب»، وقد عُرف في البلدة: بالإتقان لعلم الفقه، والبراعة فيه؛ حتى لُقِّبَ بِـ: «فقيه سيدي عقبة»، كما كتب أحدُهُم في صحيفة «النّجاح»[العدد(299):21ماي1926م/(ص:3)].
انضمامه إلى جماعة المصلحين، والتفافُهُ حول زعيمهم:
تكوَّنَتْ جماعة إصلاحية، في بلدة «سيدي عقبة»، تأثَّرت بالدعاية الجريئة التي بثَّها العلامة الشيخ الطّيّب العُقبي في المنطقة، وكان ضمنها صاحبُ الترجمة؛ وكأنّ أحد الكتاب؛ من أنصار الطرق والبدع!ع َنَاهم على وجه الخصوص وغيرَهم من المصلحين على وجه العموم، إذْ كتب في «النجاح»[العدد(1172):10صفر1350هـ/26جوان1931م/ص:2] مقالاً ملأه طعنًا وسبابًا، عنون له بـ: «لقد هزلت»، وصفهم فيه بأنّهم: «يتطاولون على أعراض الشخصيات البارزة في سجل التاريخ»«وينبشون قبور الأموات والأولياء بسبّهم وشتمهم»«ويجترئون على نفي الكرامة والولاية من أصلها» إلخ إلخ.
فقامت هذه الجماعة الصالحة المصلحة، فنشروا: «احتجاج ودفاع- من سيدي عقبة إلى جريدةالنّجاح...!!!- » في جريدة «البلاغ»[العدد(220):22ربيع الأول1350هـ/7أوت1931م/ص:2.]: «إننا الواضعين خطوط أيدينا أسفله قد تأثّرنا تأثيرًا كلّيًا من المقال الذي رأيناه بجريدة «النّجاح»....أبرزه كاتبه بإمضاء «نصوح»! وإنه بنفس الأمر لعدوّ للإسلام والمسلمين غاشّ لهم وكيف لا يكون عدوا للإسلام والمسلمين من يطعن في علماء الشريعة المطهرة الذَّابِّينَ عنها والمتمسكين بأصلها وفروعها...وهو أكبر الغاشّين، رأى الأمة اجتمعت على أمر دينها فأراد تفرقتها وتمزقها. فالأمّة اليوم قد انتبهت لمكائد الكائدين ومكر الماكرين وعرفت أنّ صراط الله المستقيم واحد قال تعالى: ï´؟وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِï´¾. الإمضاءات:[منهم].. بسكري عمر بن البسكري...منصوري محمدصالح...»اهـ.
مِحْنَتُه بـ«سيدي عقبة»:
«تكفّل صندوق الجامع للشيخ بجِرَايَةٍ شهرية محدودة لا قيمةَ لها بالنسبة لمقامه، ومع ذلك فقد حُرِمَ منهاوأقصي من الجامع بعد وفاة الشيخ الإمام عبد الحي بلهادي في شهر ديسمبر سنة1929، مع إسناد الإمامة لابن أخيه الصادق بن محمد الهادي في سنة1930، وهو رجل قضاء أُجبر على الاستقالة منه، وجيء به إلى الجامع كإمام، فكره الجمهور إمامته بما فيه الهيأة المسيّرة لشؤون الجامع، وضايقوه، وحددوا مهمة الإمام في المنبر والمحراب لا غير، وأمسكوا عن المعونات التي كانوا يمنحونها للطلبة المتطوعين بالدروس في الجامع ومنهم الشيخ ابن دَايْخَة. ضاقت «سيدي عقبة» بالشيخ ابن دايخة وعسر عيشه فيها، وقال قولته الشهيرة يوم وداعها: «والله لو وجدت قوت الشعير فيها ما بَرِحْتُهَا»، وقد وصف حالته في قصيدة بعنوان: «أشكو إلى الله صروف زماني».
