مذكرات مستر همفر للشيخ الفاضل أبي عمار علي الحذيفي حفظه الله
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهناك شبهة يروجها أعداء دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب التميمي، وهي أن الشيخ محمد أرسلته بريطانيا كما ذكر مستر همفر في "مذكراته"، ويزعمون: أن مستر همفر جاسوس بريطاني أرسلته بريطانيا لتمزيق الإسلام، وأنه استعمل الشيخ محمد عميلا له، وهم يحاولون بذلك أن يظهروا أن دعوة الشيخ صنعة بريطانية.
وتهمة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بأنه كان يعمل لحساب بريطانيا شيء عجيب، إذ كيف يظن عاقل أن بريطانيا ترسل دعاة إلى الناس، ليدعوهم إلى التوحيد الخالص، ويحاربوا الوثنية بجميع صورها من عبادة الأضرحة وتعظيمها ونحو ذلك، فإن كانت بريطانيا قد فعلت ذلك فلم تأت بريطانيا بقبيح إذن.
وقد رأيت بنفسي هذه المذكرات عندما جاء بها بعض الشباب إليّ ليسأل عنها، وبعد البحث والتنقيب علمنا أن الذي قام يترويجها – في عدن - هم أعداء دعوة التوحيد، فهم لا يزالون يتهمون هذه الدعوة بكل قبيح، وينفرون عنها بكل ما يملكون.
وقد بين الباحثون أن هذه المذكرات هي من وضع أحد مراجع الشيعة الاثني عشرية، هو الرافضي محمد الشيرازي، وضعها حتى ينال من شخصية الشيخ المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، ويحط من شأنه وقدره، وينفر من دعوته.
ويجاب عن الاحتجاج بهذه المذكرات بما يلي (1) :
أولا: "مستر همفر" شخصية وهمية لا وجود لها، فهمفر هذا نكرة لا تعرف عنه أي معلومات تفصيلية من حيث اسمه ورتبته, وما يتعلق بوظيفته ومهمته من كتب ووثائق الحكومة البريطانية.
وكذلك من ترجم الكتاب المذكور وهو (ج.ح) أيضا لا يعرف عنه شيء، ومثل هذه الأمور لا تقوم بها حجة في ذاتها، فكيف يطعن بها من شهد له الأئمة الأعلام بالخير.
وثانيا: من تتبع دعاوى صاحب المذكرات يجده يدعي أنه التقى بالشيخ في وقت ما، وجد الباحثون أن عمر الشيخ في هذا الوقت كان عشر سنين، وهذا أمر يتناقض مع ما في المذكرات من أن "همفر" تعرف في البصرة على شاب في زي طلبة العلوم الدينية, وكان يسمى بمحمد بن عبد الوهاب (2) .
وثالثا: لا نجد ذكرا لهذه المذكرات عند أعداء الدعوة القدامى الذين ظهروا في عصر الشيخ ولا فيما بعده بقليل، رغم حرص أعداء هذه الدعوة على تشويهها ونشر كل ما يسيء إليها سواء كانوا من القبوريين أو من الأوروبيين.
ورابعا: أن المذكرات ذكرت أن همفر أرسلته المستعمرات عام 1710م، وقد تبين أن أقدم ضابط للمستعمرات أرسلته بريطانيا كان بعد نحو سبعين عاما من التاريخ المذكور(3) .
خامسا: لو فرضنا أنها صحيحة إلى مستر همفر، فلا يستدل بمثل هذه المذكرات لاحتمال أن يكون قد كذبها هذا الرجل الكافر ليشوه بدعوة التوحيد ؟! (4)
ألا وإن ممن شهد ببراءة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب من هذه المذكرات, وذكر أن "مستر همفر" إنما هو شخصية وهميه حسن بن فرحان المالكي (5) حيث أجاب عنها بجواب طويل جاء فيه: (مذكرات ذلك البريطاني المسمى "همفر" لا تصح, وقد أخبرني بعض الإخوة من الشيعة المعتدلين أن الذي وضعها هو أحد المراجع الشيعة الإمامية نكاية بالوهابية، وعندي اسم ذلك الشيخ الإمامي الذي وضع تلك المذكرة على لسان همفر, وقد ذكر ما يمكن أن يدل على أن واضع تلك المذكرة هو الشيخ الشيعي).
فهذه المذكرات لا يصح الاستدلال بها مع ثبوتها عن أصحابها، فكيف وهي لم تصح أصلا ؟.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله.
أبو عمار علي الحذيفي
3 / صفر / 1435 هـ
_______________
(1) انظر ثلاث مقالات نشرتها "مجلة الأصالة" الأعداد (31) (32) (33)، كتبه مالك بن حسين: فند فيها هذه المذكرات، وانظر: "براءة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب" ورسالة: "أكذوبة مذكرات الجاسوس البريطاني همفر" لسليمان بن صالح الخراشي، وغيرها.
فهناك شبهة يروجها أعداء دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب التميمي، وهي أن الشيخ محمد أرسلته بريطانيا كما ذكر مستر همفر في "مذكراته"، ويزعمون: أن مستر همفر جاسوس بريطاني أرسلته بريطانيا لتمزيق الإسلام، وأنه استعمل الشيخ محمد عميلا له، وهم يحاولون بذلك أن يظهروا أن دعوة الشيخ صنعة بريطانية.
