قال ابن حبان البستي رحمه الله:
سمعت إسحاق بن أحمد القطان البغدادي يقول :
"روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" ص 151
سمعت إسحاق بن أحمد القطان البغدادي يقول :
كان لنا جار ببغداد كنا نسميه طبيب القراء، وكان يتفقد الصالحين ويتعاهدهم.
فقال لي : دخلت يوما على أحمد بن حنبل، فإذا هو مغموم مكروب.
فقلت : ما لك يا أبا عبد الله ؟
قال :خير، قلت: وما الخير؟
قال: امتُحنت بتلك المحنة، حتى ضُربت، ثم عالجوني وبرأت، إلا أنه بقى في صُلبي موضع يُوجعني هو أشد عليّ من ذلك الضرب.
قال قلت: اكشف لي عن صلبك.
قال: فكشف لي فلم أرَ فيه إلا أثر الضرب فقط.
فقلت: ليس لي بذي معرفة، ولكن سأستخبر عن هذا.
قال: فخرجت من عنده حتى أتيت صاحب الحبس، وكان بيني وبينه فضل معرفة.
فقلت له : أدخل الحبس في حاجة؟ قال: أدخل.
فدخلت وجمعت فتيانهم، وكان معي دريهمات فرقتها عليهم، وجعلت أحدثهم حتى أَنسوا بي، ثمّ قلت : من منكم ضُرب أكثر؟ قال: فأخذوا يتفاخرون حتى اتفقوا على واحد منهم أنه أكثرهم ضربا، وأشدهم صبرا.
قال فقلت له : أسألك عن شىء؟ فقال:هات.
فقلت: شيخ ضعيف ليس صناعته كصناعتكم ضرب على الجوع للقتل سياطا يسيرة، إلا أنّه لم يمت، وعالجوه وبرأ، إلا أن موضعا في صلبه يوجعه وجعا ليس له عليه صبر.
قال: فضحك. فقلت: مالك ؟
قال: الذي عالجه كان حائكا، قلت: إيش الخبر؟
قال: ترك في صلبه قطعة لحم ميته لم يقلعها.
قلت : فما الحيله؟ قال : يُبَطُّ صُلبه، وتؤخذ تلك القطعة ويرمى بها، وإن تركت بلغت الى فؤاده فقتلته.
قال : فخرجت من الحبس، فدخلت على أحمد ابن حنبل فوجدته على حالته، فقصصت عليه القصة.
قال: ومن يبطه؟ قلت: أنا. قال: أو تفعل؟ قلت: نعم.
قال: فقام فدخل البيت ثم خرج وبيده مخدتان، وعلى كتفه فوطة فوضع إحداهما لي والأخرى له، ثم قعد عليها.
وقال: استخر الله.
فكشفت الفوطة عن صلبه وقلت: أرني موضع الوجع.
فقال : ضَعْ إصبعك عليه فإنّي أُخبرك به. فوضعت إصبعي، وقلت:ها هنا موضع الوجع؟ قال: ههنا أحمد الله على العافية.
فقلت : ها هنا؟ قال :هاهنا أحمد الله على العافيه.
فقلت: هاهنا؟ قال :هاهنا أسأل الله العافيه.
قال : فعلمت انه موضع الوجع.
قال : فوضعت المبضع عليه، فلما أحس بحرارة المبضع وضع يده على رأسه، وجعل يقول: اللهم أغفر للمعتصم!!
فقال لي : دخلت يوما على أحمد بن حنبل، فإذا هو مغموم مكروب.
فقلت : ما لك يا أبا عبد الله ؟
قال :خير، قلت: وما الخير؟
قال: امتُحنت بتلك المحنة، حتى ضُربت، ثم عالجوني وبرأت، إلا أنه بقى في صُلبي موضع يُوجعني هو أشد عليّ من ذلك الضرب.
قال قلت: اكشف لي عن صلبك.
قال: فكشف لي فلم أرَ فيه إلا أثر الضرب فقط.
فقلت: ليس لي بذي معرفة، ولكن سأستخبر عن هذا.
قال: فخرجت من عنده حتى أتيت صاحب الحبس، وكان بيني وبينه فضل معرفة.
فقلت له : أدخل الحبس في حاجة؟ قال: أدخل.
فدخلت وجمعت فتيانهم، وكان معي دريهمات فرقتها عليهم، وجعلت أحدثهم حتى أَنسوا بي، ثمّ قلت : من منكم ضُرب أكثر؟ قال: فأخذوا يتفاخرون حتى اتفقوا على واحد منهم أنه أكثرهم ضربا، وأشدهم صبرا.
قال فقلت له : أسألك عن شىء؟ فقال:هات.
فقلت: شيخ ضعيف ليس صناعته كصناعتكم ضرب على الجوع للقتل سياطا يسيرة، إلا أنّه لم يمت، وعالجوه وبرأ، إلا أن موضعا في صلبه يوجعه وجعا ليس له عليه صبر.
قال: فضحك. فقلت: مالك ؟
قال: الذي عالجه كان حائكا، قلت: إيش الخبر؟
قال: ترك في صلبه قطعة لحم ميته لم يقلعها.
قلت : فما الحيله؟ قال : يُبَطُّ صُلبه، وتؤخذ تلك القطعة ويرمى بها، وإن تركت بلغت الى فؤاده فقتلته.
قال : فخرجت من الحبس، فدخلت على أحمد ابن حنبل فوجدته على حالته، فقصصت عليه القصة.
قال: ومن يبطه؟ قلت: أنا. قال: أو تفعل؟ قلت: نعم.
قال: فقام فدخل البيت ثم خرج وبيده مخدتان، وعلى كتفه فوطة فوضع إحداهما لي والأخرى له، ثم قعد عليها.
وقال: استخر الله.
فكشفت الفوطة عن صلبه وقلت: أرني موضع الوجع.
فقال : ضَعْ إصبعك عليه فإنّي أُخبرك به. فوضعت إصبعي، وقلت:ها هنا موضع الوجع؟ قال: ههنا أحمد الله على العافية.
فقلت : ها هنا؟ قال :هاهنا أحمد الله على العافيه.
فقلت: هاهنا؟ قال :هاهنا أسأل الله العافيه.
قال : فعلمت انه موضع الوجع.
قال : فوضعت المبضع عليه، فلما أحس بحرارة المبضع وضع يده على رأسه، وجعل يقول: اللهم أغفر للمعتصم!!
حتى بططته، فأخذت القطعه الميتة ورميت بها، وشددت العصابة عليه وهو لا يزيد على قوله : اللهم أغفر للمعتصم.
قال: ثم هدأ وسكن.
ثم قال : كأني كنت معلقا فأصدرت.
قلت : يا أبا عبد الله، إن الناس إذا امتحنوا محنة دعوا على من ظلمهم، ورأيتك تدعو للمعتصم ؟
قال: ثم هدأ وسكن.
ثم قال : كأني كنت معلقا فأصدرت.
قلت : يا أبا عبد الله، إن الناس إذا امتحنوا محنة دعوا على من ظلمهم، ورأيتك تدعو للمعتصم ؟
قال :إني فكرت فيما تقول، وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم، فكرهت أن آتي يوم القيامة وبيني وبين أحد من قرابته خصومة هو مني في حِلّ " ا.ه