انتقالُهُ إلى عاصمة الجزائر:
وتوجّه مستعينًا بصديقه وزميله أيام طلب العلم بالمدينة المنورة العلامة الشيخ الطّيّب العُقْبِيّ بالجزائر العاصمة، فكان خير مساعد ومعين، وسعى له مع أهل مدينة «برج أم نائل» في بلاد القبائل ليتولّى بها الإمامة حُرًّا، وتمَّ له مبتغاه في سنة1931...»[11] اهـ.
من نشاطاته وأعماله في بلدة«برج أم نائل»:
«بدأ النّشاط الإصلاحي في ناحية «برج أم نائل» بتأسيس المسجد الحالي سنة1932، على يد جماعة من المصلحين...ومن نشاط الشّيخ محمد بن منصور من خلال هذا المسجد، نشر العلم والمعرفة في ربوع هذه المنطقة، وقد عاش الشيخ حياة مليئة بالأعمال الخيرية، حيث كان مدرّسًا بالنهار، وواعظًا بالليل، وقد صنف عمله صنفين:
1- دروس عامة كتفسير بعض الآيات والأحاديث النبوية....فضلاً عن الخطب الدينية والصلوات الخمس التي كان الشيخ حريصًا عليها.
2-دروس خاصة، كتدريس «الآجرومية» و.. «القَطْر»، وما إلى ذلك من العلوم الأخرى»اهـ[12].
«كان في هذه المدّة كلّها مُدْبِرًا عن الدنيا مُذِلاًّ لها، مقبلا على الآخرة مُعِزًّا لها. فكان رحمه الله من فطاحل العلماء الذين يسعون في صلاح العباد، وترقية الأفكار، وإرشاد الخلائق لما فيه صلاحهم الدنيوي والأخروي. كان عالما نصوحًا مرشدًا، ممّن سلم النّاس من لسانه ويده، ولطالما أنار العقول، وبَيَّنَ السبل بخطبه الرنَّانة، ومواعظه النافعة، ودروسه المفيدة، وكان سهل المعاشرة، قريب النفع، كثير الورع، نزيه النّفس، لا تأخذه في الله لومة لائم»[13].
زار متجوِّل «البصائر»؛ «الشّيخ أحمد حماني» بلدةَ «برج أم نائل»(سنة1938م)، فكتب عنها ما يلي: «بلدة صغيرة تقع وسطًا بين «تيزي وزو»و«الجزائر»؛ وهي حديثة النشأة حدثت بعد الاحتلال وأراضيها خصبة جدًّا وفلاحتها الكروم يسكنها كثير من المستعمرين وبعض المسلمين وبها جامع أُقيم من بضع سنوات وقد كانت إلى بضع سنوات لا أثر للحركة الإصلاحية فيها ولكن مَنَّ الله عليها بأحد رجال الإصلاح الأفذاذ هو الشّيخ محمّد بن منصور فدعا إلى بناء الجامع، ثم كان إمامه وهو الآن يقوم بدروس الوعظ والإرشاد فيه ويصلي الجمعة وقد صادف أن حضرتُ هناك يوم الجمعة فكانت خطبته فيه دعوة للنّاس إلى تعلّم العلم والحثّ على طلبه والترغيب فيه فأجاد وأحسن، ويا ليت كلّ خطبائنا يخطبون في مثل هذه المواضيع الّتي تمسّ بحالة الأمّة الآن، وتُفيدها ويريحونا من الخطب الّتي كُتبت منذ قرون وكادت العوام تحفظها عن ظهر قلب»اهـ[14].
تعريفُ الشّيخ ابن باديس بِهِ:
قال ابن باديس في التّعريف بأعضاء المجلس الإداري للجمعية سنة(1938م): «...الشّيخ محمد بن منصور العُقْبِي، الإمام والمدرس بجامع «أمّ نائل» الحرّ، وهو ذو جدٍّ ورصانة وأخلاق رضيّة حَبَّبَتْ فيه أهل قرية «أم نائل» وضواحيها وجَمَعَتْهُمْ عليه من أوّل يومٍ حلَّ فيه بين ظهرانيهم»[15]اهـ.