وتهمة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بأنه كان يعمل لحساب بريطانيا شيء عجيب، إذ كيف يظن عاقل أن بريطانيا ترسل دعاة إلى الناس، ليدعوهم إلى التوحيد الخالص، ويحاربوا الوثنية بجميع صورها من عبادة الأضرحة وتعظيمها ونحو ذلك، فإن كانت بريطانيا قد فعلت ذلك فلم تأت بريطانيا بقبيح إذن.
وقد رأيت بنفسي هذه المذكرات عندما جاء بها بعض الشباب إليّ ليسأل عنها، وبعد البحث والتنقيب علمنا أن الذي قام يترويجها – في عدن - هم أعداء دعوة التوحيد، فهم لا يزالون يتهمون هذه الدعوة بكل قبيح، وينفرون عنها بكل ما يملكون.
وقد بين الباحثون أن هذه المذكرات هي من وضع أحد مراجع الشيعة الاثني عشرية، هو الرافضي محمد الشيرازي، وضعها حتى ينال من شخصية الشيخ المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، ويحط من شأنه وقدره، وينفر من دعوته.
ويجاب عن الاحتجاج بهذه المذكرات بما يلي (1) :
أولا: "مستر همفر" شخصية وهمية لا وجود لها، فهمفر هذا نكرة لا تعرف عنه أي معلومات تفصيلية من حيث اسمه ورتبته, وما يتعلق بوظيفته ومهمته من كتب ووثائق الحكومة البريطانية.
وكذلك من ترجم الكتاب المذكور وهو (ج.ح) أيضا لا يعرف عنه شيء، ومثل هذه الأمور لا تقوم بها حجة في ذاتها، فكيف يطعن بها من شهد له الأئمة الأعلام بالخير.
وثانيا: من تتبع دعاوى صاحب المذكرات يجده يدعي أنه التقى بالشيخ في وقت ما، وجد الباحثون أن عمر الشيخ في هذا الوقت كان عشر سنين، وهذا أمر يتناقض مع ما في المذكرات من أن "همفر" تعرف في البصرة على شاب في زي طلبة العلوم الدينية, وكان يسمى بمحمد بن عبد الوهاب (2) .
وثالثا: لا نجد ذكرا لهذه المذكرات عند أعداء الدعوة القدامى الذين ظهروا في عصر الشيخ ولا فيما بعده بقليل، رغم حرص أعداء هذه الدعوة على تشويهها ونشر كل ما يسيء إليها سواء كانوا من القبوريين أو من الأوروبيين.
ورابعا: أن المذكرات ذكرت أن همفر أرسلته المستعمرات عام 1710م، وقد تبين أن أقدم ضابط للمستعمرات أرسلته بريطانيا كان بعد نحو سبعين عاما من التاريخ المذكور(3) .
خامسا: لو فرضنا أنها صحيحة إلى مستر همفر، فلا يستدل بمثل هذه المذكرات لاحتمال أن يكون قد كذبها هذا الرجل الكافر ليشوه بدعوة التوحيد ؟! (4)
ألا وإن ممن شهد ببراءة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب من هذه المذكرات, وذكر أن "مستر همفر" إنما هو شخصية وهميه حسن بن فرحان المالكي (5) حيث أجاب عنها بجواب طويل جاء فيه: (مذكرات ذلك البريطاني المسمى "همفر" لا تصح, وقد أخبرني بعض الإخوة من الشيعة المعتدلين أن الذي وضعها هو أحد المراجع الشيعة الإمامية نكاية بالوهابية، وعندي اسم ذلك الشيخ الإمامي الذي وضع تلك المذكرة على لسان همفر, وقد ذكر ما يمكن أن يدل على أن واضع تلك المذكرة هو الشيخ الشيعي).
فهذه المذكرات لا يصح الاستدلال بها مع ثبوتها عن أصحابها، فكيف وهي لم تصح أصلا ؟.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله.
أبو عمار علي الحذيفي
3 / صفر / 1435 هـ
_______________
(1) انظر ثلاث مقالات نشرتها "مجلة الأصالة" الأعداد (31) (32) (33)، كتبه مالك بن حسين: فند فيها هذه المذكرات، وانظر: "براءة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب" ورسالة: "أكذوبة مذكرات الجاسوس البريطاني همفر" لسليمان بن صالح الخراشي، وغيرها.
(2) تجد تفصيل هذه النقطة في "مجلة الأصالة" كما أحال عليه صاحب "براءة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب". وهو في "المكتبة الشاملة".
(3) مداخلة محمد السعيدي على "قناة المستقلة".
(4) ومن المؤسف أن كثيرا من الكتاب والصحفيين – بل وبعض الدعاة - يأخذون ما في "مذكرات" الزعماء والعظماء وغيرهم مأخذ التسليم دون وضعه – كغيره - على مائدة النقاش، فهذه "المذكرات" عموما إن اعتبرت من مصادر التوثيق، فإنه - والله - ثغرة عظيمة يدخل منها الخلل علينا في كثير من المجالات.
(5) وهو أحد خصوم دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأحد أعداء الدعوة السلفية الحاقدين، وقد ذكر ذلك في كتابه "قراءة نقدية لمذهب الشيخ محمد بن عبد الوهاب"، وهو كتاب عليه ملاحظات كثيرة افترى فيه المؤلف على دعوة الشيخ محمد كثيرا، وله كتب أخرى لا تقل طعنا عن الكتاب المذكور، وقد أجاب عنه العلماء وممن رد عليه الشيخ ربيع بن هادي حفظه الله تعالى في "دحر افتراءت أهل الزيغ والارتياب".
المصدر