بـــــــــــــــسم الله الرحمن الرحيم
يقول العلامة الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- في شرحه على كتاب الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله- (266-267):وقوله : {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}الآية الثالثة: [لا تحزن إن الله معنا] {التوبة: 40}.الخطاب لأبي بكر من النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ قال الله تعالى:{إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّه} (التوبة: من الآية40) إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه { لا تحزن إن الله معنا} {التوبة:40}.
أولاً: نصره حين الإخراج {إذ أخرجه الذين كفروا} .
ثانياً: وعند المكث في الغار {إذ هما في الغار}.
ثالثاً: عند الشدة حينما وقف المشركون على فم الغار : {إذ يقول لصاحبه لا تحزن}.
فهذه ثلاثة مواقع بين الله تعالى فيها نصره لنبيه ، صلى الله عليه وسلم .
وهذا الثالث حين وقف المشركون عليهم ؛ يقول أبو بكر : "يا رسول الله ! لو نظر أحدهم إلى قدمه ؛ لأبصرنا"؛ يعني : إننا على خطر ؛ كقول أصحاب موسى لما وصلوا إلى البحر : {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} {الشعراء: 61}، فقال { كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} (الشعراء:62) وهنا قال النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لأبي بكر رضي الله عنه : {لا تحزن إن الله معنا} . فطمأنه وأدخل الأمن في نفسه ، وعلل ذلك بقوله: ]إن الله معنا[ .
وقوله : {لا تحزن} : نهي يشمل الهم مما وقع وما سيقع؛ فهو صالح للماضي والمستقبل.والحزن: تألم النفس وشدة همها.
{إن الله معنا} : وهذه المعية خاصة، مقيدة بالنبي ، صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وتقتضي مع الإحاطة التي هي المعية العامة النصر والتأييد. ولهذا وقفت قريش على الغار ، لوم يبصروهما ! أعمى الله أبصارهم.
وأما قول من قال : فجاءت العنكبوت فنسجت على باب الغار ، والحمامة وقعت على باب الغار، فلما جاء المشركون ، وإذا على الغار ، حمامة وعش عنكبوت ، فقالوا: ليس فيه أحد؛ فانصرفوا . فهذا باطل!! الحماية الإلهية والآية البالغة أن يكون الغار مفتوحاً صافياً ؛ ليس فيه مانع حسي ، ومع ذلك لا يرون من فيه، هذه هي الآية!!
أما أن تأتي حمامة وعنكبوت تعشش ؛ فهذا بعيد ، وخلاف قوله: "لو نظر أحدهم إلى قدمه، لأبصرنا".
المهم أن بعض المؤرخين –عفا الله عنهم –يأتون بأشياء غريبة شاذة منكرة لا يقبلها العقل ولا يصح بها النقل.
---------------------------------------------------
فتوى اخرى:
السؤال: هل عش العنكبوت والحمامتين وارد يوم اختفى الرسول صلى الله عليه وسلم في غار ثور؟
الجواب:لا، يذكر المؤرخون: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم حين اختفىٰ في غارِ ثور عشَّشت عليه العنكبوت ووقعت الحمامة علىٰ غُصنِ شجرة؛ وهٰذا كذب لا صحة له، ولا فيه آية للرسول عليه الصلاة والسلام ينقل ، أي إنسان تُعشِّش العنكبوت وتكون حوله حمامة إذا رآه من يراه يقول : ما في أحد ؛ لكن الرسول عليه الصلاة والسلام أعمى الله أبصارهم عنه ؛ ولهٰذا قال أبو بكر: (يا رسول الله! لو نظر أحدهم إلىٰ قدَمِهِ لأبْصَرَنا) ؛ لأنَّه لا يوجد مانع، فالعنكبوت والحمامة لا صحة لذكرهما عند اختفاء النبي صلى الله عليه وسلم في غار ثور.ولهٰذا يحترم كثير من الناس العنكبوت، يقول: لا تقتلها؛ لأنها عششت على النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا كان الوزغ يُقتل؛ لأنَّه كان ينفخ في النار على إبراهيم فهٰذه تُكرَم؛ فنقول: لا، العنكبوت تُقتَل إذا آذت مثل غيرها، وهي تؤذي بعض الأحيان تعشش على الكتب وعلى الجدار فتُقتل؛ بل في حديث لٰكنه ضعيف الأمر بقتل العنكبوت.
المصدر: لقاء الباب المفتوح (اللقاء: 229 /السؤال: 4)
تعليق