عقيدتُهُ الدّينيّة ودعوتُهُ الإصلاحية:
انضمَّ الشّيخ محمّد بن منصور إلى «جمعية العلماء» من أوّل يومٍ لتأسيسها، ثمّ صار بعد زمانٍ: عضوًا في «مجلسها الإداريّ»، وأسوقُ هُنا جملاً من خطبه الإصلاحيَّة، تُنْبِي عن خطته الدينيَّة، وهي نفسُها، الخطَّةُ التي نادت بها الجمعيّة، وجنَّدتْ لها الرجال، وكانتْ لها في دائرتِها: أعمال؛ وأَيُّ أعمال؟!
يقولُ محرِّر«البصائر»[العدد(5)، 6ذي القعدة1354هـ/31جانفي1936م، (ص:5-6)]:
«ننشر فيما يلي-كمثال لما قابلت به الأمّة وفود جمعية العلماء...
-نصّ الخطاب الذي ألقاه بقاعة الأفراح ببلدة «برج أم نائل» على الآلاف من الحاضرين الشيخ «محمد بن منصور» إمام البلدة والمدرِّس بجامعها الحرّ، كما ننشر في تلوه نصّ الخطبة التي أنشأها بهذه المناسبة وخطب بها على المنبر لصلاة الجمعة؛ قال في خطابه:....ثمّ إنِّي عن نفسي؛ وبالنِّيابة عن أبناء جنسي؛ ألا وهم كلّ مصلح محبّ للعلم والعلماء أقدِّم لكم بمناسبة قدومكم الميمون عبارة الفرح والسّرور والّتي تُعرب عمّا تكنّه الصدور، وأنتم أيها السادة الحاضرون كونوا للخير سامعين، وللحق قابلين؛ إذ لا خير فيمن يسمع الخير ولا ينقله؛ ويدعى إلى الحقّ فلا يقبله؛ إنّما الخير في سماع الحق وقبوله، وفي طاعة الله ورسوله ï´؟يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًاï´¾[النساء: 59]. وفي الختام أُهدي للجميع عاطر التحية وأوفر السلام؛ واسمحوا لي أيها السادة قبل أن أغادر مكاني بإلقاء هذه الأبيات وهي:
قد جاءنا العُقْبِي يحمل حجة •• من عند أحمد سيّد الأكوان
أهلا بنور العلم جاء ينير ما •• قد أظلم الأقوام منذ زمان
إن جاء غيرك للبيوت بآلة النـُّ •• ـور الحديث فأنت بالفرقان
قد جئتنا بالبيّنات نيابة •• عن أحمد المختار من عدنان
نورت بالذكرى القلوب فأصبحت •• تفديك بالآباء والولدان
كالغيث أنت فما مررت ببلدة •• إلا تركت الخصب في الأذهان
لله درّك يا وحيد زمانه •• في العلم والإرشاد والإحسان
بل في جميع ما إليه دعوتنا •• ونصحتنا ما أن يرى لك ثاني
طوّقت بالمنن العظام رقابنا •• وهديتنا للحق بالبرهان
وصبرت صبرا في دعائك جاهدا •• ترجو بذلك رحمة الرحمن
.................................................. .....أهلا بنور العلم جاء ينير ما •• قد أظلم الأقوام منذ زمان
إن جاء غيرك للبيوت بآلة النـُّ •• ـور الحديث فأنت بالفرقان
قد جئتنا بالبيّنات نيابة •• عن أحمد المختار من عدنان
نورت بالذكرى القلوب فأصبحت •• تفديك بالآباء والولدان
كالغيث أنت فما مررت ببلدة •• إلا تركت الخصب في الأذهان
لله درّك يا وحيد زمانه •• في العلم والإرشاد والإحسان
بل في جميع ما إليه دعوتنا •• ونصحتنا ما أن يرى لك ثاني
طوّقت بالمنن العظام رقابنا •• وهديتنا للحق بالبرهان
وصبرت صبرا في دعائك جاهدا •• ترجو بذلك رحمة الرحمن
أما خطبة الجمعة التي خطب بها في ذلك اليوم فهي هذه:
.......أمّا بعد فإنّ البدع قبل أن يفتح العلماء أفواههم لدفعها بالحجج كانت كنار الجحيم تتأجج، وعمَّ ضلالها الأقاليم؛ وما أحد قال فيها هذا عذاب أليم، بل بعض يُحبّذ ويُحسّن؛ وبعض يقول هذا أمر هيّن؛ حتى كثر شرّها وظهر ضرّها، فقام العلماء الذين هم ورثة الأنبياء حقا فتداركوا الأمر فأطفأوا بنور العلم نارها، وأزالوا بسيف الحجة عن الأمة عارها، وحاربوها في عُقر دارها، واقتلعوها من أسّ جدارها؛ فذهب أهلها يعثرون في أثواب الخجل، ويلوكون ألسنة العجز والفشل، وشعارهم إنّا وجدنا آباءنا على أمّةٍ وإنّا على آثارهم مقتدون، وطالما عد الناس هذه البدع سننا، وحسبوا نقمتها عليهم مِنَنًا، إلى أن عمّ الفساد سائر البلاد، وتوصلوا بذلك إلى ما حرم الله، وصار كل يتبع ما يهواه ووقعوا في حيرة بعد ما عميت منهم البصيرة، ولا ملجأ من الله إلا إليه، ثم أنقذهم بهذه الطائفة التي أخبر بها صاحب الحوض والشفاعة بقوله: «لا تزال طائفةٌ من أُمّتي على الحقِّ ظاهرين لا يضرّهم من خالفهم ولا من خذلهم حتّى تقوم الساعة»، وبقوله عليه الصلاة والسّلام: «يحمل هذا العلم من كلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ يَنفون عنه تحريف الغَالِين وانْتِحَالَ المُبْطِلِين وتأويل الجاهلين»، وقد جاءكم وفد العلماء فكونوا لوعظهم سامعين واسألوهم عن أمر الدِّين...»اهـ.
ومن خُطبه في: «اجتناب البدع والشرك»: خطبة: «تنهى عن الشِّرك والتّطيُّر وتدعو إلى اللُّجوء والتّمسّك بالله»:
«... أمّا بعد، فيا أيُّها النّاس من اعتصم بحبل الله نال الرِّضى والرضوان...فتزوّد لتلك الدار الباقية، وامتثل أمر الخالق واعلم أنّه المعطي الرّازق، وأَجمل في الطلب، وتعاطى السّبب، معتقدًا أنّ ما قضاه وكتبه في كتابه المكنون، لا بدّ أن يقع ويكون، إنّما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون، فلم يتشاءم ولم يتطيَّر، ولم يحزن على ما فات ولم يتغيَّر، ولم يُعَادِ الشُّهور والدُّهور، وعلى الله توكّل في جميع الأمور، وقال رِّبي الله ثمّ استقام وأخلص العمل، فكانت عاقبته عدم الخوف والوَجَل وبشر بالجنّة الّتي هي غاية الأمل...وخاب وخسر مَن تشاءم وتطيَّر، وكلّما نزلت به نازلة تطيَّر بشيءٍ من أجلها وتحيَّر، واعتقد في الأحجار وغيرها أنَّها تضرّ وتنفع، وتدفع عنه المكاره وتشفع، فصار يتقرَّب إليها بالشُّموع والبخور، وكلّما نزعه إبليس قال يلزمني أن أذهب إليها وأَزُور، ذلك الّذي اتَّخذَ إلهَهُ هواه، فجرّه شيطانه إلى ما يهواه، فيا وَيْحَ هذا المغرور الّذي عصى مولاه، وأطاع شيطانه وهواه...فتُبْ لمولاك يا حَلِيفَ العصيان ويا مُطيع الشّيطان، قبل أن تزجّ في النِّيران...»اهـ[16].
ومنها خطبةٌ في: «الحثّ على الدُّعاء بأسماء الله الحسنى لا بأسماء غيره»:
«...فادعوا الله عبادَ الله وخصّوه بالدُّعاء فهو القريب المجيب، قال تعالى وهو أصدق القائلين: ï´؟وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَï´¾، فكيف يترك العبد بابَ ربِّهِ الّذي خلقه وسواه، ويقصد باب عبدٍ عاجزٍ عن جَلْبِ ما يحبّه ويهواه، لا يجلب ولا يدفع، ولا يضرّ ولا ينفع، قال عليه الصّلاة والسّلام: «اللّهمّ لا مانع لماأعطيت ولا معطي لما منعت، -ولا رادّ لما قضيت-، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجَدّ»، وقال عزّ وجلّ: ï´؟إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَï´¾، وقال عليه الصّلاة والسّلام: «الدُّعاء مُخُّ العِبادة»، عبادة غير الله إشراكٌ وخسران وهلاك، فاعبدوا الله -عبادَ الله- بما به أمر، وانتهوا عّما نهاكم عنه وزجر، فمنه لا من غيره تُطلب الحاجات الوطر[هكذا!]، وهو الّذي يمحو السّيّئات، ويرفع الدّرجات ويقضي الحاجات، فعليه توكّلوا، وعلى جوده وكرمه اعتمدوا وعوِّلوا، وخافوا عذابه ï´؟إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورُاï´¾، وارجوا رحمته واحذروا نقمته....»اهـ(ص:165).
ومن خطبةٍ في: «التّوبة إلى الله والرّجوع إليه»: «...أمّا بعد فيا أيّها النّاس مَن اعتمد على غير الله في أموره خاب وخسر، ومن تحصّن بغير حصنه وقع في هلاك وضرر، ومن ظنّ النّجاة بغير الإيمان والإحسان، فهو في بحار الجهل غريق، ومن أطاع غير الله وعصاه، فهو بالهلاك حقيق، ولا ينجيه من عذابه حميم ولا صديق، فما تمسّكت أُمّة بغير دين خالقها إلاّ هلكت، ولا سلكت سبيلاً غير سبيل نبيِّها إلاَّ ضلَّت في بَيْدَاءِ الضّلالة وشقيت، لقد كثرت عقائد الضَّلال، وظهر من أهلها فاحشُ الأقوال، وسيِّء الأعمال، وقاموا لمحاربة دين الله جهارًا، وتطوّروا في حالهم أطوارًا، وما الله بغافلٍ عمّا يعمل الظّالمون....»اهـ(ص:155).
ومن خطبة في: «النّهي عن أعمال الشّرّ»: «...أمّا بعد فيا أيّها النّاس فاز من عرف الحقيقة، فعضَّ عليها بالنّواجذ، وصار بآدابها خير متمسّك وآخذ، فرقي إلى ذِروة الكمال في الدِّين، لتمسّكه بسنّة سيّد الأوّلين والآخرين، وخاب وخسر والله مَن حَادَ عن طريقه القويم، وكانت حجّته أنّ ما يفعله الآن كان منذُ زمانٍ قديم، فالحقُّ والله ما كان عليه المصطفى، وآله وأصحابه أهل الصّدق والوفا...»اهـ(ص:57)
ومن خطبةٍ : «تَحُثُّ على التّفقّه في الدّين»: «..أمّا بعد فيا أيُّها النّاس عَظُمَ الخَطْبُ في هذا الزّمان، وكثرت فيه جنود الشّيطان، وانتشر فيه أهل الكذب والبهتان، وظهرت فيه البدع وخفيت فيه السّنن، وما ترك النّاس سنّة إلاَّ وضعوا مكانها بدعة، حتّى ظنّوا أنّ البدع سنن، والنِّقم مِنَن، ولولا العلماء ورثة الأنبياء بَيَّنُوا السّنن للعباد، وأعلموهم بأنّ البدع شرّ وفساد، لذهبت سنّة سيّد الخلائق، وانقلبت من أجل ذلك الحقائق، وصار كلّ يتبع هواه، وتحِنُّ نفسه إلى ما يهواه، وهذا هو الأمر الّذي يريده الشيطان وجنوده أهل الكذب والبهتان، فكونوا منهم على حذرٍ أيّها المؤمنون...»اهـ(ص:140).
نشرت «الشّهاب»[العدد(30)، 28 ذو القعدة1344هـ/10جوان1926م،(ص:19)] قصيدةً له بعنوان: «حالتنا... »، جاء فيها:
«وكيف الرّجا في أمّة أغنياؤها••شحاح لهم في الشح درع معلم
....
وشيمتها خذلان من جاء بالهدى •• وتعضيدها من جاء للدّين يهدم
وتعظيمها من جاء «بالطَّار» ضاربًا •• وتقريعها من جاء للدّين يرسم
ومن لطريق الحقّ يرشدها غدًا •• لديها بغيض لا ترى من يكلم
ومن لصروح الدّين يهدم عندها •• هو العالم النّحرير فيها مكرمُ
....
ومن يدعي علمًا تراه منفرًا •• عن السّنّة الغّرا وللشّرّ يخدمُ..»، وكان التّوقيع هكذا: ««ابن القيّم» محمّد منصور العُقْبِي»اهـ[17].
وفاتُهُ:وتعظيمها من جاء «بالطَّار» ضاربًا •• وتقريعها من جاء للدّين يرسم
ومن لطريق الحقّ يرشدها غدًا •• لديها بغيض لا ترى من يكلم
ومن لصروح الدّين يهدم عندها •• هو العالم النّحرير فيها مكرمُ
....
ومن يدعي علمًا تراه منفرًا •• عن السّنّة الغّرا وللشّرّ يخدمُ..»، وكان التّوقيع هكذا: ««ابن القيّم» محمّد منصور العُقْبِي»اهـ[17].
تقول «الحفيدة»: «لقد كَرَّسَ حياته لإدراك العلم والفقه في مواظبة لا تعرف الرّاحة والاِنقطاع حتّى آخر رَمَقٍ من حياته، حيث وافته المنيَّةُ وكتابُ الفقه بين يديه»اهـ(ص:.
تُوفِّي: «يوم03 نوفمبر 1952 ببرج أمّ نائل-ولاية بومرداس حاليًّا-وبها دُفن يوم04نوفمبر1952...».
«أعلنت جريدة «القَبَس»- لسان حال «جمعية شباب الموحِّدِين»؛ الّتي تأسّست في العاصمة تحت نظر وإشراف العلاَّمة الطّيّب العُقْبِي- في عددها الرابع[20ربيع الأول1372هـ/08ديسمبر1952م] عن وفاة...الشّيخ الأديب محمّد بن منصور العُقْبِيّ...وقدّمت التّعازي لصديقه الشّيخ الطّيّب العُقْبِيّ»[18].
وقالت «البصائر»-لسان حال الجمعية-[19]:
«مِن بُرج أم نَايِل: انتقل إلى رحمة الله الشّيخ محمّد بن منصور الإمام بمسجد البلدة الحرّ عن سِنٍّ عاليةٍ قضاها في نشر العلم والدِّين ومحاربة البدع والمنكرات، فرحمهُ الله رحمةً واسعةً.... »اهـ.
========================
[1] - سمية منصوري: «سيرة وأعمال العلامة محمد منصوري».
[2] - وذَكَر هذا التاريخ صاحب كتاب «..الزوايا بالجزائر»(ص:825).
[3] - هو: الشّيخ البشير بن الصادق؛ وقد ذكر له صاحب كتاب«الزّوايا بالجزائر»(ص:825): التلمذة عليه، وهو من«أولاد عبد الرحمن»، وذكر في ترجمة هذا(ص:674) أنّه تتلمذ في«سيدي عقبة» على الشيخ بلقاسم بن منصور؛ جدّ المترجَم «الّذي اشتهرت أسرته بالعلم والصّلاح».
[4] - جعلها صاحب كتاب «الزوايا بالجزائر»(ص:825) في سنة: (1906م)!
[5] - «البصائر»، السلسلة الرابعة، العدد(120)،(ص:12): التواتي بن مبارك: «الذكرى الخمسون لوفاة العالم الأديب: محمد بن منصور العقبي».
[6] - هو الشيخ العلاَّمة الشهير الطيب العقبي، كما سيأتي.
[7] - «البصائر»، السلسلة الرابعة، العدد(120)،(ص:12): التواتي بن مبارك: «الذكرى الخمسون لوفاة العالم الأديب: محمد بن منصور العقبي».
[8] - يقول: «أخرجوني...إلى المنفى... «الأناضول»..وهناك بقيت...مبعدًا في جملة الرِّفَاق عن أرض الحجاز..، ومنها -أي: «أزمير»-كان رجوعنا معشر أهالي المدينة المنوّرة إلى الحجاز»اهـ/عن الطاهر فضلاء: «الطيب العقبي رائدًا لحركة الإصلاح الديني في الجزائر»(ص:21).
[9] - قال الشيخ الطّيّب في ترجمته لنفسه: «والدي هو محمد بن ابراهيم بن الحاج صالح وإلى هذا ينسب اليوم كل فردٍ منّا وبه تُعرف عائلتنا فيقال لكلٍّ منّا: «ابن الحاج صالح»»اهـ/ عن كتاب: الطّاهر فضلاء (ص:16). قلتُ: ولعلَّ الشيءَ نفسَهُ يقالُ عن المترجَم -الشّيخ محمد بن منصور-؛ فإنهم يُنسبون إلى جدِّهم: ابن منصور؛ فيقال لكلِّ فرد من عائلتهم: ابن منصور؛ كما هو ظاهرٌ في رسم شجرة نسبهم!
[10] - التاريخ الأول؛ هو المرجَّحُ!؛ فقد نُشِرَتْ لهُ قصيدة في المديح: «أعد ذكر طه» في جريدة «الصديق»-صدرَتْ بالجزائر-: [العدد(13)] 20ديسمبر سنة1920/عن كتاب«الشعر الدّيني» لعبد الله ركيبي(ص:92)، ثمّ رجعتُ إليْها في الجريدة.
[11] - «البصائر»، السلسلة الرابعة، العدد(120)،(ص:12): التواتي بن مبارك: «الذكرى الخمسون لوفاة العالم الأديب: محمد بن منصور العقبي».
[12] - معلومات شفويّة أدلى بها الشيخ الحاج السعيد معزوزي-أحد رجال الإصلاح في برج أم نايل-، بتاريخ25/9/1981./عن: يسلي مقران: «الحركة الدينية والإصلاحية في منطقة القبائل(1920-1945)»(ص:206-207).
[13] - كلمة تأبينيّة(؟) للأستاذ: عمارة مزيان، بتاريخ:03/11/1952م/ انظرها في «سيرة وأعمال العلامة محمد منصوري»(ص:251).
[14] - «البصائر»، السلسلة الأولى، العدد(130)، (ص:.
[15] - «مذكرات الشيخ خير الدين»(1/354).
[16] - «سيرة وأعمال العلامة محمد منصوري العقبي»(ص:161-162).
[17] - ولا يخفى على القرّاء دلالاتُهُ! وقد ذكَّرني هذا، بتوقيعٍ آخر لأحد العلماء الشعراء؛ صدّر اسمه في التوقيع بـ«ابن تيميَّة»! نُشرت قصيدتُهُ في«الشّهاب»[العدد(26)(ص:21-22)] تحت عنوان «الدُّعاء إلى الكتاب والسّنّة: للعالم السّلفيّ والأديب الوطني صاحب التّوقيع:.... ««ابن تيمية» عبد الحق ابن إبراهيم الخَنْقِي»[تحرّفت إلى: الحنفي]»اهـ. ومن العجبِ أن تكونُ هذه القصيدة نفسُها، في الكتاب الّذي جمعته حفيدة الشيخ(ص:214)! على أنّها من شعرِهِ!! فتكونُ: وُجِدَتْ ضمن أوراق الشّيخ ابن منصور، فحُسبت من قصائده خطأً! ومن أعجبِ(!)ما وقع للحفيدة: أنْ عدَّت ضمنَ قصائده: «المنظومة البيقونيَّة»!! ثمّ إن هناك من القصائد، والقِطَع الشعرية، ما يُشَكُّ في نسبته للشيخ! والله أعلمُ.
[18] - انظر: فوزي مصمودي:"تاريخ الصحافة والصحفيين في بسكرة..."(ص:173).
[19] - السلسلة الثانية، العدد(27)، 29صفر1372هـ/17نوفمبر1952م، (ص:7).
تعليق